مقتل العشرات من «داعش» في الصومال

التنظيم الإرهابي هاجم قواعد عسكرية في بونتلاند

قوات أمن بونتلاند تقوم بدورية بعد الاستيلاء على قواعد «داعش» في سلسلة جبال كال ميسكاد ببري (رويترز)
قوات أمن بونتلاند تقوم بدورية بعد الاستيلاء على قواعد «داعش» في سلسلة جبال كال ميسكاد ببري (رويترز)
TT
20

مقتل العشرات من «داعش» في الصومال

قوات أمن بونتلاند تقوم بدورية بعد الاستيلاء على قواعد «داعش» في سلسلة جبال كال ميسكاد ببري (رويترز)
قوات أمن بونتلاند تقوم بدورية بعد الاستيلاء على قواعد «داعش» في سلسلة جبال كال ميسكاد ببري (رويترز)

أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» مقتل قيادات بارزة من تنظيم «داعش» الإرهابي في غارة جوية استهدفت المناطق الجبلية في محافظة بري بشمال شرقي الصومال.

وأوضحت، في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء الصومالية «صونا»، الأربعاء، أن «الغارة الجوية شنّت، بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية في الأول من الشهر الحالي، وأسفرت عن مقتل 14 عنصراً من تنظيم (داعش) الإرهابي، وأن مِن بين القتلى، القيادي المسؤول عن تجنيد الميليشيات والجانب المالي»، مؤكدة أن الضربة الجوية لم تسفر عن إصابة أو مقتل مدنيين.

قوات أمن بونتلاند تسير في تشكيل بقرية بالي ديدين بمنطقة بري (رويترز)
قوات أمن بونتلاند تسير في تشكيل بقرية بالي ديدين بمنطقة بري (رويترز)

وأشارت الوكالة إلى أن «إعلان (أفريكوم) يأتي بالتزامن مع تضاعف العمليات العسكرية التي تشنُّها وحدة مكافحة الإرهاب لولاية بونتلاند، لاستهداف عناصر (داعش) الإرهابية في المناطق الجبلية بمحافظة بري».

كان مسؤول عسكري قد أعلن، الثلاثاء، أن «داعش» هاجم قواعد عسكرية في ولاية بونتلاند، شمال شرقي الصومال، خلال الليل، باستخدام سيارات ودراجات نارية ملغومة، لكن القوات الحكومية تصدَّت للهجوم بضربات جوية وقتلت 70 مسلَّحاً.

وأعلنت بونتلاند حملة كبيرة ضد التنظيم الإرهابي و«حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتقول إنها قتلت، منذ ذلك الحين، العشرات من المقاتلين الأجانب، وسيطرت على عدد من قواعد «داعش»، وأجبرت قائداً كبيراً على الاستسلام.

وقال محمد فاديجو، المتحدث باسم الجيش في بونتلاند، لوكالة «رويترز»: «تلقّت قوات مكافحة الإرهاب في بونتلاند المعلومة، وأحبطت الهجوم، وقتلت الانتحاريين الذين جاءوا سيراً على الأقدام، وعلى متن دراجات وسيارات».

عناصر من حركة «الشباب» الصومالية (متداولة)
عناصر من حركة «الشباب» الصومالية (متداولة)

وقال فاديجو: «بمساعدة الضربات الجوية الإماراتية، هزمنا أيضاً مشاة الدولة الإسلامية. قتلنا نحو 70 مسلَّحاً». وأضاف أن قوات بونتلاند تكبدت أيضاً خسائر، في الهجوم الذي وقع ليلاً، لكنه امتنع عن ذكر حصيلة.

وتشير التقديرات إلى أن عدد مقاتلي «داعش» في الصومال يتراوح بين 700 و1500، ونما التنظيم، في السنوات الماضية، بفضل تدفق المقاتلين الأجانب والأموال، لكنه لا يزال أصغر كثيراً من «حركة الشباب»، التي تسيطر على أجزاء كبيرة من جنوب الصومال ووسطه.


مقالات ذات صلة

نيجيريا: الجيش يكثِّف ضرباته الجوية ضد «داعش»

أفريقيا عسكريون نيجيريون من سلاح الجو قبل عملية عسكرية ضد معاقل الإرهابيين (وزارة الدفاع النيجيرية)

نيجيريا: الجيش يكثِّف ضرباته الجوية ضد «داعش»

كثَّف جيش نيجيريا ضرباته الجوية ضد معاقل تنظيم «داعش في غرب أفريقيا»، في شمال البلاد، وجماعة «بوكو حرام»، ما أسفر خلال أسبوع عن مقتل عشرات من مقاتلي التنظيمين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
آسيا شاحنات تحمل إمدادات لضحايا الاشتباكات الدامية بين القبائل بالقرب من الحدود الأفغانية في يناير (نيويورك تايمز)

باكستان تخوض محاولة فاشلة لدمج «أخطر مكان على الأرض»

