رئيس «مايكروسوفت العربية» لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لجلب التكنولوجيا العالمية إلى السعودية

استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات

تهدف «مايكروسوفت» من خلال استثماراتها في السعودية إلى تسريع الابتكار ودعم الشركات المحلية بالذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
تهدف «مايكروسوفت» من خلال استثماراتها في السعودية إلى تسريع الابتكار ودعم الشركات المحلية بالذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
TT

رئيس «مايكروسوفت العربية» لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لجلب التكنولوجيا العالمية إلى السعودية

تهدف «مايكروسوفت» من خلال استثماراتها في السعودية إلى تسريع الابتكار ودعم الشركات المحلية بالذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
تهدف «مايكروسوفت» من خلال استثماراتها في السعودية إلى تسريع الابتكار ودعم الشركات المحلية بالذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً رقمياً سريعاً كجزء من «رؤية 2030». ويُعد الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً في هذا التحول، واعداً بتعريف الصناعات وتبسيط العمليات وفتح فرص اقتصادية جديدة.

تقدم «مايكروسوفت» نفسها شريكاً رئيسياً في رحلة التحول هذه مقدمةً أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية والخبرة الصناعية للشركات المحلية. ومع الإعلان عن منطقة مراكز بيانات «مايكروسوفت» في المملكة العربية السعودية المقرر إطلاقها في 2026، تعزز الشركة التزامها بتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي وضمان أمان البيانات وتمكين الشركات من جميع الأحجام.

وكجزء من فهم دور «مايكروسوفت» في تطور الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، أتيحت لـ«الشرق الأوسط» الفرصة لزيارة مقر الشركة الرئيسي في سياتل للتعرف على أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي والسحابة. تلتها «جولة مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي» في الرياض، حيث عرض قادة الصناعة والتنفيذيون والعملاء كيف يقوم الذكاء الاصطناعي بتحويل مشهد الأعمال السعودي.

تركي باضريس رئيس «مايكروسوفت» العربية متحدثاً خلال «جولة «مايكروسوفت» للذكاء الاصطناعي» في الرياض (مايكروسوفت)

مراكز بيانات «مايكروسوفت» الجديدة في المملكة

يؤكد رئيس «مايكروسوفت العربية»، تركي باضريس، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» التزام شركته العميق تجاه المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى الاستثمارات الجارية في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية وتطوير المواهب المحلية. ويرى أن «مايكروسوفت شريك رائع للمملكة لأكثر من 25 عاماً، وكل عام نواصل توسيع استثماراتنا». ويضيف أن منطقة مراكز البيانات القادمة ستكون «نقطة تحول»، حيث «ستجلب قدرات سحابية وقدرات ذكاء اصطناعي عالمية المستوى للشركات المحلية».

يعد إطلاق منطقة مراكز بيانات «مايكروسوفت» في المملكة التي ستبدأ عملها في 2026، أي عام قبل الموعد المحدد لها سابقاً، علامة فارقة في استراتيجية توسع الشركة. ستوفر هذه المرافق المتطورة الامتثال للإطار التنظيمي السعودي بما يتماشى مع معايير إقامة البيانات والأمان. وكذا خدمات الذكاء الاصطناعي والسحابة منخفضة الكمون ( أي معالجة البيانات والاستجابة لها بأقل قدر من التأخير). أيضاً ستعزز حماية الأمن السيبراني بتطبيق أفضل الممارسات العالمية لحماية بيانات الأعمال الحساسة.

ويشير تركي باضريس إلى هدف «مايكروسوفت» المتمثل في جلب التكنولوجيا العالمية إلى السعودية، مما يضمن وصول الشركات السعودية إلى نفس القدرات السحابية وقدرات الذكاء الاصطناعي المتوفرة في الولايات المتحدة.

ويقول: «سواء في المملكة العربية السعودية أو سياتل، نعمل بنفس معايير الأمان والموثوقية العالية. هدفنا هو تمكين الشركات من خلال خدمات سحابية عالمية المستوى هنا في المملكة».

