طريقة «خالية من التوتر»... لتحديد أهداف حياتك

راجع حياتك وتخلَّص من الأشياء التي تخشاها

طريقة «خالية من التوتر»... لتحديد أهداف حياتك
TT

طريقة «خالية من التوتر»... لتحديد أهداف حياتك

طريقة «خالية من التوتر»... لتحديد أهداف حياتك

إن كان بإمكانك العثور على هدفك في الحياة، فإن بمقدورك الوصول إلى السعادة والصحة وطول العمر، كما تشير الدراسات.

تحديد هدف الحياة

في حين يبدو الأمر بسيطاً، فإن تحديد هدفك قد يبدو وكأنه مهمة شاقة. وإذا كان الأمر يبدو مرهقاً، فذلك لأننا لا نركز على الأشياء والجوانب الصحيحة، كما يقول غوردان غروميت، طبيب الرعاية التلطيفية، ومؤلف كتاب «شفرة الهدف... كيف نفتح مغاليق السعادة القصوى ونخلف إرثاً دائماً».

The Purpose Code: How to Unlock Meaning Maximize Happiness، and Leave a Lasting Legacy

يقول الكاتب: «وجدت دراسة أن ما يصل إلى 91 في المائة من الناس، في مرحلة ما من حياتهم، يعانون من (قلق الهدف) (purpose anxiety)، ما يعني أن هذه الفكرة حول الهدف تسبب الإحباط والتوتر وحتى الاكتئاب... هذه مفارقة. وهذا يعني أننا ربما نخطئ في تحديد الهدف».

هدف كبير مقابل هدف صغير

يحدد غروميت الغرض بطريقتين مختلفتين: الهدف الكبير، والهدف الصغير. يرتبط أحدهما بالقلق والاكتئاب، ويرتبط الآخر بالصحة والسعادة وطول العمر.

ويقول: «الهدف الكبير هو هدف جريء كبير، غالباً ما يكون موجهاً نحو تحقيق أمنية؛ مثل أن تصبح مليارديراً، أو تصبح رئيساً، أو تسافر إلى المريخ، أو تعالج مرض السرطان. هذا ما يخبرنا المجتمع أنه يجب أن ننظر إليه باعتباره هدفاً. إذا كنت تستطيع أن تحلم به، فيمكنك بناؤه».

المشكلة في الهدف الكبير هي أنه صعب، وينطوي على عقلية الندرة. على سبيل المثال، يمكن لشخص واحد فقط أن يصبح رئيساً، ما يعني أن الجميع يفشلون. ومع ذلك، فإن الهدف الصغير هو العكس. فبدلاً من التركيز على الأهداف الكبيرة، فإنه يركز على عملية القيام بالأشياء التي تحبها.

ويقول غروميت: «هناك مليون شيء يمكنك الاستمتاع بفعله وتحبه. الهدف الصغير موجَّه نحو الوفرة، ومن المستحيل تقريباً أن تفشل فيه».

في حين يعتقد معظم الناس أنك بحاجة إلى العثور على هدفك، يقول غروميت إنك في الواقع تبنيه أو تخلقه. ويضيف: «الهدف يتعلق بالعمل. فكِّر في الإشارات التي تأتي إليك والتي يمكنك متابعتها، ثم قم ببناء عالم من الأهداف حولها». ويردف: «أنا أسميها (مرساة الأهداف)».

4 طرق لاكتشاف هدفك الصغير

* قم بمراجعة حياتك: للبدء، يوصي غروميت بإجراء مراجعة للحياة. في عمله بدار رعاية المسنين، يطلب غروميت من المرضى مراجعة حياتهم، وأهم لحظاتهم، وأكثر لحظاتهم رعباً، وأكبر إنجازاتهم، وأكبر إخفاقاتهم، وندمهم.

عندما تموت، لن يكون لديك الوقت والطاقة للتعامل مع الندم. ولكن إذا كنت بصحة جيدة، فسيكون لديك. يقترح غروميت أن تسأل نفسك: «إذا كنتُ سأموت غداً، فما الذي سأندم عليه لعدم امتلاك الطاقة أو الشجاعة أو الوقت لملاحقته؟» يقول: «اقلب هذا الندم على نفسه، وابنِ حياة ذات هدف».

