معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

من الأجهزة الذكية للمنزل وصولاً إلى الحوسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي

يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)
يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)
TT

معرض «CES» يكشف أحدث صيحات التقنيات الاستهلاكية لـ2025

يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)
يستمر معرض «CES 2025» حتى التاسع من شهر يناير بمشاركة عشرات الآلاف من عشاق التكنولوجيا والشركات التقنية في مدينة لاس فيغاس (CES)

يواصل معرض الإلكترونيات الاستهلاكية «CES 2025» دوره كمنصة تعرض ابتكارات المستقبل، بدءاً من الأجهزة الذكية للمنزل وصولاً إلى الحوسبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. يسلِّط حدث هذا العام الضوء على كيفية تحوُّل التكنولوجيا لتصبح أكثر تخصيصاً وكفاءة وتكيُّفاً مع احتياجات المستخدمين.

إليكم نظرة على أبرز المنتجات التي يتم إطلاقها في «CES 2025»، والتي تشمل الروبوتات المنزلية، وأجهزة الألعاب، والشاشات الذكية، وأجهزة الكومبيوتر، وأنظمة الترفيه وغيرها.

روبوت يأخذ التنظيف إلى مستويات جديدة

من بين الإطلاقات التي أثارت حديثاً واسعاً، جهاز «Dreame X50 Ultra» وهو روبوت تنظيف يعيد تعريف مفهوم تنظيف المنازل بقدرته على صعود السلالم، وهي ميزة لطالما افتقدتها معظم الروبوتات. بفضل أرجله القابلة للسحب، ينتقل «X50 Ultra» بسلاسة بين الأسطح المستوية والسلالم، مما يوفِّر حلاً شاملاً لتنظيف المنازل متعددة الطوابق.

يستخدم الجهاز مستشعرات متقدمة وذكاءً اصطناعياً لاكتشاف التغيُّرات في الارتفاع والعوائق، مما يضمن الحركة السلسة والتنظيف الدقيق. تشمل ميزاته أيضاً القدرة على المسح والتفريغ الذاتي في محطة أساسية، مما يقلل من الحاجة إلى التدخُّل اليدوي. يعالج هذا الروبوت المبتكر قيود أجيال الروبوتات السابقة، مما يجعله معياراً جديداً في التنظيف الذكي.

 

روبوت «Dreame X50 Ultra» للتنظيف (Dreame)

شاشة ذكية من «دل Dell» مزودة بالذكاء الاصطناعي

أخذت «Dell» تقنية الشاشات إلى مستوى جديد مع شاشتها «32 Plus» التي تجمع بين تتبُّع الرأس وتقنية الصوت الموجه لتوفير تجربة غامرة. صُمِّمت هذه الشاشة مع التركيز على العاملين عن بُعد والمبدعين الرقميين؛ حيث تتكيَّف وظيفياً لتحسين الإنتاجية والانخراط.

تتيح ميزة تتبُّع الرأس تعديل التركيز بناءً على وضع المستخدِم، مما يضمن رؤية متسقة ويقلل من إجهاد العين.

في الوقت نفسه، تعمل تقنية الصوت الموجَّه على توجيه الصوت مباشرة إلى المستخدم، مما يوفر تجربة استماع مخصصة، ويقلِّل من الإزعاج للآخرين. مع تصميمها الأنيق وتعزيزاتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تبرز شاشة «Dell 32 Plus» كأداة ذكية تتكيَّف مع احتياجات المستخدمين.

 

شاشة «32 Plus 4K QD-OLED» من «دل» (Dell)

جهاز الألعاب المحمول «Acer Nitro Blaze»

تحتل الألعاب المحمولة مركز الصدارة مع إطلاق «آيسر» جهاز «نيرو بلايز» (Nitro Blaze) وهو جهاز ألعاب محمول مصمَّم لتقديم أداء عالٍ في تصميم مدمج. يتميز الجهاز بشاشة بحجم 8 بوصات وخيارات لمعالجات «AMD Ryzen 8» أو «Intel Core i7» مما يجعله مناسباً للاعبين الجادين الذين يبحثون عن أداء مماثل لأجهزة الكومبيوتر المكتبية في جهاز محمول.

