روبوتات ذكية لاستكشاف وصيانة شبكات الصرف الصحي

عمال أنظمة الصرف الصحي يواجهون عدداً من التحديات المعقدة (جامعة جونز هوبكينز)
عمال أنظمة الصرف الصحي يواجهون عدداً من التحديات المعقدة (جامعة جونز هوبكينز)
TT
20

روبوتات ذكية لاستكشاف وصيانة شبكات الصرف الصحي

عمال أنظمة الصرف الصحي يواجهون عدداً من التحديات المعقدة (جامعة جونز هوبكينز)
عمال أنظمة الصرف الصحي يواجهون عدداً من التحديات المعقدة (جامعة جونز هوبكينز)

يعكف باحثون في أوروبا، بقيادة جامعة تالين للتكنولوجيا في إستونيا، على تطوير روبوتات ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي؛ لمراقبة وصيانة شبكات الصرف الصحي في أوروبا؛ ما يتيح اكتشاف الأعطال وإصلاحها قبل تفاقمها.

ويضم المشروع 12 شريكاً أوروبياً، من بينهم جامعة شيفيلد البريطانية، والجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب شركات تقنية متخصصة مثل شركة Herobots الإيطالية الناشئة.

ويواجه العمل في أنظمة الصرف الصحي كثيراً من التحديات التقنية المعقدة، حيث تتسم هذه البيئات بظروف قاسية؛ مثل الظلام الدامس، والرطوبة العالية، والتقلبات في حجم واتجاه الأنابيب.

وفي الوقت الراهن، لا توجد روبوتات قادرة على العمل بشكل مستقل دون تدخُّل بشري مباشر، كما أن الروبوتات الحالية غير قادرة على البقاء لفترات طويلة في هذه البيئات المليئة بالمواد الصلبة والدهون.

وأوضح الباحثون أن المشروع، الذي يحمل اسم «PIPEON»، يهدف إلى تصميم روبوتات قادرة على العمل بشكل مستقل في البيئات القاسية لأنظمة الصرف الصحي.

وتعمل الروبوتات، التي يجري تطويرها في إطار المشروع، عبر تقنيات تتيح لها القدرة على التنقل والعمل بشكل فعال في الظروف الصعبة، مثل عدم توفر إشارات «GPS» أو وسائل اتصال، وذلك من خلال أنظمة تحكم ذكية، وآليات تنقل متقدمة. ويمكن لهذه الروبوتات تحسين صيانة شبكات الصرف الصحي بشكل أكثر استدامة وفعالية.

كما يستعين الباحثون بالذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات، حيث ستقوم الروبوتات بمسح الأنابيب وتحديد المواقع التي تحتاج إلى إصلاح، قبل أن تتفاقم المشكلة

يأتي ذلك بالإضافة إلى إجراء صيانة وقائية، ما يقلل الحاجة إلى التدخل البشري، ويحدُّ من احتمالات تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع والأنهار.

ووفق الباحثين، تستطيع هذه الروبوتات العمل بشكل مستقل لفترات طويلة، دون الحاجة إلى تحكم بشري مباشر، من خلال أنظمة ملاحة ذكية قادرة على التكيف مع بيئة الصرف المعقدة. وقد حصل المشروع على تمويل من البرنامج الإطاري الأوروبي للروبوتات والذكاء الاصطناعي؛ نظراً لأهميته في تحسين كفاءة أنظمة الصرف، وتقليل الأضرار البيئية والاقتصادية.

من جانبه، قال البروفيسور سايمون تايت، أستاذ هندسة المياه بجامعة شيفيلد، والباحث المشارك بالمشروع، إن أوروبا تمتلك أكثر من 3 ملايين كيلومتر من شبكات الصرف الصحي، والتي تواجه تحديات مثل تغير المناخ، والالتزامات البيئية الجديدة، والشيخوخة المتزايدة للقوى العاملة.

وأضاف، عبر موقع الجامعة: «تحتاج مرافق المياه إلى حلول جذرية جديدة للحفاظ على خدماتها للمواطنين، ونعتقد أن الروبوتات الذاتية التشغيل داخل أنظمة الصرف الصحي تمثل إحدى هذه الحلول». وخلص إلى القول: «نخطط لاختبار النماذج الأولية للروبوتات في عدد من شبكات صرف صحي أوروبية، تمهيداً لتوسيع نطاق استخدامها بشكل واسع بحلول عام 2030».


مقالات ذات صلة

محتوى نتاجات الذكاء الاصطناعي... يخنق الويب

علوم محتوى نتاجات الذكاء الاصطناعي... يخنق الويب

محتوى نتاجات الذكاء الاصطناعي... يخنق الويب

دراسة أميركية ترصده في النشرات الصحافية وشكاوى المواطنين.

