نشاط الأعمال في منطقة اليورو ينمو بأسرع وتيرة في 7 أشهر

أعلى مستوى لمؤشر مديري المشتريات الألماني منذ مايو 2022... وفرنسا تشهد انكماشاً مستمراً

مباني المكاتب بالحي المالي في فرانكفورت (رويترز)
مباني المكاتب بالحي المالي في فرانكفورت (رويترز)
TT

نشاط الأعمال في منطقة اليورو ينمو بأسرع وتيرة في 7 أشهر

مباني المكاتب بالحي المالي في فرانكفورت (رويترز)
مباني المكاتب بالحي المالي في فرانكفورت (رويترز)

نما نشاط الأعمال في منطقة اليورو بأسرع وتيرة له في 7 أشهر في مارس (آذار)، مدعوماً بتراجع التباطؤ الطويل في قطاع التصنيع، على الرغم من تباطؤ نمو قطاع الخدمات. وقد يكتسب تحسن مناخ الأعمال في منطقة اليورو زخماً أكبر خلال الأشهر المقبلة، حيث تعزز خطط زيادة الإنفاق في البنية التحتية والدفاع، خصوصاً في ألمانيا، التفاؤل بشأن تحسن الأوضاع الاقتصادية في أوروبا.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات المركَّب الأوَّلي لمنطقة اليورو، الذي تُعِدُّه شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 50.4 هذا الشهر، مقارنةً بـ50.2 في فبراير (شباط)، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس (آب). وظل المؤشر فوق مستوى الـ50، الفاصل بين النمو والانكماش، منذ بداية هذا العام.

مع ذلك، بقي نمو النشاط ضئيلاً، وجاء المؤشر أقل من توقعات استطلاع أجرته «رويترز» بارتفاعه إلى 50.8. كما انخفض مؤشر يقيس قطاع الخدمات المهيمن في منطقة اليورو إلى 50.4 نقطة من 50.6 نقطة في الشهر الماضي، وهو أقل من توقعات استطلاع «رويترز» التي كانت 51.0 نقطة.

لكن انكماش قطاع التصنيع الذي استمر قرابة 3 سنوات قد انحسر، وارتفع مؤشر مديري المشتريات الرئيسي إلى أعلى مستوى له في أكثر من عامين، مسجلاً 48.7 نقطة، مقارنةً بـ47.6 نقطة في فبراير. وكان استطلاع «رويترز» قد توقع أن يبلغ 48.2 نقطة.

وأظهر مؤشر يقيس إنتاج المصانع، الذي يغذي مؤشر مديري المشتريات المركَّب، توسعاً لأول مرة منذ عامين. فقد قفز إلى 50.7 نقطة من 48.9 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ مايو (أيار) 2022.

وقال سايروس دي لا روبيا، كبير الاقتصاديين في بنك «هامبورغ التجاري»: «مع بداية الربيع، قد نشهد بوادر ازدهار في قطاع التصنيع. ومع أنه لا ينبغي أن نغالي في تفسير أي نقطة بيانات، إلا أنه من الجدير بالذكر أن الشركات المصنِّعة قد وسَّعت إنتاجها لأول مرة منذ مارس 2023».

وفي مواجهة ارتفاع التكاليف، رفعت شركات التصنيع أسعارها. وبلغ تضخم المدخلات والمخرجات أعلى مستوياته في سبعة أشهر. ومع ذلك، تباطأت وتيرة نمو الأسعار في قطاع الخدمات. وفي مؤشر على تحسن معنويات الشركات، تسارعت وتيرة توليد الوظائف هذا الشهر. وارتفع مؤشر التوظيف المركَّب إلى 50.1 من 49.2، متجاوزاً نقطة التعادل لأول مرة في ثمانية أشهر.

وفي ألمانيا، ارتفع نشاط الأعمال في القطاع الخاص بأسرع وتيرة له في عشرة أشهر خلال مارس، مدفوعاً بأول زيادة في إنتاج الصناعات التحويلية منذ نحو عامين. ووصل مؤشر مديري المشتريات الألماني المركَّب «إتش سي أو بي»، الذي تعده شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، إلى 50.9 في مارس، مقارنةً بـ50.4 في فبراير، وهو أعلى مستوى له منذ مايو من العام الماضي، متجاوزاً عتبة الـ50 التي تفصل بين النمو والانكماش. وكان المحللون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا قراءة قدرها 51.0.