وتكمن أهمية هذه التطورات بشكل خاص في أنها توائم سعي السعودية إلى تحديد موقعها قائدةً في الصناعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مستفيدةً من الحوسبة السحابية وتحليل البيانات لدفع الكفاءة والابتكار.

مجموعة من ممثلي شركات سعودية خلال مشاركتهم في «جولة «مايكروسوفت» للذكاء الاصطناعي» بالرياض (مايكروسوفت)

دعم الشركات في السعودية

يُحدث ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي ثورة في الكثير من الصناعات في المملكة، موفِّراً للشركات الأتمتة الذكية والرؤى التنبؤية والتكامل السلس مع السحابة. من التصنيع إلى التعليم والأمن السيبراني، يمكّن الذكاء الاصطناعي الشركات من تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وخلق فرص جديدة.

- التصنيع الذكي

أحد الأمثلة البارزة على تأثير «مايكروسوفت» المدعوم بالذكاء الاصطناعي في المملكة هو «مجموعة العبيكان للاستثمار»، وهي شركة رائدة في التعبئة والتغليف والتعليم والصحة، وتعد من أكبر 100 شركة في السعودية.

من خلال دمج «أزور إيه آي» (Azure AI) في منصة (O3) للتصنيع الذكي، قامت العبيكان بتحويل عملياتها التصنيعية لتحقيق كفاءة أكبر واستدامة وأتمتة.

يقول صابر عطية، المدير التنفيذي للعمليات في شركة العبيكان، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» إنه عبر استخدام حلول الذكاء الاصطناعي من «مايكروسوفت» حققت شركته زيادة بنسبة 30 في المائة في فعالية المعدات الكلية وتحسين إنتاجية العمالة بمقدار 1.5 مرة وخفض تكاليف التشغيل بشكل كبير.

ومن خلال دمج خدمات «مايكروسوفت» المصغرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حسَّنت العبيكان أيضاً الصيانة التنبؤية ومراقبة الجودة، مما يسمح للمصانع بتوقع الأعطال المحتملة قبل حدوثها، مما يقلل من التوقف ويزيد الكفاءة. ويعتمد قطاع التصنيع بشكل كبير على الإدارة الفعالة لسلسلة التوريد، وقد استفادت شركة العبيكان من ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي لرفع مستوى العمليات إلى مستويات غير مسبوقة. من خلال التحليلات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تستطيع الشركة معالجة وتحليل مليارات النقاط البياناتية لتحسين قرارات سلسلة التوريد.

ويوضع عطية أن الذكاء الاصطناعي يسمح لشركته بمعالجة تريليونات النقاط البياناتية، مما يضمن اتخاذ أفضل القرارات المتعلقة بسلسلة التوريد في الوقت الفعلي.

وبدمج الخدمات الصغيرة المدعومة بذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي، حسّنت «العبيكان» أيضاً الصيانة التنبؤية ومراقبة الجودة، مما يمكّن المصانع من توقع الأعطال المحتملة قبل حدوثها، مما يقلل من وقت التوقف ويزيد من الكفاءة.

هبة عطية المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «غاميت» خلال مشاركتها بالحدث في الرياض (الشرق الأوسط)

- تحويل التعليم بالذكاء الاصطناعي

يُحدث الذكاء الاصطناعي أيضاً ثورة في مجال التعليم في السعودية، حيث تستفيد الشركات الناشئة مثل «غاميت (Gameit)» من ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي لإنشاء تجارب تعليمية مخصصة للأطفال. تُعد «غاميت» أول شركة ناشئة سعودية يتم نشرها على «Azure Marketplace» مما يوفر وصولاً إلى العملاء العالميين من خلال النظام البيئي السحابي لـ«مايكروسوفت».

تشير هبة عطية، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، خلال حديثها مع «الشرق الأوسط» إلى كيفية قيام الألعاب المدعومة بالذكاء الاصطناعي بإعادة تشكيل عملية التعلم. وتشرح: «تقوم ألعابنا المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتقييم القدرات المعرفية للأطفال وتصميم برامج تدريبية مخصصة وفقاً لذلك». وتزيد بأن ذكاء «مايكروسوفت» الاصطناعي ساعد شركتها على تعزيز مشاركة الطلاب، وتتبع التقدم في الوقت الفعلي، والتوسع عالمياً. وتؤكد عطية أن حلول مايكروسوفت» السحابية والمدعومة بالذكاء الاصطناعي ليست مجرد تقنيات، بل إنها تفتح الأبواب أمام الشركات الناشئة السعودية للتوسع عالمياً، مما يجلب الابتكار من المملكة إلى العالم.

