مصر: طلاب «المنح الأميركية» ينتظمون في دراستهم ويترقبون مصير العام المقبل

بعد التزام الجامعات بمصروفات «الترم الثاني»

وزير التعليم العالي المصري أيمن عاشور يبحث أزمة طلاب «المنح الأميركية» (مجلس الوزراء المصري)
وزير التعليم العالي المصري أيمن عاشور يبحث أزمة طلاب «المنح الأميركية» (مجلس الوزراء المصري)
TT
20

مصر: طلاب «المنح الأميركية» ينتظمون في دراستهم ويترقبون مصير العام المقبل

وزير التعليم العالي المصري أيمن عاشور يبحث أزمة طلاب «المنح الأميركية» (مجلس الوزراء المصري)
وزير التعليم العالي المصري أيمن عاشور يبحث أزمة طلاب «المنح الأميركية» (مجلس الوزراء المصري)

يترقب الطلاب المصريون الحاصلون على منح «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» مصيرهم في العام الدراسي المقبل، بعد الانفراجة الجزئية التي حدثت مع اتخاذ المجلس الأعلى للجامعات، في اجتماع عُقد مساء الثلاثاء، قراراً بالتزام «جميع الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية التي تندرج تحت إشراف المجلس بسداد كل المخصصات والمصروفات الخاصة بالطلاب».

ويبلغ عدد الطلاب المتضررين بالجامعات الـ10 التي يدرسون فيها 1077 طالباً بمرحلة البكالوريوس، منهم 877 طالباً بالجامعات المصرية، و200 طالب بالجامعة الأميركية بالقاهرة، التي أعلنت تحمّل نفقات الطلاب المسجلين لديها خلال الفصل الدراسي الثاني، مع استمرار التنسيق مستقبلاً مع وزارة التعليم العالي المصرية، وفق بيان رسمي.

وشهدت الساعات التي سبقت الإعلان عن قرارات «الأعلى للجامعات» في الاجتماع الذي عُقد عبر «الفيديو»، مناقشات مستفيضة حول وضعية الطلاب وإحصائيات تفصيلية بالمدد المتبقية لهم، بالإضافة إلى «تنسيق الموقف بشأن جميع الطلاب بغض النظر عن مكان دراستهم».

وقررت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، تجميد التمويل الجديد لجميع برامج المساعدات الأميركية تقريباً في مختلف أنحاء العالم، باستثناء السماح باستمرار برامج الغذاء الإنسانية والمساعدات العسكرية لإسرائيل ومصر.

اجتماع افتراضي لوزير التعليم العالي المصري مع رؤساء الجامعات لبحث أزمة طلاب «المنح الأميركية» (مجلس الوزراء المصري)
اجتماع افتراضي لوزير التعليم العالي المصري مع رؤساء الجامعات لبحث أزمة طلاب «المنح الأميركية» (مجلس الوزراء المصري)

وعبّر أحد الطلاب الدارسين بالسنة التحضيرية في الجامعة الأميركية بالقاهرة والمستفيد من المنحة، لـ«الشرق الأوسط»، عن مخاوفه مع زملائه من «المرحلة المقبلة خصوصاً في ظل عدم تأكيد الجامعة ما إذا كانوا سيلتحقون بالكليات التي يفترض التحاقهم بها في العام الدراسي المقبل أم لا، حال عدم استئناف تمويل الوكالة»، مشيراً إلى أن المشكلة التي لم تحل «مرتبطة بشكل واضح بالطلاب خريجي الثانوية العامة العام الماضي».

وأوضح أن «إدارة الجامعة الأميركية أبلغتهم أنها ستقف إلى جوارهم حال عدم استكمال البرنامج التمويلي لدراستهم، وستحاول البحث عن متبرع لدعم مسيرتهم الدراسية واستكمالها كما هو مخطط»، لافتاً إلى أن «الجامعة طلبت منهم عدم استباق الأحداث والتركيز في دراستهم التي تبدأ الأسبوع المقبل».

