بسّام شليطا يجمع في حفل «فانتازيا الأندلس» بين الفلامنكو والموسيقى الشرقية

المايسترو اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: سأحمله إلى مهرجان «الثقافات الثلاث» في إسبانيا

يدأب شليطا على الجمع بين الحقيقة والخيال في حفلاته (بسام شليطا)
يدأب شليطا على الجمع بين الحقيقة والخيال في حفلاته (بسام شليطا)
TT
20

بسّام شليطا يجمع في حفل «فانتازيا الأندلس» بين الفلامنكو والموسيقى الشرقية

يدأب شليطا على الجمع بين الحقيقة والخيال في حفلاته (بسام شليطا)
يدأب شليطا على الجمع بين الحقيقة والخيال في حفلاته (بسام شليطا)

تملك موسيقى الفلامنكو تاريخاً طويلاً، لا سيما أنها انطلقت في القرن الـ18. أما أصولها فتعود إلى موسيقى غجر إسبانيا (الخيتانوس). وكان لها تأثير متبادل مع الموسيقى الأندلسية. ويظهر ذلك في بعض أنواع الموسيقى بشمال أفريقيا؛ منها الشعبي الجزائري والطرب الغرناطي. ويبدو ذلك جلياً في طريقة الغناء من الحنجرة، وفي غيتار الفلامنكو وتأثره بالعود. من هذا المنطلق، قرَّر الموسيقي المايسترو بسّام شليطا تقديم حفل يمزج فيه بين الموسيقيين، يوم 29 مارس (آذار) الحالي في «كازينو لبنان».

يحمل الحفل عنوان «فانتازيا الأندلس» ويُركَّز فيه على أهمية «الفلامنكو» ودمجها في الموسيقى الشرقية. يقول بسّام شليطا لـ«الشرق الأوسط»: «عندما فتح العرب الأندلس حملوا معهم موسيقاهم المتأثرة بنظيرتها البيزنطية، وأخذ الأندلسيون بدورهم العود في شكله القديم وطوَّروه إلى غيتار فلامنكو (نيغرا). وهناك وُلد زرياب؛ الموسيقي العراقي الشهير. ومن خلاله ابتُكرت الموشَّحات الأندلسية متأثّرة بالألحان العربية. وما أُنجزه في (فانتازيا الأندلس) هو استحضار الحضارتين على طريقتي الموسيقية».

التأثير الذي تركته الموسيقى العربية على الأندلس قابله تأثيرٌ أندلسي على بلدان عربية، فقد ترك الإسبان أيضاً بصمتهم الموسيقية في مقامات شرقية مثل «الحجاز». أما البُعد الذين يتحدَّثون عنه بين الشرق والغرب فينقلب إلى ارتباطٍ وثيق بموسيقى الطرفين.

يستغرق حفل «فانتازيا الأندلس» نحو 90 دقيقة، ويحكي قصصاً غامضة تتمحور حول 4 فصول. ويوضح شليطا: «هذه القِصص تحمل الحب، والفرح، والأمل، والألم، وقولبتها لتتكلَّل بالحلم والخيال وأفكار النوستالجيا. وعندما أنوي تقديم حفلة ما، فإنني أحرص على أن يحفر في الذاكرة ليكون علامة فارقة».

«فانتازيا الأندلس» مزيج من موسيقى الشرق والغرب (بسام شليطا)
«فانتازيا الأندلس» مزيج من موسيقى الشرق والغرب (بسام شليطا)

يُشارك في هذا الحفل مجموعة من الفنانين الإسبان والرومان، في حين سيتمثَّل لبنان بصوت سيرينا الشوفي التي تؤدي موشحات عربية. ومن فريق العازفين يستقدِم شليطا أحد أهم عازفي الكلارينيت من رومانيا؛ وكذلك راقصة «الفلامنكو» المعروفة ماكارينا راميريز. وأيضاً تُشارك المغنية الإسبانية إيما لا كاربونييرا في الحفل.