هذا يعكس النمو المتزايد للنظام البيئي للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، حيث تستخدم الشركات الناشئة والشركات الكبرى على حد سواء بنية «مايكروسوفت» التحتية للذكاء الاصطناعي لإنشاء حلول ذات تأثير عالمي.

تراقب وحدة الجرائم الرقمية في «مايكروسوفت» أكثر من 3000 مجموعة إجرامية إلكترونية عالمياً (شاترستوك)

تعزيز الأمن السيبراني بالذكاء الاصطناعي

مع التحول الرقمي السريع في المملكة، أصبح الأمن السيبراني أولوية قصوى. خلال «جولة (مايكروسوفت) للذكاء الاصطناعي في الرياض»، كان هناك تركيز كبير على الحلول الأمنية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تساعد الشركات على البقاء في المقدمة وحماية أنظمتها من التهديدات المتطورة. وقبل ذلك، شاهدت «الشرق الأوسط» خلال زيارة حصرية لها إلى وحدة الجرائم الرقمية (DCU) التابعة لـ«مايكروسوفت» في سياتل، كيف تراقب الشركة أكثر من 3000 مجموعة إجرامية إلكترونية حول العالم وتعالج 78 تريليون إشارة أمنية يومياً. يعلق باضريس على أهمية الأمن السيبراني في المنطقة مؤكداً أن الأمان هو الأولوية القصوى لـ«مايكروسوفت». ويقول إن ما يحدث في «وحدة الجرائم الرقمية» في سياتل ليس فقط للولايات المتحدة بل يخدم العالم بأكمله بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والسعودية. ويضيف: «التهديدات السيبرانية عالمية، وكذلك جهودنا لمكافحتها».

وتذكر «مايكروسوفت» أنه يتم الآن استخدام «Security Copilot» و«Microsoft Defender» المدعومَين بالذكاء الاصطناعي لحماية الشركات السعودية من برامج الفدية والتصيد الاحتيالي والاحتيال. مع ازدياد الجرائم الإلكترونية، توفر هذه الأدوات درعاً ضرورية للمنظمات التي تتعامل مع بيانات العملاء الحساسة، على حد قولها.

الذكاء الاصطناعي في قطاع الاتصالات

أطلقت مجموعة «إس تي سي» مزود خدمات الاتصالات الرائد في المملكة، سوق «إس تي سي» للذكاء الاصطناعي، وهي مجموعة من التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مصمَّمة لتعزيز تفاعلات العملاء وتبسيط العمليات. وخلال الحدث في الرياض الذي نظمته «مايكروسوفت»، قالت «إس تي سي» إنه من خلال دمج تقنية «Azure OpenAI» من «مايكروسوفت» نجحت في تقليل وقت التعامل مع المكالمات، مما أدى إلى تسريع خدمة العملاء. وأيضاً تمكنت من تعزيز عمليات المبيعات بتوفير رؤى فورية لفرق المبيعات. كما أدى ذلك إلى تحسين الكفاءة التشغيلية، مما خفض التكاليف عبر وظائف أعمال متعددة. يوضح هذا التعاون بين «إس تي سي» و«مايكروسوفت» كيف يقود الذكاء الاصطناعي الكفاءة في واحدة من أهم الصناعات في السعودية.

الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية في «معادن»

قامت «معادن» أكبر شركة تعدين في المملكة العربية السعودية بنشر «Microsoft 365 Copilot» لتحسين إنتاجية الموظفين. وأوضح ممثلون خلال مشاركتهم في حدث «مايكروسوفت» في الرياض أنه باستخدام الأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفَّر موظفو «معادن» أكثر من 2000 ساعة عمل شهرياً من خلال تقليل الاجتماعات غير الضرورية وتبسيط معالجة المستندات. هذا التحول نحو سير العمل المدعوم بالذكاء الاصطناعي يسمح للشركات بالتركيز أكثر على المهام الاستراتيجية، مما يعزز الكفاءة والابتكار.