طالب آخر مستفيد من منحة الجامعة الأميركية في القاهرة تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن عدم معرفته وزملائه بما إذا كان «استكمال الدراسة سيتم بالتفاصيل نفسها التي كانت تحدث خلال المنحة أو بشكل أقل، سواء فيما يتعلق بدعم السكن الطلابي والمبالغ المالية الشهرية التي يحصلون عليها للإنفاق على دراستهم، وهي أمور لم تتضح في قرار إدارة الجامعة الذي تم إبلاغهم به».

جامعة عين شمس تعهدت باستمرار الطلاب بنفس مزايا المنح (حساب الجامعة عبر فيسبوك)
جامعة عين شمس تعهدت باستمرار الطلاب بنفس مزايا المنح (حساب الجامعة عبر فيسبوك)

وأعلنت جامعة عين شمس، في بيان رسمي، الثلاثاء، استمرار تقديم «الدعم الأكاديمي والإقامة بالمدن الجامعية بالمستوى نفسه الذي اعتاده الطلاب»، مع تحمل الجامعة جميع المصروفات الدراسية للطلاب بشرط «الالتزام بالمعايير الأكاديمية والانضباط».

وقال مسؤول في جامعة عين شمس لـ«الشرق الأوسط» إن المعايير التي سيتم تطبيقها هي نفسها شروط المنح التي حصل عليها الطلاب، ومنها النجاح في كل فصل دراسي، مشيراً إلى أن «ميزانية الجامعة ستتحمل تكلفة الفصل الدراسي الثاني للطلاب».

وتدرس وزارة التعليم العالي، وفق مصدر مسؤول تحدث لـ«الشرق الأوسط»، استمرار تحمل كل جامعة من ميزانية الصناديق الخاصة أو الدعم الحكومي «تمويل البرامج الدراسية للطلاب حال عدم استئناف الوكالة الأميركية تمويل الطلاب خلال العام الدراسي المقبل».


مقالات ذات صلة

عرض إماراتي لتطوير وسط القاهرة على غرار دبي يثير جدلاً مصرياً

العالم العربي مبنى تراثي بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

عرض إماراتي لتطوير وسط القاهرة على غرار دبي يثير جدلاً مصرياً

أثار عرض إماراتي لتطوير منطقة وسط العاصمة المصرية القاهرة، على غرار «داون تاون دبي»، جدلاً واسعاً في مصر، تزامناً مع تأكيدات حكومية بتكليف مكتب استشاري وضع رؤية

فتحية الدخاخني (القاهرة)
العالم العربي المدارس الإنترناشيونال رافد مميز ضمن منظومة التعليم المصرية (مدرسة الكلية الأميركية بالقاهرة)

مصر: تكلفة التعليم الأجنبي تتصاعد... والإقبال عليه أيضاً

رغم الارتفاع الملحوظ في تكاليف التعليم في المدارس والجامعات الدولية في مصر، فإن الأمر لم يثنِ أسراً مصرية عن السعي المتواصل للالتحاق بهما.

محمد عجم (القاهرة)
شمال افريقيا وزارة الداخلية المصرية أعلنت ضبط «مخزن أسلحة» خاص بـ«خط الصعيد» (الداخلية المصرية)

مصر: ضبط «ترسانة أسلحة» بحوزة «خُط الصعيد»

عثرت السلطات الأمنية في مصر على «ترسانة أسلحة» بحوزة «خُط الصعيد» في محافظة بصعيد البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس التشادي خلال استقباله نائب رئيس الوزراء المصري (مجلس الوزراء المصري)

مصر تعلن تفاصيل مشروع الربط البري مع ليبيا وتشاد

تسعى الحكومة المصرية لبدء تنفيذ مشروع الطريق البري مع ليبيا وتشاد، بهدف تعزيز حركة التبادل التجاري، والتكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق الشخصيات آسرة بأشكالها وتوظيفها تسرد جَمْعه المذهل بين الخرافة والحقيقة (فيسبوك)

وائل شوقي يُبدِّد غموض العالم بجَمْعه المذهل بين الخرافة والحقيقة

هذا فيلم وائل شوقي الأول حول تصوّرات مبنية على الأساطير الإغريقية؛ عبره يطرح مفهوم نشأة الكون من وجهة نظرها، حيث البداية من الصمت قبل تحوّله إلى فوضى.

