«نفس»... نصف المسلسل الفارغ يطغى على نصفه الملآن

ثلاثية دانييلا رحمة وعابد فهد ومعتصم النهار لم تُنقذ العمل

المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)
المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)
TT
20

«نفس»... نصف المسلسل الفارغ يطغى على نصفه الملآن

المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)
المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)

يُساء إلى مسلسل «نَفَس» بإرغامه على ملء أيام الشهر الرمضاني. لا يحتمل التطويل، ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش بهذا الشكل. علّةُ بعض المسلسلات جرّها نحو مزيد من الحلقات الفارغة، أو العادية بلا بريق. وهو منها. يدور ويدور قبل أن يقرّر وجهته. وأحياناً لا يحطّ في مكان. فقط يدور ويحوم ويبرع في التأجيل والتسويف.

في المسلسل جهودٌ ينبغي الاعتراف بها. بطلته دانييلا رحمة تكاد ترفعه، شبه وحيدة، على كتفيها وتسير به نحو خلاصٍ ما. تترك لدى المتابع شعوراً بأنها مسؤولة عنه، وعليها تحمُّل المسؤولية. وتفعل ما أمكن لتكون بحجم الحِمْل. شخصية «روح» ليست سهلة. حمَّلتها الكاتبة إيمان السعيد معانيَ لا مجال لإنكارها. فالعمى الحقيقي ليس فقدان البصر. إنه العيش بلا بصيرة. وأحياناً السكوت عمى. والتواطؤ عمى. والظلم والتجنّي والانتقام والكراهية هي أشدّ أشكال الظلمات.

جعل المسلسل الحبّ فريداً إلى أن تدخَّل العامل الخارجي وأفسد النقاء (فيسبوك)
جعل المسلسل الحبّ فريداً إلى أن تدخَّل العامل الخارجي وأفسد النقاء (فيسبوك)

المسلسل لبناني - سوري، لا يعطي سبباً إضافياً، ولا أهمية، لضرورة استمرار الأعمال المشتركة. فنصُّ إيمان السعيد يحمل فكرة، لكنها تبلغ المُشاهد متعثّرةً وبقدم واحدة. لديها ما تقوله عن الأنفاق التي تنتهي بضوء هو قدرُ المؤمنين بعظمة تخطّي العتمة. لكنَّ النيّة شيء وترجمتها على الشاشة شيء آخر. فما نراه مفكَّك أكثر من كونه مترابطاً، وتائه أكثر من استطاعته إيجاد الوجهة. يطغى على العمل انطباع بأنه منهمك بسدِّ 30 حلقة، وبعد ذلك الهَم، تصبح الهموم الأخرى ثانوية. مثل حنكة ربط الأحداث وتجنُّب الإطالة وضخّ العنصر المُحرِّك وطرد الملل. عكسُ هذه الأولويات يتقدَّم المشهد.

في المسلسل جهودٌ ينبغي الاعتراف بها منها دور دانييلا رحمة (فيسبوك)
في المسلسل جهودٌ ينبغي الاعتراف بها منها دور دانييلا رحمة (فيسبوك)

يُحسب للمسلسل (إنتاج «الصبّاح أخوان») إعلاؤه قيمة المسرح وجَعْل حضوره يتفوّق على مجرّد التوظيف في خلفية. هذه تحية مُقدَّرة. ويُحسب له تناوُل قضية المكفوفين، من دون إحباط؛ بحُب وأمل وقدرات، وإرادة جبّارة.

فضلُه في الشِّعار أكثر من التطبيق. على مستوى الفكرة، يستطيع استعادة الثقة بنفسه، فهو خارج التقليدي، حمَّل بطلته طاقات متساوية مع الآخرين، ولم يحشرها في الزاوية فقط لأنها خسرت النظر. وذهب أبعد من مَنحها رجلاً يحبّها «رغم حالتها الخاصة»، بجَعل هذا الحبّ فريداً، لا يأبه للظروف ولا لِما يُفرِّق؛ إلى أن تدخَّل العامل الخارجي وأفسد النقاء.