* تخلص من الأشياء التي تخشاها: هناك طريقة أخرى للعثور على هدفك من خلال فن طرح الأشياء خارجاً. وهذا قوي بشكل خاص إذا كنت لا تحب وظيفتك. يقول غروميت: «قم بتقسيم كل ما تفعله في العمل، وجميع مهامك، وجميع مسؤولياتك، وخذ قلم رصاص وابدأ في شطب كل ما لا تحبه، وانظر إذا كان هناك أي شيء قد تبقى».

فعل غروميت هذا في حياته الخاصة. بصفته طبيباً يمارس عمله بدوام كامل، أدرك أنه لا يستمتع بالوجود في العيادة والمستشفى ودار التمريض. يقول: «كان هناك شيء واحد أحبه في كل عطلة نهاية أسبوع، وهو الذهاب إلى اجتماعات دار الرعاية التلطيفية الخاصة بي». ولذا «بدأت في التخلص من كل تلك الأشياء التي لم أحبها، وبدأت في استخدام دار الرعاية التلطيفية بوصفها (مرساة للهدف)».

العودة الى الطفولة

* عُد إلى طفولتك: هناك تمرين آخر يمكنك القيام به، وهو التفكير في الأفراح التي كانت لديك في طفولتك. يسأل غروميت: «كيف كانت غرفتك تبدو عندما كنت طفلاً؟... ما هي الجوائز؟ ما هي الملصقات؟ ما هي الرسومات؟».

مع تقدمنا ​​في العمر، يخبرنا المجتمع بما ينبغي لنا أن نكونه، وتخبرنا وسائل التواصل الاجتماعي أو التسويق بما ينبغي لنا أن نسعى إليه. تخلَّص من التأثيرات الخارجية، وأعد اكتشاف طفلك الداخلي.

يقول غروميت: «يعرف الأطفال ما يحبونه بطبيعتهم، وغالباً ما يسعون إلى تحقيق غرض دون أهداف كبيرة، ويفعلون ذلك بسعادة. عُد إلى ما استمتعت به عندما كنت طفلاً، واستخدمه مرساةً للغرض».

* استخدم «طريقة السباغيتي»: وأخيراً، يقترح غروميت استخدام طريقة السباغيتي. يقول: «إذا لم ينجح أي شيء آخر، فقم بإلقاء مجموعة من الأشياء على الحائط، وانظر ما الذي يلتصق منها».

على سبيل المثال، قل: «نعم» للأشياء التي تقول لها عادة «لا». اقضِ وقتاً مع أشخاص جدد. افعل أشياء غير مريحة بعض الشيء.

ويضيف غروميت: «إذا وجدت أنك تستمتع بهذا اليوم، فربما يمكن أن يكون هذا النشاط بداية لـ(مرساة الهدف) التي يمكنك بناء حياة ذات غرض حولها».

المال يقتل متعة الهدف

إن مفتاح مراسي الأهداف والنسخ المتعددة من الأهداف هو عدم وجود قواعد رئيسية. قد يستمر الهدف أسبوعاً أو شهراً أو عاماً أو مدى الحياة. قد يؤثر على العالم؛ لكن ليس بالضرورة أن يؤثر.

يقول غروميت: «يجب أن تستمتع بالأمور التي تفعلها. يمكن أن تكون أي شيء تقريباً. وإذا كانت مهنة واستمتعت بها، فأنت محظوظ. ومع ذلك، وجد كثير منا أنه عندما نجعل هدفنا أو شغفنا شيئاً نحصل مقابله على أموال، فإن ذلك يقتل الدافع الداخلي أحياناً».

* «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يوميات الشرق يمكن للوقت الذي تقضيه بمفردك أن يكون سبباً في إعادة شحن طاقتك (رويترز)

تحتاج إلى إعادة شحن طاقتك... إليك نشاط فردي سيساعدك على ذلك

يحتاج معظم البشر إلى بعض «الوقت الخاص» بهم من حين لآخر. ووجدت دراسة حديثة أن 56 في المائة من الناس يعتقدون أن قضاء الوقت بمفردهم أمر حيوي لصحتهم العقلية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق معدلات الشعور بالوحدة ترتفع (رويترز)

في عالم تنتشر فيه الوحدة... وصفة طبيب لـ«مصدر قوي للفرح»