فاطمة عبد الله (بيروت)

تيتيه تتعهد العمل «بلا كلل» لدعم إجراء الانتخابات الليبية

البعثة الأممية لدى ليبيا في استقبال تيتيه اليوم الخميس (البعثة الأممية)
البعثة الأممية لدى ليبيا في استقبال تيتيه اليوم الخميس (البعثة الأممية)
TT
20

تيتيه تتعهد العمل «بلا كلل» لدعم إجراء الانتخابات الليبية

البعثة الأممية لدى ليبيا في استقبال تيتيه اليوم الخميس (البعثة الأممية)
البعثة الأممية لدى ليبيا في استقبال تيتيه اليوم الخميس (البعثة الأممية)

تعهّدت هانا سيروا تيتيه، الممثلة الخاصة للأمين العام رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بـ«العمل بلا كلل لدعم المؤسسات الوطنية، وتمكينها من إجراء الانتخابات العامة المؤجلة»، وفي غضون ذلك زادت الدبلوماسية الأميركية من جهودها في طرابلس بلقاء جمع المبعوث الخاص، ريتشارد نورلاند، برئيس «المفوضية العليا» للانتخابات الليبية، عماد السايح، تناول سبل إنجاح العملية الانتخابية.

خوري في استقبال تيتيه لدى وصولها إلى طرابلس الخميس 20 فبراير (البعثة الأممية)
خوري في استقبال تيتيه لدى وصولها إلى طرابلس الخميس 20 فبراير (البعثة الأممية)

وقالت تيتيه، التي وصلت إلى طرابلس، اليوم الخميس، بعدما عُينت مبعوثة جديدة إلى ليبيا: «سوف أتولى قيادة جهود الوساطة التي تبذلها الأمم المتحدة، بالبناء على العمل الذي قام به أسلافي وزملائي في البعثة». ورأت أن إيجاد حل للأزمة الليبية «لن يتحقق من دون العمل بشكل فاعل مع جميع الليبيين؛ من جميع ألوان الطيف السياسي، والمجتمع المدني من الحكماء والنساء والشباب، والمجتمعات المحلية والمكونات الثقافية؛ وهو التنوع الذي يميز هذه الأمة النابضة بالحياة»، لافتة إلى أن المواطنين «سيكونون محور النهج الذي نتبعه، وسنسعى إلى معرفة آرائهم وأفكارهم، وفهم مخاوفهم لإعلاء أصواتهم وتعزيز آمالهم مستقبلاً».

وتخلف تيتيه في المنصب عبد الله باتيلي، الذي شغل منصب المبعوث الخاص ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى منتصف مايو (أيار) 2024. وتتمتع تيتيه بـ«خبرة تمتد لعقود» على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، بما في ذلك توليها مؤخراً منصب المبعوثة الخاصة للأمين العام لمنطقة القرن الأفريقي، من عام 2022 حتى عام 2024.

وشددت تيتيه على أنها «تدرك بأن الحل يجب أن يكون حلاً يقوده الليبيون ويملكون زمامه»، وقالت بهذا الخصوص: «سوف أعمل أيضاً مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للحصول على دعمها، لحشد جهودنا الجمعية قصد تمكين الجهات الفاعلة محلياً من الحفاظ على الوحدة الوطنية، وسلامة أراضي ليبيا وسيادتها»، مضيفة أن البعثة ستواصل تحت قيادتها «العمل بلا كلل لدعم المؤسسات الليبية، وتمكينها من إجراء انتخابات وطنية شاملة للجميع، وصياغة رؤية وطنية جماعية للتصدي للتحديات، التي تواجهها ليبيا منذ أمد بعيد»، وموضحة أن ذلك: «لن يكون بالأمر السهل، لكن العمل معاً يجعله ممكناً، ولن أدخر جهداً في السعي إلى تحقيق السلام والاستقرار لليبيا».

