«استبدال النجوم»... لعبة الكراسي الموسيقية في الدراما الرمضانية

«لام شمسية» و«كامل العدد» و«فهد البطل» أبرزها

الفنانة منى زكي تعتذر عن مسلسلي «لام شمسية» و«إخواتي» (الصورة من حسابها بموقع فيسبوك)
الفنانة منى زكي تعتذر عن مسلسلي «لام شمسية» و«إخواتي» (الصورة من حسابها بموقع فيسبوك)
TT
20

«استبدال النجوم»... لعبة الكراسي الموسيقية في الدراما الرمضانية

الفنانة منى زكي تعتذر عن مسلسلي «لام شمسية» و«إخواتي» (الصورة من حسابها بموقع فيسبوك)
الفنانة منى زكي تعتذر عن مسلسلي «لام شمسية» و«إخواتي» (الصورة من حسابها بموقع فيسبوك)

شهدت كواليس اختيار الأبطال وبعض الأدوار في المسلسلات المصرية المنتظر عرضها في موسم دراما رمضان 2025 تغييرات تمثلت في «استبدال نجوم» بعد اعتذارهم، حتى أصبح اللجوء للاستبدال هذا العام أشبه بلعبة «الكراسي الموسيقية» التي تنتهي بكرسي واحد يناله الفائز.

وتنوعت الاعتذارات ما بين أسباب فنية وإنتاجية وانشغال بأعمال أخرى... ومن أبرز الأعمال التي شهدت اعتذارات مسلسل «لام شمسية» الذي تتصدر بطولته الفنانة أمينة خليل بدلاً من الفنانة منى زكي، ومسلسل «كامل العدد» والذي تتصدر بطولته الفنانة دينا الشربيني، حيث انضم إليه نجوم جدد من بينهم حسين فهمي وإنجي المقدم، بعد اعتذار أكثر من فنان، من بينهم جيهان الشماشرجي التي تشارك في بطولة مسلسلي «إخواتي»، و«جودر2»، وأيضا الفنانة آية سماحة التي تقدم البطولة النسائية في مسلسل «الكابتن».

وانضم الفنان محمود البزاوي لفريق مسلسل «فهد البطل»، بطولة أحمد العوضي، بديلاً للفنان أشرف عبد الباقي، بينما يشارك الأخير في بطولة مسلسل «قلبي ومفتاحه» بطولة آسر ياسين، ومي عز الدين.

أمينة خليل تتصدر الملصق الترويجي لمسلسل «لام شمسية» (منصة واتش إت بفيسبوك)
أمينة خليل تتصدر الملصق الترويجي لمسلسل «لام شمسية» (منصة واتش إت بفيسبوك)

وتشارك يارا السكري بدلاً من نسرين أمين في «فهد البطل»، بينما تشارك سلوى عثمان في مسلسل «سيد الناس» بعد اعتذار وفاء عامر لأسباب صحية، وفق ما أعلنته، وتتصدر الفنانة نيللي كريم بطولة مسلسل «إخواتي»، بدلاً من الفنانة منى زكي التي تفرغت لتصوير دورها في فيلم «الست» الذي يحكي سيرة «كوكب الشرق» أم كلثوم.

وعدّ الناقد الفني المصري عماد يسري أن لعبة تغيير واستبدال الأدوار تعتمد في المقام الأول على ملامح الشخصية، ومدى اتساقها مع الفنان المرشح أو البديل، لافتاً إلى أن السمات الأساسية للدور لا بد أن تتفق بشكل كلي مع الفنان حتى يتمكن من لفت الأنظار لأدائه، وهنا يكمن دور المخرج أو المسؤول عن اختيار الأدوار.

