تركيا تدعو لاستبعاد جميع المسلّحين المتورطين في أنشطة «إرهابية» داخل سوريا

قالت إنه سيكون هناك انفتاح للمنطقة إذا ألقى «حزب العمال الكردستاني» السلاح

الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في دمشق (رويترز)
الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في دمشق (رويترز)
TT
20

تركيا تدعو لاستبعاد جميع المسلّحين المتورطين في أنشطة «إرهابية» داخل سوريا

الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في دمشق (رويترز)
الرئيس السوري أحمد الشرع يلتقي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في دمشق (رويترز)

قال وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان، اليوم الجمعة، إن «من الضروري إخراج جميع العناصر المسلَّحة المتورطة في أنشطة إرهابية داخل سوريا، من المعادلة».

ودعا، في مقابلة مُتَلفزة نَشرت وكالة أنباء «الأناضول» مقتطفات منها، إلى عودة جميع السكان إلى الحياة الطبيعية.

وفي وقت لاحق، دعا «حزب العمال الكردستاني» لاغتنام ما وصفها «الفرصة التاريخية» وحلّ نفسه؛ استجابة لدعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان.

ونقلت الوكالة عن فيدان قوله: «إذا استغل تنظيم حزب العمال الكردستاني الفرصة (وألقى السلاح)، سيكون هناك انفتاح لتركيا والمنطقة، وإذا جرى التأثير عليهم من جانب آخرين فهذا شأنهم، ومستعدّون لكل السيناريوهات»، وفق تعبيره.


مقالات ذات صلة

إردوغان يعطي دفعة للحوار مع «أوجلان» بإعلان استعداده لقاء «وفد إيمرالي»

شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً لنواب حزبه بالبرلمان خلال إلقاء كلمة أمامهم الأربعاء (الرئاسة التركية)

إردوغان يعطي دفعة للحوار مع «أوجلان» بإعلان استعداده لقاء «وفد إيمرالي»

أعطى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مؤشراً قوياً على المضي قدماً في إنجاح دعوة رئيس حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان لحل الحزب ونزع أسلحة جميع مجموعاته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يتصافحان خلال لقائهما بالقصر الرئاسي في أنقرة يوم 12 مارس 2025 (إ.ب.أ)

إردوغان يرحّب بقبول أوكرانيا الهدنة... ويأمل رداً روسياً إيجابياً

قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن تركيا تعدّ قبول أوكرانيا وقف إطلاق النار تطوراً إيجابياً، وأعرب عن أمله أن تردّ روسيا بالمثل.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الخليج وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان مستقبلاً نظيره التركي ياشار غولر في جدة الثلاثاء (واس)

السعودية وتركيا تبحثان تعزيز التعاون الدفاعي

استعرض وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، مع نظيره التركي ياشار غولر، العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تطوير التعاون العسكري والدفاعي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شؤون إقليمية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزال خلال استقباله وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»... (موقع حزب الشعب الجمهوري)

أحزاب تركية تدعو البرلمان إلى التحرك بعد جنوح أوجلان للسلام

تشهد تركيا جولة أخرى من الحراك السياسي على خلفية دعوة زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين، عبد الله أوجلان، لحل «الحزب» وإلقاء أسلحة جميع المجموعات المرتبطة به.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مظاهرة بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة» في إسطنبول (أ.ب)

اعتقال 200 امرأة في تركيا بعد مظاهرة بمناسبة «يوم المرأة العالمي»

أفاد منظمون بأن الشرطة التركية اعتقلت نحو 200 امرأة في إسطنبول، مساء السبت، إثر خروج مسيرة ليلية بمناسبة يوم المرأة العالمي شاركت فيها نحو 3 آلاف امرأة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

جنبلاط يحيي ذكرى اغتيال والده بالحشود وسط تحولات خطيرة

مناصرو «التقدمي الاشتراكي» يشاركون في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط العام الماضي (إعلام الاشتراكي)
مناصرو «التقدمي الاشتراكي» يشاركون في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط العام الماضي (إعلام الاشتراكي)
TT
20

جنبلاط يحيي ذكرى اغتيال والده بالحشود وسط تحولات خطيرة

مناصرو «التقدمي الاشتراكي» يشاركون في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط العام الماضي (إعلام الاشتراكي)
مناصرو «التقدمي الاشتراكي» يشاركون في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط العام الماضي (إعلام الاشتراكي)

تحلّ الذكرى الثامنة والأربعون لاغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط في مرحلة مصيرية من تاريخ لبنان والمنطقة، خصوصاً تاريخ الدروز، وبدا أن نجله وليد جنبلاط يخوض تحديات كبيرة تواجهه طائفته التي غالباً ما قدّم تنازلات من أجل حمايتها وبقائها في قلب العروبة.

