تقرير أميركي: فصائل العراق تهدد استمرار التعاون الأمني مع ترمب

إصلاحات «صعبة» تشمل إلقاء السلاح والاندماج في «الحشد»

السوداني يتوسّط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)
السوداني يتوسّط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)
TT
20

تقرير أميركي: فصائل العراق تهدد استمرار التعاون الأمني مع ترمب

السوداني يتوسّط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)
السوداني يتوسّط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)

حذر تقرير أميركي، بناءً على آراء خبراء في شؤون الشرق الأوسط، من أن يؤدي فشل العراق في كبح جماح الفصائل الشيعية المسلحة إلى خسارة التعاون الأمني مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

واتفق مراقبون، وفقاً لتقرير «فوكس نيوز» الأميركية، على أنه إذا لم يتمكن العراق من إثبات قدرته على كبح جماح الجماعات التي تنفذ عمليات مسلحة ضد رئيس الوزراء، فقد يكون الحفاظ على التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، خاصة في عهد الرئيس دونالد ترمب، مستحيلاً.

وخمن التقرير أن تكون «إيران في حالة ضعف شديدة»، وأن هذه الحالة تمنح العراق ديناميكيات مختلفة لإجراء إصلاحات أمنية، تتضمن «إلقاء الفصائل أسلحتها والانضمام إلى قوات الأمن الحكومية أو الاندماج في قوات الحشد الشعبي المعترف بها من قبل الدولة».

وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مؤخراً لـ«رويترز» إن الجماعات المسلحة النشطة داخل العراق وخارج سيطرة الدولة غير مقبولة. وتابع: «بدأ العديد من الزعماء السياسيين والأحزاب السياسية في إثارة المناقشة، وآمل أن نتمكن من إقناع زعماء هذه الفصائل بإلقاء أسلحتهم، ثم أن يكونوا جزءاً من القوات المسلحة تحت مسؤولية الحكومة».

ونقلت «فوكس نيوز»، عن جوناثان شانزر، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن انهيار نظام الأسد كان اللحظة الحاسمة للحكومة العراقية للتحرك ضد الميليشيات الإيرانية.

وقال شانزر: «في الوقت الحالي، يتساءل العراقيون عما إذا كانوا التاليين ويخشى الجميع من التأثير السام والطبيعة التآكلية للنفوذ الإيراني في الدولة»، رغم أن وزير الخارجية كان قد شدد في وقت سابق على أن «العراق لن يكون الدومينو التالي الذي سيسقط».

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يترأس اجتماعاً لقيادات أمنية وعسكرية (رئاسة الوزراء)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يترأس اجتماعاً لقيادات أمنية وعسكرية (رئاسة الوزراء)

إدارة «المقاومة»

وقالت إينا رودولف، زميلة بارزة في المركز الدولي لدراسة التطرف في «كينغز كوليدج لندن»: «تدور المناقشات الحالية حول كيفية إدارة ما يسمى فصائل المقاومة بشكل فعال، التي اكتسب بعضها شهرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

وقالت رودولف إن العديد من الفصائل العراقية سجلت أيضاً ألوية داخل مظلة قوات «الحشد الشعبي» المعترف بها من قبل الدولة.

وقالت رودولف: «يظل السؤال أمام صناع القرار هو كيفية تحييد عناصر هذه الفصائل وتخفيف خطر جر كل من الحشد الشعبي والدولة العراقية إلى تصعيد جيوسياسي سيئ التوقيت».

وتنقل وسائل إعلام عراقية عن سياسيين شيعة إن واحدة من الأفكار المطروحة لإجراء إصلاحات أمنية تضمن تحييد الفصائل هو أن يتولى ضابط بارز في الجيش العراقي مسؤولية إدارة هيئة الحشد الشعبي.

لكن الصعوبات التي تشير إليها تلك التقارير تتعلّق أيضاً بشروط مبالغ فيها من قادة الفصائل تشمل الحصول على مناصب وحصص في الحكومة مقابل إلقاء السلاح والاندماج.

وأشار رودولف إلى أنه «رغم إضعاف وكلاء إيران بشكل كبير منذ 7 أكتوبر، فقد اشتدّت الضغوط في ضوء التقارير التي تشير إلى أن إسرائيل قد ترد على الجماعات الإيرانية داخل العراق».

عناصر في «الحشد الشعبي» في مدينة الموصل (رويترز)
عناصر في «الحشد الشعبي» في مدينة الموصل (رويترز)

مكانة إيران في العراق

ويعتقد مراقبون أن محاولة العراق لكبح جماح الفصائل المسلحة في هذه اللحظة هي علامة على تراجع مكانة إيران في المنطقة.

