«الموافقة المبدئية» لانتقال زيزو من الزمالك إلى الأهلي تفجر جدلاً بمصر

نجم الفريق الأبيض أرجأ قراره النهائي لما بعد انتهاء معسكر منتخب بلاده

زيزو محتفلاً بكأس السوبر الأفريقي على حساب الأهلي المصري (حسابه على فيسبوك)
زيزو محتفلاً بكأس السوبر الأفريقي على حساب الأهلي المصري (حسابه على فيسبوك)
TT

«الموافقة المبدئية» لانتقال زيزو من الزمالك إلى الأهلي تفجر جدلاً بمصر

زيزو محتفلاً بكأس السوبر الأفريقي على حساب الأهلي المصري (حسابه على فيسبوك)
زيزو محتفلاً بكأس السوبر الأفريقي على حساب الأهلي المصري (حسابه على فيسبوك)

في خطوة أثارت جدلاً كبيراً في الأوساط الرياضية المصرية، كشفت تقارير إعلامية عن وجود «موافقة مبدئية» لانتقال أحمد سيد زيزو، لاعب الزمالك المصري، إلى صفوف الغريم النادي الأهلي خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، عقب انتهاء تعاقده مع «الأبيض» بنهاية الموسم الحالي، وهو الأمر الذي أشعل نقاشات حادة بين جماهير الناديين، وأثارت تساؤلات حول مستقبل اللاعب.

ووفقاً لتصريحات صحافية ووسائل إعلام مصرية أكدتها مصادر داخل الأهلي، فإن النادي دخل في مفاوضات جادة مع والد زيزو (وكيل أعماله)، وتم التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن انتقال اللاعب للفريق الأحمر، في صفقة انتقال حر. بينما أكدت تقارير أخرى أن إدارة الأهلي توصلت لـ«اتفاق شبه نهائي» مع والد اللاعب، وأن العرض يتضمن عقداً يمتد لأربع سنوات، مع راتب سنوي ضخم، بالإضافة إلى حملات إعلانية تُقدر بملايين الجنيهات، وهي التأكيدات التي لم تُنف من قبل إدارة الزمالك.

أحمد السيد زيزو بقميص المنتخب المصري (اتحاد كرة القدم المصري)

بالتزامن، قال الإعلامي خالد الغندور، لاعب الزمالك السابق، في تصريحات إذاعية، إن احتمالية انتقال زيزو إلى الأهلي تصل إلى 50 أو 60 في المائة، مضيفاً: «قولاً واحداً، الزمالك لن يجدد له، لأن المطالب المالية المطلوبة لتجديد عقده ضخمة جداً».

ويوجد اللاعب حالياً رفقة المنتخب المصري، الذي يستعد لمواجهة نظيره السيراليوني الثلاثاء المقبل، في الجولة السادسة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم.

ورغم أن الصفقة لم تُحسم بشكل نهائي بعد، فإن تلك التأكيدات أثارت حالة من الترقب والجدل في الوسط الرياضي، ومعها تصدر اسم «زيزو» محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي منذ الأمس، وسط ردود فعل جماهيرية كبيرة، التي انقسمت بين مؤيد ومعارض لخطوة الانتقال من الزمالك للأهلي.

وعبّر قطاع كبير من جماهير الزمالك عن غضبه واستيائه من احتمال فقدان أحد أبرز نجوم الفريق لصالح الغريم التقليدي.

وكتب الإعلامي المصري عمرو أديب، المعروف بانتمائه للزمالك، تغريدة على منصة «إكس» بعنوان «رسالة إلى زيزو»، مطالباً فيها اللاعب بعدم الرحيل عن الأبيض.

بينما رأى بعض مشجعي الأهلي أن هذه الصفقة ستكون إضافة قوية للفريق، خصوصاً مع مشاركته في بطولات كبرى، أبرزها كأس العالم للأندية الصيف المقبل.

زيزو يحمل أحد الكؤوس داخل «القلعة البيضاء» (حسابه على فيسبوك)

إلى ذلك، نقلت صحف محلية عن مصدر داخل الزمالك، أن الساعات القليلة الماضية شهدت تحركاً من جانب مجلس إدارة النادي، ولجنة التخطيط بشأن تجديد عقد زيزو بعد أنباء توقيعه للأهلي، حيث تلقى والد اللعب خطاباً عبر البريد الإلكتروني من إدارة نادى الزمالك يضم العقد الجديد وشروط مجلس الزمالك من أجل تجديد التعاقد ويتضمن أيضاً الأمور المالية. وأشار مصدر داخل نادى الزمالك إلى أن القيمة المالية التي وضعها مسؤولو الزمالك في العقد الذي تم إرساله لزيزو، جاءت وفقاً لإمكانات خزينة النادي، بحسب صحيفة «الوطن» المصرية.

