العراق يضبط سفينة يقودها إيراني لتهريب الوقود

مصدر قال إن السلطات أظهرت «جدية في مكافحة أنشطة غير قانونية»

جنود من البحرية العراقية على متن سفينة مجهولة يقودها إيراني (إعلام أمني)
جنود من البحرية العراقية على متن سفينة مجهولة يقودها إيراني (إعلام أمني)
TT
20

العراق يضبط سفينة يقودها إيراني لتهريب الوقود

جنود من البحرية العراقية على متن سفينة مجهولة يقودها إيراني (إعلام أمني)
جنود من البحرية العراقية على متن سفينة مجهولة يقودها إيراني (إعلام أمني)

في عملية نادرة، أعلنت قيادة القوة البحرية العراقية، الأربعاء، ضبط سفينة مجهولة الهوية في المياه الإقليمية العراقية (جنوباً) يشتبه بقيامها بتهريب الوقود.

وهذا أول إعلان تصدره السلطات العراقية بشأن عملية من هذا النوع؛ ما يعزز التكهنات من أنها محاولة من السلطات لإقناع الولايات المتحدة الأميركية بجديتها في التعامل مع عمليات تهريب النفط والوقود واسعة النطاق التي تحدث في المياه العراقية.

ويتهم أعضاء في الكونغرس الأميركي وزارة النفط العراقية بالضلوع في عمليات تهريب نفط لصالح إيران.

تفاصيل العملية

شرحت القيادة البحرية في بيان تفاصيل «عملية القبض على السفينة من خلال توجيه من قائدها الفريق البحري الركن مازن عبد الواحد، ومتابعة وإشراف مدير الاستخبارات البحرية وقائد قاعدة أم قصر البحرية».

وذكرت أن «قوة من فوج المشاة البحري الأول لواء البحري الثاني، شرعت على متن زورق الدورية (P-303) المكلف بواجب حماية ميناء البصرة النفطي والمنصات النفطية العائمة، بعملية نوعية بناءً على ورود معلومات استخباراتية دقيقة للاشتباه بوجود أعمال غير قانونية في مياهنا الإقليمية».

وأضافت، أن «العملية أسفرت عن إلقاء القبض على سفينة مجهولة الهوية تحمل على متنها كابتن السفينة إيراني الجنسية مع طاقمها المؤلف من عدد (8) يحملون الجنسية الهندية وعدد (2) عراقَي الجنسية، من دون موافقات رسمية في المياه الإقليمية العراقية يشتبه بقيامها تهريب الوقود».

وذكر بيان القيادة البحرية، أنه «تم سحب السفينة إلى مرسى قاعدة أم قصر البحرية، وتسليم طاقم السفينة إلى مركز شرطة أم قصر أصولياً بعد إكمال الإجراءات اللازمة بحقهم».

البحرية العراقية قالت إن السفينة المجهولة قد تكون متورطة بتهريب الوقود (إعلام أمني)
البحرية العراقية قالت إن السفينة المجهولة قد تكون متورطة بتهريب الوقود (إعلام أمني)

محاولات عراقية

تعليقاً على بيان البحرية، قال مصدر مقرب من حكومة البصرة لـ«الشرق الأوسط»، إن «تهريب النفط ومشتقاته ما زال شائعاً في مواني البصرة ومياه العراق الإقليمية».

وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن «بيان القيادة البحرية يترك المزيد من علامات الاستفهام حول الطريقة التي ضبطت بها السفينة المجهولة، خصوصاً ونحن نعلم أنها تحدث للمرة الأولى مع قدم وضعف المعدات العسكرية التي تمتلكها القوة البحرية العراقية».

وأكد المصدر أن «عمليات تهريب غير قليلة تتم وفق غطاء رسمي تقوم به جماعات وجهات متنفذة لا تطولها يد القانون».

ولم يستبعد المصدر أن يكون الإعلان العراقي الجديد «محاولة من السلطات العراقية لإثبات جديتها أمام السلطات الأميركية في إيقاف عمليات التهريب، حيث تتهم واشنطن السلطات العراقية بتسهيل تهريب النفط الإيراني».

وتخشى السلطات العراقية من عقوبات أميركية قد تطولها في إطار سياسات الضغوط القصوى التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد إيران.

وكان الكونغرس الأميركي، وجَّه مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، رسالة وُصفت بالمهمة إلى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن حول تهريب النفط الإيراني بواسطة العراق، ولوّح بفرض عقوبات واسعة ضد النفط العراقي.

وقال الكونغرس في رسالته: «نكتب بشأن الزيارة الوشيكة التي سيقوم بها حيان عبد الغني، وزير النفط في حكومة العراق، حيث هناك الكثير من التقارير العامة التي تزعم أن عبد الغني ومسؤولين آخرين في الحكومة العراقية متورطون في التهرب من العقوبات على نطاق واسع نيابة عن النظام في إيران».

