المنشدون والمولوية يعيدون الحميمية لليالي رمضان في مصر

الرَّقص المولوي يُصاحب فرق الإنشاد في الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة)
الرَّقص المولوي يُصاحب فرق الإنشاد في الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة)
TT
20

المنشدون والمولوية يعيدون الحميمية لليالي رمضان في مصر

الرَّقص المولوي يُصاحب فرق الإنشاد في الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة)
الرَّقص المولوي يُصاحب فرق الإنشاد في الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة)

أعادت فِرق الإنشاد الديني والمولوية، التي تختصُّ بفنون الموسيقى الروحية والمديح والذِّكر، الحميمية إلى الليالي الرمضانية في مصر، عبر أكثر من حفلٍ شارك فيه مُنشدون بمصاحبة فرق الرقص المولوي.

فقد احتشد جمهور الأوبرا في المسرح الصغير، الأربعاء، للاستمتاع بليلة رمضانية أحيتها فرقة بصمة للإنشاد الديني بقيادة الفنان محمد حسن، وبمصاحبة فنانين قدَّموا رقصة المولوية، وقدمت الفرقة مجموعة مميزة من الأعمال الرمضانية والإنشادية، من بينها «ميدلي أغاني رمضان»، و«مديح سيدنا النبي»، ووصلة بعنوان «مناجاة»، و«رمضان جانا»، و«أشتاق يا الله»، و«قصدت باب الرجا»، و«جل المنادي»، و«خليك مع الله»، وسط تفاعل جماهيري لافت.

إحدى فرق الإنشاد تحيي ليالي رمضان (وزارة الثقافة المصرية)
إحدى فرق الإنشاد تحيي ليالي رمضان (وزارة الثقافة المصرية)

وفي قبة الغوري بالقاهرة الفاطمية، أحيا الفنان علي الهلباوي وفرقته حفلاً غنائياً، قدّم خلاله مجموعة من الابتهالات والإنشاد الديني ممزوجاً بالموسيقى الحديثة، في تجربة تجمع بين التراث والتجديد.

وعَدّ الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، «فِرق الإنشاد الديني والمولوية جزءاً أصيلاً من طبيعة شهر رمضان، ومن ثَمّ تُكثف حفلاتها في أكثر من موقع، سواء في الأوبرا أو المراكز الثقافية بالقاهرة الفاطمية خلال الشهر»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه إلى جانب ذلك فهناك مشروعات مهمة تحاول الحفاظ على التُّراث وإعادته من جديد، مثل «الليلة الكبيرة».

وتابع سعد الدين: «حين تستعين المواقع الثقافية والمسارح بالتنورة أو المولوية أو المنشدين فهذا يُعدّ جزءاً من الطقوس الرمضانية، لما تُقدِّمه من شحنة روحانية وأجواء حميمية في رمضان، فهذا هو الموسم الطبيعي لها، لذلك يُقبِل عليها الجمهور بشكل واضح».

وتُقدم فرقة الحضرة المصرية أمسيتين في دار الأوبرا المصرية بمشاركة المنشد المغربي جواد الشاري، تحت عنوان «مدائح النيل والأطلسي... ليلة مصرية مغربية»، وذلك مساء الجمعة، 14 مارس (آذار) الحالي على المسرح المكشوف، ومساء الاثنين 17 مارس على مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية».

وتتضمَّن الأمسيتان قصائد المديح التراثية، منها ما تقدمه فرقة الحضرة مثل «المحمدية» للإمام البوصيري، و«يا جمال الوجود»، و«هل دعاك الشوق يوما للسري»، و«هنا الحسين»، و«يفديك قلبي»، وما يُقدِّمه المُنشد المغربي جواد الشاري، من قصائد المديح المغربية منها «قل للذي لأمني»، و«جمال الذات»، و«عبد بالباب». وتُقدِّم الفرقة مع المُنشد المغربي مزيجاً من المدائح والذِّكر من تُراث الساحات والزوايا الصوفية في مصر والمغرب، وفق بيان لدار الأوبرا المصرية.

تأبين مؤسس فرقة المولوية المصرية (وزارة الثقافة)
تأبين مؤسس فرقة المولوية المصرية (وزارة الثقافة)

ونظّم صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية أمسية رمضانية في قبة الغوري بحي الأزهر، لتأبين المُنشد الراحل عامر التوني، مؤسس فرقة المولوية المصرية، وتضمَّنت الأمسية التأبينية استعادة أعمال الفنان الراحل ومقاطع من آخر ألبوماته في الإنشاد، بالإضافة إلى عرض فيلم قصير عن مشواره وفلسفته في فنون الإنشاد وتأسيسه لفرقة المولوية المصرية. وتضمَّنت الأمسية عرضاً للفرقة في تأبين قائدها.