رفض العمل حَصْر التمايُل بالقادرين على النظر (فيسبوك)
رفض العمل حَصْر التمايُل بالقادرين على النظر (فيسبوك)

طاقة أخرى رهيبة، جمَّل بها المسلسل بطلته الضريرة هي التأكيد أنّ شيئاً لا يعوق الإبحار في الأحلام. ملَّكها الرقص، رافضاً حَصْر التمايُل بالقادرين على النظر. وإنما هذه الفضائل لم تُنقذ المسلسل. ذلك مثل النصف الملآن من الكوب وهو يتعثَّر أمام نصفه الفارغ قبل أن يتيح له السيطرة والاستحواذ.

المطلوب من عابد فهد مراجعة خياراته (لقطة من المسلسل)
المطلوب من عابد فهد مراجعة خياراته (لقطة من المسلسل)

ولكن لماذا؟ النصُّ أولاً؛ ليس بفكرته ولكن بحواراته ومساراته، بالتطويل والدوران حول النفس، بتأجيل الحدث، بالإيقاع الهادئ حدّ الملل، وبالسير السلحفاتي نحو الحلقات المقبلة. سيُقال الآن، إنّ «غيث» (معتصم النهار) عاد والانتقام وشيك. حلقات مرَّت وقد تردَّد في التقدُّم خطوة نحو الحدث التالي. مشكلة المسلسل في أنه يستثمر بأحداث تفتقر إلى المنطق، أكثر من استثماره بما يُحرِّكه قُدماً. نرى مثلاً كيف تُرسل «ميرنا» (إلسا زغيب بأداء جيد) لـ«روح» (دانييلا رحمة) صوراً تُشعل غيرتها وتوتّر علاقتها بخطيبها «أنسي» (عابد فهد)، رغم أنها مقيمة في منزله بذريعة أنها تواجه مشكلات ولا ملجأ لها إلا هو؛ زوجها السابق. ذلك ربما يُبرَّر، إذ يُصوّرها العمل مهووسة بالماضي، عاجزة أمام التخطّي. أما العَصيُّ على التبرير فهو استعدادها للتحالف مع متحرِّش بها! عند هذا الحد «يُخبِّص» المسلسل ويُسمّي «التخبيص» أحداثاً درامية!

إلسا زغيب لفتت لكنّ تركيبة الدور لم تُقنع دائماً (فيسبوك)
إلسا زغيب لفتت لكنّ تركيبة الدور لم تُقنع دائماً (فيسبوك)

ثم إنّ والد «روح»، «طلال شهاب» (جوزيف بونصار)، اختفى من السياق كأنه اقتُلع! غياب مُستَغرب ننتظر ما يُبرره. وما هو أسوأ من الغياب، الحضور الضئيل لأحمد الزين وختام اللحام. لم يُضف إليهما العمل، كما لم يُضف إلى عابد فهد. المطلوب مراجعة خياراته، والتخلّي عن «الترميش» المبالغ به، و«التأتأة» المُكرَّرة في أدواره كلما أراد التعبير عن وضعية حَرِجة. على هذا الانطباع ألا يترسَّخ عن فنان من وزنه.

جوزيف بونصار ونهلا داوود والدا بطلة المسلسل (فيسبوك)
جوزيف بونصار ونهلا داوود والدا بطلة المسلسل (فيسبوك)

دانييلا رحمة أرادت النجاح واجتهدت من أجله. وفيما كاميرا المخرج إيلي السمعان حاولت تعويض ما افتُقِر إليه؛ في تركيبة معظم الشخصيات وغياب بعض الحوار النافع، بدا معتصم النهار مصرّاً على الأثر. حضوره جيّد وجهده لم يتبخَّر.