وأضافت الرسالة: «نشعر بالقلق إزاء التقارير المعلنة والخاصة على حد سواء بأن قطاع النفط العراقي يتم تحويله وسيلة قوية ومستدامة تقوم من خلالها الميليشيات و(الحرس الثوري) الإسلامي الإيراني بتمويل الإرهاب».

ولا تقتصر عمليات تهريب النفط في محافظة البصرة على المنافذ البحرية وحسب بل تمتد لتشمل عمليات تهريب من أنابيب نفط تقوم عصابات التهريب عبر إحداث ثقوب فيها. وأصدر القضاء العراقي في أغسطس (آب) 2023، سلسلة أحكام على شبكة كبيرة من المهربين بمساعدة كبار الضباط في حماية المنشآت النفطية، وضمنهم، مدير شرطة نفط الشمال وشرطة نفط الوسط ومدير الإدارة بمديرية شرطة الطاقة ومدير سيطرات الشمال.


مقالات ذات صلة

«الحشد الشعبي» يعزز انتشاره الأمني على الحدود العراقية - السورية

المشرق العربي لافتة في منطقة البوكمال على طول الحدود العراقية - السورية (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الحشد الشعبي» يعزز انتشاره الأمني على الحدود العراقية - السورية

قالت هيئة الحشد الشعبي في العراق، اليوم (الثلاثاء)، إن قواتها عززت وجودها الأمني على الحدود مع سوريا، وذلك بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي السلطات العراقية تحرق أطناناً من المخدرات في موقع جنوب بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)

بغداد: معلومات سعودية «مهمة جداً» تقود إلى ضبط طن من حبوب الكبتاغون

أعلنت الداخلية العراقية، الأحد، تلقيها معلومات وصفتها بـ«المهمة جداً» من إدارة المخدرات بالمملكة العربية السعودية، مكَّنتها من ضبط شحنة محملة بالحبوب المخدرة.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني مستقبلا وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في بغداد يوم 14 مارس 2025 (إعلام حكومي)

«صفحة جديدة» بين بغداد ودمشق بعد زيارة الشيباني

يرجح مراقبون عراقيون أن تسهم زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في فتح مسار جديد للعلاقة بين بغداد ودمشق، بعد أسابيع من «حالة التردد».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

الأمن العراقي يلاحق «ملثمين» متورطين بأعمال عنف ضد سوريين

جددت بغداد، الأربعاء، التأكيد على أنها ستلاحق المتورطين بأعمال العنف ضد العمال السوريين في العراق ووصفتها بـ«المشينة».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي

مسؤولون عراقيون: لا بديل فورياً للغاز الإيراني

قال 3 مسؤولين في قطاع الطاقة العراقي إن البلاد ليست لديها بدائل فورية لتعويض الطاقة المستوردة من إيران، مشيرين إلى أن النقص سيسبب مشكلة كبيرة في توفير ما يكفي.

حمزة مصطفى (بغداد)

«شبح التهجير» يرافق «الحرب الثانية» في غزة

طفل ينظر أمام جثامين فلسطينيين قضوا بالغارات الإسرائيلية في مستشفى بخان يونس جنوب قطاع غزة أمس (رويترز)
طفل ينظر أمام جثامين فلسطينيين قضوا بالغارات الإسرائيلية في مستشفى بخان يونس جنوب قطاع غزة أمس (رويترز)
TT
20

«شبح التهجير» يرافق «الحرب الثانية» في غزة

طفل ينظر أمام جثامين فلسطينيين قضوا بالغارات الإسرائيلية في مستشفى بخان يونس جنوب قطاع غزة أمس (رويترز)
طفل ينظر أمام جثامين فلسطينيين قضوا بالغارات الإسرائيلية في مستشفى بخان يونس جنوب قطاع غزة أمس (رويترز)

عاد شبح التهجير ليخيم على سكان غزة مع تكثيف الحملة العسكرية وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي في عدد من مناطق القطاع، ما أدى إلى موجات نزوح كبيرة جديدة في «حرب إسرائيل الثانية» على غزة.

وأشارت مصادر إلى إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الذي قال فيه إن عام 2025 سيكون سنة حرب ضد غزة، ووضع خطة علنية لغزة تتصاعد تدريجياً، تبدأ بضربات محدودة وتصل إلى ترحيل جماعي «طوعي»، فضلاً عن تهديد وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، لسكان القطاع بمزيد من الدمار والتهجير.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أمس، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «يدعم إسرائيل والجيش الإسرائيلي بالكامل وكل الخطوات التي قام بها في الأيام الأخيرة».

في الأثناء، أعلنت «كتائب القسام» أنها أطلقت رشقة صواريخ من غزة باتجاه تل أبيب، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض بنجاح واحدة من ثلاث قذائف صاروخية أُطلقت من جنوب غزة باتجاه وسط إسرائيل، بينما سقطت قذيفتان إضافيتان في منطقة مفتوحة.

عاجل الحكومة الإسرائيلية صوتت بالإجماع على إقالة رئيس الشاباك رونين بار