وكانت وزارة الثقافة المصرية قد أعلنت عن برنامجٍ احتفالي خلال ليالي رمضان في أكثر من موقع بمصر، تضمّن كثيراً من الحفلات المُرتبطة بالإنشاد الديني التي يُصاحبها في أحيان كثيرة رقصة المولوية.


مقالات ذات صلة

السيرة الهلالية والفنون الشعبية تجدِّد ذكريات رمضان في القاهرة التاريخية

يوميات الشرق السيرة الهلالية في مقهى نجيب محفوظ بالسيدة زينب (هيئة قصور الثقافة المصرية)

السيرة الهلالية والفنون الشعبية تجدِّد ذكريات رمضان في القاهرة التاريخية

جددت رواية السيرة الهلالية وفرق الفنون الشعبية والتراثية ذكريات رمضان في الحديقة الثقافية بحي السيدة زينب بالقاهرة التاريخية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق فيلم «الدشاش» شهد عودة محمد سعد إلى السينما بعد سنوات (الشركة المنتجة)

إيرادات هزيلة للسينما المصرية خلال موسم رمضان

طقوس موسم رمضان واجتذاب المسلسلات للناس وراء هذا الانخفاض الملحوظ في الإيرادات السينمائية، والذي يُتوقّع استمراره حتى موسم عيد الفطر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق نقاط عدّة تجمعه بشخصية الدكتور «آدم» (إنستغرام)

سعيد سرحان لـ«الشرق الأوسط»: أنتظر نهاية «بالدم» لنحتفل بالإنجاز

يرى سعيد سرحان أنّ المنتج جمال سنان سار بخطّة مُحكَمة. فلم يتسرَّع عندما أدرك قدرات أولاد بلده الفنّية. وتطلّب الأمر جرأة لم يتشجّع أحد مؤخراً للإقدام عليها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق سوق ليالي البينالي الرمضانية تجربة متكاملة غنية بمذاقات متنوعة (بينالي الفنون الإسلامية)

ختام فعاليات «ليالي البينالي» الرمضانية تجربة ثقافية تُزاوج بين التراث والحداثة

اختتمت فعاليات برنامج «ليالي البينالي» الرمضاني الذي أقيم ضمن النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بعد شهر حافل من الفعاليات

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أطفال سودانيون ضمن ضيوف برش الرياض (تصوير: بشير صالح)

«إفطار البرش»... مبادرة سودانية تجهِّز موائدها قبل أذان الإفطار

أطلق، مع بداية شهر رمضان الكريم، مجموعة من السودانيين مبادرات «إفطار البرش».

فتح الرحمن يوسف (الرياض)

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
TT
20

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)

تحوّل صديقان بريطانيان من «كاشفي معادن» إلى «سجينين» بعد أن أُدينا بسرقة أحد أكبر الكنوز المكتشفة في تاريخ الجزر البريطانية، بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني (نحو 4 ملايين دولار).

وتعود جذور القصة إلى أكثر من ألف عام، وتحديداً إلى أوائل العصور الوسطى في بريطانيا، عندما دُفنت مجوهرات ذهبية وسبائك فضية ومئات العملات المعدنية على يد شخص مجهول، يُرجَّح أنه عضو في أحد جيوش الفايكنغ التي كانت تنسحب من بريطانيا آنذاك، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وفُقدت هذه الكنوز في غياهب التاريخ حتى صباح أحد أيام يونيو (حزيران) 2015، عندما بدأ كاشفا المعادن جورج باول، من مدينة نيوبورت الويلزية، وصديقه لايتون ديفيز، من بونتيبريد المجاورة، في مسح أرض في حقل بمقاطعة هيريفوردشاير، وعندها اكتشف الثنائي الكنز المفقود منذ زمن طويل، وظنا أنهما سيُصبحان أغنياء وأن حياتهما ستتغير إلى الأبد.

لكن واحدة فقط من الأمنيتين تحققت، فقد تغيرت حياتهما إلى الأبد.

ويحتاج أي شخص إلى إذن من مالك الأرض للكشف في أرضه، ولم يكن لدى باول وديفيز إذن بالوجود في الحقل الذي اكتشفا فيه الكنز. ثم، بدلاً من إبلاغ مالك الأرض والطبيب الشرعي المحلي بالاكتشاف خلال 14 يوماً كما يقتضي القانون، وضع الثنائي الكنز في كيس بلاستيكي وعادا من حيث أتيا، ونشرا صور اكتشافهما على موقع متخصص في الكشف عن الكنوز.

