عيتا الشعب بجنوب لبنان... بلدة منكوبة تفتقد إلى معالم الحياة

«حزب الله» يدعو للردِّ على الانتهاكات الإسرائيلية

0 seconds of 1 minute, 33 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:33
01:33
 
TT
20

عيتا الشعب بجنوب لبنان... بلدة منكوبة تفتقد إلى معالم الحياة

آثار الدمار في بلدة عيتا الشعب الحدودية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آثار الدمار في بلدة عيتا الشعب الحدودية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

وثَّقت زيارة ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إلى بلدة عيتا الشعب الحدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان، دماراً هائلاً غيَّر معالم البلدة بشكل كبير، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي لم ينقطع عن البلدة طوال 14 شهراً، وكذلك عمليات النسف الممنهجة التي نفَّذتها القوات الإسرائيلية للمنازل فيها طوال 3 أشهر على الأقل.

وأخلت القوات الإسرائيلية بلدة عيتا الشعب الحدودية في الأسبوع الماضي، بالتزامن مع انتهاء مهلة الستين يوماً التي نصَّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار، وانتشر الجيش اللبناني، كما قوات «اليونيفيل»، في البلدة.

وكشفت عودة السكان والصحافيين إليها، عن دمار رهيب، ويقدر السكان أن نسبة التدمير الكلي تخطَّت الـ90 في المائة من المنازل، في حين تعرَّضت المنشآت والمنازل الباقية بأكملها لأضرار بالغة، إذ تغيَّرت معالم البلدة بشكل كبير، ومسحت مربعات سكانية بالكامل، فضلاً عن تدمير المنشآت المدنية وخزانات المياه وأعمدة الكهرباء، كما بدَّلت الجرافات الطابع المدني للبلدة، نتيجة جرف الطرقات، ما جعل العيش فيها مستحيلاً.

سكان عيتا الشعب يتفقدون بلدتهم المدمرة جرَّاء القصف وعمليات النسف الإسرائيليين بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
سكان عيتا الشعب يتفقدون بلدتهم المدمرة جرَّاء القصف وعمليات النسف الإسرائيليين بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

انعدام سُبل الحياة

وعيتا الشعب، الواقعة في القطاع الأوسط إلى جنوب غربي مدينة بنت جبيل، تُقابل 4 مواقع إسرائيلية ضخمة هي: شتولا والراهب ونطوعا وتل شعر، باتت قائمة على فوهة النار منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهو تاريخ انخراط «حزب الله» في حرب إسناد غزة، وتتداخل فيها الجغرافيا، ما يسمح لمقاتلي «حزب الله» بشن عمليات عسكرية من أحراجها، علماً بأن الحزب كان قد خطف جنديَّين إسرائيليين عام 2006، بعملية عسكرية من خلة وردة التابعة للبلدة، ما دفع إسرائيل لإطلاق حرب واسعة على لبنان.

واحتجزت القوات الإسرائيلية 4 من مقاتلي الحزب لدى الدخول إليها خلال الحرب الموسعة الأخيرة.

ويقول السكان إن العيش في البلدة في هذا الوقت مستحيل، ما دفعهم لتفقد الأضرار والعودة إلى مواقع الإقامة الجديدة التي نزحوا إليها، لكنهم يقولون إنهم يُخططون للعودة في وقت لاحق، عندما تستحق الظروف، وتبدأ ورشة إعادة الإعمار.

ويتحدَّر من البلدة نحو 14 ألف نسمة، وكان معظم سكانها يقيمون فيها صيفاً وشتاءً قبل اندلاع الحرب، ويعمل معظمهم في زراعة التبغ والزيتون. وبعد الحرب، باتت سُبل الحياة فيها مقطوعة؛ حيث تعرَّضت الحقول أيضاً لحرائق كبيرة.

9 بلدات

في هذا الوقت، لا تزال 9 قرى وبلدات لبنانية، على الأقل، توجد بها القوات الإسرائيلية. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الجيش اللبناني يتحضر للدخول إلى أحياء في بلدة عيترون بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها.

إلا أن بلدية عيترون دعت في بيان السكان لعدم التوجه نحو البلدة قبل دخول الجيش اللبناني إليها والتمركز بداخلها. وقالت في البيان: «يجب على أهلنا عدم التحرك إلى البلدة مطلقاً حتى يتم تبليغنا من قِبَل الجيش اللبناني».

لبنانيون يعاينون الدمار في بلدة عيتا الشعب إثر انسحاب الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)
لبنانيون يعاينون الدمار في بلدة عيتا الشعب إثر انسحاب الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)

«حزب الله» يدعو للردِّ على إسرائيل

وفي ظل وجود القوات الإسرائيلية في عدد من القرى؛ حيث تنفذ تفجيرات ونسف للمباني، أكّد عضو كتلة «حزب الله» البرلمانية، النائب حسن عز الدين، أن «المقاومة ما زالت تتمتع بالقوة والقدرة كما كانت، وأنها في جهوزية تامة لصدِّ أي عدوان يمكن أن يمارس من قِبَل العدو الصهيوني».