تدعم «مايكروسوفت» المواهب السعودية بتدريب 100 ألف فرد على تقنيات الذكاء الاصطناعي (غيتي)

الطريق إلى الأمام

مع تسارع المملكة نحو اقتصاد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، ستكون استثمارات «مايكروسوفت» في البنية التحتية السحابية وتطوير المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي والشراكات الاستراتيجية عوامل تمكين رئيسية. ومن المتوقع أن يضيف الذكاء الاصطناعي 135 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، مما يبرز التأثير الاقتصادي الهائل لهذه التكنولوجيا.

وقد قامت «مايكروسوفت» بالفعل بتدريب 100 ألف فرد في المملكة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والسحابة، 60 في المائة منهم من النساء. كما تعمل مع القطاعين الخاص والعام، لضمان مواءمة ابتكارات الذكاء الاصطناعي مع أهداف «رؤية المملكة 2030».

وقال باضريس إن «الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل هو محرك اقتصادي... (مايكروسوفت) ملتزمة بتزويد الشركات السعودية بالأدوات والخبرات التي تحتاج إليها لتقود ثورة الذكاء الاصطناعي».

من خلال استثماراتها في مراكز البيانات المحلية، جنباً إلى جنب مع حلولها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تسعى «مايكروسوفت» إلى ضمان أن الشركات سواء كانت ناشئة أو متعددة الجنسيات لديها إمكانية الوصول إلى أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي للتنافس والتوسع والازدهار.


مقالات ذات صلة

«أبل ووتش» تتيح خاصية التنبيه المبكر لارتفاع ضغط الدم في السعودية والإمارات

تكنولوجيا خاصية إشعارات ارتفاع ضغط الدم في «أبل ووتش» تستند إلى مستشعر نبضات القلب البصري في الساعة (الشرق الأوسط)

«أبل ووتش» تتيح خاصية التنبيه المبكر لارتفاع ضغط الدم في السعودية والإمارات

قالت شركة «أبل» إنها أتاحت خاصية إشعارات ارتفاع ضغط الدم على ساعات «أبل ووتش» لمستخدميها في السعودية والإمارات.

«الشرق الأوسط» (دبي)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
علوم الصين تبني أول جزيرة عائمة مقاومة للأسلحة النووية في العالم

الصين تبني أول جزيرة عائمة مقاومة للأسلحة النووية في العالم

مشروع مثير للإعجاب لا مثيل له في العالم

جيسوس دياز (واشنطن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعدّ «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» أكبر حدث من نوعه حضوراً في العالم (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني)

بمشاركة دولية واسعة وازدياد في المحتوى... «بلاك هات 25» ينطلق بأرقام قياسية جديدة

أكد متعب القني، الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد السعودي للأمن السيبراني»، أن مؤتمر «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» يحقق هذا العام أرقاماً قياسية جديدة.

غازي الحارثي (الرياض)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».


كيف تطوّر «بلاك هات» في نسخته الرابعة عن النسخ السابقة؟

TT

كيف تطوّر «بلاك هات» في نسخته الرابعة عن النسخ السابقة؟

خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)
خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

منذ إطلاق نسخته الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، في العاصمة السعودية الرياض، عقب النجاح الذي تحقق في فعالية «آت هاك» العام الذي قبله، شهد أكبر تجمع للأمن السيبراني في المنطقة، لحظات تحوّل لافتة، رصدها الزوّار والمهتمّون، ولاحظتها التغطيات المستمرة لـ«الشرق الأوسط»، وصولاً إلى النسخة الحالية.

يعدّ «بلاك هات» فعالية عالمية متخصصة في الأمن السيبراني، انطلقت في عام 1997، ويعد إحدى أهم المحافل العالمية لقطاع أمن المعلومات وقِبلة للمهتمين فيه، وبدأ كفعالية سنوية تقام في لاس فيغاس في الولايات المتحدة، قبل أن يجد في الرياض مستقرّاً سنويّاً لـ4 نسخ متتالية.