كريس ستوكل - والكر (واشنطن)
خاص تدعم شركة «ساس» رؤية المملكة 2023  بتقديم حلول في الذكاء الاصطناعي والتحليلات لتعزيز اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات (شاترستوك)

خاص «ساس»: الذكاء الاصطناعي يتوقع التحديات المستقبلية ويُحسِّن عمليات الشركات

يقول المدير العام لشركة «ساس» في السعودية إن أدوات الذكاء الاصطناعي تساعد على تحسين إدارة البنية التحتية ومكافحة الجرائم الإلكترونية والاحتيال.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شعار «تشات جي بي تي» (رويترز)

هل يعاني «تشات جي بي تي» أيضاً من القلق؟

أظهرت دراسة جديدة أنه مثلما يحدث مع البشر، يمكن أن تصيب الأخبار السيئة والقصص المؤلمة تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» بـ«القلق».

«الشرق الأوسط» (زيورخ )
صحتك الذكاء الاصطناعي يتنبأ بأسباب الأمراض النفسية لدى المراهقين

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بأسباب الأمراض النفسية لدى المراهقين

يتتبع حالات اضطرابات النوم والتعثر الدراسي والتعرض للتنمر

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
تكنولوجيا روبوت يعمل بنظام «أجيبوت» يصنع الخبز المحمص ويقدمه بصفته خادم منزلي (أجيبوت)

الذكاء الاصطناعي يمكّن روبوتات شبيهة بالبشر من القيام بمهام «العالم الحقيقي» (فيديو)

أطلقت شركة «أجيبوت» نموذجاً عاماً للذكاء الاصطناعي يمكنه تمكين الروبوتات الشبيهة بالبشر من فهم المهام وتنفيذها في العالم الحقيقي بسرعة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
TT
20

السعودية أنموذجاً عالمياً في إدارة الموارد المائية

الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)
الدكتور عبد العزيز الشيباني خلال افتتاح الورشة التحضيرية في الرياض (الشرق الأوسط)

اختارت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية (UN - Water) السعودية أنموذجاً عالمياً رائداً في تحقيق مؤشر الإدارة المتكاملة لموارد المياه (6 - 5 - 1) ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة (SDG 6)، وذلك نظير التقدم الذي تحرزه البلاد في هذا المجال.

جاء ذلك خلال ورشة تحضيرية لدراسة تجربة السعودية في نجاحها لتسريع تحقيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية، ضمن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة في المملكة، التي افتتحها الدكتور عبد العزيز الشيباني، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه، وجمعت في الرياض 40 مشاركاً من القطاعين الحكومي والخاص، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمي.

وعدّ الشيباني هذا الاختيار إشادة دولية بالتقدم الذي أحرزته السعودية في ذلك، بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» و«الاستراتيجية الوطنية للمياه»، خصوصاً في مجال الإدارة المتكاملة لتلك الموارد.

وتعمل اللجنة الأممية على إعداد دراسة حالة نجاح السعودية لتوثيق تجربتها، ومشاركتها مع الدول الأخرى، للاستفادة من نهج المملكة في هذا الشأن، وتشجيع استمرار الجهود عالمياً لتحقيق الهدف السادس.

جانب من الورشة التحضيرية التي عقدت في الرياض (واس)
جانب من الورشة التحضيرية التي عقدت في الرياض (واس)

وأكد أن الورشة ناقشت النتائج الأولية والرسائل الرئيسة لدراسة الحالة التي تعدّها اللجنة حول السعودية، بما يمكن من استثمار حالات النجاح وممارساتها الرصينة لإدارة المياه، والاستفادة منها عالمياً، ما يسرع بتحقيق المستهدف السادس الذي بحسب المؤشر على المستوى العالمي يشهد تباطؤاً في الوصول لأهدافه بحلول 2030.

وأشار وكيل الوزارة إلى أن دراسة حالة النجاح تعتمد نهجاً شاملاً يعكس الروابط بين مختلف القطاعات، مثل البيئة، والزراعة، والطاقة، والصحة، ما يساعد على تحديد الفرص وتعزيز التكامل بين هذه المجالات، خصوصاً في مجال خلق البيئة الممكنة لإدارة فاعلة للمياه، بما في ذلك إشراك القطاع الخاص.

ويأتي اختيار الدول المشمولة بالدراسات بناءً على البيانات التي توفرها وكالات الأمم المتحدة المختصة، ويتم إطلاق تقارير دراسات الحالة خلال الحدث السنوي الخاص بالهدف السادس، ضمن المنتدى السياسي رفيع المستوى للأمم المتحدة، الذي يُعقد في نيويورك خلال شهر يوليو (تموز) من كل عام.

يُشار إلى أن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية هي تنسيقية تابعة للأمم المتحدة، تضم 36 كياناً أممياً (أعضاء) و48 منظمة دولية أخرى (شركاء)، تعمل في مجالات المياه والصرف الصحي، وتهدف إلى ضمان استجابة منسقة وفعّالة للتحديات العالمية المتعلقة بالمياه.