اتّهمت حركة «حماس» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستخدام الحرب في غزة «قارب نجاة له» من أزمات سياسية داخلية، حتى إن كان هذا الأمر يعني «التضحية» بالرهائن الذين ما زالوا محتجزين على قيد الحياة في القطاع الفلسطيني.
ونقل بيان لـ«حماس» عن عضو مكتبها السياسي عزّت الرشق، قوله عقب غارات جوية غير مسبوقة في نطاقها وكثافتها منذ شهرين استهدفت قطاع غزة، إنّ «قرار نتنياهو بعودة الحرب هو قرار بالتضحية بأسرى الاحتلال وحكم بالإعدام ضدّهم»، مضيفاً أنّ «نتنياهو قرّر استئناف حرب الإبادة بوصفها قارب نجاة له من الأزمات الداخلية».
من جهته، أكد قيادي في «حماس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن «الحركة تعمل مع الوسطاء للجم عدوان الاحتلال»، وأوضح أن «(حماس) وفصائل المقاومة في حالة انعقاد دائم لتقييم الوضع والعمل مع الوسطاء للجم العدوان».
وأكد أن الحركة «التزمت باتفاق وقف النار ونفذته بدقة، لكن الاحتلال الإسرائيلي تنصل من تنفيذه وانقلب عليه باستئناف العدوان والحرب».
وكانت الحركة الفلسطينية قد اتهمت نتنياهو وحكومته في بيان سابق، بـ«الانقلاب» على وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين في غزة منذ 19 يناير (كانون الثاني)، بعد مقتل أكثر من 330 شخصاً في غارات إسرائيلية استهدفت القطاع فجر اليوم (الثلاثاء).
وقالت الحركة في بيان سابق، إنّ «نتنياهو وحكومته النازية يستأنفون العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة». وأضافت أن «نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول»، عادّة القطاع يتعرّض «لحرب متوحّشة وسياسة تجويع ممنهجة».

وطالبت الحركة الفلسطينية «الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه». وإذ دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى «تحمّل مسؤوليتهما التاريخية في دعم صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وكسر الحصار الظالم المضروب على قطاع غزة»، طالبت «حماس» الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بالانعقاد العاجل لأخذ قرار «يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه».
وكانت وزارة الصحة في غزة أفادت اليوم (الثلاثاء)، بأن حصيلة القتلى الفلسطينيين ارتفعت إلى 330، «غالبيتهم من الأطفال والنساء» جرَّاء سلسلة الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة في قطاع غزة الليلة الماضية. وقال المدير العام للمستشفيات في الوزارة محمد زقوت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «وزارة الصحة أحصت صباح اليوم (الثلاثاء) أكثر من 330 شهيداً غالبيتهم من الأطفال والنساء ومئات المصابين، بينهم عشرات في حالات خطيرة وحرجة، جرَّاء العدوان الإسرائيلي وسلسلة الغارات الجوية العنيفة والدموية على قطاع غزة»، لافتاً إلى وجود «عشرات المفقودين تحت أنقاض المنازل المدمرة».