وقال دي لا روبيا: «يبدو أن النمو الاقتصادي في الربع الأول واعد، حيث يبقى مؤشر مديري المشتريات المركَّب فوق عتبة التوسع للشهر الثاني على التوالي».

وأضاف أن ألمانيا، التي وافقت الأسبوع الماضي على خطط لزيادة الإنفاق بهدف تحفيز النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا وتعزيز الإنفاق العسكري، قد تشهد بداية انتعاش اقتصادي أكثر استدامة بفضل الحزمة المالية الجديدة، وفقاً لتصريحات دي لا روبيا.

وفي حين أن القطاع الصناعي لا يزال في منطقة الانكماش، تحسن مؤشر قطاع التصنيع من 46.5 إلى 48.3، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاعه إلى 47، وذلك بفضل قوة الطلب، مما دفع المصنِّعين إلى زيادة الإنتاج لأول مرة منذ نحو عامين، وفقاً للخبير الاقتصادي.

من جهة أخرى، شهد قطاع الخدمات تراجعاً في الزخم، حيث انخفض مؤشر النشاط من 51.1 إلى 50.2، وهو أقل من التوقعات البالغة 51.6، لكن ذلك لا يزال ضمن منطقة النمو.

وأظهر المسح أيضاً تراجع الضغوط التضخمية، حيث ارتفعت تكاليف المدخلات وأسعار الإنتاج بأبطأ وتيرة لها منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

أما في فرنسا، فقد انكمش نشاط القطاع الخاص للشهر السابع على التوالي في مارس، مع تراجع ثقة الشركات في ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى لها منذ أبريل (نيسان) 2020.

وبلغ مؤشر مديري المشتريات الأوَّلي لقطاع الخدمات الفرنسي، الذي أعدته شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال»، 46.6 نقطة في مارس، وهو ارتفاع مقارنةً بـ45.3 نقطة في فبراير، متجاوزاً توقعات استطلاع «رويترز» التي كانت 46.3 نقطة. ومع ذلك، ظلت القراءة تحت مستوى 50 نقطة، مما يشير إلى استمرار انكماش النشاط.

أما بالنسبة إلى قطاع التصنيع، فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات الأوَّلي في مارس إلى 48.9 نقطة، مقارنةً بـ45.8 نقطة في فبراير، متجاوزاً توقعات «رويترز» التي كانت 46.5 نقطة. كما ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركَّب لشهر مارس، الذي يشمل قطاعي الخدمات والتصنيع، إلى 47 نقطة من 45.1 نقطة في فبراير، لكن هذا لا يزال يشير إلى انكماش مستمر في النشاط للشهر السابع على التوالي.

وأشارت «ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى أن الشركات الفرنسية تتوقع تراجع مستويات النشاط خلال الأشهر الاثني عشر القادمة، حيث تراجعت معنويات الأعمال إلى أضعف مستوياتها منذ نحو خمس سنوات.

وفي تعليق له، قال طارق كمال شودري، الخبير الاقتصادي في بنك «هامبورغ التجاري»: «يواجه الاقتصاد الفرنسي صعوبة في استعادة زخمه. على الرغم من تحسن مؤشر مديري المشتريات الفرنسي الفوري الصادر عن (إتش إس أو بي) في مارس مقارنةً بالشهر السابق، إلا أنه لا يزال في منطقة الانكماش». وأضاف: «أقرت فرنسا قانون الموازنة المؤجلة لعام 2025 في فبراير، مما ساعد على تجنب خفض تصنيفها الائتماني، ولكن لا تزال هناك درجة عالية من عدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية المستقبلية».


