طهران تدين تصريحات وزير خارجية بولندا بشأن المسيّرات الإيرانية

سيكورسكي ساهم في نقل حطام «شاهد 136» إلى واشنطن

شركة تابعة لوزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي ساهمت في عرض حطام طائرة «شاهد» بمؤتمر كبير للحزب الجمهوري في واشنطن (متحدون ضد إيران النووية - إكس)
شركة تابعة لوزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي ساهمت في عرض حطام طائرة «شاهد» بمؤتمر كبير للحزب الجمهوري في واشنطن (متحدون ضد إيران النووية - إكس)
TT
20

طهران تدين تصريحات وزير خارجية بولندا بشأن المسيّرات الإيرانية

شركة تابعة لوزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي ساهمت في عرض حطام طائرة «شاهد» بمؤتمر كبير للحزب الجمهوري في واشنطن (متحدون ضد إيران النووية - إكس)
شركة تابعة لوزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي ساهمت في عرض حطام طائرة «شاهد» بمؤتمر كبير للحزب الجمهوري في واشنطن (متحدون ضد إيران النووية - إكس)

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران استدعت رئيس بعثة بولندا احتجاجاً على تصريحات وزير خارجيتها رادوسلاف سيكورسكي بشأن خطورة برنامج المسيّرات الإيرانية على أمن أوروبا، وذلك على هامش محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في واشنطن.

وساعدت شركة سيكورسكي بناء على طلب منظمة «متحدون ضد إيران النووية»، أبرز جماعات الضغط الأميركية المنتقدة لطهران، في نقل حطام طائرة إيرانية مسيّرة من طراز «شاهد» إلى الولايات المتحدة، حسبما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» نهاية الأسبوع الماضي.

وتعد طائرة «شاهد 136» العسكرية المسيّرة الأكثر استخداماً في العالم، ويشرف على إنتاجها «الحرس الثوري». وتستخدمها روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

طائرة إيرانية مسيرة من نوع "شاهد" يتم عرضها من قبل منظمة "متحدون ضد إيران النووية" في مؤتمر العمل السياسي المحافظ السنوي في ولاية ماريلاند السبت الماضي (رويترز)
طائرة إيرانية مسيرة من نوع "شاهد" يتم عرضها من قبل منظمة "متحدون ضد إيران النووية" في مؤتمر العمل السياسي المحافظ السنوي في ولاية ماريلاند السبت الماضي (رويترز)

وجرى نقل الطائرة إلى قاعدة «جوينت بيس أندروز» في ماريلاند على متن طائرة نقل بولندية من طراز «سي 130»، قبل عرضها في مؤتمر العمل السياسي المحافظ الأميركي «سي باك»، والذي عُقد في واشنطن.

وقال سيكورسكي إن نقل الطائرة الإيرانية المسيّرة «ثمرة تعاون أوكرانيا وبولندا والولايات المتحدة».

وأفادت وكالة «مهر» الحكومية بأن محمود حيدري مساعد وزير الخارجية ومدير دائرة البحر المتوسط وشرق أوروبا، استدعى مارسين ويلتشيك، رئيس بعثة بولندا في طهران، احتجاجاً على التصريحات «المتحيزة واللامسؤولة لوزير الخارجية البولندي ضد بلادنا».

أتى ذلك بعدما علقت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة على عرض حطام مسيّرة «شاهد» في واشنطن.

وكتبت البعثة على حسابها في منصة «إكس»: «تُعد (شاهد) من بين أكثر الطائرات المسيّرة تطوراً في العالم؛ إذ تتميز بقدرات استثنائية في الاستطلاع والمراقبة والعمليات، مع الحفاظ على تكلفة اقتصادية فعالة».

وأضافت: «لا يوجد حظر قانوني على بيعها، ويحق لأي دولة تتعهد بعدم استخدامها في أعمال عدوانية ضد دولة أخرى التقدم بطلب لشرائها».

وأكد سيكورسكي خلال مؤتمر صحافي موجز في واشنطن أن قضية التعاون بين روسيا وإيران في إنتاج وإطلاق مئات الطائرات المسيّرة هي «قضية تهم أوروبا والعالم بأسره»، مذكّراً بأن طائرة من طراز «شاهد» أصابت محطة طاقة في تشيرنوبل في وقت سابق من هذا الشهر.


