مصر تشكو من «تواضع» الدعم الدولي مع تزايد «أعباء اللاجئين»

وزير الخارجية يطالب بمساندة بلاده لمواجهة ارتفاع تدفقات المهاجرين

وزير الخارجية المصري يلتقي مدير عام المنظمة الدولية للهجرة في جنيف (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي مدير عام المنظمة الدولية للهجرة في جنيف (الخارجية المصرية)
TT
20

مصر تشكو من «تواضع» الدعم الدولي مع تزايد «أعباء اللاجئين»

وزير الخارجية المصري يلتقي مدير عام المنظمة الدولية للهجرة في جنيف (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي مدير عام المنظمة الدولية للهجرة في جنيف (الخارجية المصرية)

حملت الحكومة المصرية معها إلى جنيف هم اللاجئين، الذين «تتزايد أعباؤهم» على الموازنة العامة للدولة، فيما «تتواضع منح الداعمين»، حسب وزير الخارجية بدر عبد العاطي، الذي طالب بـ«تقديم الدعم اللازم لمساعدة بلاده على تحمل أعباء استضافتهم».

جاء ذلك خلال لقاء الوزير المصري، الاثنين، مدير عام المنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، خلال زيارته جنيف، وقبل يوم من استعراض الوفد المصري برئاسة عبد العاطي، تقريره الدوري الرابع، أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان، الثلاثاء.

ويعد «ملف اللاجئين» أحد أبرز الملفات التي تسعى مصر لإبرازها ضمن ملف حقوق الإنسان، معتمدة على دمجهم وسط المواطنين، ومعاملتهم كـ«ضيوف»، وهو المصطلح الذي يستخدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي عادة لوصفهم، دون أن تتجاهل في الوقت نفسه ما يكلفها ذلك من أعباء مادية.

وشكا عبد العاطي، وفق بيان «الخارجية»، من أن «مصر تستضيف أكثر من 9 ملايين مهاجر ولاجئ ومن هم في أوضاع شبيهة باللجوء (...) وما يترتب على ذلك من أعباء على الموازنة العامة للدولة والمُجتمع المضيف، لا سيما في ظل تواضع حجم الدعم الدولي الذي تتلقاه مصر وعدم تناسبه مع الأعباء التي تتحملها».

ووفق تقديرات الحكومة المصرية فإنها «تتحمل نحو 10 مليارات دولار سنوياً، جراء تكلفة استيعاب 9 ملايين وافد على أراضيها»، في حين يعاني الاقتصاد، ويشهد معدلاً مرتفعاً من التضخم سجل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، 24.1 في المائة.

وأشار عبد العاطي، خلال لقائه بوب، إلى «الأوضاع السياسية والإنسانية المُتردية في دول الجوار، بما في ذلك النزاعات والأزمات السياسية والآثار السلبية للتغيرات المناخية، وأثرها على تنامي موجات النزوح والهجرة، وزيادة تدفقات المهاجرين إلى مصر».

وتعد مصر «حائط صد» لمنع تدفق المهاجرين بطرق غير شرعية إلى دول أوروبا، خصوصاً إيطاليا وفرنسا، وفق رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان، أيمن نصري، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «إذا لم تحتضن مصر هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين، وتقدم لهم الخدمات نفسها التي يتلقاها مواطنوها، لباتت هذه الأعداد خطراً يهدد الدول الأوروبية».

ويرى الحقوقي المصري أن الدول الأوروبية والمنظمات الدولية، رغم ذلك، لم تفِ بالتزاماتها تجاه مصر، بتقديم المنح المباشرة الضرورية لدعم اللاجئين، مؤكداً أن المنح توجه لدعمهم حتى وإن كانت تضخ في الاقتصاد، وذلك عبر تعويض ولو جزءاً مما يستهلكونه من خدمات في التعليم والصحة والكهرباء واستهلاك السلع، خلال إقامتهم في مصر.

وسبق أن تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مايو (أيار) الماضي، إلى الضغط الذي يُشكّله «الضيوف»، على الموارد المصرية المحدودة، ضارباً المثل بالمياه، قائلاً: «إنهم يستهلكون مياهاً تصل إلى 4.5 مليار متر سنوياً، إذا ما جرى احتساب متوسط استهلاك المياه في مصر بنحو 500 متر»، عادّاً ذلك يُمثل «عبئاً كبيراً».

وطالب وزير الخارجية، بتكثيف الجهود الدولية لضمان التفعيل المُنصف والمُستدام لمبدأ تقاسم الأعباء والمسؤوليات. وحث المنظمة الدولية للهجرة على توفير الدعم اللازم لمساعدة مصر على تحمل أعباء استضافة الأعداد الكبيرة من المهاجرين ودعم جهودها الحثيثة في ملف الهجرة، وفق بيان الخارجية.