وأشار يسري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الإتقان في الاستعانة بالبديل سيجعل الأمر يسيراً، ولن يمثل عائقاً أمام صناع العمل الفني، ما دامت هناك آلية واضحة في المعايير التي يختارون على أساسها»، موضحاً أن «الدراما المصرية حافلة بمجموعة خالدة من الأعمال التي ما زالت راسخة في أذهان ووجدان المشاهد المصري والعربي، وتعرضت لاعتذارات واستبدال أبطالها».

جيهان الشماشرجي تتوسط كندة علوش ونيللي كريم في كواليس مسلسل «إخواتي» (حساب الشماشرجي بفيسبوك)
جيهان الشماشرجي تتوسط كندة علوش ونيللي كريم في كواليس مسلسل «إخواتي» (حساب الشماشرجي بفيسبوك)

واستشهد يسري بمسلسلي «الزيني بركات» و«لن أعيش في جلباب أبي» اللذين استبدل صناعهما بالأبطال الأوائل غيرهم، لافتاً إلى أنه «لا يمكننا تصور العمل الأول دون أحمد بدير ونبيل الحلفاوي، والثاني دون الراحل نور الشريف».

ومن أشهر الأمثلة على استبدال الممثلين في أعمال شهيرة، ما أوردته المخرجة المصرية رباب حسين في تصريحات متلفزة حول اعتذار الفنان نور الشريف عن بطولة مسلسل «الليل وآخره» عام 2003، بسبب ارتباطه بمسلسل «عمرو بن العاص»، وعدم تمكنه من التوفيق بين العملين، مؤكدة أن الفنان الراحل نور الشريف اعتذر عن الدور وهو حزين؛ لأنه قد استعد له وجهّز الملابس المناسبة، وكان الدور في النهاية من نصيب الفنان يحيى الفخراني.

وأكد يسري أنه «لا يمكننا الجزم بأن نتائج لعبة (الكراسي الموسيقية) في استبدال النجوم بالأعمال الفنية سلبية أو إيجابية، بل تحكمها عوامل واجتهادات فنية وشخصية ورؤية نقدية بعد مشاهدة العمل».

الملصق الترويجي لمسلسل «كامل العدد» (حساب دينا الشربيني بفيسبوك)
الملصق الترويجي لمسلسل «كامل العدد» (حساب دينا الشربيني بفيسبوك)

وفي السياق؛ تمت الاستعانة بالفنانة ياسمين رئيس بدلاً من الفنانة هنا شيحة في مسلسل «منتهي الصلاحية»، واختيار شيرين بدلاً من سوسن بدر في مسلسل «نص الشعب اسمه محمد»، وفق وسائل إعلام محلية.

وقالت الناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «اعتذار النجوم واستبدال غيرهم بهم أمر متعارف عليه وليس جديداً على الصناعة، بل موجود في العالم كله»، لافتة إلى أن «البديل المناسب بإمكانه تقديم الدور أفضل من الفنان الأصلي، ولدينا أعمال فنية عريقة تشهد على ذلك، من بينها فيلم (الحريف) ومسلسل (رأفت الهجان) على سبيل المثال»، وفق قولها.


مقالات ذات صلة

مصر: «انتفاضة» درامية بعد توجيه رئاسي

يوميات الشرق ماسبيرو يستعد للعودة إلى مضمار الإنتاج الدرامي (الهيئة الوطنية للإعلام)

مصر: «انتفاضة» درامية بعد توجيه رئاسي

تقف مصر على مشارف «نفضة درامية» أو «انتفاضة» لتصحيح مسار الأعمال الدرامية، عقب توجيهات رئاسية بأن تقوم الدراما بدور مع مؤسسات الدولة الأخرى في إعلاء القيم.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في موقع التصوير (حسابه في «فيسبوك»)

جدلٌ يرافق «اعتزال» محمد سامي الدراما كما مسلسلاته

فجّر إعلان المخرج المصري محمد سامي عن اعتزاله الإخراج بالدراما التلفزيونية جدلاً يواكب الجدل حول مسلسلاته السابقة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق نقاط عدّة تجمعه بشخصية الدكتور «آدم» (إنستغرام)

