مجلس الوزراء اللبناني يعيّن حاكماً لـ«المركزي» بعد «عراك سياسي»

سلام: تحفّظت على اسمه لكن من الآن عليه الالتزام بسياسة الحكومة

0 seconds of 1 minute, 11 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:11
01:11
 
TT
20

مجلس الوزراء اللبناني يعيّن حاكماً لـ«المركزي» بعد «عراك سياسي»

اجتماع بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام قبيل جلسة الحكومة (رئاسة الجمهورية)
اجتماع بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام قبيل جلسة الحكومة (رئاسة الجمهورية)

أعاد التباين الأول بين رئيسي الجمهورية جوزيف عون والحكومة نواف سلام الاعتبار إلى عملية التصويت داخل الحكومة لأول مرة منذ سنوات طويلة اعتاد فيها المسؤولون على اعتماد التوافق داخل مجلس الوزراء على القرارات المهمة. وعيّن مجلس الوزراء المصرفي والخبير في مجال إدارة الثروات كريم سعيد حاكماً جديداً لمصرف لبنان بعد «عراك سياسي» بين رئيس الجمهورية جوزيف عون الداعم له، ورئيس الحكومة نواف سلام، المعترض عليه.

وأتى هذا التعيين في جلسة للحكومة عقدت برئاسة عون، بعد فشل الجهود والمحادثات السياسية التي بذلت في الأيام الماضية على أكثر من خط للتوافق على حاكم لـ«المركزي»، ما أدى إلى اتخاذ قرار باللجوء إلى التصويت الذي أدى إلى فوز سعيد بـ17 صوتاً من أصل 24 وزيراً، بحيث عارض تعيينه سلام والوزراء المحسوبين عليه بشكل أساسي.

وأيّد سعيد كل من وزراء «القوات اللبنانية» و«حزب الله» و«حركة أمل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» وحزب «الكتائب اللبنانية»، كما الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية، بينما عارضه، إضافة إلى سلام، كل من نائب رئيس الحكومة طارق متري، ووزير الثقافة غسان سلامة، ووزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، ووزير التنمية الإدارية فادي مكي، ووزير الاقتصاد عامر البساط، ووزيرة التربية ريما كرامي.

وفيما كان قد سبق الجلسة اجتماع بين عون وسلام، استدعى رئيس الجمهورية سعيد إلى جلسة الحكومة، حيث سجل بعض المناقشات بينه وبين الوزراء ارتكزت على خطة عمله خلال توليه حاكمية «المركزي» في السنوات الست المقبلة.

وفي هذا الإطار سجّل موقف واضح من قبل رئيس الحكومة نواف سلام بعد انتهاء الجلسة، حيث أعلن صراحة رفضه لتعيين سعيد، لكنه أكد أن الحاكم الجديد عليه الالتزام بسياسة الحكومة. وقال: «تحفّظت على تعيين كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان، لكن عليه منذ الآن اعتماد السياسة المالية لحكومتنا والالتزام بقضية الودائع»، معلناً كذلك «الموافقة على مشروع قانون لتعديل قانون السرية المصرفية، ونحن مصرّون على الإصلاح».

وأتى تعيين سعيد خلفاً لرياض سلامة الموقوف لاتهامه في قضايا اختلاس أموال عامة، والذي انتهت ولايته في عام 2023 دون تعيين خلف له، وسط أزمة سياسية عطّلت التوافق على بديل.

جلسة الحكومة اللبنانية منعقدة في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)
جلسة الحكومة اللبنانية منعقدة في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)

وخلال الفترة الماضية، تولى النائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري مهام رئاسة المصرف بالإنابة، وهو منصب يُخصَّص تقليدياً لماروني ضمن نظام المحاصصة الطائفية الذي يقوم عليه توزيع المناصب في لبنان.

ويُعيَّن حاكم مصرف لبنان بمرسوم صادر عن مجلس الوزراء لمدة ست سنوات قابلة للتجديد، وذلك بناء على اقتراح وزير المالية.

كريم سعيد حاكم مصرف لبنان الجديد (لينكد إن)
كريم سعيد حاكم مصرف لبنان الجديد (لينكد إن)

وبعد جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في القصر الجمهوري، قال وزير الإعلام بول مرقص إن «رئيس الجمهورية أكد أن وزير الداخلية يعمل على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها، وأكد استكمال التعيينات الأمنية بأعضاء المجلس العسكري قريباً».