يدعم الجهاز مجموعة واسعة من ألعاب الكومبيوتر، ويوفِّر تجربة تُشبِه الأجهزة المنزلية مع عناصر تحكُّم قابلة للتخصيص. كما يجعل التصميم خفيف الوزن الجهازَ مثالياً للألعاب أثناء التنقُّل، بينما يضمن نظام التبريد القوي أداءً مثالياً خلال الجلسات الطويلة، من خلال الجمع بين قابلية النقل والقوة والتنوُّع، يُعد «Nitro Blaze» خياراً جذاباً للاعبين الذين يبحثون عن المرونة دون المساومة على الأداء.

 

جهاز «نيرو بلايز» من «آيسر» (Acer)

جهاز «الكل في واحد» من «HP» المدعوم بالذكاء الاصطناعي

 

قدمت شركة «HP» أحدث ابتكاراتها خلال معرض «CES 2025» وهو جهاز «HP All - in - One Desktop Mini PC» المزوَّد بذكاء اصطناعي «كوبايلت بلس Copilot Plus» من «مايكروسوفت». يجسد هذا الجهاز كيف يحول الذكاء الاصطناعي الحوسبة من خلال دمج ميزات ذكية تعزز الإنتاجية وتجربة المستخدم.

يتميز الجهاز بتصميم فائق الصغر ومكوِّنات قوية، مما يجعله مناسباً لكل من البيئات المنزلية والمكتبية. يتيح الذكاء الاصطناعي «كوبايلت بلس» للمستخدمين التفاعل مع الكومبيوتر من خلال أوامر طبيعية، مما يُبسِّط المهام، مثل الجدولة وإنشاء المحتوى وتحليل البيانات. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الجهاز الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء وضمان استخدام الموارد بكفاءة وتحقيق المهام المتعددة بسلاسة.

 

جهاز «HP All-in-One Desktop Mini PC» من «إتش بي» (HP)

«Google TV» يزداد ذكاءً مع «جيمناي»

شهدت تقنية الترفيه قفزة نوعية في «CES 2025» مع إعلان «غوغل» عن دمج «Gemini AI» في «Google TV». يقدم هذا التحديث تجربة مشاهدة أكثر تخصيصاً؛ حيث يقوم بتوصية محتوى بناءً على تفضيلات المستخدمين وعادات المشاهدة.

يتجاوز «Gemini AI» الاقتراحات البسيطة من خلال تحليل البيانات السياقية، مثل الوقت من اليوم وحالة المستخدم المزاجية، لتقديم توصيات مخصصة. كما يمكنه إنشاء قوائم تشغيل واقتراح عروض أو أفلام تتماشى مع مناسبات أو مواضيع معينة. يدعم التكامل أيضاً تحسين وظائف الأوامر الصوتية، مما يسمح للمستخدمين بالتفاعل مع التلفاز بسهولة.

 

رؤية موحدة للأجهزة المدعومة بالذكاء الاصطناعي

كما يظهر «CES 2025»، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا اليومية لم يعد مفهوماً مستقبلياً، بل أصبح واقعاً يُشكل الصناعات اليوم. تمهِّد هذه التطورات الطريق لمنازل أكثر ذكاءً، وأماكن عمل أكثر إنتاجية، وتجارب ترفيهية غامرة.

تُبرِز المنتجات التي تم الكشف عنها هذا العام كيف يمكن للتكنولوجيا أن تلبي احتياجاتنا وتتكيَّف معها، مما يوفِّر لمحة عن مستقبل حيث تدفع الابتكارات التغيير المفيد وتخلق تجارب أكثر اتصالاً وذكاءً للجميع.


مقالات ذات صلة

مدير عام «آي بي إم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي قادر على جني 4 تريليونات دولار سنوياً

خاص تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)

مدير عام «آي بي إم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي قادر على جني 4 تريليونات دولار سنوياً

يعدّ سعد توما مدير عام «آي بي إم» في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، أن الذكاء الاصطناعي «ليس مجرد أداة أخرى، بل ورشة عمل بأكملها».