مقالات ذات صلة

إيطاليا تغرّم «أبل» 115 مليون دولار لاستغلال هيمنتها على متجر التطبيقات

الاقتصاد شعار الشركة الأميركية متعددة الجنسيات «أبل» وسط ميلانو (أ.ف.ب)

إيطاليا تغرّم «أبل» 115 مليون دولار لاستغلال هيمنتها على متجر التطبيقات

أعلنت هيئة المنافسة الإيطالية، يوم الاثنين، أنها فرضت غرامة قدرها 98.6 مليون يورو (115.53 مليون دولار) على عملاق التكنولوجيا الأميركي «أبل» واثنين من فروعها.

«الشرق الأوسط» (ميلانو )
الاقتصاد صورة لمخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» ببورصة فرنكفورت (رويترز)

قطاعا التكنولوجيا والسلع يدعمان ثبات الأسهم الأوروبية

استقرت الأسهم الأوروبية، يوم الاثنين، مدعومة بمكاسب أسهم التكنولوجيا والسلع، بينما بدأ المستثمرون أسبوعاً قصيراً بسبب العطلة بأداء ضعيف

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداول في بنك «هانا» بسيول يراقب مؤشر «كوسبي» وسعر صرف الدولار مقابل الوون (أ.ب)

الأسهم الآسيوية ترتفع مع صعود أسهم الذكاء الاصطناعي في «وول ستريت»

ارتفعت الأسهم الآسيوية، يوم الاثنين، في حين تراجع الين الياباني، متأثرةً بالمكاسب القوية التي حققتها أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد صورة الملك تشارلز على ورقة خمسة جنيهات استرلينية في مانشستر، 25 نوفمبر 2025 (رويترز)

عجز موازنة بريطانيا يتجاوز التوقعات في نوفمبر

أظهرت بيانات رسمية صدرت يوم الجمعة أن المملكة المتحدة سجلت عجزاً في الموازنة أكبر من المتوقَّع خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني).

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد من داخل بورصة «ناسداك» في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك (رويترز)

«ناسداك» تتوقع انتعاش الاكتتابات الأولية بأكثر من مليار دولار في 2026

تتوقع بورصة «ناسداك» انتعاشاً قوياً في سوق الاكتتابات العامة الأولية خلال العام المقبل، مدفوعاً بإقبال عدد كبير من الشركات الناشئة الكبرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تراجع عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل مع توقف موجة البيع العالمية

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
TT

تراجع عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل مع توقف موجة البيع العالمية

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

تراجعت عوائد السندات الألمانية طويلة الأجل من أعلى مستوى لها في 14 عاماً يوم الثلاثاء، مع توقف عمليات بيع السندات الحكومية العالمية.

وانخفضت عوائد السندات التي تتحرك عكسياً مع الأسعار عالمياً في تداولات ضعيفة قبل عطلة أعياد الميلاد.

وقادت عوائد السندات اليابانية التي كانت في طليعة عمليات البيع في الجلستَين السابقتَين، حيث ارتفعت إلى مستويات قياسية في العديد من آجال الاستحقاق، موجة الارتفاع يوم الثلاثاء، وفق «رويترز».

وكان عائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ عام 2011 عند 3.56 في المائة يوم الاثنين، قد انخفض بمقدار 3 نقاط أساسية إلى 3.51 في المائة بحلول الساعة 07:47 بتوقيت غرينتش.

وكان عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المعيار لمنطقة اليورو، قد انخفض إلى 2.88 في المائة.

وفي سياق متصل، سجلت أصول الملاذ الآمن الأخرى، مثل الذهب والفضة، مستويات قياسية يوم الثلاثاء، مدفوعة جزئياً بالطلب عليها نتيجة التوترات الجيوسياسية، في ظل سعي الولايات المتحدة لمصادرة المزيد من ناقلات النفط الفنزويلية. كما تركز الاهتمام على التوقعات بشأن البنك المركزي الأوروبي؛ إذ صرّحت إيزابيل شنابل، كبيرة مسؤولي السياسة النقدية المتشددة، يوم الاثنين، بأنها لا تتوقع رفع أسعار الفائدة في المستقبل القريب، لكن الضغوط التضخمية الحالية تعني أن تكاليف الاقتراض سترتفع في نهاية المطاف.

