احتفالات مصرية بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس

بحضور أكثر من 4 آلاف زائر

جانب من الاحتفالات وحشود السائحين في انتظار الظاهرة الفريدة (محافظة أسوان)
جانب من الاحتفالات وحشود السائحين في انتظار الظاهرة الفريدة (محافظة أسوان)
TT
20

احتفالات مصرية بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس

جانب من الاحتفالات وحشود السائحين في انتظار الظاهرة الفريدة (محافظة أسوان)
جانب من الاحتفالات وحشود السائحين في انتظار الظاهرة الفريدة (محافظة أسوان)

احتفلت محافظة أسوان (جنوب مصر)، السبت، بتعامد الشمس على قدس الأقداس في معبد أبو سمبل، وعلى وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، أحد ملوك الأسرة التاسعة عشرة في الحضارة المصرية القديمة، وسط أجواء فولكلورية، ورقصات بالشعبية وبالتنورة، وفقرات متنوعة معدة خصيصاً للمناسبة.

واخترقت أشعة الشمس بهو المعبد لمسافة 60 متراً حتى قدس الأقداس في تمام الساعة 6:20 دقيقة من صباح السبت، واستمرت لمدة 20 دقيقة، وفق بيان لمحافظة أسوان، وقال المحافظ الدكتور إسماعيل كمال إن المحافظة بالتنسيق مع مديرية الأمن ووزارات السياحة والآثار والطيران المدني والثقافة نجحت في تنظيم وتأمين وصول الأفواج السياحية والزائرين إلى مدينة أبو سمبل في سهولة، فضلاً عن تسهيل حركة دخول وخروج المشاهدين لظاهرة تعامد الشمس إلى بهو المعبد. وتتعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد أبو سمبل الذي بناه الملك رمسيس الثاني مرتين في العام، في 22 أكتوبر (تشرين الأول) و22 فبراير (شباط)، وربط الباحثون هذه الظاهرة بعيد ميلاد الملك ويوم تتويجه، في حين أشار البعض إلى ارتباط هذين التاريخين ببدء موسم الفيضان والزراعة وبدء موسم الحصاد.

تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس في 22 فبراير (وزارة السياحة والآثار)
تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس في 22 فبراير (وزارة السياحة والآثار)

واختتم مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون فعالياته بالتزامن مع الظاهرة الفلكية الفريدة التي تؤكد تقدم المصريين القدماء في علوم العمارة والفلك.

وكانت فعاليات المهرجان انطلقت في كافة المواقع الثقافية بمحافظة أسوان في الفترة من 16 إلى 22 فبراير الحالي بمشاركة 26 فرقة للفنون الشعبية من 14 دولة أجنبية وعربية وهي الهند، والصين، وصربيا، وبولندا، وبنما، وليتوانيا، واليونان، وسريلانكا، وكولومبيا، وسلوفاكيا، والتشيك، وتونس، والجزائر، وفلسطين، بالإضافة إلى 12 فرقة مصرية قدمت رقصات شعبية وعروضاً لرقصة التنورة.

جانب من الاحتفالات بتعامد الشمس في أبو سمبل (محافظة أسوان)
جانب من الاحتفالات بتعامد الشمس في أبو سمبل (محافظة أسوان)

عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير يؤكد أن هذه الظاهرة لم تفشل قط في إثارة دهشة العلماء والزوار على السواء، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الشمس تتسلل أشعتها إلى داخل المعبد عبر ممر طويل، حتى تصل إلى قدس الأقداس، وتضيء وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى تمثالي الإلهين آمون رع ورع حور آختي، بينما يبقى تمثال الإله بتاح، إله الظلام، في الظل. هذه الدقة المتناهية في تحديد توجيه المعبد وزاوية دخول أشعة الشمس تعكس معرفة المصريين القدماء المتقدمة بعلم الفلك وحركة الشمس».

ويتابع: «تحولت هذه المناسبة إلى احتفال سياحي ضخم، حيث أقيمت عروض فنية وموسيقية مستوحاة من التراث المصري القديم، بمشاركة فرق فولكلورية قدمت رقصات تعبر عن الثقافة النوبية والمصرية. كما شهدت المنطقة المحيطة بالمعبد تجمعات للسياح والمصورين الذين حرصوا على توثيق اللحظة».

احتفالات مصرية بتعامد الشمس في أبو سمبل (محافظة أسوان)
احتفالات مصرية بتعامد الشمس في أبو سمبل (محافظة أسوان)

ويعدّ الملك رمسيس الثاني (1303 - 1213 قبل الميلاد) من أعظم ملوك الأسرة التاسعة عشرة المصرية، وفق دراسات تاريخية مختلفة، وتولى الحكم فترة طويلة، وقاد العديد من الحملات الحربية في لبنان وسوريا وفلسطين والنوبة وليبيا، وترك العديد من المعابد والآثار في كل أنحاء مصر.