مقالات ذات صلة

«الخارجية الإيرانية»: سنمنح المحادثات مع واشنطن فرصة حقيقية

شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» للمتحدث باسمها إسماعيل بقائي خلال مؤتمر صحافي

«الخارجية الإيرانية»: سنمنح المحادثات مع واشنطن فرصة حقيقية

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم (الجمعة)، إن طهران تمنح المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة «فرصةً حقيقيةً».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية مقر منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في طهران (أ.ب)
play-circle 00:41

«أكسيوس»: إيران قد تقترح على أميركا عقد «اتفاق نووي مؤقت»

ذكر موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي أن إيران تدرس تقديم اقتراح بعقد اتفاق نووي مؤقت، قبل مواصلة المفاوضات بشأن اتفاق شامل خلال المحادثات مع الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية إيرانيون يحرقون علم الولايات المتحدة خلال تجمع مناهض للمحادثات في طهران الأربعاء (إ.ب.أ)

حوار عمان: إيران تتجه نحو مفاوضات حاسمة وسط القلق الداخلي

على بعد يومين من حوار مصيري بين واشنطن وطهران في سلطنة عمان، سلط الإعلام الإيراني الضوء على تطلعات الحكومة؛ مؤيديها والمعارضة الداخلية للانفتاح مع إدارة ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
الخليج وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية البحرين وإيران يبحثان توسيع التعاون الثنائي

بحث عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، ونظيره البحريني عبد اللطيف الزياني في اتصال هاتفي، الخميس، العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
شؤون إقليمية تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت مسقط ستشهد مفاوضات مباشرة بين ويتكوف وعراقجي (أ.ب)

ويتكوف وعراقجي: مفاوضان يبحثان فرص الحوار الأميركي - الإيراني

يصل المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى سلطنة عُمان السبت لإجراء محادثات حول البرنامج النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

فرنسا تراهن على المؤتمر الدولي في نيويورك كرافعة للعودة إلى الحل السياسي

الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون وعاهل الأردن عبد الله الثاني بمناسبة قمتهم في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي (الصورة من الرئاسة المصرية - د.ب.أ)
الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون وعاهل الأردن عبد الله الثاني بمناسبة قمتهم في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي (الصورة من الرئاسة المصرية - د.ب.أ)
TT
20

فرنسا تراهن على المؤتمر الدولي في نيويورك كرافعة للعودة إلى الحل السياسي

الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون وعاهل الأردن عبد الله الثاني بمناسبة قمتهم في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي (الصورة من الرئاسة المصرية - د.ب.أ)
الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإيمانويل ماكرون وعاهل الأردن عبد الله الثاني بمناسبة قمتهم في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي (الصورة من الرئاسة المصرية - د.ب.أ)

اليوم، وأكثر من أي يوم مضى، تبدو الدبلوماسية الفرنسية معبأة لمصلحة إنجاح المؤتمر الدولي المقرر عقده في الأمم المتحدة، في يونيو (حزيران) المقبل، تحت رعاية المنظمة الدولية وبرئاسة سعودية - فرنسية لغرض إعادة إطلاق مسار سياسي للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

ويأتي ذلك فيما الأفق مكفهر بسبب تواصل الحرب في غزة وتكاثر الخطابات الداعية، من جهة، إلى ترحيل سكان القطاع قسراً، ومن جهة ثانية، إلى ضم الضفة الغربية.

ولأن باريس تستشعر أن ما يحصل منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023 من شأنه أن يئد نهائياً الحل السياسي وولادة الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، فإن الرئيس إيمانويل ماكرون بادر إلى رمي ورقة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وربطه بالمؤتمر الدولي لإطلاق ما تسميه باريس «ديناميكية سياسية» عنوانها «الاعترافات المتبادلة» التي تعني تعميم الاعتراف بدولة إسرائيل مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

ومثلت زيارة الأيام الثلاثة التي قام بها ماكرون إلى مصر والمحادثات التي حصلت بهذه المناسبة، الفرصة المثالية لذلك؛ فالرئيس الفرنسي تشاور طويلاً مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وشارك في قمة ثلاثية ضمت أيضاً ملك الأردن عبد الله الثاني. وعمد القادة الثلاثة إلى إجراء اتصال جماعي بالرئيس الأميركي دونالد ترمب للتشديد على نقطتين مهمتين: الأولى الضرورة المطلقة لوقف إطلاق النار في غزة والعودة إلى المبادرة الأميركية التي طرحت وتم العمل بها في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل أن يدوسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويعاود حرب غزة. والثانية، الحاجة الملحة لمعاودة إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع الواقع تحت الحصار الإسرائيلي المطلق منذ الثاني من مارس (آذار).

غير أن الثلاثة وظفوا أيضاً فرصة المحادثة الهاتفية للترويج للخطة المصرية لإعادة إعمار غزة التي تبنتها الجامعة العربية، الشهر الماضي. ووفق مصادر فرنسية مطلعة، فإن ماكرون سعى للتعرف على بعض العناصر الإضافية للخطة التي تدعمها فرنسا وتعدّها «ذات صدقية»، لكنها تحتاج لبعض التعديلات حتى يسهل طرحها والترويج لها، خصوصاً لدى الجانب الأميركي وأيضاً لدى الجانب الإسرائيلي.

وترى باريس أن هناك عنصرين يحتاجان لتوضيح: الأول يتناول الملف الأمني ومعرفة الجهة أو الجهات التي ستتحمل مسؤولية حفظ الأمن في غزة بعد وقف الحرب. والثاني ملف الحكومة ومعرفة الجهة التي ستتولى إدارة الدفة والتي ستكون مسؤولة عن خطة إعادة الإعمار. وتنطلق باريس من مبدأ أنه لن يكون لـ«حماس» دور قيادي أو أمني أو حكومي في غزة بعد انتهاء الحرب، فضلاً عن جمع السلاح المتوافر لديها.