وحصلت مصر على مدار الأعوام الماضية على عدة منح وتمويلات لدعم ملف اللاجئين، من ضمنها شريحة أولى من الاتحاد الأوروبي مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، بقيمة مليار يورو، ضمن حزمة حجمها 7.4 مليار يورو.

لكن وكيلة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، النائبة سحر البزاز، تتفق مع عبد العاطي، في أن ما تتلقاه مصر من الدعم «لا يتناسب مع ما تنفقه من خدمات للاجئين»، مشددة على «ضرورة زيادة المنح والمساعدات الدولية لمصر لدعم هذا الملف»، خصوصاً مع التزام القاهرة بالمعايير الدولية فيه، موضحة: «لا نضع اللاجئين في خيام، ويعاملون معاملة المصريين».

وأضافت: «مع تزايد أعداد اللاجئين بشكل مستمر، لا بد من زيادة الدعم سواء المباشر أو عبر برامج لتدريبهم وتعليمهم».

واستعرض عبد العاطي كذلك من جنيف، الجهود المُستمرة التي بذلتها السلطات المصرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين عبر الحدود اتساقاً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية.

وفي هذا السياق، أكدت رئيسة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، نائلة جبر، لـ«الشرق الأوسط»، «الدور الكبير الذي تقوم به مصر، حتى إن مركباً واحداً للهجرة غير الشرعية لم يغادر شواطئها منذ سبتمبر (أيلول) 2016».


مقالات ذات صلة

مصر تؤكد أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أديس أبابا (الخارجية المصرية) play-circle

مصر تؤكد أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم (السبت)، للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهمية تكثيف الجهود للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
شمال افريقيا سفينة شحن تعبر قناة السويس في وقت سابق (رويترز) play-circle

مصر تعوّل على الجهود الدبلوماسية لزيادة إيرادات قناة السويس

تعوّل مصر على الجهود الدبلوماسية لزيادة إيرادات قناة السويس، عبر جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، في ظل خسائر «الهيئة» خلال الفترة الماضية، إثر توترات المنطقة.

عصام فضل (القاهرة )
شمال افريقيا بدر عبد العاطي خلال لقاء المفوض الأوروبي للاقتصاد والإنتاجية فالديس دومبروفسكي في ألمانيا (الخارجية المصرية)

مصر لمتابعة تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع أوروبا

تتابع مصر تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، وأجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، محادثات مع مسؤولين في «الاتحاد».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي مسلحين من «كتائب عزالدين القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» خلال تسليم الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر في خانيونس بقطاع غزة (إ.ب.أ) play-circle

تقرير: «حماس» تؤكد التزامها بعدم المشاركة في إدارة قطاع غزة

أفاد تلفزيون «القاهرة الإخبارية» نقلاً عن مصدر مصري مطلع بأن حركة «حماس» أكدت عدم مشاركتها في إدارة قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا «سد النهضة» الإثيوبي (حساب رئيس الوزراء الإثيوبي على إكس)

رئيس الوزراء المصري في إثيوبيا... هل تتحرك قضية «سد النهضة»؟

يواجه مشروع «سد النهضة»، الذي أقامته إثيوبيا على رافد نهر النيل الرئيسي، اعتراضات من دولتي المصب مصر والسودان.

أحمد إمبابي (القاهرة )

حراك يمني في ميونيخ استجلاباً للدعم الدولي في مواجهة الحوثيين

رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي (سبأ)
رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي (سبأ)
TT
20

حراك يمني في ميونيخ استجلاباً للدعم الدولي في مواجهة الحوثيين

رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي (سبأ)
رئيس مجلس الحكم اليمني رشاد العليمي خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي (سبأ)

يقود رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، ووزير خارجيته، شائع الزنداني، حراكاً دبلوماسياً على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، لجهة استجلاب الدعم الاقتصادي والسياسي والتأكيد على خطر الجماعة الحوثية على اليمن والمصالح العالمية، إلى جانب التذكير بمخاطر تهريب الأسلحة الإيرانية للجماعة، وطلب الضغط من أجل وقفها.

وفي حين التقى العليمي عدداً من رؤساء الوفود العربية والمسؤولين الأوروبيين، ذكر الإعلام الرسمي أنه استقبل، السبت، مساعد وزير الخارجية الأميركي بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى، تيم ليندركنغ، وبحث معه التحديات المتشابكة التي تواجه الحكومة اليمنية، وفي المقدمة الأزمات الاقتصادية والخدمية والإنسانية التي فاقمتها هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية والشحن البحري.

