احتجاجات حاشدة في تركيا بعد سجن إمام أوغلو

أُبعد من بلدية إسطنبول يوم ترشيحه للرئاسة


إقبال واسع على الانتخابات التمهيدية لحزب الشعب الجمهوري لاختيار إمام أوغلو مرشحاً للرئاسة (إ.ب.أ)
إقبال واسع على الانتخابات التمهيدية لحزب الشعب الجمهوري لاختيار إمام أوغلو مرشحاً للرئاسة (إ.ب.أ)
TT
20

احتجاجات حاشدة في تركيا بعد سجن إمام أوغلو


إقبال واسع على الانتخابات التمهيدية لحزب الشعب الجمهوري لاختيار إمام أوغلو مرشحاً للرئاسة (إ.ب.أ)
إقبال واسع على الانتخابات التمهيدية لحزب الشعب الجمهوري لاختيار إمام أوغلو مرشحاً للرئاسة (إ.ب.أ)

شهدت تركيا مظاهرات حاشدة، مساء أمس، بعد إيداع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الحبس الاحتياطي حتى بدء محاكمته بتهم تتعلق بالفساد.

وقضت محكمة في إسطنبول، أمس، بحبس إمام أوغلو وعدد من مساعديه على ذمة تحقيق يتعلق بـ«تأسيس وإدارة منظمة إجرامية»، وتلقي رشاوى، والابتزاز، لكنها أسقطت عنه تهمة «الإرهاب»، وبدورها أصدرت وزارة الداخلية قراراً بإبعاد إمام أوغلو من رئاسة بلدية إسطنبول.

وقُوبل قرار حبس إمام أوغلو، الذي تزامن مع توجه الناخبين وعناصر حزبه «الشعب الجمهوري» إلى صناديق الاقتراع دعماً لترشيحه للانتخابات الرئاسية، بغضب شعبي واسع. ونشر حساب إمام أوغلو على منصة «إكس» دعوة منه للمواطنين إلى الخروج في مظاهرات في جميع أنحاء البلاد استمراراً لـ«النضال من أجل العدالة، بكل إحساس بالمسؤولية».


مقالات ذات صلة

تركيا: القبض على صحافي سويدي بتهم «الإرهاب»

شؤون إقليمية اعتقال ميدين يأتي وسط حملة قمع مستمرة للاحتجاجات ضد سجن السياسي المعارض أكرم إمام أوغلو في تركيا (أ.ب)

تركيا: القبض على صحافي سويدي بتهم «الإرهاب»

أكدت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء الرسمية في وقت متأخر من مساء أمس (الجمعة) القبض على الصحافي السويدي كاج يواكيم ميدين في تركيا بتهم تتعلق بالإرهاب.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية مظاهرة في تركيا احتجاجاً على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو لاتهامه بالفساد يوم 29 مارس 2025 (رويترز)

أكبر مظاهرات تركيا تتواصل... احتجاجات حاشدة بإسطنبول على سجن إمام أوغلو

تجمع عشرات الآلاف في إسطنبول اليوم (السبت) احتجاجاً على سجن رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو، أهم منافس للرئيس رجب طيب إردوغان.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية استمرار الاحتجاجات اليومية على خلفية اعتقال أكرم إمام اوغلو (أ.ف.ب)

عودة الاحتجاجات الحاشدة دعماً لإمام أوغلو… وحليف إردوغان يعدُّها مؤامرة

دعا حزب الشعب الجمهوري المواطنين من أنحاء تركيا إلى التجمع في مظاهرة حاشدة في إسطنبول، السبت، لدعم رئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مظاهرات مستمرة في أنقرة احتجاجاً على حبس إمام أوغلو (د.ب.أ)

«الشعب الجمهوري» يعلن إمام أوغلو مرشحاً للرئاسة ويطلق حملة للانتخابات المبكرة

أعلن حزب الشعب الجمهوري أن رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو سيكون هو مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة وأنه سيبدأ حملة من أجل إجراء انتخابات مبكرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جنود يونانيون رددوا هتافات تحمل إهانات لتركيا خلال عرض عسكري في أثينا بمناسبة يوم الاستقلال (رويترز)

أزمة جديدة بين تركيا واليونان تعرقل أجندة إيجابية لحل الخلافات العالقة

طفت أزمة جديدة على السطح بين تركيا واليونان على خلفية ترديد جنود يونانيين هتافات تحمل إهانات لتركيا في عرض عسكري بأثينا خلال احتفالات يوم الاستقلال.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تحذيرات لإيران من «مجازفة الحرب»

رسام إيراني يرسم إحدى الجداريات المناهضة للولايات المتحدة في طهران (إ.ب.أ)
رسام إيراني يرسم إحدى الجداريات المناهضة للولايات المتحدة في طهران (إ.ب.أ)
TT
20

تحذيرات لإيران من «مجازفة الحرب»

رسام إيراني يرسم إحدى الجداريات المناهضة للولايات المتحدة في طهران (إ.ب.أ)
رسام إيراني يرسم إحدى الجداريات المناهضة للولايات المتحدة في طهران (إ.ب.أ)

أطلق مسؤولون غربيون تحذيرات جديدة من أن إيران ستتعرض إلى ضربات قوية في حال رفضت عرض التفاوض الذي يقدمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حين هدد «الحرس الثوري» الإيراني بـ«إغلاق مضيق هرمز» ودعا دولاً في المنطقة إلى «مناورات مشتركة».

