اتفاق سوري - لبناني على وقف إطلاق النار على الحدود

عقب اشتباكات استمرت ليومين وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات

0 seconds of 1 minute, 56 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:56
01:56
 
TT
20

اتفاق سوري - لبناني على وقف إطلاق النار على الحدود

قوات سورية قرب الحدود مع لبنان (أ.ب)
قوات سورية قرب الحدود مع لبنان (أ.ب)

قالت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» إن وزيري الدفاع اللبناني والسوري اتفقا على وقف إطلاق النار بين الجانبين، بعد اشتباكات على مدى يومين أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

ونقلت «وكالة الأنباء السورية» (سانا) عن المكتب الإعلامي التابع لوزارة الدفاع السورية، القول إن الاتفاق ينص أيضاً على تعزيز التنسيق والتعاون بين الجانبين.

وفي لبنان، قالت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» إن وزير الدفاع ميشال منسى، بحث في اتصال مع نظيره السوري مرهف أبو قصرة التطورات على الحدود. وأضافت أنه جرى الاتفاق على «وقف إطلاق النار بين الجانبين، على أن يستمر التواصل بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية، للحيلولة دون تدهور الأوضاع على الحدود بين البلدين».

عشرات القتلى والجرحى

وأودت الاشتباكات على الحدود اللبنانية بحياة 10 من قوات وزارة الدفاع السورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بحسب وسائل إعلام سورية، بينما قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 7 لبنانيين لقوا حتفهم وأصيب 52 خلال اليومين الماضيين.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في وقت سابق، مقتل 7 أشخاص جراء أعمال العنف على حدود لبنان الشرقية مع سوريا.

وقالت الوزارة في بيان، إن «حصيلة تطورات اليومين الأخيرين على الحدود اللبنانية - السورية أدت إلى استشهاد 7 مواطنين وجرح 52 آخرين»، مضيفة أن بين القتلى فتى يبلغ 15 عاماً.

بدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الجيش، قوله إنه «سيطر على قرية حوش السيد» الحدودية «بعد طرد مقاتلي جماعة (حزب الله)» اللبنانية.

الرد على مصادر النيران

وأعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون، في وقت سابق، أنه أصدر أوامر للجيش بالرد على مصادر النيران في الحدود الشرقية والشمالية الشرقية، في إشارة فيما يبدو إلى الحدود مع سوريا.

وقال عون على منصة «إكس»: «إن ما يحدث على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر ولن نقبل به».

وأضاف عون أنه اتصل بوزير الخارجية يوسف رجي الموجود في بروكسل، وطلب منه التواصل مع الوفد السوري المُشارك في مؤتمر دعم سوريا، «للعمل على معالجة المشكلة القائمة بأسرع وقت ممكن، بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع».

وفي وقت لاحق، قالت وزارة الخارجية اللبنانية إن رجي بحث مع نظيره السوري أسعد الشيباني، خلال لقاء في بروكسل اليوم، التطورات على الحدود اللبنانية - السورية، واتفقا على التعاون للحيلولة دون تدهور الأوضاع. وأضافت، في بيان، أنه «جرى الاتفاق على متابعة الاتصالات».

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، تبادلت قوات سورية إطلاق النار مع جنود لبنانيين وجماعات مسلحة في شمال شرقي لبنان الليلة الماضية، وفي الساعات الأولى من صباح اليوم (الاثنين)، في إطار حلقة جديدة من الاشتباكات على الحدود بين البلدين.

ويتصاعد التوتر على الحدود الجبلية منذ إطاحة فصائل معارضة قبل أشهر بالرئيس السوري بشار الأسد، حليف طهران وجماعة «حزب الله» اللبنانية المسلحة المدعومة من إيران.

واتهمت وزارة الدفاع السورية، مساء أمس (الأحد)، عناصر من جماعة «حزب الله» بدخول الأراضي السورية، وخطف وقتل 3 من أفراد الجيش السوري الجديد.

ونفت جماعة «حزب الله» التورط. وقال مصدر أمني لبناني لـ«رويترز»، إن الجنود السوريين الثلاثة هم من عبروا إلى الأراضي اللبنانية أولاً، وقُتلوا على أيدي مسلحين من عشيرة في شمال شرقي لبنان كانوا يخشون من تعرض بلدتهم لهجوم.

قافلة للجيش السوري متجهة نحو الحدود مع لبنان (رويترز)
قافلة للجيش السوري متجهة نحو الحدود مع لبنان (رويترز)

ووفقاً لوزارة الدفاع السورية والجيش اللبناني، قصفت القوات السورية بلدات حدودية لبنانية ليلاً رداً على مقتلهم. وقال سكان من بلدة القصر التي تبعد أقل من كيلومتر واحد عن الحدود لـ«رويترز»، إنهم فروا مبتعدين عن المناطق الحدودية هرباً من القصف.

وقال الجيش اللبناني في بيان اليوم (الاثنين)، إنه سلم جثامين القتلى السوريين الثلاثة إلى السلطات السورية، وإن الوحدات العسكرية ردت على إطلاق النار من الأراضي السورية، «وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني».

وذكر مراسل من «رويترز» على الحدود، أن الجيش السوري أرسل قافلة من الجنود وعدة دبابات إلى الحدود، اليوم (الاثنين). وأطلقت القوات السورية النار في الهواء أثناء مرورها عبر البلدات في طريقها إلى الحدود.

وقال ماهر الزيواني، وهو قائد فرقة من الجيش السوري تنتشر على الحدود، إن «تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت لدعم المواقع على الحدود السورية - اللبنانية، ومنع أي انتهاكات في الأيام المقبلة».