تحولان

ويستقطب الاحتفال الذي يقيمه «الحزب التقدمي الاشتراكي» في دارة المختارة (جبل لبنان)، الأحد، اهتمام الداخل والخارج بالنظر لما سيقوله هذا الرجل، خصوصاً وأن ذكرى والده الذي اغتاله نظام حافظ الأسد في 16 مارس (آذار) 1977، جاءت وسط تحولين؛ الأول سقوط نظام آل الأسد والقبض على من يعتقد أنه قاتله اللواء إبراهيم حويجي، والثاني التطوّر الذي طرأ على وضع دروز سوريا الذين يرفض بعضهم الاعتراف بشرعيّة الدولة السورية الجديدة، ومحاولة إسرائيل التدخل في هذا الموضوع من زاوية «حمايتهم».

ما يحصل مع دروز سوريا يلقي بخطره على المنطقة بأسرها، إذ رأى أمين السرّ العام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» ظافر ناصر، أن «ذكرى اغتيال المعلّم كمال جنبلاط، تتزامن مع الأحداث التي تحصل في جنوب سوريا، وتهدد الهوية القومية والهوية الوطنية لدروز سوريا، وهي نقيض تاريخهم النضالي وتشبثهم بأرضهم وأوطانهم، وهو ما يضع وليد جنبلاط مرّة جديدة أمام حتمية العمل على إفشال هذا المخطط»، محذراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» من «الذهاب نحو أوهام إسرائيل بحماية الدروز»، ومعتبراً أن «الخطر الذي يتهدد مصير دروز سوريا نتيجة هذه الأحداث الأخيرة، لن يتوقف عن الواقع الدرزي في سوريا، بل يهدد مصير المنطقة، لأن مشروع تقسيم وتفتيت المنطقة هدف إسرائيل ثابت، وإن برز اليوم في الواجهة الواقع الدرزي».

عزل دروز سوريا

وأكد ظافر ناصر أن «الموقف التاريخي لوليد جنبلاط لم يتغير، وهو رفضه لنظرية الأقليات والدولة الدرزية التي طالما دغدغت أحلام البعض، وهو (جنبلاط) يؤكد بذلك على الموقف التاريخي لكمال جنبلاط ولدارة المختارة التي لم تتخل يوماً عن هويتها ووطنيتها وعروبتها».

ويعتزم وليد جنبلاط زيارة دمشق قريباً، ولقاء مرجعيات درزية سورية، محاولاً «قطع الطريق على تغيير هويتهم السورية والعربية والإسلامية»، كما يقول ناصر، لكنّه موقفه هذا يواجه بانتقادات حادّة من فعاليات درزية لبنانية طالما كانت تصطف ضمن محور الممانعة مثل الوزير السابق وئام وهاب، الذي يصوّب سهامه نحو جنبلاط لمجرد انتقاده جنوح بعض أبناء محافظة السويداء نحو الرغبات الإسرائيلية. ويعدُّ الوزير السابق رشيد درباس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المسؤولية التي يحملها وليد جنبلاط كبيرة جداً، فهو يمشي على درب الجلجلة، ويعيش الظروف نفسها التي عاشها والده قبل اغتياله». ويشدد على أنه «يواجه موجة يقودها بعض رجال الدين المعروفين تهدف لأخذ دروز سوريا باتجاه إسرائيل».

اعتقال القاتل

ستكون لذكرى اغتيال كمال جنبلاط ميزة خاصة لدى أبناء الطائفة الدرزية وكلّ اللبنانيين الذين أحبّوه، لكونها تأتي بعد أيام قليلة على إعلان الدولة السورية اعتقال اللواء إبراهيم حويجي الذي نفذ عملية تصفيته مع مرافقيه، لكنّ وليد جنبلاط الذي اكتفى بالتعليق على هذا الحدث بكلمة «الله أكبر»، حقق ما قاله قبل أعوام بأنه «ينتظر على ضفة النهر عبور جثّة قاتل والده». ويلفت الوزير رشيد درباس إلى أن «النظام السوري الذي اغتال كمال جنبلاط حاول أيضاً اغتيال نجله أيضاً». وقال: «أدرك وليد جنبلاط بعد اغتيال والده أن الاشتباك مع نظام الأسد يشكل انتحاراً، فأنشأ معه علاقة متقلّبة، إلى أن وصل بشار الأسد إلى السلطة وحاول اغتياله عبر محاولة تصفية مروان حمادة إلى أن وصل الأمر به إلى اغتيال رفيق الحريري، عندها قاد جنبلاط معركة إخراج الجيش السوري من لبنان كزعيم لبناني وطني ونجح في ذلك».

ليس تفصيلاً أن يحتفل محبّو كمال جنبلاط في ذكرى اغتياله هذا العام، وقاتله قيد الاعتقال لدى الدولة السورية الجديدة والنظام الذي أمر بتصفيته انتهى إلى غير رجعة، ويلفت درباس إلى «الجريمة الإنسانية لا تمحى مهما طال الزمن»، مستغرباً كيف أن «نظام حافظ الأسد الذي كان يدعي العروبة والدفاع عن فلسطين، قتل أكثر اللبنانيين عروبة وحضارة، وأكثر من حمل مظلّة حماية القضية الفلسطينية والدفاع عنها، كما أنه قتل الشاعر والمفكّر وصاحب المبادئ».