سعيد سرحان لـ«الشرق الأوسط»: أنتظر نهاية «بالدم» لنحتفل بالإنجاز

يرى سعيد سرحان أنّ المنتج جمال سنان سار بخطّة مُحكَمة. فلم يتسرَّع عندما أدرك قدرات أولاد بلده الفنّية. وتطلّب الأمر جرأة لم يتشجّع أحد مؤخراً للإقدام عليها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يُزيِّن أهالي القرى الجدران احتفاءً بشهر رمضان (واس)

«رمضان القرية»... عادات متوارثة وطقوس اجتماعية من خارج المدينة

التزامٌ طويل عرفه كثير من القرى والحارات بعادة الإفطار الجماعي الذي يلتئم فيه أفراد القرية على مائدة واحدة تكون بمنزلة اجتماع سنوي لا يتغيَّب عنه أحد...

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق تؤكد شخصية بسام كوسا أنّ الدنيا لا تزال بخير (مشهد من المسلسل)

مسلسل «البطل» السوري... الحرب بائسة وأقدارها بلا رحمة

وجوه الشخصيات تُشبه التلبُّد غير المُنذِر بانفراجٍ آتٍ. الجميع تقريباً يجرُّ جرحاً. مسلسل «البطل» عما تُشوّهه الحروب. كأنه توثيق مرحلة وبوحٌ يناجي الشفاء.

فاطمة عبد الله (بيروت)

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
TT
20

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)

تحوّل صديقان بريطانيان من «كاشفي معادن» إلى «سجينين» بعد أن أُدينا بسرقة أحد أكبر الكنوز المكتشفة في تاريخ الجزر البريطانية، بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني (نحو 4 ملايين دولار).

وتعود جذور القصة إلى أكثر من ألف عام، وتحديداً إلى أوائل العصور الوسطى في بريطانيا، عندما دُفنت مجوهرات ذهبية وسبائك فضية ومئات العملات المعدنية على يد شخص مجهول، يُرجَّح أنه عضو في أحد جيوش الفايكنغ التي كانت تنسحب من بريطانيا آنذاك، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وفُقدت هذه الكنوز في غياهب التاريخ حتى صباح أحد أيام يونيو (حزيران) 2015، عندما بدأ كاشفا المعادن جورج باول، من مدينة نيوبورت الويلزية، وصديقه لايتون ديفيز، من بونتيبريد المجاورة، في مسح أرض في حقل بمقاطعة هيريفوردشاير، وعندها اكتشف الثنائي الكنز المفقود منذ زمن طويل، وظنا أنهما سيُصبحان أغنياء وأن حياتهما ستتغير إلى الأبد.

لكن واحدة فقط من الأمنيتين تحققت، فقد تغيرت حياتهما إلى الأبد.

ويحتاج أي شخص إلى إذن من مالك الأرض للكشف في أرضه، ولم يكن لدى باول وديفيز إذن بالوجود في الحقل الذي اكتشفا فيه الكنز. ثم، بدلاً من إبلاغ مالك الأرض والطبيب الشرعي المحلي بالاكتشاف خلال 14 يوماً كما يقتضي القانون، وضع الثنائي الكنز في كيس بلاستيكي وعادا من حيث أتيا، ونشرا صور اكتشافهما على موقع متخصص في الكشف عن الكنوز.

وحذف الصديقان الصور من الموقع ومن هواتفهما بعد ذلك بوقت قصير، لكن الإنترنت وبرامج الكشف التابعة للشرطة «لا تنسى أبداً»، وفق «بي بي سي».