إلا أن كثيرين توقعوا اكتمال الصفقة لصالح الأهلي، لكون الزمالك يعاني من أزمات مالية قد تكون سبباً في عدم قدرته على الاحتفاظ بنجمه. ومن ناحية أخرى رأى البعض أن الصفقة تعكس قوة الأهلي المالية وقدرته على جذب أفضل اللاعبين.

زيزو محتفلاً بكأس السوبر الأفريقي على حساب الأهلي المصري (حسابه على فيسبوك)

ويرى الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، أن ما يثار من جدل في الأوساط الرياضية بعد الموافقة المبدئية على انتقال زيزو إلى الأهلي يعد منطقياً، بالنظر إلى أهمية زيزو كأفضل لاعب في الزمالك وواحد من أبرز الأسماء في الكرة المصرية راهناً، وبالتالي الانتقال إلى الغريم التقليدي الأهلي هو أمر يحمل في طياته حساسية كبيرة، خصوصاً بالنظر إلى قيام الأهلي من قبل باستقطاب إمام عاشور وأشرف بن شرقي، اللذين لعبا من قبل في الزمالك، بل كانا من أبرز نجومه في العقد الأخير، وهو الأمر الذي يعزز جدلية صفقة زيزو.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «يتمتع زيزو بوضع خاص بين جماهير الزمالك، الذين يعتبرونه أيقونة الفريق ونجمهم الأول، وهذه المكانة الكبيرة تضيف لانتقاله أبعاداً عاطفية، ففي حال إتمام الصفقة، ستكون فكرة رحيله إلى الأهلي مسألة شديدة الحساسية لدى مشجعي الزمالك».

زيزو يعد من أبرز لاعبي كرة القدم المصريين راهناً (حسابه على فيسبوك)

ويشير «البرمي» إلى أنه بالنسبة للأهلي، فإن ضم زيزو يُعد خطوة بالغة الأهمية، ليس فقط بسبب مهارات اللاعب ومكانته لكونه الأهم في مركزه، لكن أيضاً لأنه يمثل صفقة اقتصادية بدلاً من جلب لاعب أجنبي بملايين الدولارات، كما أن انتقال لاعب حر بهذا الحجم يُعزز صفوف الأهلي ويضعف المنافس ويحرمه من أبرز نجومه في نفس الوقت، مما يجعلها صفقة مفيدة ومؤثرة.

ويثير انتقال اللاعبين بين الأهلي والزمالك جدلاً واسعاً و«حساسيات» في الأوساط الرياضية في مصر منذ عقود طويلة بسبب الشعبية الكبيرة للناديين.


مقالات ذات صلة

«البريمرليغ»: أوديغارد ينهي صيامه التهديفي ويعيد آرسنال للصدارة

رياضة عالمية مارتن أوديغارد يحتفل مع ديكلان رايس بهدف آرسنال الأول في برايتون (رويترز)

«البريمرليغ»: أوديغارد ينهي صيامه التهديفي ويعيد آرسنال للصدارة

سجل القائد مارتن أوديغارد هدفه ​الأول مع آرسنال هذا الموسم في الفوز 2-1 على ضيفه برايتون، السبت، ليعود إلى صدارة الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فلوريان فيرتز تألق في فوز الليفر على الوولفز (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»: فيرتز يتألق وليفربول يهزم وولفرهامبتون

واصل فريق ليفربول صحوته بفوز صعب على ضيفه وولفرهامبتون بنتيجة 2-1 ضمن منافسات الجولة الثامنة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية الهولندي تيغاني رايندرز لاعب مانشستر سيتي (رويترز)

رايندرز: هزمنا فورست بصعوبة بالغة

تحدّث الهولندي تيغاني رايندرز، لاعب خط وسط مانشستر سيتي، عن الفوز الصعب الذي حققه فريقه على حساب نوتنغهام فورست.