وقال محللو «دويتشه بنك»، في مذكرة لعملائهم: «كان ذلك مهماً؛ لأن إيزابيل شنابل هي من صرحت في وقت سابق من هذا الشهر بأنها (مطمئنة إلى حد ما) لتوقعات رفع أسعار الفائدة، مما دفع المستثمرين إلى توقع احتمال متزايد لحدوث ذلك في أقرب وقت ممكن عام 2026».

وراهن المتداولون، يوم الثلاثاء، على احتمال بنسبة 40 في المائة تقريباً لرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بحلول مارس (آذار) 2027، وهو ما يُشابه التوقعات التي سادت بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي؛ إذ أبقى صناع السياسة النقدية أسعار الفائدة ثابتة عند 2 في المائة.

وكانوا قد توقعوا في أوائل ديسمبر (كانون الأول) احتمالاً يزيد على 50 في المائة لرفع أسعار الفائدة بعد تصريحات شنابل الأولية.

وفي سياق متصل، ستضغط الحكومة الفرنسية على المشرعين للموافقة على تشريع طارئ لضمان استمرار عمل الدولة حتى يناير (كانون الثاني)، بعد فشلهم في الاتفاق على موازنة 2026.

ولم يطرأ تغيير يُذكر على هامش الفائدة الذي تدفعه السندات الفرنسية مقابل السندات الألمانية، الذي يحظى بمتابعة دقيقة، إذ بقي عند نحو 70 نقطة أساس.


ارتفاع الأسواق الآسيوية مدعومة بزخم «وول ستريت» قبل عطلة الأعياد

متداول عملات بجانب شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)
متداول عملات بجانب شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)
TT

ارتفاع الأسواق الآسيوية مدعومة بزخم «وول ستريت» قبل عطلة الأعياد

متداول عملات بجانب شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)
متداول عملات بجانب شاشة تعرض مؤشر «كوسبي» وسعر الدولار مقابل الوون في بنك هانا بسيول (أ.ب)

ارتفعت الأسهم الآسيوية، يوم الثلاثاء، متأثرة بالمكاسب التي سجلتها الأسهم الأميركية في بداية أسبوع تداول قصير بمناسبة عطلة الأعياد.

وصعدت معظم مؤشرات الأسهم في آسيا عقب ارتفاع المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت»، في مستهل ما يُتوقع أن يكون أسبوعاً هادئاً نسبياً مع تقلّص أحجام التداول.

في المقابل، تراجعت أسعار النفط، إلى جانب العقود الآجلة للأسهم الأميركية.

وانخفض مؤشر «نيكي 225» الياباني بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 50359.78 نقطة. كما تراجع الدولار أمام الين الياباني بعد تحذيرات من مسؤولين في طوكيو من احتمال التدخل في حال تعرّض الين لانخفاضات حادة.

وجرى تداول الدولار عند 156.03 ين، منخفضاً من 157.04 ين في وقت متأخر من تعاملات يوم الاثنين، في حين ارتفع اليورو إلى 1.1777 دولار مقارنة بـ1.1762 دولار.

وفي «هونغ كونغ»، تراجع مؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 0.1 في المائة، ليصل إلى 25762.64 نقطة بعد مكاسبه المبكرة، في حين صعد مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 0.1 في المائة إلى 3920.16 نقطة.

وارتفع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 0.3 في المائة، ليبلغ 4117.15 نقطة، في حين قفز مؤشر «ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200» الأسترالي بنسبة 1.1 في المائة، ليصل إلى 8795.70 نقطة.

وفي تايوان، صعد مؤشر «تايكس» بنسبة 0.6 في المائة، في حين استقر مؤشر «سينسكس» الهندي دون تغيير يُذكر.

ومن المقرر أن تغلق الأسواق الأميركية أبوابها مبكراً يوم الأربعاء عشية عيد الميلاد، على أن تبقى مغلقة يوم الخميس بمناسبة عيد الميلاد. ويتضمّن هذا الأسبوع القصير عدداً من البيانات الاقتصادية التي قد تسلّط مزيداً من الضوء على أداء الاقتصاد الأميركي واتجاهاته.

