ائتلاف «في حب مصر» يفوز بأعلى عدد من مقاعد مجلس النواب

نسبة الإقبال بلغت 28.3%

ائتلاف «في حب مصر» يفوز بأعلى عدد من مقاعد مجلس النواب
TT

ائتلاف «في حب مصر» يفوز بأعلى عدد من مقاعد مجلس النواب

ائتلاف «في حب مصر» يفوز بأعلى عدد من مقاعد مجلس النواب

أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر، أمس، أن ائتلاف «في حب مصر» الداعم للرئيس عبد الفتاح السيسي، شغل أعلى عدد من المقاعد في مجلس النواب، الذي قال منتقدون إن انتخاباته أجريت في جو من القيود على الحريات العامة.
وقال رئيس اللجنة أيمن عباس في مؤتمر صحافي لإعلان النتائج الرسمية للانتخابات، إن ائتلاف «في حب مصر» فاز في مرحلتي الانتخابات اللتين أجريتا في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بجميع المقاعد المخصصة للانتخاب بالقوائم المغلقة وعددها 120 مقعدا. وكان المقرر العام لائتلاف «في حب مصر»، سامح سيف اليزل، وهو ضابط مخابرات متقاعد، قال لـ«رويترز» قبل الانتخابات إنه سيسعى لدى النواب المستقلين لتكوين كتلة برلمانية داعمة للسيسي.
وكان السيسي قد أشاد بانتخابات مجلس النواب باعتبارها آخر بنود خارطة طريق أعلنها الجيش في منتصف 2013، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الذي استمر حكمه عاما قبل أن تطالب حشود من المتظاهرين بعزله احتجاجا على سياساته.
وتمثل البندان الآخران في تعديل دستوري وانتخاب السيسي.
وقال عباس إن «نسبة الإقبال في الانتخابات التي انتهت هذا الأسبوع بلغت 3ر28 في المائة تقريبا، وهو ما يشير إلى عزوف الناخبين».
وأضاف أن تكوين المجلس سيكتمل بعد انتخاب 13 نائبا في أربع دوائر ألغى القضاء الانتخابات فيها بسبب مخالفات وتعيين خمسة في المائة من الأعضاء من قبل رئيس الدولة.
وقال عباس، وهو قاض بارز، إن المصريين انتخبوا في مرحلتي الاقتراع 555 نائبا بالنظام الفردي ونظام القوائم هم 316 مستقلا بنسبة 9ر56 في المائة و239 حزبيا بنسبة 1ر43 في المائة. وأضاف أنه بانتخاب 13 نائبا متبقين وتعيين خمسة في المائة من النواب، سيبلغ عدد أعضاء مجلس النواب 596 عضوا.
ويتوقع أن يجتمع أول برلمان لمصر منذ أكثر من ثلاث سنوات قبل نهاية العام.
وكان حزب «المصريين الأحرار» قد أعلن، أول من أمس (الخميس)، مع ظهور النتائج بشكل غير رسمي حصوله على أعلى عدد من المقاعد التي فازت بها الأحزاب، وجاء تاليا له حزب «مستقبل وطن» حديث التكوين متفوقا على أحزاب لها تاريخ طويل مثل الوفد.
وقال شهاب وجيه المتحدث باسم «المصريين الأحرار» لـ«رويترز» إن «الحزب حصل على 65 مقعدا في البرلمان بينهم 24 مقعدا في المرحلة الثانية التي أجريت في 13 محافظة بينها القاهرة».
وكان الحزب الذي أسسه الملياردير نجيب ساويرس نال 41 مقعدا في المرحلة الأولى التي أجريت في 14 محافظة أخرى.
وبلغ عدد المقاعد التي فاز بها الحزب بالنظام الفردي 57 مقعدا بينما حصل على ثمانية مقاعد بنظام القائمة ضمن ائتلاف «في حب مصر» الذي يضم عدة أحزاب ومستقلين.
وقال أحمد سامي، أمين الإعلام في حزب «مستقبل وطن» لـ«رويترز»، إن «الحزب حصل على 50 مقعدا في البرلمان في المرحلتين، بينها ثمانية مقاعد ضمن قائمة (في حب مصر). ومن ضمن الأحزاب المشاركة فيها حزب (الوفد)».
ووفقا للصفحة الرسمية لحزب «النور» على «فيسبوك»، حصل الحزب السلفي الذي جاء ثانيا في الانتخابات البرلمانية السابقة، على ثلاثة مقاعد فقط في المرحلة الثانية ليصل إجمالي عدد مقاعده في البرلمان 12 مقعدا.
وفازت عدة أحزاب أخرى بمقاعد في البرلمان من بينها حزب «حماة الوطن» وحزب «مصر الحديثة» و«المصري الديمقراطي الاجتماعي» و«الحركة الوطنية».
وستجري الانتخابات في الدوائر الأربع المتبقية يومي السادس والسابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وستجرى جولة إعادة إذا لم تحسم النتيجة من المرة الأولى يومي 15 و16 من الشهر نفسه.
ومصر بلا برلمان منذ عام 2012 عندما صدر قرار بحل مجلس الشعب الذي كانت تهيمن عليه جماعة الإخوان المحظورة، بناء على حكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون انتخابه.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.