«حركة الشباب» تهاجم مواقع عسكرية في وسط الصومال

قوات الجيش ألحقت خسائر فادحة بصفوف الإرهابيين

ضباط شرطة صوماليون يجرون دورية على طريق «مكة المكرمة» قبل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لإجراء محادثات مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بمقديشو يوم 27 فبراير 2025 (رويترز)
ضباط شرطة صوماليون يجرون دورية على طريق «مكة المكرمة» قبل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لإجراء محادثات مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بمقديشو يوم 27 فبراير 2025 (رويترز)
TT
20

«حركة الشباب» تهاجم مواقع عسكرية في وسط الصومال

ضباط شرطة صوماليون يجرون دورية على طريق «مكة المكرمة» قبل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لإجراء محادثات مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بمقديشو يوم 27 فبراير 2025 (رويترز)
ضباط شرطة صوماليون يجرون دورية على طريق «مكة المكرمة» قبل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لإجراء محادثات مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بمقديشو يوم 27 فبراير 2025 (رويترز)

أفادت مصادر عسكرية صومالية بإحباط هجوم شنته ميليشيا «حركة الشباب»، فجر الخميس، على مواقع عسكرية بمحافظة شبيلي الوسطى وسط البلاد.

ووفق «وكالة الأنباء الصومالية (صونا)»، فقد «أحبطت القوات المسلحة الوطنية، فجر الخميس، هجوماً شنته ميليشيات (الخوارج) على مواقع عسكرية تابعة للجيش في ضواحي مدينة بلعد بمحافظة شبيلي الوسطى».

جندي صومالي يسيطر على حشد بينما يحضر آلاف الناس مظاهرة احتجاجية في مقديشو بالصومال يوم الأربعاء 3 يناير 2024 بعد غضبهم من اتفاق وُقّع بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال المنفصلة لمنح إثيوبيا غير الساحلية إمكانية الوصول إلى ساحلها (أ.ب)
جندي صومالي يسيطر على حشد بينما يحضر آلاف الناس مظاهرة احتجاجية في مقديشو بالصومال يوم الأربعاء 3 يناير 2024 بعد غضبهم من اتفاق وُقّع بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال المنفصلة لمنح إثيوبيا غير الساحلية إمكانية الوصول إلى ساحلها (أ.ب)

ووفقاً للمصادر عسكرية، فقد «هاجمت الميليشيات مواقع الجيش قبيل صلاة الفجر، إلا إن القوات تصدت للهجوم وألحقت خسائر فادحة بصفوف الإرهابيين».

وأكدت المصادر أن «عدداً من مقاتلي الميليشيات قُتلوا خلال المواجهات، بينما لا تزال جثثهم متناثرة في المزارع المحيطة بالمدينة»، مشيرة إلى أن القوات عززت انتشارها في المناطق المستهدفة لضمان استقرارها ومنع أي محاولات تسلل جديدة من قبل الجماعة المسلحة.

وأفاد ضباط في الجيش بأن «عمليات تمشيط المنطقة لا تزال جارية، مع استمرار إحصاء أعداد القتلى في صفوف الميليشيات».

ويستخدم الصومال عبارة «ميليشيا الخوارج» للإشارة إلى «حركة الشباب». وتشن «الحركة» هجمات تهدف إلى إطاحة الحكومة الصومالية للاستيلاء على الحكم وتطبيق الشريعة على نحو صارم.

قوات أمن بونتلاند تسير باتجاه المستشفى الذي يعالج الجنود الجرحى في قرية بالي ديدين بمنطقة باري شرق خليج عدن بمدينة بوصاصو بالصومال يوم 26 يناير 2025 (رويترز)
قوات أمن بونتلاند تسير باتجاه المستشفى الذي يعالج الجنود الجرحى في قرية بالي ديدين بمنطقة باري شرق خليج عدن بمدينة بوصاصو بالصومال يوم 26 يناير 2025 (رويترز)

وقبل توجيه تلك الضربات، رأى مراسلو «رويترز»، الذين سُمح لهم بالوصول إلى قرية بالي ديدين التي سيطر عليها تنظيم «داعش» 10 سنوات، قوات الأمن التابعة لولاية بونتلاند تجري دوريات، وسكاناً يتجولون بالقرب من شاحنات للجيش دُمرت في المعارك الأخيرة.

وتقع القرية في وسط جبال غوليس الشمالية التي تعدّ معقل تنظيم «داعش» في الصومال، وكانت أيضاً هدفاً للضربات الأميركية. وقال سكان إن قوات الأمن سيطرت على مناطق أخرى.

وكان كثير من سكان القرية فروا هرباً من سطوة المتشددين، لا سيما بعد أن قتلوا مفوض المنطقة في 2021، ونزحوا إلى قرى مجاورة ومدينة بوصاصو الساحلية.

وقالت واحدة من السكان بعد عودتها إلى القرية: «كان هناك كثير من الخوف. تعرضنا للتهديد. رغم أننا أمهات وبقينا داخل بيوتنا. دفع الخوف الناس إلى الفرار».