وحذف الصديقان الصور من الموقع ومن هواتفهما بعد ذلك بوقت قصير، لكن الإنترنت وبرامج الكشف التابعة للشرطة «لا تنسى أبداً»، وفق «بي بي سي».

وحاول باول معرفة المزيد عن الكنز بالتواصل مع تاجر العملات، بول ويلز، في متجر تحف بكارديف. وكان ويلز برفقة تاجر التحف، جيسون سلام، وعندما رأى نحو 12 عملة فضية معروضة على طاولة، صُدم. وقال ويلز: «بدت كما لو أنها دُفنت في الأرض يوم سكها. كما لو أنها لم تُستخدم قط لشراء شيء». وأضاف: «للوهلة الأولى، ظننت أنها من العصور الوسطى، من القرن الحادي عشر أو الثاني عشر». أما سلام فكان أكثر حماسة وقال إنها ربما تعود إلى القرن السابع أو الثامن.

كذب باول وديفيز وأخبرا التجار أنهما حصلا على إذن من مالك الأرض للحفر، قبل أن يُخرجا «أجمل ما عُثر عليه»، ثلاث قطع من المجوهرات الذهبية.

وحذّر التاجران الرجلين من أنهما في منطقة خطرة، وعليهما الإعلان بصورة قانونية عن هذا الاكتشاف، لكن ويلز قال إن باول «لم يُصغِ لما قاله». وافق ويلز بعد ذلك على أخذ بعض العملات المعدنية و«الاعتناء بها».

تناهى الأمر إلى مسامع بيتر ريفيل، الذي كان مسؤولاً عن الاكتشافات في برنامج الآثار المحمولة بالمتحف البريطاني عام 2015. وقال: «كانت هناك إشاعة تدور حول العثور على شيء مهم، والتفاصيل هي أن أحدهم عثر على كنز ضخم من العملات المعدنية من العصور الوسطى، وكان هناك ما لا يقل عن 300 عملة معدنية».

استعان ريفيل بشبكة خبراء الكشف الأثري لديه لمعرفة ما إذا كان أي شخص قد سمع أي شيء مؤكد، وعادوا جميعاً قائلين إنهم سمعوا الشيء نفسه تقريباً: «عُثر على كنز ضخم من العصور الوسطى».

وصلت الصور المحذوفة التي نشرها باول وديفيز على الإنترنت إلى ريفيل، الذي بحث عن عنوان بريد إلكتروني للصديقين، وأخبرهما أن أمامهما 14 يوماً للإبلاغ عن الاكتشاف. لكن باول وديفيز لم يلتزما بالنصيحة مرة أخرى.

فلقد سلما المجوهرات لمتاحف ويلز، لكن معظم العملات المعدنية الـ300 ظل «مفقوداً». وعند هذه النقطة، بدأت الشرطة التحقيق.

وفي عام 2019، تمت إدانة باول وديفيز بالسرقة و«إخفاء ما عثرا عليه». وحُكم على باول بالسجن عشر سنوات، خُفِّضت لاحقاً إلى ست سنوات ونصف عند الاستئناف، بينما سُجن ديفيز ثماني سنوات ونصف، خُفِّضت لاحقاً إلى خمس سنوات. وأُدين ويلز، تاجر العملات، بـ«إخفاء ما عثر عليه»، وحُكِم عليه بالسجن 12 شهراً مع إيقاف التنفيذ.

قضى باول وديفيز عقوبتيهما، لكن المحكمة أمرتهما لاحقاً برد نحو 600 ألف جنيه إسترليني لكلٍّ منهما، لاعتقاد القاضي أنهما ما زالا يُخفيان بشكل غير قانوني ما يصل إلى 270 قطعة نقدية ومجوهرات بهدف التربح منها.

وبعد جلسة استماع لإنفاذ الحكم في سبتمبر (أيلول) 2024، حُكم على ديفيز بالسجن خمس سنوات وثلاثة أشهر إضافية لتخلفه عن سداد مبلغ الـ600 ألف جنيه إسترليني. أما باول، فقد فر هارباً، وأُلقي القبض عليه في نهاية المطاف واحتُجز في إدنبرة، قبل إطلاق سراحه في ديسمبر (كانون الأول). لكن عندما كان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة في يناير (كانون الثاني) 2025 للرد على تهمة عدم سداد مبلغ الـ600 ألف جنيه إسترليني، هرب مرة أخرى، ولا يزال هارباً حتى الآن.