وفي حين لم يتم تعيين مجلس إدارة لتلفزيون لبنان، أعلن مرقص تعيين القاضي جمال الحجار مدعياً عاماً تمييزياً بالأصالة، وأيمن عويدات رئيساً للتفتيش القضائي، ويوسف الجميل رئيساً لمجلس شورى الدولة.

وبعدما تم الاعتراض على الآلية التي اتبعها وزير الإعلام لتعيين مجلس إدارة لتلفزيون لبنان، عبر إرساله كتاباً إلى رئاسة الحكومة بأسماء محددة، أوضح مرقص «أن تلفزيون لبنان لا يخضع لآلية التعيينات المقررة، لكن في ضوء طلب عدد من الوزراء أن يخضع إلى الآلية الإدارية، عارضت واستغربت هذا الطرح».


مقالات ذات صلة

المبعوثة الأميركية أورتاغوس تشدد على ضرورة نزع سلاح «حزب الله»

المشرق العربي مورغان أورتاغوس (رويترز) play-circle

المبعوثة الأميركية أورتاغوس تشدد على ضرورة نزع سلاح «حزب الله»

قالت نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، الأحد، إن تركيز واشنطن حالياً ينصب على وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان ونزع سلاح «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دورية مشتركة لقوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية في بلدة كفركلا الجنوبية (أ.ف.ب)

مقتل شخصين بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان

قُتل شخصان وأُصيب اثنان آخران إثر غارة إسرائيلية في جنوب لبنان، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنهما عنصران في «حزب الله» كانا يقومان بـ«إعادة بناء بنى تحتية للحزب».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي خلال لقاء نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس مع رئيس الجمهورية جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)

لبنان يتعهّد لأورتاغوس بسحب سلاح «حزب الله»

غاب عن لقاءات نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي في بيروت، التهويل والوعيد، واتسمت بتبادل النيات الحسنة لإيجاد الحلول وتعهد لبناني بحصر السلاح في يد «الشرعية».

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في بيروت (رويترز) play-circle

المبعوثة الأميركية ناقشت في لبنان نزع سلاح «حزب الله»

أفاد مسؤول لبناني بأن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس بحثت في أثناء اجتماعاتها التي عقدتها في بيروت قبل يوم نزع سلاح «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي نزلاء سجن رومية ينتظرون قانون العفو العام (غيتي)

القضاء اللبناني يبدأ التنسيق لنقل المحاكم إلى سجن رومية

اختارت السلطة اللبنانية أقصر الطرق لمعالجة أزمة الاكتظاظ في سجن رومية المركزي عبر اتخاذ قرار بتفعيل المحكمة الموجودة داخله.

يوسف دياب (بيروت)

فصائل عراقية تدرس نزع السلاح خوفاً من المواجهة مع ترمب

جنازة قائد من «كتائب حزب الله» في بغداد بعد مقتله في غارة إسرائيلية على دمشق في سبتمبر الماضي (رويترز)
جنازة قائد من «كتائب حزب الله» في بغداد بعد مقتله في غارة إسرائيلية على دمشق في سبتمبر الماضي (رويترز)
TT
20

فصائل عراقية تدرس نزع السلاح خوفاً من المواجهة مع ترمب

جنازة قائد من «كتائب حزب الله» في بغداد بعد مقتله في غارة إسرائيلية على دمشق في سبتمبر الماضي (رويترز)
جنازة قائد من «كتائب حزب الله» في بغداد بعد مقتله في غارة إسرائيلية على دمشق في سبتمبر الماضي (رويترز)

تدرس فصائل عراقية قوية تحظى بدعم إيراني، للمرة الأولى، التخلي عن سلاحها، سعياً لتفادي خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حسبما أوردت «رويترز» عن مصادر محلية مطلعة.

وأشارت مصادر، من بينها قادة محليون لفصائل مسلحة بارزة، إلى أن التحرك نحو نزع السلاح يهدف إلى خفض التصعيد، عقب تحذيرات غير رسمية نقلها مسؤولون أميركيون للحكومة العراقية منذ وصول ترمب إلى الحكم في يناير (كانون الثاني).