ويبلغ قوام تنظيم «داعش» في الصومال ما بين 700 و1500 مسلح في جبال بونتلاند، وهو عدد أصغر بكثير من عدد أعضاء «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» التي تسيطر على أجزاء كبيرة من جنوب ووسط الصومال. لكن محللين يقولون إن فرع تنظيم «داعش» بالصومال أصبحت له أهمية متنامية في التنظيم المتشدد عالمياً خلال السنوات القليلة الماضية.


مقالات ذات صلة

ترمب لا يمانع نقل أميركيين إلى سجن للإرهابيين في السلفادور

الولايات المتحدة​ جندي سلفادوري يقف حارساً خلال جولة إعلامية في سجن مركز احتجاز الإرهابيين (CECOT) في تيكولوكا - السلفادور - 4 أبريل 2025 (رويترز)

ترمب لا يمانع نقل أميركيين إلى سجن للإرهابيين في السلفادور

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه لا يمانع في نقل سجناء من مواطنيه إلى السلفادور، بينما أخفقت إدارته في تنفيذ حكم قضائي بإعادة مهاجر سلفادوري.

علي بردى (واشنطن)
آسيا صورة أرشيفية لفتيات أفغانيات خلال حصة رسم (أ.ف.ب)

تفاقم الانقسامات داخل «طالبان» حول تعليم الفتيات بأفغانستان

في يناير، غادر أحد كبار المسؤولين أفغانستان، بعد انتقاده علانية حظر تعليم الفتيات، الأمر الذي حرم نحو مليونَي فتاة من التعليم، منذ عودة «طالبان».

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان))
آسيا عناصر من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

قوات الأمن الباكستانية تقتل 9 مسلحين في غارة بالقرب من الحدود الأفغانية

داهمت قوات الأمن الباكستانية مخبأ تابعاً لمسلّحين في شمال غربي البلاد المضطرب، بالقرب من الحدود الأفغانية، ما أسفر عن مقتل تسعة مسلَّحين.

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان))
أوروبا يقف ضباط الشرطة حراساً بالقرب من برج إيفل 21 يوليو 2024 قبل دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس 2024 (أ.ف.ب)

توقيف رجلين في باريس بتهمة «تشكيل منظمة إجرامية إرهابية»

أعلنت النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا توقيف رجلين بباريس، ووجّهت إليهما تهماً بتشكيل منظمة إجرامية إرهابية وحيازة مواد متفجرة.

«الشرق الأوسط» (باريس )
العالم لطالما حاول ركاب فتح أبواب طائرات وهي في الجو (أرشيفية)

أردني يواجه اتهامات بعد أن حاول فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني

قالت الشرطة الأسترالية إنه تم توجيه الاتهام إلى مواطن أردني يبلغ من العمر 46 عاما يوم الأحد بمحاولته فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني أثناء تحليقها.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

مصر لتعظيم الاستفادة السياحية من «مربع الوزارات» في وسط القاهرة

مجمع التحرير من بين المباني الحكومية التي تخضع للتطوير (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مجمع التحرير من بين المباني الحكومية التي تخضع للتطوير (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT
20

مصر لتعظيم الاستفادة السياحية من «مربع الوزارات» في وسط القاهرة

مجمع التحرير من بين المباني الحكومية التي تخضع للتطوير (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مجمع التحرير من بين المباني الحكومية التي تخضع للتطوير (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تستهدف الحكومة المصرية تعظيم الاستفادة من منطقة «مربع الوزارات»، وسط القاهرة، واستغلال الأصول والمقارّ الحكومية التاريخية في المجال السياحي.

وتابع رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، «إجراءات تعظيم الاستفادة من منطقة (مربع الوزارات) بالقاهرة، وطرحها للقطاع الخاص». ووجّه في اجتماع حكومي الأحد، عُقد لمتابعة طرح منطقة «مربع الوزارات»، بـ«قيام مجموعة عمل من الوزارات والجهات المعنية، بإعداد كراسة خاصة بطرح المنطقة، تتضمن إجابات واضحة عن كل تساؤلات المستثمرين من القطاع الخاص»، حسب إفادة لمجلس الوزراء المصري.

رئيس الوزراء المصري في اجتماع حكومي لمناقشة الاستفادة من منطقة وسط القاهرة - (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري في اجتماع حكومي لمناقشة الاستفادة من منطقة وسط القاهرة - (مجلس الوزراء المصري)

ويضمّ «مربع الوزارات» عدة مبانٍ ذات طابع مميز. من بينها: «مجمع التحرير»، ومبنى وزارة العدل، ومقر وزارة التربية والتعليم، ومبنى وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومقر الهيئة العامة للتخطيط العمراني، ومبنى وزارة التموين والتجارة الداخلية، ومقر وزارة الإنتاج الحربي.