مقالات ذات صلة

عون يصل الدوحة ويشدد على مساعدة لبنان في تعزيز سلطة الدولة وحصر السلاح

الخليج الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون لدى وصوله إلى العاصمة القطرية الدوحة (قنا)

عون يصل الدوحة ويشدد على مساعدة لبنان في تعزيز سلطة الدولة وحصر السلاح

أعلن الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون الذي وصل، الثلاثاء، إلى العاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية. أنه سيبحث مع المسؤولين القطريين سبل مساعدة لبنان.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)

عون يعلن انطلاق «مسار الإصلاحات» بلبنان

أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن «مسار الإصلاحات في لبنان بدأ، وهو حتماً لمصلحة لبنان قبل أن يكون بناء على رغبة المجتمع الدولي».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (أ.ب)

الرئيس اللبناني: «حزب الله» أبدى ليونة كبيرة في مسألة «السلاح»

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الخميس، أن «حزب الله» أبدى كثيراً من الليونة والمرونة والتعاون.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)

عون: عزمي لن يلين في تحقيق ما عاهدت عليه اللبنانيين

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم (السبت)، دخول بلاده مرحلة جديدة، بعد عقود من العنف والحروب والأزمات الاقتصادية والمالية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) يصافح الرئيس اللبناني جوزيف عون بقصر الإليزيه في باريس (رويترز) play-circle 00:33

الضربات الإسرائيلية تلقي بظلالها على زيارة عون إلى فرنسا

طغت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على زيارة الرئيس اللبناني إلى فرنسا، الجمعة، دافعةً نظيره الفرنسي إلى رفع النبرة ضدّ إسرائيل والمطالبة بـ«ضغط» أكبر من ترمب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

استجواب وزير داخلية سابق في إطار تحقيقات انفجار مرفأ بيروت

مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار (أرشيفية - أ.ف.ب)
مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

استجواب وزير داخلية سابق في إطار تحقيقات انفجار مرفأ بيروت

مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار (أرشيفية - أ.ف.ب)
مشهد للدمار الهائل في مرفأ بيروت بعد الانفجار (أرشيفية - أ.ف.ب)

مَثُل وزير الداخلية اللبناني السابق نهاد المشنوق، الخميس، للمرة الأولى أمام المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت قبل نحو 5 أعوام، حسب ما أفاد مصدر قضائي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

واستأنف القاضي طارق البيطار مطلع العام الحالي تحقيقاته في الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس (آب) 2020، وأسفر عن مقتل أكثر من 220 شخصاً، وإصابة أكثر من 6500 بجروح.

ومنذ عام 2023، غرق التحقيق القضائي بشأن الانفجار في متاهات السياسة، إذ قاد «حزب الله» حينها حملة للمطالبة بتنحِّي البيطار، ثم في فوضى قضائية، بعدما حاصرت المحقق العدلي عشرات الدعاوى لكفّ يده، تقدَّم بغالبيتها مسؤولون مُدّعى عليهم.

ومنذ البداية، عزت السلطات اللبنانية الانفجار إلى تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل العنبر رقم 12 في المرفأ من دون إجراءات وقائية، واندلاع حريق لم تُعرف أسبابه. وتبيَّن لاحقاً أنّ مسؤولين على مستويات كثيرة كانوا على دراية بمخاطر تخزين هذه المادة ولم يُحرّكوا ساكناً.

وقال المصدر القضائي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «انتهت... جلسة استجواب للوزير السابق نهاد المشنوق» أمام البيطار.

وأوضح المصدر -الذي طلب عدم كشف هويته- أن جلسة استجواب المشنوق «تمحورت حول التقرير الذي تسلّمه (أثناء توليه منصبه) في الخامس من أبريل (نيسان) 2014، والذي يتحدّث عن احتجاز باخرة في المياه الإقليمية اللبنانية، ومطالبة طاقمها بالسماح له بالسفر».

وأتى مثول المشنوق بعد أقل من أسبوع على مثول مسؤولَيْن أمنيين سابقين هما المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمدير العام لأمن الدولة طوني صليبا، أمام البيطار في إطار التحقيق بانفجار المرفأ.

وجاء استئناف التحقيقات بُعيد انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية، ثم تكليف نواف سلام بتشكيل حكومة مطلع العام الحالي، على وقع تغيُّر موازين القوى السياسية مع تراجع نفوذ «حزب الله»، إثر حربه الأخيرة مع إسرائيل.

وتعهّد رئيسا الجمهورية والحكومة الجديدان بالعمل على تكريس «استقلالية القضاء»، ومنع التدخّل في عمله، في بلد تسوده ثقافة الإفلات من العقاب.

وكان إبراهيم وصليبا في عداد مسؤولين سياسيين وأمنيين ادعى عليهم البيطار «بجرائم الإيذاء والإحراق والتخريب والقصد الاحتمالي الذي أدى إلى القتل».

ومن المقرر أن يحضر إلى بيروت قاضيان فرنسيان من دائرة التحقيق في باريس خلال الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، لإطلاع البيطار على معطيات توصّل إليها تحقيق فرنسي انطلق بعد أيام قليلة من وقوع انفجار المرفأ، لوجود 3 رعايا فرنسيين في عداد الضحايا، وفق ما أفاد مصدر قضائي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الثلاثاء.

وتلقَّى لبنان في الشهر الحالي، وفق المصدر ذاته، طلبات استفسار من ألمانيا وهولندا وأستراليا، وهي دول سقط لها ضحايا في الانفجار «لمعرفة آخر مستجدات التحقيق»، والمدة التي سيستغرقها موعد صدور القرار الاتهامي الذي تعهد البيطار مراراً بإصداره.