«الشرق الأوسط» (نوتنغهام)
رياضة عالمية ساديو ماني نجم النصر وقائد السنغال في مواجهة الكونغو الديمقراطية (أ.ب)

«أمم أفريقيا»: التعادل يحكم مواجهة الكونغو والسنغال

خيم التعادل الإيجابي 1 - 1 على مواجهة المنتخب السنغالي مع نظيره الكونغو الديمقراطية، السبت، في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الرابعة لكأس أمم أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (طنجة)
رياضة عالمية شون دايش مدرب نوتنغهام فورست (رويترز)

دايش ينتقد التحكيم بعد الخسارة من سيتي

انتقد شون دايش، مدرب نوتنغهام فورست، الأداء التحكيمي في مباراة فريقه ضد مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (نوتنغهام)

ماندي مدافع منتخب الجزائر يساند قرار «كاف»

عيسى ماندي مدافع منتخب الجزائر (إ.ب.أ)
عيسى ماندي مدافع منتخب الجزائر (إ.ب.أ)
TT

ماندي مدافع منتخب الجزائر يساند قرار «كاف»

عيسى ماندي مدافع منتخب الجزائر (إ.ب.أ)
عيسى ماندي مدافع منتخب الجزائر (إ.ب.أ)

أعرب عيسى ماندي، مدافع منتخب الجزائر لكرة القدم، عن تأييده لقرار تنظيم بطولة كأس أمم أفريقيا كل أربعة أعوام، مؤكداً جودة الملاعب التي تستضيف مباريات النسخة

الحالية من البطولة التي يستضيفها المغرب.

وقال ماندي في المؤتمر الصحافي الذي يسبق مباراة منتخب بلاده أمام بوركينا فاسو، المقررة الأحد، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الخامسة: «كأس الأمم الأفريقية كل أربع سنوات؟ هذا أمر جيد. إقامتها كل سنتين أمر متكرر بعض الشيء. إقامتها كل أربع سنوات، مثل بطولات كأس العالم أو أوروبا أو أميركا الجنوبية، أمر منطقي تماماً. سيتم استبدال بطولة دوري بها، وأعتقد أن هذا أمر جيد للقارة الأفريقية».

من جهة أخرى، أبرز ماندي التنظيم الجيد للبطولة المقامة في المغرب، مشدداً على جودة الملاعب والمنشآت المسخّرة لهذا الغرض.

إلى ذلك، أشاد مدافع نادي ليل الفرنسي بمستوى زميله رياض محرز، ومضى يقول: «رياض، كما رأى الجميع، لاعب كبير آخر. إنه زعيمنا وقائدنا، هو من سيحمل الفريق على كتفَيه. يتحمل المسؤولية، كما عهدناه دائماً. بدأ بداية موفقة في بطولة كأس الأمم الأفريقية هذه، ويعمل بجد كبير للوصول إلى المستوى الذي أظهره أمام السودان».

ودعا ماندي إلى عدم التفكير في الماضي، بل النظر إلى الأمام والتطلع إلى المستقبل لوجود لاعبين جدد ومدرب جديد.

وأكمل: «المنتخب يضم مزيجاً من الشبان ولاعبي الخبرة... نعمل كل يوم ونتحدث حتى نمنح الثقة للجميع. إنها سادس نسخة أشارك بها؛ لذلك أعرف كيف أخوض هذه المنافسة، والشبان الذين التحقوا بالمنتخب يتجاوبون معنا، وهذا ما جعل الأمور سهلة».

وأكد أن وجود الجماهير الجزائرية بقوة سيدفع جميع مكونات المنتخب للعمل بكل جهد من أجل إسعادهم وإسعاد كل الشعب الجزائري، لافتاً إلى جاهزية الفريق لمواجهة بوركينا فاسو بعد تصحيح النقائص التي ظهرت في مباراة السودان.


لوكا زيدان... شباك نظيفة أمام السودان تعني ضغوطاً أكبر

لوكا زيدان حارس مرمى الجزائر (أ.ف.ب)
لوكا زيدان حارس مرمى الجزائر (أ.ف.ب)
TT

لوكا زيدان... شباك نظيفة أمام السودان تعني ضغوطاً أكبر

لوكا زيدان حارس مرمى الجزائر (أ.ف.ب)
لوكا زيدان حارس مرمى الجزائر (أ.ف.ب)

لم يكن الفوز الكبير لمنتخب الجزائر على السودان بنتيجة 3 / صفر في مستهل مشواره في بطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، مجرد بداية قوية للبطولة، بل كان أيضاً لحظة استثنائية في مسيرة حارس المرمى الجديد، لوكا زيدان، الذي أثبت نفسه منذ أول مباراة كحارس أساسي للمنتخب الجزائري.

وسجل لوكا زيدان (27 عاماً)، والذي يلعب لنادي غرناطة الإسباني، ظهوره الأول في نهائيات كأس أمم أفريقيا بطريقة مبهرة، حيث حافظ خلالها على شباكه نظيفة أمام هجمات المنتخب السوداني، وأظهر هدوءاً وثقة عالية تحت ضغط البطولة الكبرى.