منطقة وسط القاهرة (تصوير عبدالفتاح فرج)
منطقة وسط القاهرة (تصوير عبدالفتاح فرج)

ومع انتقال مقارّ الوزارات والجهات الحكومية من وسط القاهرة، إلى «العاصمة الإدارية الجديدة» (شرق القاهرة)، أعلنت الحكومة المصرية إعادة استغلال مباني الوزارات، وخصوصاً التاريخية، بالتعاون مع القطاع الخاص، حيث أعلن «صندوق مصر السيادي» تحويل مبنى «مجمع التحرير» إلى مبنى فندقي، مع الحفاظ على الطابع التاريخي له.

وخلال الاجتماع، أشار مدبولي إلى «جهود حكومته لسرعة طرح منطقة (مربع الوزارات) على القطاع الخاص، للاستفادة منها في المجال السياحي، على وجه الخصوص»، حسب مجلس الوزراء المصري.

بدوره، استعرض وزير الاستثمار المصري، حسن الخطيب، خلال الاجتماع «الإجراءات التي تتخذها وزارته، ممثلة في صندوق مصر السيادي، لتعظيم الاستفادة من عدد من الأصول التابعة للدولة». وأشار إلى أنه «يعكف على تجميع عدد من الأفكار والرؤى، من مختلف المختصين، بشأن طرح منطقة (الوزارات)، والاستفادة من منطقة (القاهرة الخديوية)، وسط العاصمة المصرية، بوجه عام، مع الحفاظ على طابعها المعماري والحضاري».

قصر تابع لوزارة الخارجية المصرية بميدان التحرير (تصوير عبدالفتاح فرج)
قصر تابع لوزارة الخارجية المصرية بميدان التحرير (تصوير عبدالفتاح فرج)

وحسب بيان الحكومة المصرية، طرح رجل الأعمال المصري، وعضو اللجنة الاستشارية لتطوير السياحة المصرية، هشام طلعت مصطفى، خلال الاجتماع، «عدداً من الأفكار، بشأن تطوير منطقة (مربع الوزارات)، بما يساهم في تحقيق مزيد من العوائد للحكومة المصرية». وأشار إلى أهمية «وجود رؤية محددة ومتكاملة لتخطيط استخدامات المنطقة، لتلبية رغبة الحكومة في زيادة حجم الغرف الفندقية وسط القاهرة».

وعدّ طلعت مصطفى أن منطقة وسط القاهرة «في حاجة إلى زيادة الغرف الفندقية، بالنظر لما تشهده من إقبال من السائحين»، ودعا إلى ضرورة «التفكير في تحويل المنطقة لتكون أكثر جذباً للسائحين، وللمستثمرين في المجال الفندقي».

وتسعى الحكومة المصرية إلى زيادة الاستثمارات في قطاع السياحة، بتعزيز مشاركة القطاع الخاص، ودعم دوره في «التسويق والترويج للمقاصد السياحية المصرية»، كما أكدت وزارة السياحة المصرية على أهمية «إقامة مزيد من الفنادق والمنتجعات السياحية، بما يساهم في استيعاب الزيادة في أعداد السياحة الوافدة لمصر».

وسبق أن أعدت الحكومة المصرية «دراسة تخطيطية وعمرانية، للاستغلال الأمثل، لمنطقة وسط القاهرة»، وفق رئيس الوزراء المصري.

وتتميز منطقة «الوزارات» وسط العاصمة المصرية، بطراز معماري فريد، لا يمتلكه كثير من الدول، وفق رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب المصري (البرلمان)، محمد عطية الفيومي. وأشار إلى أن «المظهر الحضاري للمنطقة تعرض للتشويه في السنوات الأخيرة، بسبب بعض الأنشطة التجارية فيها».

مبنى تراثي بوسط القاهرة (تصوير عبدالفتاح فرج)
مبنى تراثي بوسط القاهرة (تصوير عبدالفتاح فرج)

ويرى الفيومي أن اهتمام الحكومة المصرية بإعادة تطوير المنطقة، واستعادة مكانتها الحضارية والمعمارية، «خطوة ضرورية، وستكون إضافة للسياحة المصرية»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى ضرورة «تنويع مجالات الاستفادة منها، سياحياً وثقافياً وتراثيا»، وقال إنه يمكن أن «تتحول المنطقة إلى عاصمة مصر الثقافية».

وتعوّل مصر على قطاع السياحة، كمصدر مؤثر في توفير العملات الأجنبية وفرص العمل، وحقّقت القاهرة رقماً قياسياً في تدفقات السائحين العام الماضي، باستقبالها نحو 15.7 مليون سائح خلال عام 2024، رغم الاضطرابات الإقليمية، حسب مجلس الوزراء المصري.

ووفق تقدير رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، «هناك اهتمام من القطاع الخاص، للمشاركة في تنمية منطقة (الوزارات) لاستغلالها سياحياً»، غير أنه أشار إلى أن هناك تحديات تواجه تطوير المنطقة، من بينها «انتشار ورش تصنيع الملابس والأحذية»، وقال إنه «يجب معالجة تلك الأعمال والممارسات بشكل قانوني».