يترقب الطلاب المصريون الحاصلون على منح «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» مصيرهم في العام الدراسي المقبل، بعد الانفراجة الجزئية التي حدثت مع اتخاذ المجلس الأعلى للجامعات، في اجتماع عُقد مساء الثلاثاء، قراراً بالتزام «جميع الجامعات المصرية الحكومية والخاصة والأهلية التي تندرج تحت إشراف المجلس بسداد كل المخصصات والمصروفات الخاصة بالطلاب».
ويبلغ عدد الطلاب المتضررين بالجامعات الـ10 التي يدرسون فيها 1077 طالباً بمرحلة البكالوريوس، منهم 877 طالباً بالجامعات المصرية، و200 طالب بالجامعة الأميركية بالقاهرة، التي أعلنت تحمّل نفقات الطلاب المسجلين لديها خلال الفصل الدراسي الثاني، مع استمرار التنسيق مستقبلاً مع وزارة التعليم العالي المصرية، وفق بيان رسمي.
وشهدت الساعات التي سبقت الإعلان عن قرارات «الأعلى للجامعات» في الاجتماع الذي عُقد عبر «الفيديو»، مناقشات مستفيضة حول وضعية الطلاب وإحصائيات تفصيلية بالمدد المتبقية لهم، بالإضافة إلى «تنسيق الموقف بشأن جميع الطلاب بغض النظر عن مكان دراستهم».
وقررت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، تجميد التمويل الجديد لجميع برامج المساعدات الأميركية تقريباً في مختلف أنحاء العالم، باستثناء السماح باستمرار برامج الغذاء الإنسانية والمساعدات العسكرية لإسرائيل ومصر.

وعبّر أحد الطلاب الدارسين بالسنة التحضيرية في الجامعة الأميركية بالقاهرة والمستفيد من المنحة، لـ«الشرق الأوسط»، عن مخاوفه مع زملائه من «المرحلة المقبلة خصوصاً في ظل عدم تأكيد الجامعة ما إذا كانوا سيلتحقون بالكليات التي يفترض التحاقهم بها في العام الدراسي المقبل أم لا، حال عدم استئناف تمويل الوكالة»، مشيراً إلى أن المشكلة التي لم تحل «مرتبطة بشكل واضح بالطلاب خريجي الثانوية العامة العام الماضي».
وأوضح أن «إدارة الجامعة الأميركية أبلغتهم أنها ستقف إلى جوارهم حال عدم استكمال البرنامج التمويلي لدراستهم، وستحاول البحث عن متبرع لدعم مسيرتهم الدراسية واستكمالها كما هو مخطط»، لافتاً إلى أن «الجامعة طلبت منهم عدم استباق الأحداث والتركيز في دراستهم التي تبدأ الأسبوع المقبل».
طالب آخر مستفيد من منحة الجامعة الأميركية في القاهرة تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن عدم معرفته وزملائه بما إذا كان «استكمال الدراسة سيتم بالتفاصيل نفسها التي كانت تحدث خلال المنحة أو بشكل أقل، سواء فيما يتعلق بدعم السكن الطلابي والمبالغ المالية الشهرية التي يحصلون عليها للإنفاق على دراستهم، وهي أمور لم تتضح في قرار إدارة الجامعة الذي تم إبلاغهم به».

وأعلنت جامعة عين شمس، في بيان رسمي، الثلاثاء، استمرار تقديم «الدعم الأكاديمي والإقامة بالمدن الجامعية بالمستوى نفسه الذي اعتاده الطلاب»، مع تحمل الجامعة جميع المصروفات الدراسية للطلاب بشرط «الالتزام بالمعايير الأكاديمية والانضباط».
وقال مسؤول في جامعة عين شمس لـ«الشرق الأوسط» إن المعايير التي سيتم تطبيقها هي نفسها شروط المنح التي حصل عليها الطلاب، ومنها النجاح في كل فصل دراسي، مشيراً إلى أن «ميزانية الجامعة ستتحمل تكلفة الفصل الدراسي الثاني للطلاب».
وتدرس وزارة التعليم العالي، وفق مصدر مسؤول تحدث لـ«الشرق الأوسط»، استمرار تحمل كل جامعة من ميزانية الصناديق الخاصة أو الدعم الحكومي «تمويل البرامج الدراسية للطلاب حال عدم استئناف الوكالة الأميركية تمويل الطلاب خلال العام الدراسي المقبل».