ولم تتبخَّر أيضاً جهود نهلا داوود بشخصية «نوال»، ورانيا عيسى بدور «ثريا» مع وسام صباغ بشخصية «نجيب». في الثلاثة، لُمحَ الأداء المناسب. وإذا كانت شخصية «غنوة» التي أدّتها ميا علّاوي جديرة بالتعمُّق بها أكثر، فإنّ إبقاءها على الهامش بيَّن رسالتها ووجعها (العلاقة برجل متزوج) كما يطفو على السطح. أمكن أن تكون إحدى أبرز الشخصيات.

الشابة التي أدّت شخصية «جنى» (ماريا تنوري) سقطت في المبالغة وسمحت بتسلُّل الافتعال. لم تنجُ روزي الخولي، بشخصية والدتها، من «السكّر زيادة» في الأداء، مما لم يخدم تميُّز قصتهما رغم إشكاليتها ومأساويتها (أُمٌّ ترى رغباتها المبتورة في ابنتها). أما إيلي متري، فبمَشاهد قليلة أكّد عفوية الشخصية. الإبهار الدرامي لم يبلغه أحد.


مقالات ذات صلة

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

يوميات الشرق أتقن جوان رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة (مشهد من «تحت سابع أرض»)

جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحد

أتقن الممثل السوري جوان خضر رَسْم ملامح «فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق في فيلم «نهاد الشامي» تُجسّد جوليا قصّار شخصية الحماة المتسلّطة (إنستغرام)

جوليا قصّار لـ«الشرق الأوسط»: الكيمياء بين ممثل وآخر منبعُها سخاء العطاء

ترى جوليا قصّار أنّ مشاركة باقة من الممثلين في المسلسل أغنت القصّة، ونجحت نادين جابر في إعطاء كل شخصية خطّاً يميّزها عن غيرها، مما ضاعف حماسة فريق العمل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حسن عسيري خلال استضافته المطرب إيهاب توفيق (الشرق الأوسط)

حسن عسيري يستحضر حسَّه الكوميدي في برنامجه «بروود كاست»

في حواره مع «الشرق الأوسط» تحدّث الفنان والمنتج السعودي حسن عسيري عن كواليس برنامجه «بروود كاست».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

انتهت مسلسلات رمضان وبقيت تتراتها عالقة في الأذهان

من مصر إلى لبنان وسوريا مروراً بالخليج، جولة على أكثر أغاني المسلسلات جماهيريةً واستماعاً.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق العمل أهلٌ بتصنيفه بين الأفضل (البوستر الرسمي)

«بالدم»... مخاطرةٌ رابحة مع ملاحظات ضرورية

العمل لم ينل التنويه لمجرّد عواطف وطنية، فذلك مُعرَّض لأنْ تفضحه ثغر ويدحضه افتعال. أهليته للإشادة به مردُّها أنه أقنع بكثير من أحداثه، ومنح شخصيات قدرة تأثير.

فاطمة عبد الله (بيروت)

مصر: تباين بشأن «نجاح» منظومة تطوير الأهرامات

شكاوى من منظومة التطوير الجديدة بمنطقة الأهرامات (الشرق الأوسط)
شكاوى من منظومة التطوير الجديدة بمنطقة الأهرامات (الشرق الأوسط)
TT
20

مصر: تباين بشأن «نجاح» منظومة تطوير الأهرامات

شكاوى من منظومة التطوير الجديدة بمنطقة الأهرامات (الشرق الأوسط)
شكاوى من منظومة التطوير الجديدة بمنطقة الأهرامات (الشرق الأوسط)

بينما تؤكد وزارة السياحة والآثار المصرية وجود سلاسة ويُسر في عمليات زيارة الأهرامات ضمن التشغيل التجريبي لمشروع تطويرها، فإنّ مرشدين سياحيين تحدثوا عن «معاناة كبيرة» يعيشها السائحون خلال تنقلهم بين محطات الزيارة داخل المنطقة.

