تعهَّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن ينقل الولايات المتحدة إلى «عصر ذهبي جديد»، ويبدو أنه بدأ بتحقيق وعوده بعد شهرين فقط على توليه الرئاسة الأميركية عبر تغييرات برَّاقة في المكتب البيضاوي.
ووفق تقرير نشرته «وكالة الصحافة الفرنسية»، ملأ الثريّ الذي دخل عالم السياسة من باب قطاع العقارات، المكتب البيضاوي -محور نشاط الرئيس الأميركي وحيث يستضيف زواره- بتحف مذهبة وواقيات لامعة للكؤوس تحمل اسمه، وغطى كامل مساحة الجدران تقريباً بصور لأسلافه وُضعت في إطارات ذهبية اللون.
ويبدو أن عملية إعادة التزيين ما زالت في بدايتها، إذ تضاف قطعة جديدة كل أسبوع، آخرها نسخة من إعلان الاستقلال الذي مهّد الطريق لتحرّر الولايات المتحدة من التاج البريطاني قبل 250 عاماً.
ويحوّل الرئيس البالغ 78 عاماً، والذي عُرف بتجربته في برامج تلفزيونية قبل مسيرته السياسية، المكتب البيضاوي رويداً رويداً إلى مزيج من استوديو تصوير وملكية عقارية حصرية.
ويقول بيتر لوج، مدير كلية الإعلام في جامعة جورج واشنطن الأميركية، إن «الرئيس ترمب يؤدي بشكل جيد دور دونالد ترمب» الآتي من عالم العقارات والتلفزيون وحياة البذخ والترف.
وأضاف: «العرض هو الأساس. البريق هو جزء من العرض. سيكون من المفاجئ ألا يحوّل ترمب المكتب البيضاوي إلى موقع تصوير تلفزيوني يعكس علامته التجارية».
الرؤساء السابقون
لذا، لم تكن إضافة صورة جيمس فولك الذي تولى الرئاسة في القرن التاسع عشر، مصادفةً. ففي عهد رئيسها الحادي عشر، بدأت الولايات المتحدة أكبر مرحلة توسع، من خلال الاستحواذ على مساحات شاسعة من الأراضي على الساحل الغربي والجنوب الغربي وتكساس.
وحملت إضافة صورة فولك رمزية بالغة في وقت يثير ترمب الخشية في العالم من خلال التحدث علناً عن ضمّ غرينلاند، واستعادة قناة بنما، والسيطرة على قطاع غزة، وجعل كندا ولاية أميركية.
ذهب واستقلال
ويبدو الاختلاف جلياً بين المكتب البيضاوي في عهد الديمقراطي جو بايدن، وترمب الذي خلفه رسمياً اعتباراً من 20 يناير (كانون الثاني).
وسأل ترمب في حديث إلى شبكة «فوكس نيوز»، أول من أمس: «هل تعتقدون أن جو بايدن كان ليفعل ذلك؟ لا أعتقد ذلك»، وهو يزيح الستارة ليكشف عن تعليق إعلان الاستقلال على جدار في المكتب البيضاوي.
وخلال ولايته، رفع بايدن صور خمس رؤساء سابقين على جدار مدفأة المكتب. إلا أن هذا العدد ارتفع إلى تسع في ولاية ترمب، من دون احتساب صور أسلافه التي رُفعت في أنحاء أخرى من الغرفة.
وفي حين وضع الرئيس السابق نبتة لبلاب سويدي خضراء كبيرة على الحافة العلوية للمدفأة، استبدل بها ترمب سبع تحفٍ مذهَّبة يعود بعضها إلى أكثر من 200 عام.
وأبقى ترمب على التمثال النصفي لزعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ الذي كان موضوعاً خلال ولاية بايدن، لكنه أعاد إلى المكتب تمثالاً نصفياً لرئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل، كان قد وضعه خلال ولايته الأولى (2017-2021).
هل تفاجئ التغييرات البراقة في المكتب البيضاوي أحداً؟ يُستبعد ذلك، لا سيما أنها صادرة عن رئيس أطلق حملته الرئاسية الأولى من على سلم كهربائي مطليّ بالذهب في «برج ترمب» بنيويورك.
وعُرف عن ترمب طباعته اسمه على كل ما يمتّ إليه بصلة، من المباني إلى نسخ من الإنجيل، وهو غالباً ما يسعى في أي عمل يقوم به، إلى أن يعكس مزيجاً من العلامة الشخصية والقوة.
ولم تكن مسيرته السياسية استثناء.
في الآونة الأخيرة، يبقي ترمب في البيت الأبيض خريطة كبيرة لـ«خليج أميركا»، في إشارة إلى خليج المكسيك الذي أعادت إدارته تسميته.
ويتردد أنه يعتزم كذلك رصف حجارة في حديقة «روز غاردن» التي يطل عليها المكتب البيضاوي، لجعلها شبيهة بباحة منتجعه مارالاغو في فلوريدا.
وتبقى إحدى أكثر اللمسات التي يفخر بها ترمب، خارج المكتب البيضاوي.
فهو عَلّق في الردهة قرب بابه غلاف صحيفة نشرت على صفحتها الأولى الصورة الجنائية التي التُقطت له عام 2023، حين كان يلاحَق بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية 2020 في ولاية جورجيا، موضوعة في إطار مذهَّب.