وأدى الأداء القوي للحارس الشاب إلى شعور الدفاع الجزائري بالاستقرار مع وجود لاعبين بارزين مثل ريان آيت نوري ورامي بن سبعيني، وأثبت أنه ليس مجرد اختيار تكتيكي، بل عنصر حاسم في الفريق.

وأشاد فلاديمير بيتكوفيتش، المدير الفني للمنتخب الجزائري بأداء زيدان قائلاً: «لوكا منح المجموعة شعوراً بالأمان، لعب بثقة وهدوء، وقدم أداءً استثنائياً رغم أنها من أوائل مبارياته مع المنتخب. وجوده في المرمى أعطانا ثباتاً كبيراً».

وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن لوكا زيدان كان بإمكانه اختيار مسار دولي مختلف، حيث شارك سابقاً مع منتخبات فرنسا للناشئين. لكنه اختار الجزائر، بعد تشجيع كبير من جده، وقال زيدان: «شجعني جدي على اللعب للجزائر، أردت أن أكرمه بهذا القرار. وجود عائلتي هنا يمنحني شجاعة إضافية».

ولم يكن حضور والده، زين الدين زيدان، بطل العالم 1998 مع فرنسا، في مدرجات ملعب مولاي الحسن بالرباط إلا دليلاً على الدعم العائلي الكبير، لكنه لم يشتت تركيز لوكا، الذي حافظ على رباطة جأشه طوال المباراة.

حراسة المرمى في الجزائر لها تاريخ طويل مع أسماء بارزة مثل رايس مبولحي، واليوم يقع على عاتق لوكا زيدان حمل شعلة هذا المركز. الأداء أمام السودان، مع شباك نظيفة وهدوء تحت الضغط، يعكس استعداد الحارس للتعامل مع المسؤولية الكبيرة، والمساهمة في بناء اللعب من الخلف، وتوجيه خط الدفاع بذكاء.

بعد هذه البداية المميزة، يتجه المنتخب الجزائري إلى مباراة صعبة أمام بوركينا فاسو الأحد، في مواجهة قد تحسم صدارة المجموعة الخامسة.

وسيكون على زيدان تكرار الأداء نفسه، والحفاظ على التوازن الدفاعي للفريق، مع مواجهة هجمات قوية ومنتظمة، لضمان استمرار بداية مثالية للبطولة.

ويبدو أن لوكا زيدان أصبح بسرعة نقطة الثقل في المنتخب الجزائري، ليس فقط بسبب مهاراته الفنية، بل أيضاً لقدرته على قيادة الدفاع ومنح زملائه الثقة اللازمة في المباريات الكبرى.

وجعل الفوز الأول والشباك النظيفة أمام السودان، بداية البطولة مثالاً على القوة النفسية والبدنية لهذا الحارس الشاب، وما ينتظر المنتخب الجزائري معه في بقية المباريات.


«أمم أفريقيا»: التعادل مع مالي يعمق الانتقادات حول اختيارات الركراكي

وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب (إ.ب.أ)
وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب (إ.ب.أ)
TT

«أمم أفريقيا»: التعادل مع مالي يعمق الانتقادات حول اختيارات الركراكي

وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب (إ.ب.أ)
وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب (إ.ب.أ)

لم يكن التعادل الذي حققه المنتخب المغربي أمام مالي مجرد تعثر عابر في مسار كأس أمم أفريقيا، بل تحول إلى محطة مفصلية أعادت إلى السطح نقاشاً فنياً محتدماً حول أداء وليد الركراكي، وخياراته الفنية، والبشرية، في وقت بدأت فيه جماهير واسعة تتساءل عما إذا كان وهج مونديال قطر قد دخل فعلاً مرحلة الأفول.

فرغم الاستحواذ والسيطرة النسبية على الكرة، بدا المنتخب عاجزاً عن فرض إيقاعه، أو تفكيك التنظيم الدفاعي الصارم لمنتخب مالي، الذي اعتمد على كتلة دفاعية منخفضة، وكثافة عددية في وسط الميدان، مع إغلاق العمق، والرهان على المرتدات. هذا التنظيم حول التفوق المغربي في الاستحواذ إلى سيطرة عقيمة، كما فشل الأسود في الحفاظ على التقدم بعد التسجيل، في مؤشر إضافي على غياب النجاعة، والبدائل التكتيكية.