عانت المناطق الحدودية الوعرة في شمال غربي باكستان من غياب القانون وتفشي العناصر المتشددة، لدرجة أن وصفها الرئيس السابق أوباما بأنها «أخطر مكان في العالم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن - إسلام آباد )
آسيا صورة نُشرت يوم 22 مارس 2025 لجانب من لقاء المبعوث الباكستاني الخاص إلى أفغانستان السفير صادق خان (يسار) ووزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي (ذا نيوز)

إسلام آباد وكابل تسعيان إلى تهدئة العلاقات المتوترة

تعهدت باكستان وأفغانستان مجدداً بترفيع وتعزيز التشارك الدبلوماسي، والاستفادة معاً من إمكاناتهما الكاملة من أجل المنفعة المتبادلة لشعبي البلدين.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا عناصر من الشرطة الفرنسية «أرشيفية- متداولة»

توقيف قاصر إثر الاعتداء على حاخام في جنوب باريس

أُوقف قاصر في السادسة عشرة من العمر، السبت، إثر الاشتباه في اعتدائه في فترة سابقة من اليوم على حاخام مدينة أورليان جنوب فرنسا.

«الشرق الأوسط» (رين ( فرنسا))
شؤون إقليمية امرأة تركية ترفع صورة لإمام أوغلو ومصطفى كمال أتاتورك أمام حواجز الشرطة (رويترز)

نيابة إسطنبول تبدأ التحقيق مع إمام أوغلو بتهم الفساد والإرهاب

وسط توتر حاد واحتجاجات عنيفة، أحيل رئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو إلى النيابة العامة للتحقيق معه في الاتهامات بالفساد ومساعدة منظمة إرهابية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اجتماع وزاري عربي - إسلامي بالقاهرة للترويج لخطة إعادة إعمار غزة

إخلاء سكان مخيمَي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة خلال وقت سابق (إ.ب.أ)
إخلاء سكان مخيمَي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة خلال وقت سابق (إ.ب.أ)
TT
20

اجتماع وزاري عربي - إسلامي بالقاهرة للترويج لخطة إعادة إعمار غزة

إخلاء سكان مخيمَي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة خلال وقت سابق (إ.ب.أ)
إخلاء سكان مخيمَي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة خلال وقت سابق (إ.ب.أ)

استضافت القاهرة، الأحد، اجتماعاً وزارياً عربياً-إسلامياً بمشاركة أوروبية لمتابعة مخرجات «قمة فلسطين» العربية الطارئة، والترويج لخطة إعادة إعمار قطاع غزة. وبينما أكدت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، دعم الاتحاد لـ«الخطة العربية-الإسلامية لإعادة الإعمار»، شددت على «ضرورة عدم مشاركة (حماس) في مستقبل غزة».

وعقد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، جلسة محادثات مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية للاتحاد الأوروبي، تناولت العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبي، وآخر التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

تلا ذلك اجتماع المسؤولة الأوروبية مع اللجنة الوزارية العربية-الإسلامية المكلفة بالاتصال مع الأطراف الدولية الفاعلة للترويج لمخرجات «قمة فلسطين» وعلى رأسها خطة إعادة الإعمار، ودعم الشعب الفلسطيني، بحسب وزير الخارجية المصري.

وقال عبد العاطي، في مؤتمر صحافي بالقاهرة عقب اللقاء، إن زيارة المسؤولة الأوروبية «تتزامن مع مجموعة كبيرة من التحديات التي نواجهها، سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو على صعيد التنسيق الدائم والمتواصل حول القضايا الإقليمية والدولية، حرصاً على دعم الأمن والاستقرار في المنطقة». وأشار وزير الخارجية المصرية إلى جهود بلاده بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على «أهمية الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والتحرك للتفاوض على المرحلة الثانية منه، لأن هذا هو السبيل الوحيد لإطلاق سراح الرهائن».

جانب من محادثات عبد العاطي مع كايا كالاس في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)
جانب من محادثات عبد العاطي مع كايا كالاس في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)

وعرض وزير الخارجية المصري على المسؤولة الأوروبية «الخطة العربية الإسلامية» لإعادة الإعمار، داعياً إلى «تدشين أفق سياسي لإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس»، مشيراً في هذا الصدد إلى «جهود مصر للتحضير لمؤتمر إعادة الإعمار»، مؤكداً «ضرورة العودة للتهدئة ووقف إطلاق النار حتى يتحقق ذلك».

كالاس قالت إن «مصر لعبت دوراً فعالاً في وقف إطلاق النار في قطاع غزة»، مؤكدة «ضرورة وقف القتل والأعمال العدائية في القطاع». وأضافت: «يجب على حركة (حماس) إطلاق سراح الرهائن، وعلى إسرائيل إدخال المساعدات والعودة لمائدة المفاوضات».

وفيما يتعلق بالخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار، ذكرت كالاس: «نرحب بالخطة التي تتضمن حلاً متماسكاً لإعادة الإعمار والاتحاد الأوروبي مستعد للمساعدة في تمويلها»، لكنها أشارت إلى «تساؤلات ينبغي توضيحها لا تجيب عنها الخطة على رأسها الأطراف المشاركة في تمويل إعادة الإعمار والترتيبات الأمنية في قطاع غزة ومستقبل الحكم في غزة، وهو ما سيطرح على مائدة النقاش مع المجموعة الوزارية العربية الإسلامية».