استغرق تحضير الحفل أشهراً طويلة. ويتابع المايسترو شليطا: «جمعتهم في مدينة سيفيلا الإسبانية حيث أجرينا التمارين اللازمة. تناقشنا معاً في التجربة الشرقية ليتلقفوها».

يلوّن شليطا حفله بالفنون التشكيلية لتكون مفاتيح فنية يُدرك المشاهد عبرها علاقتها بموضوعات الحفل. ويضيف: «موضوعات الحفل تعبق بالمشاعر التي تتأثر بدورها بالإضاءة والمؤثِّرات البصرية. وركنت إلى روّاد الرسم العالمي كي أضيف مزاجهم على الحفل. ومن خلال ألوان لوحاتهم سيتلمّس الحضور تأثيرهم. فلوحاتهم لن تتصدَّر المشهدية، بيد أن ألوانها هي التي ستتكلّم. ونتعرّف على الألم عبر ألوان لوحات سلفادور دالي. ومع بيكاسو نلمس الفرح. في حين غوستاف كليمت تمثّل ألوانه الحب، وتلك الخاصة بفان غوخ توحي بالأمل».

يحمل شليطا «فانتازيا الأندلس» إلى إسبانيا (بسام شليطا)
يحمل شليطا «فانتازيا الأندلس» إلى إسبانيا (بسام شليطا)

مفاتيح صغيرة يستخدمها الموسيقي بسام شليطا ليطبع حفلته بالغموض، فيولّد مساحات من الخيال.

هذه المفاتيح يراها شليطا مستحضِرةً للإبداع، فيُغذي المشهدية الفنية بطبقات عدّة، فلا تقتصر على قصة بسيطة. ويوضح: «عندما يستعيدها المشاهد في ذاكرته ويحلِّلها، يُدرك معانيها ومهمتها في الحفل».

المقطوعات الموسيقية؛ التي سيقدَّم في الحفلة جزء منها، هي من مؤلفات شليطا. في حين سيخلط قسم آخر بين الإسبانية والعربية. ويوضح شليطا: «لجأت إلى أغنيات تراثية من لبنان، من بينها تلك التي يؤديها الراحل زكي ناصيف، وأخرى من تونس ومصر؛ لأمزج بين موسيقى الشرق والأندلسي الإسباني».

يتولّى شليطا إخراج هذا الحفل بالتعاون مع فريق عمل يتألّف من كريستيان أبو عني و«كاتس برودكشن». كما سيتلوَّن الحفل بصوت راوٍ على الطريقة التقليدية، وسيُتداول باسمين لهذه المهمة، هما: جو قديح، ومازن كيوان.

وفي 24 مايو (أيار) المقبل، يحمل بسّام شليطا هذا الحفل إلى إسبانيا. ويخبر «الشرق الأوسط»: «ستستضيف إسبانيا المهرجان، وتحديداً مدينة مورسيا. ويُعدّ من بين أهم مهرجانات إسبانيا وأوروبا. ويجمع تحت سقفه موسيقى الفلامنكو وأهم أركانها الفنِّيين من مغنين وعازفين. واختاروا مشروعي ليشارك في واحدة من أمسيات المهرجان الذي سيُنظَّم على مدى 10 أيام. لطالما حلمت بالوقوف على مسرح هذا المهرجان، وأُعدُّ مشاركتي فيه إنجازاً في حد ذاتها، وسأقدمه تحت عنوان (الكومباس)».


مقالات ذات صلة

حضور سعودي لافت بـ«مالمو للسينما العربية» في السويد

يوميات الشرق «نورة» أول فيلم روائي سعودي طويل يُصوَّر بالكامل في العلا (الشركة المنتجة)

حضور سعودي لافت بـ«مالمو للسينما العربية» في السويد

ينافس الفيلم السعودي «نورة» للمخرج توفيق الزايدي في المسابقة الرسمية للمهرجان، وهو أول فيلم روائي طويل يُطوَّر ويُصوَّر بالكامل في العلا.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة تجمع أبطال فيلم «ولاد رزق 3» (الشركة المنتجة)