وما زاد من حدة الانتقادات أن وليد الركراكي بات، في نظر عدد من المحللين، كتاباً مفتوحاً لبقية المدربين، حيث أصبح أسلوبه متوقعاً، وسهل القراءة. نفس منظومة اللعب، ونفس آليات الخروج بالكرة، ونفس الرهان على الأطراف، والعرضيات، مع محدودية في المفاجأة التكتيكية، أو تغيير الإيقاع.

منتخب مالي قدم نموذجاً واضحاً على ذلك، إذ تعامل ببرودة أعصاب مع الضغط المغربي، ونجح في تعطيل مفاتيح اللعب بإغلاق العمق، وترك المساحات الجانبية غير المؤثرة، ثم معاقبة المغرب عبر مرتدات سريعة، مستفيداً من الفراغ الذي أحدثته تغييرات الركراكي. هذا المعطى دفع متابعين إلى التأكيد على أن المنافسين باتوا يدرسون المغرب بسهولة، ويعرفون مسبقاً كيف سيبادر، ومتى سيتراجع، في غياب بصمة تكتيكية متجددة تربك الحسابات.

كما تمثل أحد أبرز محاور الانتقاد في إصرار المدرب على استدعاء لاعبين دائمي الحضور داخل اللائحة الوطنية، حتى في حالات الإصابة، أو افتقاد التنافسية، وهو ما اعتبره متابعون مساساً واضحاً بمبدأ الاستحقاق، والجاهزية.

هذا التوجه، وفق آراء فنية متقاطعة، يضعف روح المنافسة داخل المجموعة، ويجعل المنتخب أسير أسماء بعينها، بدل أن يكون فضاء مفتوحاً أمام كل من يفرض نفسه بالأداء في الدوري المحلي، أو في الدوريات الخارجية.

في السياق ذاته، أثار استمرار تجاهل محمد ربيع حريمات، لاعب الجيش الملكي، الكثير من التساؤلات، خاصة أن اللاعب كان من أبرز مهندسي تتويج المنتخب المغربي بلقب كأس أفريقيا للاعبين المحليين «الشان» خلال الصيف الماضي، ثم قاد المجموعة ذاتها للتتويج بكأس العرب قبل أيام قليلة في قطر. بل إنه توج بلقب أفضل لاعب في البطولتين معاً.

مصادر متطابقة ربطت هذا الغياب بخلافات شخصية سابقة بين اللاعب والمدرب، وهو ما أعاد طرح سؤال كبير حول مدى موضوعية الركراكي في اختياراته، وحول ما إذا كانت الاعتبارات الشخصية باتت تتقدم على المردودية، والجاهزية.

تكتيكياً، افتقد المنتخب للتنوع في الثلث الأخير من الملعب، حيث طغى البطء في البناء، وكثرت العرضيات غير المجدية، مع ضعف التحركات بين الخطوط وغياب الحلول في العمق.

وزادت الانتقادات حدة بعد إخراج إبراهيم دياز رغم الديناميكية التي كان يضخها في الربط بين الوسط والهجوم، وتعويضه بدخول عدد من المهاجمين في توقيت متقارب، دون تغيير يذكر في الفاعلية الهجومية.

هذه التغييرات أدت عملياً إلى إفراغ وسط الميدان، وأفقد المجموعة التوازن المطلوب، مما فتح مساحات كبيرة أمام لاعبي مالي للاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، وهي المرتدات التي كادت تمنحهم هدف الفوز في أكثر من مناسبة خلال الدقائق الأخيرة.

اليوم، لم يعد النقاش مقتصراً على تعادل أمام مالي، بل تجاوز ذلك إلى تساؤل أعمق: هل بدأ رصيد مونديال قطر في التآكل فعلاً؟

صحيح أن وليد الركراكي لا يزال يتمتع برصيد من الثقة، غير أن هذا الرصيد يبدو في تآكل تدريجي مع كل مباراة يخرج فيها المنتخب دون إقناع، خاصة في ظل طموحات جماهيرية ارتفعت سقوفها بشكل غير مسبوق.

فالمنتخب الذي اعتاد إبهار المتابعين بصلابته الذهنية، ووضوح هويته التكتيكية، بات يقدم صورة باهتة تفتقد الجرأة، والتجديد، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة بالنسبة لوليد الركراكي، ليس فقط على مستوى النتائج، بل أيضاً على مستوى استعادة الثقة في مشروع تقني بات محاطاً بالشك أكثر من أي وقت مضى.

المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، ليس فقط على مستوى النتائج، بل فيما إذا كان الطاقم الفني قادراً على مراجعة خياراته الفنية، والبشرية، واستعادة دينامية جماعية غابت في مباراة مالي، قبل أن يتحول الشك إلى قناعة يصعب التراجع عنها.