من جانبه، عدّ الأكاديمي المتخصص في السياحة والحضارة المصرية، الدكتور محمود المحمدي، هذه الظاهرة فرصة مهمة وكبيرة للترويج السياحي بمصر، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا الحدث الفريد بتعامد الشمس في معبد الكرنك سيظل لغزاً يجذب السياح من كل أنحاء العالم لمرتين كل عام يمثلان الانقلابين الصيفي والشتوي».

ويمثل معبد أبو سمبل واحداً من أهم المعالم السياحية في مصر، ويجذب آلاف الزوار سنوياً، لا سيما في يومي تعامد الشمس، حيث يحرص عشاق التاريخ والآثار وعلم الفلك على زيارة الموقع لمشاهدة هذا الحدث الذي يعكس مدى التقدم العلمي والهندسي للحضارة المصرية القديمة.


مقالات ذات صلة

أفاعي سلّوت في ولاية بهلا بسلطنة عُمان

ثقافة وفنون 5 قطع ثعبانية من موقع سلّوت الأثري في سلطنة عُمان

أفاعي سلّوت في ولاية بهلا بسلطنة عُمان

بدأ استكشاف تاريخ سلطنة عُمان الأثري في النصف الثاني من القرن الماضي، وأدّى إلى العثور على سلسلة من المواقع الأثرية تعود إلى أزمنة سحيقة

محمود الزيباوي
يوميات الشرق الكشف قد يُغيِّر فَهْم التاريخ (جامعة دورهام)

كنز من العصر الحديدي قد يُغيّر تاريخ بريطانيا

كُشِف عن أحد أكبر وأهم كنوز العصر الحديدي التي عُثر عليها في المملكة المتحدة على الإطلاق، مما قد يُغيّر فهمنا للحياة في بريطانيا قبل 2000 عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق قد يكون عمر النحت على كتلة حجرية أكثر من 200 ألف عام (مجلس مدينة ماربيا)

نقوش صخرية غامضة قد تُعيد كتابة تاريخ البشرية في أوروبا

اكتشف علماء الآثار في إسبانيا ما قد يكون أقدم النقوش الصخرية المعروفة التي صنعها البشر، ويُحتمل أن يعود تاريخها إلى أكثر من 200 ألف عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لغز بناء الأهرامات ما زال يحير العلماء  (تصوير: عبد الفتاح فرج)

زاهي حواس ينفي وجود أعمدة تحت الأهرامات

نفى آثاريون مصريون الأنباء المتداولة بشأن «اكتشاف مدينة ضخمة أسفل أهرامات الجيزة»، وعدّوا ذلك «ضرباً من الخيال العلمي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

تحوّل صديقان بريطانيان من «كاشفي معادن» إلى «سجينين» بعد أن أُدينا بسرقة أحد أكبر الكنوز المكتشفة في تاريخ الجزر البريطانية بقيمة نحو 4 ملايين دولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)

البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: لستُ مع فكرة البطل الذي لا يُقهر

سامر البرقاوي
سامر البرقاوي
TT
20

البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: لستُ مع فكرة البطل الذي لا يُقهر

سامر البرقاوي
سامر البرقاوي

وضع سامر البرقاوي رؤيته الإخراجية لمسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني، وبحرفيته المعهودة حبك العمل بعصارة خبراته، وتوّجها بتناغم بارز بينه وبين تيم حسن. فأكّد مرَّة جديدة أن هذه الثنائية كلَّما طال عمرها زاد نضجها.

ويعلّق البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: «منذ 3 سنوات نعمل معاً بجهد من أجل كل جديد، واتجهنا نحو الدراما السورية بامتياز. ومع الكاتب عمر أبو سعدة وشركة (الصبّاح) سرنا بخطى ثابتة. وبعد (الزند) و(تاج) نكمل المشوار مع (تحت سابع أرض)». ويضيف: «إننا بمثابة خليّة عمل نبحث ونُناقش للوصول إلى ما نرغب في قوله».

لأول مرة أطلَّ تيم حسن بصورة البطل الفاسد، فغاب عنه عنوان: «البطل الذي لا يُقهر»، الذي طالما رافقه سابقاً. فهل تطلّب الأمر جُرأة من قبل الثنائي؟ يوضح البرقاوي: «لستُ مع فكرة البطل الذي لا يُقهر».