في النسخة الأولى من الفعالية التي ينظّمها «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز»، الذي أنشأته السعودية لتحقيق أهدافها في تمكين مواطنيها من اكتساب الخبرات في مجال الأمن السيبراني والبرمجة لتحقيق رؤيتها الهادفة إلى تطوير كوادرها المحلية في مجالات التقنية الحديثة، إلى جانب شركة تحالف.

شهدت الفعالية مشاركة أكثر من 200 متحدث عالمي، وحضور أكثر من 250 شركة أمن سيبراني رائدة، منهم عمالقة التقنية العالميون، مثل Cisco وIBM وSpire وInfoblox، بالإضافة إلى أكثر من 40 شركة ناشئة في المجال نفسه، قبل أن تتصاعد هذه الأرقام وغيرها خلال النسخ اللاحقة.

خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

«الشرق الأوسط» التقت خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، الذي شرح بشكل مفصل، أنه «بدايةً من (آت هاك) في عام 2021 عندما بدأنا، وكان أول مؤتمر سيبراني يُقام في السعودية، وبعد النجاح الذي حققناه، استطعنا أن نستقطب (بلاك هات) نفسه من لاس فيغاس، الذي كان يقام منذ أكثر من 35 عاماً، وهذا هو العام الرابع لـ(بلاك هات) هنا، وكل عام يشهد زيادة في الحضور وعدد الشركات، وزيادة في ساعات المحاضرات».

ارتفاع عدد الشركات العالمية المشاركة بنسبة 27 في المائة

نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال بيّن تطور «بلاك هات» في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات. وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد قرابة 27 في المائة عن العام الماضي».

ابتكارات جديدة في كل نسخة

السليم وضّح أن «بلاك هات» يبتكر في كل نسخة أشياء جديدة، مثل منطقة الفعاليات التي تضمّ تقريباً 10 فعاليات جديدة، بالإضافة إلى أكثر من 12 مسرحاً مع أكثر من 300 خبير في مجال الأمن السيبراني. وحول نوعية الشركات والجهات المشاركة، دلّل عليها بأن أغلب الشركات العالمية مثل «إف بي آي»، ووزارتي الداخلية والخارجية البريطانيتين، وتابع أن كل هذه الإضافات في كل نسخة «تعتبر متجددة، وكل نسخة تزيد الأرقام أكثر من النسخة التي سبقتها».

الجهات الوطنية «تؤدي عملاً تشاركياً»

وحول مساهمة «بلاك هات» في تحقيق المستهدفات الوطنية، ومنها تحقيق السعودية المرتبة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني للتنافسية، نوّه السليم بأن الاتحاد (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز)، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، والشركات السعودية في مجال الأمن السيبراني، تؤدي عملاً تشاركيّاً.

وأردف: «عندما يكون في (بلاك هات) أكثر من 300 ورشة عمل ومنطقة الفعاليات والتدريبات العملية التي تجري فيها والتدريبات المصاحبة لـ(بلاك هات) والشركات والمنتجات السعودية التي تُطرح اليوم، كلها تُساعد في رفع مستوى الأمان في المملكة، وهذا يُساعد في المؤشرات في مجال الأمن السيبراني».

واختتمت فعاليات «بلاك هات 2025»، الخميس، بجلسات استعرضت الهجمات المتطورة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاستجابة للحوادث السيبرانية، كما ناقشت أحدث الاتجاهات والتقنيات التي تشكّل مستقبل الأمن السيبراني عالمياً.


بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
TT

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

في عامٍ استثنائي اتّسم بتسارع التحوّل الرقمي واتّساع أثر الذكاء الاصطناعي وتحوّل المحتوى الرقمي إلى لغة يومية للمجتمعات، تداخلت ملامح المشهد العربي بين ما رصده بحث «غوغل» من اهتماماتٍ متصدّرة، وما كشفه «يوتيوب» عن لحظاته البارزة ومنتجاته الجديدة في الذكرى العشرين لانطلاقه. جاءت الصورة النهائية لعام 2025 لتُظهر كيف أصبح الإبداع الرقمي، بجميع أشكاله، مرآةً لنبض الشارع وعمق الثقافة وتطلعات الأجيال الجديدة.