وأضافت أن «الاتحاد الأوروبي لا يدعم مشاركة حركة (حماس) في حكم غزة، كما أنه ملتزم بحل الدولتين بوصفه وسيلة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة». ولفتت إلى أنها «ستؤكد خلال زيارتها لإسرائيل على ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وتقديم المساعدات الإنسانية وحماية حياة الأفراد والعودة لمائدة المفاوضات».

عائلات فلسطينية تغادر الجانب الشرقي من قطاع غزة عقب غارات جوية في وقت سابق (أ.ف.ب)
عائلات فلسطينية تغادر الجانب الشرقي من قطاع غزة عقب غارات جوية في وقت سابق (أ.ف.ب)

وكانت القاهرة استضافت «قمة عربية» طارئة مطلع الشهر الحالي، اعتمدت خطة عربية جامعة لإعادة إعمار قطاع غزة حظيت بعد ذلك بدعم إسلامي.

وأوضح وزير الخارجية المصري أن التقرير المرفق بالخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار يتضمن الحديث عن نقطتين «الأولى تتعلق بالحوكمة والثانية بالأمن». وقال: «تم الاستقرار على مجموعة من الأسماء، نحو 15 شخصية غير فصائلية تكنوقراط تتولى إدارة القطاع انتقالياً لمدة 6 أشهر بالتوازي مع إعادة تمكين السلطة الفلسطينية للانتشار على أرض الواقع»، مؤكداً «لا أحد يتحدث عن فصيل بعينه، ولن يكون هناك دور لأي فصيل على الإطلاق».

وبشأن المشاركة في الأعباء المالية لإعادة الإعمار، قال عبد العاطي: «كل الأطراف الدولية ستكون عليها مسؤولية لتقديم تعهدات مالية سواء لتنفيذ خطة التعافي المبكر التي تستمر أقل من عام أو إعادة الإعمار بمرحلتيه... الجميع مدعو للمشاركة في المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار وفي الصندوق الدولي الذي سيدار من البنك الدولي والأمم المتحدة».

وأضاف أن «الوضع الأمني سؤال مشروع ومهم، ونحن نرى ضرورة وجود سلطة شرطية على الأرض، وأن هذا لن يتحقق إلا بالاستفادة من عناصر الشرطة التابعة للسلطة الموجودة في القطاع بعد إعادة نشرهم وتجنيد عناصر شابة جديدة مدربة، ويمكن للاتحاد الأوروبي المشاركة في التدريب»، مشيراً إلى أن «هناك تفكير في نشر قوة دولية بقرار أممي»، موضحاً «هناك حلول كثيرة لكل المسائل، المهم هو الإرادة السياسية وتوافر حسن النية والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار».

رئيس الوزراء المصري خلال استقبال نظيره الفلسطيني في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)
رئيس الوزراء المصري خلال استقبال نظيره الفلسطيني في القاهرة (مجلس الوزراء المصري)

وفي سياق استمرار الدعم المصري للقضية الفلسطينية، استقبل رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، نظيره الفلسطيني، محمد مصطفى، في القاهرة، الأحد، حيث تناول اللقاء تطورات الجهود الجارية للحفاظ على وقف إطلاق النار وإعادة إعمار قطاع غزة، بحضور سفير فلسطين لدى القاهرة، السفير دياب اللوح.

ووفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري» جدد مدبولي التأكيد على دعم مصر الثابت للأشقاء الفلسطينيين وجهود إعادة إعمار قطاع غزة مع بقاء المواطنين الفلسطينيين على أرضهم.

وأوضح أن «خطة إعادة إعمار قطاع غزة التي أعدتها مصر واعتمدتها القمة العربية الطارئة في القاهرة أخيراً، ستشهد المزيد من التنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية والأشقاء الفلسطينيين من أجل الاتفاق على مختلف الجوانب التنفيذية لها». وشدد مدبولي على «ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حتى يتسنى وقف نزيف دماء الشعب الفلسطيني، والبدء في عملية التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة».

من جهته أعرب رئيس الوزراء الفلسطيني عن اتفاقه مع أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ حتى يتسنى تحقيق تقدم في عملية التعافي المبكر وإعادة الإعمار في القطاع.

وبحسب بيان «مجلس الوزراء المصري»، الأحد، تناول رئيس وزراء فلسطين جهود التنسيق القائمة مع عدد من الدول العربية والإسلامية، وكذلك الأطراف الدولية الفاعلة تجاه الأوضاع في قطاع غزة، وفي إطار التمهيد لعقد مؤتمر إعادة الإعمار في قطاع غزة. واتفق الجانبان على استمرار التشاور والتنسيق خلال الفترة المُقبلة لدعم التحركات الهادفة لتنفيذ خطة إعادة الإعمار والحفاظ على وقف إطلاق النار.