ويوم الثلاثاء، تصدر الحكومة الأميركية أول تقدير من بين ثلاثة تقديرات للناتج المحلي الإجمالي، الذي يعكس الأداء العام للاقتصاد خلال الربع الثالث. كما تصدر وزارة العمل، يوم الأربعاء، بياناتها الأسبوعية بشأن طلبات إعانات البطالة التي تُعد مؤشراً على وتيرة تسريح العمال في الولايات المتحدة.

كذلك، من المقرر أن ينشر مجلس المؤتمرات نتائج مسح ثقة المستهلك لشهر ديسمبر (كانون الأول) خلال يوم الثلاثاء.

وكان مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» قد ارتفع يوم الاثنين بنسبة 0.6 في المائة، ليصل إلى 6878.49 نقطة، كما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.5 في المائة إلى 48362.68 نقطة، وارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.5 في المائة ليغلق عند 23428.83 نقطة.

وسجلت أسهم الشركات الصغيرة أداءً لافتاً، إذ تفوق مؤشر «راسل 2000» على المؤشرات الرئيسية الأخرى محققاً مكاسب بلغت 1.2 في المائة.

وأسهمت هذه الارتفاعات في تعزيز المكاسب الشهرية للمؤشرات الرئيسية، مع اقتراب نهاية شهر ديسمبر المتقلب. وكانت أسهم شركات التكنولوجيا، ولا سيما المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، المحرك الأساسي لتقلبات الأسواق، ومن المرجح أن يحدد أداؤها ما إذا كانت السوق ستُنهي الشهر على مكاسب أم خسائر.

وفي سوق الأسهم، ارتفع سهم «أوبر» بنسبة 2.5 في المائة، وسهم «ليفت» بنسبة 2.7 في المائة، بعد إعلان الشركتَين خططاً لإطلاق خدمات سيارات الأجرة ذاتية القيادة في لندن خلال العام المقبل.

كما صعد سهم «باراماونت سكاي دانس» بنسبة 4.3 في المائة، بعد أن عززت الشركة عرضها للاستحواذ العدائي على «وارنر براذرز ديسكفري» بضمانة شخصية غير قابلة للإلغاء قدمها لاري إليسون، مؤسس «أوراكل»، ووالد ديفيد إليسون، الرئيس التنفيذي لـ«باراماونت» الذي تعهد بتقديم مليارات الدولارات لدعم الصفقة في أحدث فصول حرب المزايدة مع «نتفليكس».

وارتفع سهم «وارنر براذرز ديسكفري» بنسبة 3.5 في المائة، في حين تراجع سهم «نتفليكس» بنسبة 1.2 في المائة.

في المقابل، انخفض سهم «دومينيون إنرجي» بنسبة 3.7 في المائة، عقب إعلان إدارة ترمب تعليق عقود إيجار خمسة مشاريع كبرى لطاقة الرياح البحرية، من بينها مشروع «دومينيون» لطاقة الرياح قبالة سواحل ولاية فرجينيا.

وفي أسواق المعادن النفيسة، سجل الذهب والفضة مستويات قياسية جديدة. وارتفعت أسعار الذهب بنحو 1 في المائة في وقت مبكر من صباح الثلاثاء لتصل إلى 4512.40 دولار للأونصة، مواصلة مكاسبها القوية منذ بداية العام، بدعم من توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. كما صعدت أسعار الفضة بنسبة 1.2 في المائة.

وأظهرت تقارير حديثة أن معدلات التضخم في الولايات المتحدة لا تزال مرتفعة، في حين تراجعت ثقة المستهلك خلال العام الماضي. كما تشير البيانات إلى تباطؤ سوق العمل وتراجع مبيعات التجزئة.

ولا تزال الحرب التجارية الأميركية المستمرة تلقي بظلالها على المستهلكين والشركات التي تواجه بالفعل ضغوطاً متزايدة بفعل ارتفاع الأسعار. كما أن الجمع بين التضخم المرتفع واستمرار ضعف سوق العمل وضع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في موقف دقيق فيما يتعلق بتوجهات السياسة النقدية المقبلة.

ومع ذلك، يراهن معظم محللي «وول ستريت» على أن يُبقي «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب خلال يناير (كانون الثاني)، بعدما خفّض سعر الفائدة القياسي في اجتماعاته الثلاثة الأخيرة، رغم بقاء التضخم فوق مستهدفه البالغ 2 في المائة.