وتطرق اللقاء، وفق وكالة «سبأ»، إلى مخاطر استمرار خطر الحوثيين المدعومين من النظام الإيراني على الأمن الإقليمي والدولي، فضلاً عن انتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان، والضغوط المطلوبة لدفعهم إلى الإفراج عن موظفي الأمم المتحدة ومجتمع العمل الإنساني والمدني دون قيد أو شرط، والتعاطي الجاد مع جهود السلام الشامل وفقاً لمرجعياته المتفق عليها وخصوصاً القرار 2216.

وأشاد العليمي بقرار تصنيف واشنطن الحوثيين «منظمة إرهابية أجنبية»، مشيراً إلى أهمية التحاق المجتمع الدولي بمثل هذه الإجراءات العقابية بوصفها خياراً سلمياً لتجفيف مصادر تمويل وتسليح الجماعة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

العليمي مستقبلاً في ميونيخ مساعد وزير الخارجية الأميركي بالإنابة تيم ليندركنغ (سبأ)
العليمي مستقبلاً في ميونيخ مساعد وزير الخارجية الأميركي بالإنابة تيم ليندركنغ (سبأ)

وفي لقاء آخر جمع العليمي مع المفوضة الأوروبية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، دوبرافكا شويكا، تطرق إلى الدعم الأوروبي والدولي المطلوب للاقتصاد اليمني، والحد من آثار الأزمة الإنسانية التي فاقمتها الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، وسفن الشحن البحري.

وجدد رئيس مجلس الحكم اليمني الدعوة للاتحاد الأوروبي إلى الالتحاق بالإجراءات العقابية ضد الحوثيين وتصنيفهم جماعة إرهابية، وإعادة تخصيص مساعدات الاتحاد لتأمين الاحتياجات الخدمية الأساسية في اليمن.

ونسب الإعلام الحكومي إلى المفوضة الأوروبية، أنها أبدت استجابة للتعاطي الجاد مع الأولويات المطروحة من جانب العليمي، بما في ذلك التنسيق الدائم مع الحكومة بشأن التحديات الأمنية المشتركة، وإعادة تخصيص الدعم الأوروبي ليشمل قطاع الكهرباء والطاقة، والخدمات الأساسية.

الضغط على إيران

التقى العليمي في ميونيخ الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وتطرق اللقاء إلى مسار الإصلاحات الشاملة والتدخلات الأوروبية والدولية المطلوبة لدعم الاقتصاد اليمني، وتعزيز موقف العملة الوطنية، وتخفيف المعاناة الإنسانية التي فاقمتها هجمات الحوثيين على منشآت تصدير النفط.

ونقلت وكالة «سبأ» أن العليمي شدد على أهمية مضاعفة الضغوط على النظام الإيراني من أجل وقف دعمه وتسليحه للحوثيين، وكذا تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق، والتفتيش بموجب قرار حظر الأسلحة.

وبحسب ما أورده الإعلام الرسمي، وضع العليمي المسؤولة الأوروبية أمام رؤية مجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة لتحقيق السلام الشامل، والدائم في اليمن والمنطقة، وأشار إلى أهمية دعم الحكومة لتعزيز قدراتها في حماية مياهها الإقليمية.

رئيس مجلس القيادة اليمني يجتمع في ميونيخ مع مسؤولة رفيعة المستوى بالاتحاد الأوروبي (سبأ)
رئيس مجلس القيادة اليمني يجتمع في ميونيخ مع مسؤولة رفيعة المستوى بالاتحاد الأوروبي (سبأ)

وشدد رئيس مجلس القياد اليمني على أهمية التحاق الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالإجراءات العقابية الأميركية ضد الحوثيين والعمل على تجفيف مصادر تمويلهم وتسليحهم، وإجبارهم على وقف انتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان، ومغامراتهم العسكرية على الصعيدين الوطني والإقليمي، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخصوصاً القرار 2216.

وأكد رئيس مجلس الحكم اليمني أن الحل لإنهاء خطر الميليشيات الحوثية الإرهابية لن يكون إلا باستعادة مؤسسات الدولة ودعم حكومتها الشرعية لبسط سلطتها على كل أراضيها.

وحذر العليمي من أن عدم التعامل الحازم مع ممارسات الحوثيين وتصعيدهم الإرهابي وانتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان والأمن البحري، «سيشجع جماعات إرهابية أخرى على تصرفات مشابهة في أماكن مختلفة من العالم»، وفق تعبيره.

وضمن الحراك اليمني على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، كان العليمي التقى رئيس الوزراء العراقي، ووزير الخارجية البحريني ورئيس الوزراء الكويتي، إلى جانب لقاءات أخرى أجراها وزير الخارجية شائع الزنداني مع مسؤولين أمميين ودوليين.