مع اقتراب فيفيك مورثي من نهاية فترة عمله جراحاً عاماً للولايات المتحدة، قدم «وصفة فراق» تهدف إلى معالجة واحدة من أكثر المشاكل انتشاراً: الوحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا جهاز استشعار اللعاب «كورتي سينس» من شركة «نيوتريكس إيه جي» وتطبيق مراقبة هرمون التوتر خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (أ.ف.ب)

معرض للتقنيات الحديثة المخصصة للصحة النفسية

بات الفاعلون في القطاع التكنولوجي يوفرون مزيداً من الأجهزة الحديثة والتقنيات المخصصة للصحة النفسية، كجهاز يرصد القلق أو آخر يحدّ من تفاقم التوتر.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس )
يوميات الشرق مستخدمو تطبيق قائم على الذكاء الاصطناعي قيّموا التعاطف الرقمي بدرجة أكبر من نظيره البشري (رويترز)

«إنسانية» الآلة تتخطى البشر... و«تطبيقات الذكاء الاصطناعي» أكثر تعاطفاً منا!

يعد الكثيرون أن التعاطف هو «حجر الزاوية» في العلاج الفعال للصحة العقلية. لكن، هل يمكن للأجهزة الرقمية أن تُظهر التعاطف؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الإنسان مخلوق «اجتماعي» فريد يستطيع الحب وتشكيل التحالفات كما يستطيع «خلق الفوضى» (رويترز)

أسوأ 5 «سلوكيات نفسية» يفعلها الناس في بعضهم البعض

يُعد البشر المخلوقات «الأكثر اجتماعية» على هذا الكوكب. وبينما يمكننا تشكيل تحالفات، والوقوع في الحب، فإننا أيضاً ماهرون في «خلق الفوضى» داخل عقول الآخرين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تخمينات جديدة: سلاح غامض وراء «متلازمة هافانا»

تخمينات جديدة: سلاح غامض وراء «متلازمة هافانا»
TT

تخمينات جديدة: سلاح غامض وراء «متلازمة هافانا»

تخمينات جديدة: سلاح غامض وراء «متلازمة هافانا»

قبل عامين، خلص محللو المخابرات الأميركية، بلغة حاسمة واستثنائية، إلى أن المرض الغامض، الموهن للإنسان، المعروف باسم «متلازمة هافانا» (Havana syndrome) لم يكن نتيجة عمل لعدو أجنبي يوظف نوعاً من أسلحة الطاقة، كما كتب شين هاريس (*).

استنتاجات متناقضة

وقد حطم هذا الاكتشاف الذي طال انتظاره، نظرية بديلة تبناها الدبلوماسيون وضباط الاستخبارات الأميركيون الآخرون، الذين قالوا إنهم كانوا ضحايا لحملة سرية متعمدة من قِبل عدو للولايات المتحدة، ربما روسيا، تركتهم معاقين، ويعانون آلاماً مزمنة، ومن مبالغ طائلة للفواتير الطبية. ويبدو أن تقرير الاستخبارات، الذي كتبته وكالة المخابرات المركزية (CIA) بشكل رئيسي، قد أغلق الكتاب حول متلازمة هافانا.

ولكن تبين أن الأمر لم يكن كذلك. فقد ظهرت معلومات جديدة دفعت البعض في مؤسسات الاستخبارات إلى تعديل استنتاجاتهم السابقة. وأعاد تقرير جديد فتح احتمال أن يكون سلاح غامض استخدمه خصم أجنبي هو السبب في متلازمة هافانا. وفي البيت الأبيض، أصبح كبار المسؤولين في إدارة بايدن أكثر اقتناعاً من زملائهم في وكالات الاستخبارات بأن متلازمة هافانا ربما كانت نتيجة لهجوم متعمد من قِبل عدو أميركي.

وستكون العواقب الجيوسياسية عميقة، خصوصاً مع استعداد الرئيس الجديد لتولي منصبه: فإذا ثبتت مسؤولية روسيا، أو أي دولة أخرى، عن الهجمات العنيفة على أفراد الحكومة الأميركية، فمن المرجح أن تشعر واشنطن بأنها مضطرة إلى الرد بقوة.