إندونيسيا وأميركا تتجهان نحو اتفاقية جمركية ولقاء رئاسي نهاية يناير

تسير شاحنة بجانب أكوام الحاويات في ميناء تانجونغ بريوك بمدينة جاكرتا (رويترز)
تسير شاحنة بجانب أكوام الحاويات في ميناء تانجونغ بريوك بمدينة جاكرتا (رويترز)
TT

إندونيسيا وأميركا تتجهان نحو اتفاقية جمركية ولقاء رئاسي نهاية يناير

تسير شاحنة بجانب أكوام الحاويات في ميناء تانجونغ بريوك بمدينة جاكرتا (رويترز)
تسير شاحنة بجانب أكوام الحاويات في ميناء تانجونغ بريوك بمدينة جاكرتا (رويترز)

تتطلّع إندونيسيا إلى توقيع اتفاقية رسوم جمركية مع الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني)، بعد أن توصلت الدولتان إلى تسوية جميع القضايا الجوهرية، مما يمهد الطريق لعقد لقاء محتمل بين الرئيسَين برابوو سوبيانتو ودونالد ترمب في نهاية الشهر المقبل.

وأكد وزير الاقتصاد الإندونيسي، إيرلانغا هارتارتو، مساء الاثنين من واشنطن عقب اجتماعه مع الممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير، أن الولايات المتحدة تسعى للحصول على المعادن الإندونيسية الحيوية، في حين وافقت على منح إعفاءات جمركية لمنتجات إندونيسية رئيسية، مثل: زيت النخيل والشاي والقهوة. وتُعد إندونيسيا أكبر مصدر عالمي لزيت النخيل، وموّرداً رئيسياً لحبوب قهوة الروبوستا، وفق «رويترز».

وكانت المفاوضات قد شهدت بعض التوترات في وقت سابق من الشهر، بعد أن اتهمت الولايات المتحدة إندونيسيا بالتراجع عن التزامات سابقة، إلا أن جاكرتا أكدت أن «ديناميكيات» المحادثات طبيعية، وأن المسألة تتعلّق فقط بتوحيد صياغة الاتفاقية. وأوضح هارتارتو أن الجولة الأخيرة من المفاوضات سارت على نحو جيد وتم حل جميع القضايا الجوهرية.

وأشار هارتارتو، خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو، إلى أن الاتفاقية تهدف إلى توفير وصول متوازن للمنتجات الأميركية إلى السوق الإندونيسية، وفي الوقت نفسه ضمان وصول منتجات إندونيسيا إلى السوق الأميركية، مؤكداً أن الاتفاقية لا تُقيّد أي سياسات تجارية لإندونيسيا.

وتتضمّن الاتفاقية بنوداً تسمح للولايات المتحدة بإنهائها وإعادة فرض الرسوم الجمركية إذا تهددت مصالحها الرئيسية ولم تُحل المخاوف من الاتفاقيات الجديدة، على غرار بنود مماثلة موجودة في اتفاقية الولايات المتحدة مع ماليزيا وكمبوديا.

كما ستشمل الاتفاقية التعاون في مجالات التجارة الرقمية والتكنولوجيا ومسائل الأمن القومي، وفق بيان مكتب الوزير. وكانت واشنطن قد فرضت تعريفة جمركية بنسبة 19 في المائة على إندونيسيا بعد اتفاق مبدئي في يوليو (تموز)، مقابل وعود جاكرتا بإزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية التي تواجه الصادرات الأميركية وشراء المزيد من السلع الأميركية.

وأكد هارتارتو أنه لا يوجد خطر من رفع التعريفة إلى 32 في المائة في حال تأخر توقيع الاتفاقية، لأن جميع بنود مسودة الاتفاق اتُّفق عليها بين الجانبين، مضيفاً أنه «لا يوجد أي عامل يمكن أن يعوق توقيع اتفاقية المعاملة بالمثل التجارية هذه».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدَين خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر (تشرين الأول) 36.2 مليار دولار، محققاً لإندونيسيا فائضاً قدره 14.9 مليار دولار، وتُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق تصديري لإندونيسيا.