وقال في حفل تأبيني إن «الراعيين الدوليين (أميركا وفرنسا) أتيا ليرعيا الاتفاق، فإذا بهما يتواطآن معه ويغطيانه للتمادي في إجرامه وعدوانه والاستمرار في نقض الاتفاق، وهذا العدو يُمارس اعتداءاته بطريقة مستفزة؛ من اقتلاع الأشجار إلى تجريف الطرقات والأراضي المزروعة وشبكات الكهرباء والمياه، وكل الممارسات الأخرى، وهذا سيُحفز ويدفع الجميع، حكومةً وشعباً وجيشاً ومقاومةً، للرد بقوة على هذه العدوانية والجرائم، كلٌّ من موقعه ومسؤوليته الوطنية، وهذا يقتضي من الجميع أن يكونوا متعاونين ومتفاهمين ومتلاقين من أجل إخراج العدو من أرضنا التي يحتلها، ولنحمي سيادتنا واستقلالنا».


مقالات ذات صلة

أكثر من 30 خبيراً أممياً يتهمون إسرائيل بـ«عسكرة المجاعة» في غزة

العالم العربي أكثر من 30 خبيراً أممياً يتهمون إسرائيل بـ«عسكرة المجاعة» في غزة (أ.ف.ب)

أكثر من 30 خبيراً أممياً يتهمون إسرائيل بـ«عسكرة المجاعة» في غزة

أعلنت مجموعة تضم أكثر من ثلاثين خبيراً مستقلاً من الأمم المتحدة، الخميس، أن إسرائيل تستأنف «عسكرة المجاعة» في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي مسلحون من حركة «حماس» يظهرون في قطاع غزة يوم تسليم رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر (رويترز) play-circle 01:11

«حماس»: أي تصعيد عسكري إسرائيلي قد يؤدي إلى مقتل رهائن

قالت حركة «حماس»، الخميس، إن أي تصعيد عسكري إسرائيلي ضد الفلسطينيين سيؤدي على الأرجح إلى قتل بعض الرهائن، وإن التهديدات الإسرائيلية لن تؤدي إلى إطلاق سراحهم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال قتالهم في قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يبتكر أداة شبيهة بـ«شات جي بي تي» مستفيداً من بيانات الفلسطينيين

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن الجيش الإسرائيلي يبتكر أداة شبيهة ببرنامج «شات جي بي تي» باستخدام مجموعة ضخمة من البيانات التي جمعها من مراقبة الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي جنود من الجيش اللبناني وأمامهم آليات تتبع قوات «اليونيفيل» جنوب لبنان (الجيش اللبناني عبر منصة «إكس»)

الجيش اللبناني: إمعان إسرائيل في «الاعتداءات» يهدد الاستقرار

حذَّر الجيش اللبناني، الخميس، من أن «إمعان العدو الإسرائيلي في اعتداءاته يُهدد استقرار لبنان، وينعكس سلباً على الاستقرار في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد إيال زامير

زامير رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي بعد استقالة هاليفي

انتقلت رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي إلى إيال زامير بعد استقالة سلفه هيرتسي هاليفي على خلفية هجوم 7 أكتوبر 2023.

نظير مجلي (تل أبيب)

«حماس» تؤكد استعداها للتخلي عن حكم غزة

جرافة إسرائيلية تهدم مبان خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
جرافة إسرائيلية تهدم مبان خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
TT
20

«حماس» تؤكد استعداها للتخلي عن حكم غزة

جرافة إسرائيلية تهدم مبان خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)
جرافة إسرائيلية تهدم مبان خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية أمس (إ.ب.أ)

بينما تتواصل جهود الوسطاء للمضي قدماً في اتفاق وقف النار في غزة، كشفت مصادر قيادية من حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط» أن قيادة الحركة أكدت مجدداً لكل الأطراف استعدادها التام للتخلي عن حكم غزة، ولهذا رحَّبت بمخرجات القمة العربية، التي أشارت إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة لإدارة القطاع لحين تسلم السلطة الفلسطينية مسؤولياتها.

وأوضحت المصادر أن وفداً قيادياً من «حماس» سيصل إلى القاهرة قريباً للاطلاع على تفاصيل الرؤية بشأن مستقبل القطاع.

وأكدت المصادر أن لقاءات عُقدت بين «حماس» في الدوحة، مع مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الرهائن، آدم بولر، ومسؤولين آخرين من إدارة دونالد ترمب؛ لبحث الإفراج عن 5 رهائن إسرائيليين يحملون الجنسية الأميركية، يعتقد أن بينهم 4 قتلى.

وقال بولر إن ترمب «سوف يستمر في الضغط حتى يعود كل الأميركيين، الأحياء منهم والأموات»، فيما قالت الخارجية الأميركية، أمس، إن الخطة العربية «لا تلبّي تطلّعات» ترمب.