أعراض «متلازمة هافانا» الصادمة

وبدءاً من نحو عقد من الزمان، أبلغ عدد صغير من الأميركيين، معظمهم من الموظفين الفيدراليين وكثير منهم يعملون في الاستخبارات، عن تجارب مماثلة في هافانا. ففي لحظة، سمعوا رنيناً مؤلماً في آذانهم، تلاه ضغط شديد على رؤوسهم، ودوار مُربك، الذي غالباً ما يتبعه غثيان. كما أصيب بعض الضحايا بمشاكل طويلة الأمد في التعب أو الحركة. وفي وقت لاحق، أبلغ مسؤولون آخرون عن أعراض مماثلة أثناء وجودهم في روسيا ودول أجنبية أخرى. وخلص الكثير منهم إلى أنهم كانوا ضحية لهجوم متعمد بنوع من الأسلحة الصوتية.

تصدّع الإجماع

ظهرت العلامات المبكرة لتفكك الإجماع بشأن متلازمة هافانا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما اجتمع نصف دزينة من الضحايا - جميعهم من أفراد الاستخبارات الحاليين أو السابقين - في غرفة العمليات بالبيت الأبيض بدعوة من كبار الموظفين في مجلس الأمن القومي.

كان المسؤولون الذين استضافوا الاجتماع قد قرأوا المعلومات الاستخباراتية نفسها التي دعمت التقييم السابق، الذي نُشر في عام 2023، واعتقدوا أن مؤلفيه كانوا متسرعين للغاية في استبعاد هجوم متعمد. كما شعروا بأن الضحايا تعرضوا للتشهير والتضليل ولم يحصلوا على الرعاية الطبية الكافية لأمراضهم؛ ما تسبب في توقف بعضهم عن العمل، كما أخبرني الكثير من الأشخاص الذين حضروا الاجتماع.

وفي إشارة إلى الاحترام، دعا المضيفون رجلاً، يُعدّ أول ضحية معروفة لمتلازمة هافانا، للجلوس على كرسي على رأس طاولة مؤتمرات غرفة العمليات، التي عادةً ما تكون محجوزة للرئيس.

كان الغرض الظاهري من الاجتماع هو المساعدة في كتابة دليل لإدارة ترمب القادمة حول حالات «الحوادث الصحية الشاذة»، وهو «الوصف المهدئ» الذي تبناه مجتمع الاستخبارات للمتلازمة. لكن المسؤولين كان لديهم أيضاً تحديثات للمشاركة بها مع الحضور.

معلومات استخبارية جديدة

قال ماهر بيطار، وهو مسؤول كبير في مجلس الأمن القومي (NSC) مسؤول عن شؤون الاستخبارات، للحاضرين، وفقاً لبعض الأشخاص الذين كانوا حاضرين، إن المعلومات الاستخباراتية الجديدة تقوض تقييم عام 2023 وستجعل الضحايا يشعرون «بأنهم بريئون».

وشدد الحاضرون على أن بيطار لم يكشف أبداً عن أي معلومات سرية، ولم يحدد بالضبط ما هي المعلومات الاستخباراتية الجديدة التي تم اكتشافها. كما لم يذكر مسؤولو البيت الأبيض صراحةً أن قوة أجنبية مسؤولة عن متلازمة هافانا. لكن الضحايا شعروا بأن فريق الرئيس يعتقد أن هذه هي الحال على الأرجح، وأنهم يعتزمون دفع وكالات الاستخبارات لإعادة النظر في موقفها.

وأشاد مارك بوليمروبولوس، ضابط وكالة الاستخبارات المركزية الذي أصيب في موسكو عام 2017، الذي حضر الاجتماع، بمجلس الأمن القومي باعتباره «بطلاً قديماً» للضحايا، بإصرار أعضائه.

سلاح طاقة كهرومغناطيسة

وكان جزء مما أدى إلى الاستنتاج الحاسم الذي توصلت إليه مؤسسات الاستخبارات في وقت سابق بشأن متلازمة هافانا هو الافتراض بأن وجود سلاح طاقة - وهو جهاز يمكن أن يسبب نوع الإصابات التي عانى منها ضحايا متلازمة هافانا - غير معقول ولا تدعمه الأدلة. لكن المسؤولين والضحايا المجتمعين في غرفة العمليات نظروا فيما إذا كان هذا الافتراض صحيحاً حقاً.

اقترحت لجنة مستقلة من الخبراء، شكَّلتها مؤسسات الاستخبارات، أن سلاح الطاقة يمكن أن يستخدم «طاقة كهرومغناطيسية نبضية، خصوصاً في نطاق الترددات الراديوية» للتسبب في هذه الأعراض.