فلسطينيون وفلسطينيات يتدافعون الجمعة للحصول على المساعدة الغذائية بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ أوائل الشهر الماضي (إ.ب.أ)
فلسطينيون وفلسطينيات يتدافعون الجمعة للحصول على المساعدة الغذائية بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ أوائل الشهر الماضي (إ.ب.أ)

رغم العقبات الكأداء، تريد الدبلوماسية الفرنسية الدفع إلى الأمام من خلال التغلب على نقاط الاعتراض. ففي الملف الأمني، تزكي باريس خطة تدريب وتأهيل وتشكيل الشرطة الفلسطينية بمساهمة أوروبية للسير في إطار أمني لا يضم «حماس». وترى باريس أن الأمنيين الأوروبيين، ومنهم فرنسيون، الذين كانوا في رفح للإشراف على المعبر وتسهيل نقل المساعدات الإنسانية يمكن اعتبارهم باكورة المساهمة الأوروبية. أما بالنسبة للحوكمة، فإن باريس تدعم عودة السلطة الفلسطينية التي تحتاج إلى تعزيز وتمكين. وترى باريس في عودة السلطة إلى غزة وسيلة من أجل «بناء أفق سياسي».

ويرى الجانب الفرنسي أن العرب والأوروبيين عازمون وقادرون على مساعدة السلطة لإصلاحها من جهة، ولاستعادة حضورها، من جهة ثانية، رغم أن كثيرين يرونها ضعيفة وغير فاعلة، لا بل إنها فقدت شرعتيها بسبب غياب الانتخابات في الضفة وغزة منذ 18 عاماً. ومن هنا، جاءت فكرة إنشاء «هيئة تقنية» لفترة انتقالية يتم خلالها إعادة تأهيل السلطة. لكن الفكرة ما زالت ضبابية وتحتاج لمناقشات وموافقات، خصوصاً أميركية وإسرائيلية، حيث إن واشنطن متحفظة على الخطة العربية، فيما إسرائيل رافضة كلياً لعودة السلطة إلى غزة.

ولأن الوضع على ما هو عليه، فإن ماكرون ينشط دبلوماسياً من خلال اتصالاته، سواء مع القادة العرب أو في الإطار الأوروبي أو مع الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي. ويحرص ماكرون، بحسب المصادر ذاتها، على تذكير الجانب الأميركي بأن التوصل إلى وقف النار في يناير الماضي تم بضغوط أميركية في المقام الأول. وتأمل باريس الآن أن يُعاد فتح الباب أمام المفاوضات، وأن يتم ذلك قبل الجولة التي ينوي ترمب القيام بها إلى الشرق الأوسط في مايو (أيار).

وتعتبر القراءة الفرنسية أنه يتوجب إيجاد «دينامية سياسية» من أجل الذهاب إلى مسار سياسي يفضي إلى حل يضع حداً نهائياً للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي من خلال الاستجابة للتطلعات المشروعة للفلسطينيين بأن تكون لهم دولتهم المستقلة، وتوفير الأمن والسلام للإسرائيليين. والمأمول، فرنسياً، أن يتم ذلك بمناسبة المؤتمر الدولي الموعود في نيويورك المرتقب انعقاده على مستوى قادة الدول وبحضور دولي واسع.

الرئيس دونالد ترمب لدى ترؤسه اجتماعاً لوزرائه في البيت الأبيض يوم الخميس 10 أبريل (رويترز)
الرئيس دونالد ترمب لدى ترؤسه اجتماعاً لوزرائه في البيت الأبيض يوم الخميس 10 أبريل (رويترز)

ولأن الوضع السياسي في الشرق الأوسط بالغ التعقيد، ولأن كافة المحاولات السابقة للتوصل إلى حل سياسي قد فشلت، فإن باريس تكثف اتصالاتها بالشركاء العرب وغير العرب، وترى في الاعتراف بالدولة الفلسطينية بادرة بالغة الأهمية من شأنها أن تدفع دولاً أوروبية مترددة مثل بريطانيا وألمانيا وغيرهما للاحتذاء بها. ومقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإنها تروج لـ«اعتراف متبادل»؛ بمعنى حث الدول العربية أو غير العربية، كإيران مثلاً، على الاعتراف بدولة إسرائيل.

كبيرة وواسعة الطموحات الفرنسية، كما يبدو. ولا شك أنها تصدر عن قراءة واعية لوضع الشرق الأوسط ولمخاطره. بيد أن المشكلة تكمن في أن باريس ومعها العرب والأوروبيون لا يملكون الكثير من أوراق الضغط التي تتجمع غالبيتها بيد الراعي الأميركي. وحتى اليوم، تبدو إدارة ترمب داعمة حتى النهاية لسياسات نتنياهو، ما يعني تأجيل «أفق» الحل السياسي لسنوات مقبلة.