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدت هذا العام أكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا من أي وقت مضى. فقد تصدّرت أدوات الذكاء الاصطناعي قوائم البحث في «غوغل» في عدة دول عربية.

كانت «جيميناي» إلى جانب «تشات جي بي تي » و «ديب سيك» في طليعة الأدوات الأكثر بحثاً، مدفوعةً بفضول جماعي لفهم إمكانات النماذج التوليدية وتطبيقاتها الإبداعية. ولم يقتصر الأمر على التقنيات العامة، بل امتد إلى أدوات متخصصة مثل «نانو بانانا» لتحرير الصور و«فيو» لإنشاء مقاطع فيديو انطلاقاً من النصوص، ما يعكس تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى جزء من الحياة اليومية.

يكشف «يوتيوب» عن ابتكارات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز صناعة المحتوى وتحسين تجربة المشاهدة والتفاعل (شاترستوك)

الأكثر رواجاً في السعودية

وفي قلب هذا المشهد المتغير، برزت المملكة العربية السعودية بصورة لافتة، إذ كان التحول الرقمي العنوان الأبرز لاهتمامات السعوديين خلال عام 2025. فقد لجأ الأفراد إلى بحث «غوغل» لتسيير شؤونهم اليومية ضمن نمط حياة رقمي آخذ في التوسع، مع ارتفاع عمليات البحث المتعلقة بمنصات مثل قبول، وتسجيل الحرس الوطني، والمركز الوطني للقياس. وإلى جانب الإقبال على الخدمات الرقمية، حافظ الترفيه على مكانته في الأمسيات السعودية، حيث استمر مسلسل «شباب البومب 13» في جذب الأنظار، إلى جانب العمل الجديد «فهد البطل» الذي حقق انتشاراً واسعاً.

وفي السياق ذاته، أظهرت المملكة شغفاً متزايداً بتكنولوجيا المستقبل، مع اهتمام واضح بأدوات الذكاء الاصطناعي مثل «Gemini» و«Hailuo AI»، ما يعكس انفتاح المجتمع السعودي على التقنيات الحديثة وتبنّيها مبكراً.

هذا التفاعل مع التكنولوجيا لم يقتصر على السعودية، بل امتد إلى دول عربية أخرى بطرق متعددة. ففي العراق، تصدرت مباريات المنتخب الوطني واجهة البحث إلى جانب بروز أسماء إعلامية ومحتوى رقمي مؤثر. وفي الأردن وسوريا وفلسطين، ظل التعليم والخدمات العامة والدراما المحلية والرياضة في مقدمة الاهتمامات، لتبقى هذه المجتمعات متفاعلة مع مستجدات الحياة رغم اختلاف السياقات والتحديات. أما المغرب والجزائر، فحافظا على حضور كرة القدم في صدارة المشهد، إلى جانب انتشار الأدوات الذكية والأعمال الدرامية ونجاحات الإنتاجات العالمية.

أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «جيميناي» و«شات جي بي تي» تصدّرت عمليات البحث في عدة دول عربية (شاترستوك)

من «غوغل» إلى «يوتيوب»

هذه الديناميكية الرقمية امتدت بقوة إلى «يوتيوب»، الذي اختار عامه العشرين ليقدّم أول «ملخص مشاهدة شخصي» عالمي، يسمح للمستخدمين باستعادة أبرز لحظاتهم عبر المنصة. وقد عكس هذا الإصدار فهماً عميقاً لطبيعة الجمهور العربي، الذي أظهر تفاعلاً كبيراً مع المواسم الثقافية كرمضان وعيد الأضحى، وناقش قضايا الذكاء الاصطناعي، وتابع بشغف نجوم كرة القدم العالميين مثل لامين يامال ورافينيا. كما حققت الأعمال الدرامية والأنمي والألعاب من «لعبة الحبّار» (Squid Game) إلى«Blue Lock» و«Grow a Garden» انتشاراً واسعاً، ما يعكس تنوع أذواق الجمهور واتساع رقعة التأثير الثقافي الرقمي.