وحاول باول معرفة المزيد عن الكنز بالتواصل مع تاجر العملات، بول ويلز، في متجر تحف بكارديف. وكان ويلز برفقة تاجر التحف، جيسون سلام، وعندما رأى نحو 12 عملة فضية معروضة على طاولة، صُدم. وقال ويلز: «بدت كما لو أنها دُفنت في الأرض يوم سكها. كما لو أنها لم تُستخدم قط لشراء شيء». وأضاف: «للوهلة الأولى، ظننت أنها من العصور الوسطى، من القرن الحادي عشر أو الثاني عشر». أما سلام فكان أكثر حماسة وقال إنها ربما تعود إلى القرن السابع أو الثامن.

كذب باول وديفيز وأخبرا التجار أنهما حصلا على إذن من مالك الأرض للحفر، قبل أن يُخرجا «أجمل ما عُثر عليه»، ثلاث قطع من المجوهرات الذهبية.

وحذّر التاجران الرجلين من أنهما في منطقة خطرة، وعليهما الإعلان بصورة قانونية عن هذا الاكتشاف، لكن ويلز قال إن باول «لم يُصغِ لما قاله». وافق ويلز بعد ذلك على أخذ بعض العملات المعدنية و«الاعتناء بها».

تناهى الأمر إلى مسامع بيتر ريفيل، الذي كان مسؤولاً عن الاكتشافات في برنامج الآثار المحمولة بالمتحف البريطاني عام 2015. وقال: «كانت هناك إشاعة تدور حول العثور على شيء مهم، والتفاصيل هي أن أحدهم عثر على كنز ضخم من العملات المعدنية من العصور الوسطى، وكان هناك ما لا يقل عن 300 عملة معدنية».

استعان ريفيل بشبكة خبراء الكشف الأثري لديه لمعرفة ما إذا كان أي شخص قد سمع أي شيء مؤكد، وعادوا جميعاً قائلين إنهم سمعوا الشيء نفسه تقريباً: «عُثر على كنز ضخم من العصور الوسطى».

وصلت الصور المحذوفة التي نشرها باول وديفيز على الإنترنت إلى ريفيل، الذي بحث عن عنوان بريد إلكتروني للصديقين، وأخبرهما أن أمامهما 14 يوماً للإبلاغ عن الاكتشاف. لكن باول وديفيز لم يلتزما بالنصيحة مرة أخرى.

فلقد سلما المجوهرات لمتاحف ويلز، لكن معظم العملات المعدنية الـ300 ظل «مفقوداً». وعند هذه النقطة، بدأت الشرطة التحقيق.

وفي عام 2019، تمت إدانة باول وديفيز بالسرقة و«إخفاء ما عثرا عليه». وحُكم على باول بالسجن عشر سنوات، خُفِّضت لاحقاً إلى ست سنوات ونصف عند الاستئناف، بينما سُجن ديفيز ثماني سنوات ونصف، خُفِّضت لاحقاً إلى خمس سنوات. وأُدين ويلز، تاجر العملات، بـ«إخفاء ما عثر عليه»، وحُكِم عليه بالسجن 12 شهراً مع إيقاف التنفيذ.

قضى باول وديفيز عقوبتيهما، لكن المحكمة أمرتهما لاحقاً برد نحو 600 ألف جنيه إسترليني لكلٍّ منهما، لاعتقاد القاضي أنهما ما زالا يُخفيان بشكل غير قانوني ما يصل إلى 270 قطعة نقدية ومجوهرات بهدف التربح منها.

وبعد جلسة استماع لإنفاذ الحكم في سبتمبر (أيلول) 2024، حُكم على ديفيز بالسجن خمس سنوات وثلاثة أشهر إضافية لتخلفه عن سداد مبلغ الـ600 ألف جنيه إسترليني. أما باول، فقد فر هارباً، وأُلقي القبض عليه في نهاية المطاف واحتُجز في إدنبرة، قبل إطلاق سراحه في ديسمبر (كانون الأول). لكن عندما كان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة في يناير (كانون الثاني) 2025 للرد على تهمة عدم سداد مبلغ الـ600 ألف جنيه إسترليني، هرب مرة أخرى، ولا يزال هارباً حتى الآن.