وقالت وزارة السياحة والآثار في بيان لها الأحد: «استقبلت منطقة الأهرامات السبت، نحو 15 ألف زائر بنسبة زيادة بلغت 25 في المائة مقارنة بأول يوم لبدء التشغيل التجريبي، وهو ما يمثل أعلى نسبة زيادة».

وشدّدت على «تأكيد التقارير التي تلقاها الوزير من فريق عمل الوزارة الموجود في المنطقة الأثرية، بالإضافة إلى تقارير شركة (أوراسكوم بيراميدز)، أن حركة الزيارة تسير بسهولة ويسر».

وأضاف الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن «حركة الزيارة يوم السبت شهدت انسيابية وسهولة، سواء في الدخول من بوابة المنطقة الأثرية الواقعة على طريق القاهرة - الفيوم، أو من خلال التنقل بين مسارات الزيارة في المنطقة».

بيد أنّ عدداً من المُرشدين السياحيين وخبراء الآثار تحدثوا عن «معاناة حقيقية» يمر بها السائحون خلال تنقلهم داخل المنطقة، ما دعا لجنة السياحة والطيران المدني في مجلس النواب إلى عقد جلسة استماع الأحد، بشأن مستجدات أعمال التشغيل التجريبي لمشروع تطوير منطقة الهرم بمشاركة ممثلين لوزارتي السياحة والآثار، والتنمية المحلية، وغرفة شركات السياحة، والمرشدين السياحيين، وشركة «أوراسكوم».

وقالت النائبة نورا علي رئيسة اللجنة في بيان صحافي: «تستهدف اللجنة بحث جميع الرؤى المتعلقة بالمشروع، والنظر في الأمور المُثارة كافة، منذ بدء الافتتاح التجريبي، لتقريب وجهات النظر والخروج بخطة متكاملة تحقق جميع التطلعات».

الخيّالة في مواقع متعددة دون منطقة التريض (الشرق الأوسط)
الخيّالة في مواقع متعددة دون منطقة التريض (الشرق الأوسط)

ووفق الخبير الأثري فاروق شرف، فإنّ عدداً من السائحين يعانون بعض الإشكالات أثناء زيارتهم لمنطقة الأهرامات، خصوصاً عند الدخول من البوابة الجديدة، حيث يُطلب منهم مغادرة الحافلات السياحية الخاصة بهم، واستقلال مركبات كهربائية للوصول إلى داخل المنطقة إضافة إلى المحطة التبادلية.

وأضاف: «هذا النظام كان يهدف إلى تقليل الانبعاثات والحفاظ على البيئة، بيد أنه يتسبب في إهدار وقت الزيارة، واحتمالية فقدان مقتنيات شخصية بسبب الانتقال من وسيلة إلى أخرى». ولفت شرف الذي عمل مختصاً في ترميم الآثار وصيانتها بمنطقة الأهرامات سابقاً، عبر حسابه على «فيسبوك» إلى أن «التجربة بشكلها الحالي متعبة للزائر».

وقال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، رئيس «حملة الدفاع عن الحضارة المصرية» في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم يستمع مسؤولو مشروع التطوير إلى وجهة نظر المجتمع المحلي المرتبط بالموقع، ولا إلى الجهات التي تتعامل مع المشروع، سواء من المرشدين السياحيين، أو أصحاب الشركات السياحية أو المحليات».

وكان النقيب السابق للمرشدين السياحيين حسن النحلة، قد طالب بعقد اجتماع بين وزير السياحة والآثار والمرشدين وأصحاب الشركات للاستماع إلى وجهة نظرهم قبل التطبيق، وهو ما لم يحدث؛ وفق ريحان الذي أضاف: «عندما ظهرت الأزمة حمَّلوا الجمَّالة والخيّالة مسؤولية الفوضى، وتجاهلوا فكرة اختيار موقع مناسب لهم، وأصبح موقعهم بعيداً عن حركة السياحة مما أضر بمصالحهم».