وقال زلماي خليل زاده، وهو سفير أميركي سابق في العراق، في منشور على منصة «إكس»، إنه «ينصح إيران بعدم المجازفة بالحرب». وأضاف: «التفاوض، كما طرحه ترمب، خيار أكثر حكمة».

وعلق خليل زاده على نشر السلطات الإيرانية فيلماً أظهر قاعدة صواريخ كبيرة تحت الأرض، وقال إن الهدف منه هو «إقناع ترمب بأن الحرب مع إيران ستكون محفوفة بالمخاطر نظراً لقدرتها على الصمود في وجه هجوم أولي، مع قدرتها على ضرب أهداف قريبة وبعيدة».

ومضى قائلاً: «هل يمكن لقيادة إيران وسيطرتها الصمود في وجه هجوم، ثم اتخاذ قرارات بشأن الأهداف التي ستُضرب رداً على ذلك، وتنفيذ تلك القرارات بنجاح، وإلحاق أضرار جسيمة؟ هذا الأمر محل شك كبير».

وشدد الدبلوماسي الأميركي على أن «المخططين الأميركيين يُقيّمون هذا السيناريو وغيره ويضعونه في الاعتبار».

إيرانيون يسيرون تحت بناية في طهران عليها جدارية مناهضة لواشنطن (رويترز)
إيرانيون يسيرون تحت بناية في طهران عليها جدارية مناهضة لواشنطن (رويترز)

مفترق طرق

إلى ذلك، قالت سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني، إن تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن أظهر أن كلا الجانبين «يُقيّم كل منهما الآخر ويجد قنوات مختلفة، بعضها عام وكثير منها خاص، لتحديد ما يُمكنهما تحقيقه».

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن وكيل أن «تبادل الرسائل فرصة لكلا الجانبين، لكنه يأتي مع آلاف المخاطر والتحديات».

وقالت وكيل: «إيران على مفترق طرق، بين خيارين: إما الانسحاب أو التعرّض لضربة عسكرية». وأضافت: «إنه عامٌ حافلٌ بالقرارات الحاسمة، وكيفية استغلالها قد تمنحها طوق نجاة أو تؤدي إلى مزيد من الضربات وإضعاف الحكومة».

وصرح ترمب بأن «أموراً سيئة» ستحدث لإيران إذا أخفقت في التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي، وذلك غداة إعلان طهران أنها ردّت رسمياً على رسالته التي دعا فيها إلى مفاوضات.

وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي، الجمعة: «أفضّل إلى حد بعيد أن نتوصل إلى حل مع إيران. لكن إن لم نتوصل إلى حل، فإن أموراً سيئة ستحصل لإيران»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومن الواضح أن رسالة ترمب كانت قد تطرقت إلى إنهاء أي شكوك بشأن البرنامج النووي ومعالجة المخاوف من المنشآت الصاروخية ورفع اليد عن الجماعات المسلحة الموالية في منطقة الشرق الأوسط.

وكان التلفزيون الإيراني الرسمي قد نقل عن وزير الخارجية، عباس عراقجي، قوله إن إيران أرسلت ردَّها على رسالة ترمب عبر سلطنة عُمان. وأضاف الوزير أن السياسة الإيرانية هي عدم الانخراط في مفاوضات مباشرة مع أميركا.

ولم تكشف إيران عن مضمون ردها، لكن مسؤولين إيرانيين أكدوا أنهم بعثوا رسالة «متزنة»، رافضين تهديدات بشن ضربات على بلادهم. وقال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف: «في حال نفذت الولايات المتحدة تهديدها العسكري بسبب عدم التوصل إلى اتفاق جديد، فإن القواعد الأميركية في المنطقة (لن تكون في مأمن)». وأضاف: «أي اعتداء سيعني انفجار كل المنطقة».

خامنئي يلتقي عدداً من أنصاره في مكتبه وسط طهران (موقع المرشد)
خامنئي يلتقي عدداً من أنصاره في مكتبه وسط طهران (موقع المرشد)

إغلاق مضيق هرمز

بدوره، حذّر قائد القوة البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني، علي رضا تنكسيري، من وصفها بـ«الأطراف الخارجية» من المسّ بالمصالح الإيرانية.وقال تنكسيري: «إذا أراد الأجانب الاعتداء علينا، أو ممارسة الضغوط علينا، أو تعريض مصالحنا للخطر، فسنقف في وجوههم بقوة».

وأكد العسكري الإيراني، وفقاً لوكالة «تسنيم»، أن «إيران ليست داعية حرب، لكنها سترد بحزم على أي اعتداء».

أوضح تنكسيري أن «اتخاذ قرار بإغلاق مضيق هرمز في يد القيادة العليا (المرشد علي خامنئي)، لكن تنفيذه يقع ضمن مسؤوليته»، واستدرك بالقول: «إذا حُرمنا من حقوقنا، فإن قرار الإغلاق سيُتخذ، وسنقوم بتنفيذه».

وقال تنكسيري إن «إيران وجهت دعوات إلى دول عربية من أجل المشاركة في مناورات عسكرية»، منها «الإمارات وقطر والعراق والكويت».مع ذلك، رأت فرناز فصيحي، رئيسة مكتب الأمم المتحدة في «نيويورك تايمز»، أن «إيران تتخذ موقفاً وسطاً، فلا ترفض المفاوضات مع الولايات المتحدة ولا تقبل المحادثات المباشرة مع ترمب».