وقالت مصادر إن المسؤولين الأميركيين أبلغوا بغداد بأن تجاهل وجود الفصائل المسلحة قد يدفع واشنطن إلى تنفيذ ضربات جوية ضدها.

وقال عزت الشابندر، السياسي الشيعي الكبير والمقرب من الائتلاف الحاكم في العراق، لـ«رويترز»، إن المحادثات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقادة فصائل مسلحة وصلت إلى مراحل متقدمة، وسط مؤشرات على استعداد هذه الجماعات للاستجابة للمطالب الأميركية المتعلقة بنزع سلاحها.

وأضاف: «الفصائل لا تتصرف بعناد أو تصر على الاستمرار بصيغتها الحالية»، مشيراً إلى أن هذه الجماعات «تدرك تماماً» أنها قد تصبح هدفاً محتملاً للولايات المتحدة، بحسب «رويترز».

وينتمي قادة الفصائل الذين تحدثوا إلى «رويترز» في بغداد ومحافظة جنوبية إلى «كتائب حزب الله»، و«حركة النجباء»، و«كتائب سيد الشهداء»، و«أنصار الله الأوفياء»، وقد اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم نظراً لحساسية الموضوع.

وقال قيادي في «كتائب حزب الله»، أقوى الفصائل الشيعية: «ترمب مستعد لتصعيد الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، نحن نعلم ذلك، ونريد تجنب مثل هذا السيناريو السيئ».

وقالت مصادر إن الراعي الإيراني للفصائل؛ «الحرس الثوري»، فوّضها بحرية اتخاذ القرار بما يلزم لتفادي نزاع قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مع واشنطن أو إسرائيل.

ووفقاً لمسؤولَين أمنيين يراقبان أنشطة الجماعات المسلحة، فإن التحالف الذي تنتمي إليه هذه الجماعات، وهو تحالف «المقاومة الإسلامية في العراق»، يضم فصائل شيعية مسلحة مشددة تمتلك نحو 50 ألف مقاتل، ومزوّدة بقدرات قتالية متقدمة تشمل صواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي.

ويُعد التحالف ركيزة أساسية في «محور المقاومة» الذي يضم شبكة من الجماعات والفصائل المدعومة من إيران أو المتحالفة معها في المنطقة، وقد أعلن مسؤوليته عن هجمات متعددة بالصواريخ والطائرات المسيّرة استهدفت إسرائيل والقوات الأميركية في العراق وسوريا منذ اندلاع حرب غزة قبل نحو 18 شهراً، بحسب ما أفادت به «رويترز».

وقال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية، إن الحكومة العراقية تسعى لضمان أن تكون الأسلحة في البلاد تحت إشراف الدولة من خلال «حوار بنّاء مع مختلف الجهات الفاعلة الوطنية».

وأفاد المسؤولان الأمنيان العراقيان بأن السوداني يعمل على نزع سلاح جميع الفصائل في «تحالف المقاومة الإسلامية» الموالية لـ«الحرس الثوري» و«فيلق القدس»، والتي لا تعترف بولائها لبغداد.

وأشارت المصادر إلى أن بعض الجماعات المسلحة قد خفضت وجودها في المناطق الكبرى مثل الموصل والأنبار، وأخلت مقراتها الرئيسية بشكل شبه كامل منذ منتصف يناير، تحسباً لهجمات جوية.

وأضافت أن العديد من القادة اتخذوا تدابير أمنية مشددة، بما في ذلك تبديل هواتفهم الجوالة، وسياراتهم، ومساكنهم بشكل متكرر لتفادي أي استهداف.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها تواصل حث بغداد على كبح جماح الفصائل المسلحة، مضيفة: «يجب على هذه القوات أن تستجيب للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، لا لإيران».

وقال مسؤول أميركي، لم يرغب في الكشف عن هويته، إن الفصائل المسلحة قد أوقفت في الماضي هجماتها نتيجة للضغط الأميركي، معبراً عن تشكيكه في استدامة نزع السلاح على المدى الطويل.

وأحجم «الحرس الثوري» الإيراني عن التعليق على هذا الأمر، ولم ترد وزارتا الخارجية الإيرانية والإسرائيلية على الاستفسارات.