وقالت كارولين روز، رئيسة برنامج فراغات السلطة في معهد «نيو لاينز»، إن «حقيقة إجراء إصلاحات كبيرة في قطاع الأمن فيما يتعلق بقوات الحشد الشعبي في هذا الوقت تمثل دور إيران الضعيف في البلاد وهي ضرورة بين القوى الأكثر اعتدالاً، وكذلك الولايات المتحدة، للاستفادة من هذا وخلق الزخم».

من المقرر إجراء الانتخابات في العراق خريف هذا العام، ويحاول رئيس الوزراء السوداني التفاوض على شكل مقبول من التعاون الأمني الثنائي مع الولايات المتحدة، بما في ذلك وضع القوات الأميركية داخل البلاد.

وتحتفظ الولايات المتحدة حالياً بنحو 2500 جندي يخدمون في العراق كجزء من جهود عملية العزم الصلب ضد تنظيم «داعش».


مقالات ذات صلة

برلمان العراق يقترب من إقرار قانون حماية الاستثمارات السعودية

الاقتصاد أكدت السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية شهدت تحولاً استراتيجياً في المجالات كافة (تصوير: تركي العقيلي) play-circle

برلمان العراق يقترب من إقرار قانون حماية الاستثمارات السعودية

أكدت السفيرة العراقية لدى الرياض صفية السهيل أن العلاقات العراقية - السعودية تشهد تحولاً استراتيجياً يعكس رؤية قيادتي البلدين لتعزيز الشراكة في مختلف المجالات.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي عناصر في «الحشد الشعبي» في مدينة الموصل (رويترز)

مساران عراقيان لهيكلة «الحشد» وحل الفصائل

تطرح قوى سياسية متنفذة في بغداد مسارين لمعالجة ملفي هيكلة «الحشد الشعبي» وحل الفصائل المسلحة، لكن الانقسام السياسي يصعب التفاهمات الجارية.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي جانب من أحد اجتماعات تحالف «الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)

التحالف الحاكم في العراق ينقسم في شأن مواصفات رئيس الوزراء المقبل

أفيد في بغداد بأن قادة في «الإطار التنسيقي» يناقشون في الكواليس المواصفات الجديدة التي سيجري اعتمادها خلال اختيار رئيس الوزراء المقبل.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي جانب من أحد اجتماعات تحالف «الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)

«التعامل مع ترمب» يثير خلافاً في بغداد

يواجه التحالف الحاكم في العراق خلافات، بسبب طريقة التعامل مع ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي لم تكشف عنها واشنطن حتى الآن.

المشرق العربي جندي عراقي يمر أمام لافتة بمناسبة شهر رمضان في أحد شوارع بغداد (أ.ف.ب)

خلافات تضرب التحالف الحاكم في العراق

يواجه التحالف الشيعي الحاكم في العراق خلافات داخلية مركَّبة، في حين يطلق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إشارات بشأن نياته الانتخابية لعام 2025.

حمزة مصطفى (بغداد)

الشرع لفلول النظام: «اقترفتم ذنباً عظيماً لا يُغتفر... سلموا سلاحكم قبل فوات الأوان»

الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)
TT
20

الشرع لفلول النظام: «اقترفتم ذنباً عظيماً لا يُغتفر... سلموا سلاحكم قبل فوات الأوان»

الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)
الرئيس السوري أحمد الشرع (أ.ف.ب)

قال الرئيس السوري أحمد الشرع، الجمعة، إن قوات الأمن ستستمر في ملاحقة فلول النظام السابق لتقديمهم للمحاكمة، مؤكداً أن فلول النظام يسعون لتقويض الأمن في البلاد.

وأضاف الشرع، في كلمة مسجلة، حول الاشتباكات الحالية بين قوات الأمن وفلول النظام السابق في مناطق منها اللاذقية وطرطوس، إن فلول النظام سعوا «لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها».

وأردف بالقول: «فلول النظام ارتكبوا فعلة شنعاء وقتلوا من يحمي سوريا وهذا اعتداء على كل السوريين وذنب لا يغتفر.. بادروا بتسليم سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان»، مؤكداً أن «سوريا الجديدة واحدة موحدة... ولا فرق فيها بين سلطة وشعب».

وشدد الشرع على أن «السلاح يجب أن يكون حصرياً بيد الدولة»، متوعداً بمحاسبة «كل من يتجاوز ضد المدنيين».