لطالما اعتقد بعض مسؤولي مجلس الأمن القومي أن رأي الخبراء لم يحظ بالقدر الكافي من الاهتمام. وكان طغى عليه بشكل غير ملائم التقرير الذي قادته وكالة المخابرات المركزية. لقد تم إطلاعي على تقرير المخابرات هذا عندما تم إصداره في عام 2023، وفي ذلك الوقت أذهلني مدى وضوح أحكام المحللين.

في تجربتي، يتردد المحللون في استخلاص استنتاجات قاطعة ويحاولون ترك بعض المجال للمناورة. كان المحللون في هذه الحالة أكثر صراحة من أي شخص سمعته من قبل.

ومع ذلك، فقد سمحوا بأن تظل مؤسسات الاستخبارات منفتحة على الأفكار والأدلة الجديدة التي قد تظهر. على سبيل المثال، إذا شوهد عدو أجنبي يحرز تقدماً في تطوير سلاح طاقة، أو التكنولوجيا لبناء سلاح، فقد يغير ذلك تفكير المحللين.

تصورات جديدة

ويبدو أن هذا قد حدث. اليوم، أصدر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية Office of the Director of National Intelligence تحديثاً لتقرير عام 2023. ولا تقول وكالات الاستخبارات إن جهة أجنبية هي المسؤولة عن متلازمة هافانا. لكنها لم تعد واثقة من عدم مسؤولية أي جهة أجنبية.

وصرح مسؤول استخباراتي للصحافيين بأن اثنتين من وكالات الاستخبارات «غيرتا حكمهما الآن لتعكسا احتمالاً أكبر» بأن عدداً صغيراً من الحالات كانت بالفعل «ناجمة عن جهة فاعلة أجنبية». وقد فحصت الوكالتان معلومات جديدة تفيد بأن «جهات فاعلة أجنبية» - لم تذكَرا أياً منها - «تحرز تقدماً في البحث العلمي وتطوير الأسلحة».

قررت إحدى هاتين الوكالتين الاستخباريتين - مرة أخرى، لم يسمّها - أن فرص استخدام جهة فاعلة أجنبية سلاحاً جديداً، أو نموذجاً أولياً، لإيذاء عدد صغير من موظفي الحكومة الأميركية أو أفراد أسرهم «متساوية تقريباً» مع احتمالات عدم قيام جهة فاعلة أخرى بذلك. حددت الوكالة الأخرى «فرصة متساوية تقريباً» بأن جهة فاعلة أجنبية طورت سلاحاً يمكن أن يلحق الأذى بالناس، لكنها قررت أن أي جهاز من هذا القبيل من غير المرجح أن يتم استخدامه حتى الآن.

قد يبدو هذا التغيير خفياً، لكنه مهم. إن الانتقال من الموقف السابق الذي يقول إنه لم يكن هناك سلاح، ولم تكن هناك حملة متعمدة تستهدف أفراداً أميركيين، إلى احتمالات 50-50 لحدوث هذه الأشياء، هو تطور ملحوظ وإن كان ضيقاً.

إلا أن خمساً من الوكالات السبع التي ساهمت في التقرير الأول لم تغير موقفها؛ لذا فإن التحول يعكس رأي الأقلية. وقد أخبرتني مصادر قريبة من القضية بأن إحدى الوكالات التي غيَّرت موقفها هي وكالة الأمن القومي National Security Agency؛ ما يشير إلى أن الاتصالات التي تم اعتراضها ربما كشفت عن شيء عن جهود البحث التي يبذلها «الفاعل الأجنبي».

إن موظفي البيت الأبيض وعدداً قليلاً من وكالات الاستخبارات ليسوا الوحيدين الذين يعتقدون أن قصة متلازمة هافانا هي أكبر مما كان متصوراً في السابق. في الشهر الماضي، أصدر النائب الجمهوري ريك كروفورد تقريراً آخر في أعقاب تحقيق أجرته لجنة الاستخبارات في مجلس النواب. وقال التقرير إن استنتاج وكالات الاستخبارات بأن «الأعداء الأجانب ليسوا مسؤولين عن استهداف أفراد أميركيين مشكوك فيه في أحسن الأحوال ومضلل في أسوأ الأحوال».

* «ذا أتلانتيك أونلاين» - خدمات «تريبيون ميديا»

حقائق

2 من 7

وكالات استخبارات أميركية تشير إلى احتمال استخدام سلاح غامض