وبرز عربياً هذا العام صعود لافت لصنّاع المحتوى، وفي مقدمتهم الفلسطيني أبو راني الذي تصدّر القوائم إقليمياً واحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد «Mr. Beast» بمحتوى بسيط وواقعي يوثق تفاصيل الحياة اليومية في غزة.

وعلى مستوى الموسيقى، احتلت أغنية «خطية» لبيسان إسماعيل وفؤاد جنيد المرتبة الأولى، مؤكدة الدور المتصاعد لمنشئي المحتوى في تشكيل الذوق الفني الرقمي.

وإلى جانب رصد الظواهر، كشف «يوتيوب» خلال فعالية «Made on YouTube» عن سلسلة ابتكارات جديدة تستشرف مستقبل صناعة المحتوى. فقد بدأ دمج نموذج «Veo 3 Fast» لتمكين منشئي «شورتس» من تصميم خلفيات ومقاطع عالية الجودة مجاناً، وإضافة الحركة إلى المشاهد بمرونة غير مسبوقة. كما ستتيح ميزة «التعديل باستخدام الذكاء الاصطناعي» تحويل المقاطع الأولية إلى مسودة جاهزة، فيما تضيف ميزة «تحويل الكلام إلى أغنية» بعداً إبداعياً جديداً لمنشئي المحتوى الشباب.

وفي خطوة لتقوية البنية الإبداعية، أعلن «يوتيوب» عن تحسينات واسعة في «استوديو YouTube» تشمل أدوات تعاون بين صناع المحتوى واختبارات «A/B » للعناوين وترقيات تجعل الاستوديو منصة استراتيجية لتطوير المحتوى. كما يجري العمل على توسيع أداة «رصد التشابه» التي تساعد على متابعة الفيديوهات التي ينشئها الذكاء الاصطناعي باستخدام وجوه مشابهة لصناع المحتوى، وهي خطوة مهمة في زمن تتداخل فيه حدود الهوية الرقمية مع الإبداع الاصطناعي.

اهتمامات البحث تنوعت عربياً بين التعليم والرياضة والدراما والأدوات التقنية بحسب سياق كل دولة (أدوبي)

ماذا عن المشاهدات؟

على صعيد المشاهدة، فقد شهد المحتوى المباشر نمواً استثنائياً، إذ إن أكثر من 30 في المائة من مستخدمي «يوتيوب» شاهدوا بثاً مباشراً يومياً في الربع الثاني من عام 2025. لذلك تطلق المنصة أكبر تحديث لأدوات البث الحي لتعزيز تفاعل الجمهور وتوسيع قاعدة المشاهدين وزيادة مصادر الدخل. وفي المجال الموسيقي، تحمل «YouTube Music» ميزات جديدة مثل العد التنازلي للإصدارات وخيارات حفظ المفضلات مسبقاً، فيما تعمل المنصة على أدوات تربط الفنانين بمعجبيهم عبر محتوى حصري وتجارب مخصصة.

كما تتوسع فرص التعاون بين العلامات التجارية وصناع المحتوى، مع ميزات جديدة في «التسوق على يوتيوب» تشمل الروابط المباشرة داخل «شورتس» وإدراج مقاطع العلامات التجارية بسهولة أكبر، مدعومةً بإمكانات الذكاء الاصطناعي لتسهيل الإشارة إلى المنتجات وتوسيع الأسواق المتاحة.

في هذا المشهد المتفاعل بين «غوغل» و«يوتيوب» والجمهور العربي، يتضح أن المنطقة تعيش مرحلة جديدة يتقاطع فيها الذكاء الاصطناعي مع الإبداع الإنساني، ويتحوّل فيها المحتوى الرقمي إلى منصة للتعبير الجماعي وبناء المجتمعات وصياغة الاتجاهات الثقافية. وبين البحث والاستهلاك والإنتاج، يستمر عام 2025 في رسم ملامح عقدٍ مقبل يعد بأن يكون الأكثر ثراءً وتحولاً في تاريخ المحتوى العربي الرقمي.