7 أفلام مصرية تتنافس على جوائز «جمعية الفيلم»

من بين 43 فيلماً روائياً مصرياً طويلاً استضافتها دور العرض العام الماضي تم اختيار 7 أفلام للمنافسة على جوائز مهرجان «جمعية الفيلم» في دورته الـ51.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق بوستر فيلم «ضي» الذي يشارك في المهرجان (الشركة المنتجة)

«ضي» يفتتح «هوليوود للفيلم العربي» بأميركا

اختارت إدارة مهرجان «هوليوود للفيلم العربي» الفيلم السعودي - المصري «ضي... سيرة أهل الضي» ليكون فيلم افتتاح الدورة الرابعة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق هندوس يحتفلون بعيد هولي وسط الألوان في الهند (رويترز)

عيد «هولي»... كيف تحتفل الهند بمهرجان الألوان؟ (صور)

امتلأت الأجواء بألوان زاهية، حيث احتفل ملايين الناس في جميع أنحاء جنوب آسيا بعيد «هولي»، وهو مهرجان الألوان الهندوسي الذي يُشير إلى حلول الربيع في الهند.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
سينما «طريق الريح» لترينس مالك (بابلسبيرغ بيكتشرز)

12 فيلماً جديداً برسم الدورة الـ78 لمهرجان «كان»

محظوظة السينما بأفلامها، وأفلامها محظوظة بمهرجاناتها. من «برلين» إلى «نيويورك» ومن «تورنتو» و«مونتريال» إلى «سان سيباستيان».

محمد رُضا (لندن)

رئيسة منظمة خيرية تتهم الأمير هاري بممارسة «المضايقات والتنمر»

الأمير هاري (إ.ب.أ)
الأمير هاري (إ.ب.أ)
TT
20

رئيسة منظمة خيرية تتهم الأمير هاري بممارسة «المضايقات والتنمر»

الأمير هاري (إ.ب.أ)
الأمير هاري (إ.ب.أ)

اتهمت صوفي تشانداوكا، رئيسة منظمة سنتيبيل الخيرية، التي أنشأها الأمير البريطاني هاري لمساعدة الشبان المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في ليسوتو وبوتسوانا، بممارسة «المضايقات والتنمر على نطاق واسع».

جاء ذلك بعد أيام من تنحي الأمير هاري عن مهام تتعلق بالمنظمة بسبب خلاف وصفه بأنه «مدمر».

وشارك الأمير هاري، الإبن الأصغر للملك تشارلز، في تأسيس منظمة سنتيبيل عام 2006 تكريماً لاسم والدته الراحلة الأميرة ديانا، وتنحى عن مهامه بالمنظمة عقب خلاف مع تشانداوكا. كما تنحى مؤسس المنظمة المشارك الأمير سيسو من ليسوتو ومجلس الأمناء عقب هذا الخلاف.

وفي مقابلة مع «سكاي نيوز»، قالت تشانداوكا، في إشارة إلى طريقة استقالة هاري، «سمح الأمير هاري بنشر خبر مسيء يوم الثلاثاء دون إبلاغي أو إبلاغ المديرين في بلدي أو مديري التنفيذي».

وأضافت: «هل يمكنكم تخيل ما فعله مثل هذا الهجوم بي وبأفراد منظمات سنتيبيل البالغ عددهم 540 وأسرهم؟... هذا مثال على المضايقات والتنمر على نطاق واسع».

ولم يرد ممثلو الأمير هاري وزوجته ميغان بعد على طلبات للتعليق على هذه الادعاءات.

وذكرت «سكاي نيوز أن الزوجين رفضا تقديم أي رد رسمي على المقابلة.

وقال هاري وسيسو في بيان مشترك يوم الأربعاء، إن انهيار العلاقة بين مجلس أمناء المنظمة الخيرية وتشانداوكا أمر «مدمر».

وسبق أن صرحت تشانداوكا بأن سنتيبيل تعاني من «سوء الإدارة وضعف الإدارة التنفيذية وإساءة استخدام السلطة والتنمر والمضايقات وكراهية النساء».