الدخول إلى منطقة الأهرامات بعد التفتيش عبر البوابات الإلكترونية (الشرق الأوسط)
الدخول إلى منطقة الأهرامات بعد التفتيش عبر البوابات الإلكترونية (الشرق الأوسط)

وبعد تصاعد حدة الانتقادات ونشر المرشدين السياحيين مقاطع فيديو تُظهر زحام السائحين داخل حافلات المنطقة الأثرية، وعدت وزارة السياحة والآثار بإيجاد الحلول الملائمة للأزمة، وأفادت في بيانها بأنها «تعكف حالياً على إيجاد الحلول الملائمة لما رُصِد من دروس مستفادة أثناء التشغيل التجريبي، مع الأخذ في الاعتبار الملاحظات التي أرسلها مرشدون سياحيون وعاملون في المنطقة، لتلافيها خلال الفترة المقبلة، والبناء على الإيجابيات، وذلك بالتعاون مع جميع الوزارات والجهات المعنية، بما يعمل على تحسين التجربة السياحية في المنطقة، الذي يُعد الهدف الأساس من المشروع».

ويوصي شرف بالسماح بـ«مرور الحافلات السياحية المعتمدة وفقاً لمعايير بيئية محددة حتى نقطة قريبة ومناسبة من المواقع داخل المنطقة، ودراسة ما هو أفضل في بدء الزيارة لترسيخ انطباع حضاري جيد، وتوفير خيار النقل الكهربائي بوصفه خدمة إضافية اختيارية وليس إجبارية، وتنظيم الدخول وفقاً لمواقيت محددة لتجنُّب التكدس، كما تفعل معظم الدول».

ويُشدد شرف على أن «حماية الأثر لا بدّ أن تسير بالتوازي مع تحسين تجربة السائح، وإن كانت هناك نسبة من عوادم السيارات، فإنها في ظل التنظيم والرقابة، لا تمثل ضرراً يُذكر على البيئة الأثرية المفتوحة، في مقابل الراحة، والانطباع الإيجابي، وضمان أمن السائح ومتعلقاته».

وأثار الارتباك الذي شهدته منطقة أهرامات الجيزة في أول أيام تشغيل منظومة التطوير الجديدة بشكل تجريبي، جدلاً واسعاً، وانتقادات واتهامات في مصر.

الجِمال أمام هرم منقرع (الشرق الأوسط)
الجِمال أمام هرم منقرع (الشرق الأوسط)

وتم تداول صور ومقاطع فيديو على نطاق واسع عبر «السوشيال ميديا» تُظهر زحام السائحين داخل الحافلات الجديدة الخاصة في منطقة الأهرامات، بالإضافة إلى قطع الخيّالة والجمّالة لطريق سير الحافلات؛ اعتراضاً على المنظومة الجديدة التي تقضي بإبعادهم عن خط سير الحافلات، وهو ما عدّه نجيب ساويرس رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة شركة «أوراسكوم بيراميدز للخدمات الترفيهية»، الشركة المشغلة لمنظومة التطوير الجديدة، «تجربة سيئة للغاية».

واتهمت شركته «أوراسكوم» عبر بيان لها الجهات المعنية بـ«التراجع عما تم الاتفاق عليه في مخطط التطوير».

وهدف مخطط التطوير تحويل المنطقة الأثرية التي تنتظر افتتاح المتحف المصري الكبير في يوليو (تموز) المقبل، إلى منطقة صديقة للبيئة، بتوفير حافلات كهربائية لنقل السائحين من البوابة الجديدة على طريق الفيوم إلى محطات الزيارة المختلفة بالمجان، وتخصيص منطقة لأصحاب الخيول والجمال «منطقة التريض»، وذلك بعد الشكوى المتكررة من سوء معاملتهم للسائحين والزوار المحليين.

ويُعدّ أصحاب الدواب منطقة التريض المخصصة لهم داخل المنطقة الأثرية بمنزلة «منفى»، وأكد بعضهم لـ«الشرق الأوسط» أنهم «لن يلتزموا بالبقاء فيها».