وتشهد مناطق سورية، منها الساحل السوري، اشتباكات بين قوات الأمن وفلول النظام السابق ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني، في وقت سابق اليوم، فرض السيطرة الكاملة على مدينتي طرطوس واللاذقية.

نص الخطاب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الأمين وعلى آله وصحب أجمعين ثم أما بعد.

لقد سعى بعض فلول النظام السابق لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها، وهاهم اليوم يتعرفون عليها من جديد فيرونها واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، إذا مُست محافظة منها بشوكة تداعت لها سائر المحافظات لنصرتها وعزتها.

إن سوريا اليوم لا فرق فيها بين سلطة وشعب، فسوريا تعني الجميع وهي مهمة الجميع في الحفاظ عليها ونصرتها، وهذا ما تجسد ليلة الأمس، فلا خوف على بلد فيه مثل هذا الشعب، وهذه الروح.يا أيها الفلول إننا في معركة التحرير، قاتلناكم قتال الحريص على حياتكم رغم حرصكم على مماتنا، فنحن قوم نريد صلاح البلاد التي هدمتموها، ولا غاية لنا بدماء أحد، نحن قوم نقاتل وفي صدورنا شرف القتال وأنتم تقاتلون بلا شرف، وليس بالغريب عنكم ما فعلتموه، فقد أوغلتم بالدم السوري خلال عقود من الزمن، ولا زلتم على نفس نهجكم رغم تغليبنا لحالة العفو تجنبا من الوقوع بمثل هذا المشهد، وإني لأجزم بجهلكم بما نقول، ولكن ما على الرسول إلا البلاغ.

إنكم بفعلكم الشنيع، بقتل من يحمي سوريا ويسهر لخدمتها، واقتحام المشافي وترويع الآمنين قد اعتديتم على كل السوريين، وإنكم بهذا قد اقترفتم ذنبا عظيما لا يغتفر، وقد جاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه، فبادروا إلى تسليم سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان.

أيها السوريون لقد رأى العالم لهفتكم على بلدكم، وحبكم لها وشعور الانتماء إليها، وهذا ما يليق بكم وبأصلكم، فبغير هذا الحب لا تبنى الأوطان، وإني لأبارك لقوى الجيش والأمن على التزامهم بحماية المدنيين وتأمينهم أثناء ملاحقتهم لفلول النظام الساقط، وسرعتهم في الأداء، وأؤكد عليهم بأن لا يسمحوا لأحد بالتجاوز والمبالغة في رد الفعل، وأن يعملوا على منع ذلك، فإن ما يميزنا عن عدونا هو التزامنا بمبادئنا، ففي الوقت الذي نتنازل فيه عن أخلاقنا، نصبح وعدونا على صعيد واحد، وإن فلول النظام الساقط تبحث عن استفزاز يفضي إلى تجاوز يستجدون من ورائه، واذكركم بأن الله قد جعل منزلة الأسير بمنزلة اليتيم والمسكين، «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا»، فقد جعله في موضع الإحسان والشفقة، فلا ينبغي إهانة الأسير ولا تعريضه للضرب، فإن ذلك مناف لأمر الله ثم لقانون البلاد.

وختاما سنبقى نلاحق فلول النظام الساقط، من أبى إلا أن يستمر في غيه وطغيانه، ومن ارتكب منهم الجرائم بحق الشعب، ومن يسعى منهم إلى تقويض الأمن والسلم الأهلي، وسنقدمهم إلى محكمة عادلة، وسنستمر بحصر السلاح بيد الدولة، ولن يبقى سلاح منفلت في سوريا بإذن الله، وسيحاسب حسابا شديدا كل من يتجاوز على المدنين العزل ويأخذ أقواما بجريرة أقوام، فإن أهلنا في الساحل في مناطق الإشتباك جزء من مسؤوليتنا، والواجب علينا حمايتهم وإنقاذهم من شرور عصابات النظام الساقط.

ورغم ما تعرضنا له من غدر فإن الدولة ستبقى ضامنة للسلم الأهلي ولن تسمح بالمساس به على الإطلاق، وأطالب جميع القوى التي لتحقت بمواقع الإشتباك بالانصياع الكامل للقادة العسكرين والأمنيين هناك، وأن يتم على الفور إخلاء المواقع لضبط التجاوزات الحاصلة، وليتسنى للقوى الأمنية والعسكرية إكمال عملهم على أتم وجه.

سوريا سارت إلى الأمام ولن تعود خطوة واحدة للوراء، فاطمئنوا عليها فهي في حفظ الله ورعايته.

الرحمة للشهداء وأسأل الله أن يتقبلهم في هذا الشهر الكريم والحمد لله رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.