في سياق ذلك، أكدت تيتيه أن الأمم المتحدة «تظل ملتزمة التزاماً راسخاً بدعم ليبيا لتغدو مزدهرة ومستقرة وديمقراطية؛ ليبيا التي تخدم كل شعبها وتوفر لهم الفرص؛ ليبيا الدولة التي تتبوأ مكانتها كطرف فاعل بكل ثقة على الساحة العالمية... وأتعهد بالعمل مع الليبيين والمجتمع الدولي لتحقيق هذه الغاية».

السائح مستقبلاً البعثة الدبلوماسية الأميركية في طرابلس (المفوضية العليا للانتخابات)
السائح مستقبلاً البعثة الدبلوماسية الأميركية في طرابلس (المفوضية العليا للانتخابات)

وكانت البعثة الدبلوماسية الأميركية في ليبيا قد استبقت قدوم تيتيه، بزيادة تحركاتها في طرابلس، بلقاء غالبية الساسة هناك، قصد حثهم على توحيد جهود إنهاء الانقسام، والعمل على إيجاد «ميزانية موحدة». غير أن جانباً من هذه اللقاءات أثار حفيظة النائب الأول لرئيس مجلس النواب، فوزي النويري، لا سيما بعد اجتماع المبعوث والسفير الأميركي مع محافظ المصرف المركزي.

وقالت المفوضية العليا إن رئيسها الدكتور عماد السايح، بحث، الخميس، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، وسفير الولايات المتحدة لدى ليبيا، جيريمي برنت، تعزيز التعاون ودعم الجهود الرامية إلى إنجاح العملية الانتخابية المقبلة في ليبيا، مشيرة إلى أن المباحثات تركزت أيضاً على التحضيرات الجارية لانتخابات المجالس البلدية (المجموعة الثانية - 2025).

وأفادت المفوضية بأنه تم خلال اللقاء مناقشة مواقف الأطراف السياسية من العملية الانتخابية بوجه عام، وخصوصاً انتخابات المجالس البلدية، وتأثير تلك المواقف على فرص نجاح العملية الانتخابية، واستمرارية تنفيذها في إطار السعي لتحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.

ونقلت «المفوضية» عن نورلاند إشادته «بالجهود الكبيرة»، التي تبذلها «لضمان توفير بيئة مناسبة لتنظيم انتخابات حرة نزيهة وشفافة»، تعبّر عن إرادة الشعب الليبي وتطلعاته نحو بناء دولة ديمقراطية مستقرة. واختتم اللقاء بالتأكيد على استمرار التعاون بين الجانبين لدعم المفوضية في تنظيم الانتخابات المقبلة، وفق المعايير الدولية، وبما يضمن مشاركة واسعة لجميع الليبيين.

وسبق أن أجرت البعثة الدبلوماسية الأميركية زيارات إلى عدد من المؤسسات الليبية، من بينها المجلس الرئاسي، وديوان المحاسبة، والمؤسسة الوطنية للنفط، ووزارة الخارجية، والمصرف المركزي.

وانتقد النويري لقاء محافظ المصرف، ناجي عيسى، مع سفراء أجانب، ودعا في بيان سابق إلى «ضرورة احترام سيادة الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية، وعدم السماح بأي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، ولا سيما فيما يتعلق بالمؤسسات السيادية».

وزير الدفاع البيلاروسي مجتمعاً بالوفد العسكري الليبي بقيادة صدام حفتر (شعبة الإعلام الحربي)
وزير الدفاع البيلاروسي مجتمعاً بالوفد العسكري الليبي بقيادة صدام حفتر (شعبة الإعلام الحربي)

في شأن مختلف، قالت شعبة الإعلام بـ«الجيش الوطني» الليبي، إن رئيس أركان القوات البرية، الفريق صدام حفتر، ناقش مع وزير الدفاع البيلاروسي، الفريق فيكتور خرينين، آفاق التعاون العسكري، وبحث سبل تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق المشترك بين الجانبين.

ونقلت الشعبة عن وزير الدفاع البيلاروسي إشادته بدور القوات المسلحة «في الحفاظ على الأمن والاستقرار في ليبيا»، مشيراً إلى أن استقرار ليبيا «يعد عاملاً أساسياً في استقرار المنطقة على المستوى الإقليمي».