نسيم رمضان (لندن)
خاص توفر السيارة أحدث التقنيات بما في ذلك نظام صوتي قوي وميزات مساعدة السائق المتقدمة والتكامل السلس مع الهواتف الذكية (كاديلاك)

خاص تعرف على التقنيات التي تطرحها «كاديلاك» في «إسكاليد 2025»

«الشرق الأوسط» تـتحدث إلى سارة سميث مديرة هندسة البرامج في «كاديلاك».

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تعد تطبيقات اللياقة البدنية أداة قوية لتتبع التقدم مع ضمان بقاء بياناتك آمنة (أدوبي)

كيف تحمي خصوصيتك أثناء استخدام تطبيقات اللياقة البدنية في 2025؟

إليك بعض النصائح لاستخدام تطبيقات اللياقة البدنية بأمان في العصر الرقمي.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا جهاز «بلايستيشن 5 برو»

هدايا لعشاق الألعاب الإلكترونية

قد يكون من الصعب شراء هدايا لأصدقائك من عشاق الألعاب الإلكترونية المتمرسين فيها، فربما يمتلكون بالفعل اللعبة أو الأدوات المكملة لها، التي اشتريتها لهم أو ربما…

جيسون كاتشو (واشنطن)

مدير عام «آي بي إم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي قادر على جني 4 تريليونات دولار سنوياً

تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)
تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)
TT

مدير عام «آي بي إم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي قادر على جني 4 تريليونات دولار سنوياً

تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)
تتوافق مبادرات «آي بي إم» في مجال الذكاء الاصطناعي مع «رؤية 2030» مما يضع المنطقة في موقع رائد في مجال الابتكار (أدوبي)

تبرز منطقة الشرق الأوسط لاعباً رئيسياً في تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطويرها. من تعزيز الإنتاجية إلى دفع الاستدامة وتحسين الحوكمة، أصبح الذكاء الاصطناعي محورياً للاستراتيجيات الإقليمية للنمو والابتكار. تلتقي «الشرق الأوسط» سعد توما، المدير العام لشركة «آي بي إم» في الشرق الأوسط وأفريقيا؛ لتسليط الضوء على الدور الذي تلعبه شركته لدعم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة ومعالجة تحديات، مثل فجوات المهارات والحوكمة والاستدامة.

سعد توما المدير العام لشركة «آي بي إم» في الشرق الأوسط وأفريقيا متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (آي بي إم)

الذكاء الاصطناعي تحولٌ تكنولوجي

يقول توما إن الذكاء الاصطناعي «هو تحول تكنولوجي أساسي على قدم المساواة مع (الترانزستور) أو الإنترنت». ويؤكد أن إمكانات الذكاء الاصطناعي ستطلق العنان لمكاسب الإنتاجية السنوية البالغة 4 تريليونات دولار». ويرى أن ذلك يكمن في قدرة الذكاء الاصطناعي على أن يكون مفتوحاً وهجيناً وموثوقاً به. تُعَد «آي بي إم» في طليعة الشركات التي تركز على الذكاء الاصطناعي من أجل الابتكار والإنتاجية عبر منصتها المتطورة «واتسون إكس». كما تؤمن الشركة أن تقنيتها «واتسون إكس» تمكّن المؤسسات من تدريب ونشر وإدارة نماذج الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. تعالج مكونات «آي بي إم» المعيارية وهي «watsonx.ai» و«watsonx.data» و«watsonx.governance» دورة حياة الذكاء الاصطناعي الكاملة، وتمكّن الشركات من إطلاق القيمة من بياناتها. يسلط توما الضوء على أهمية الشراكات في هذا النظام البيئي قائلاً: «نحن نتبنى نهج النظام البيئي المفتوح، ونعمل مع «AWS» و«مايكروسوفت» و«غوغل» و«سايلز فورس» و«ساب» لتقديم حلول الذكاء الاصطناعي الشاملة.

بالإضافة إلى تعزيز الإنتاجية، يسهل «واتسون إكس» أيضاً تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تخلق قيمة هائلة للشركات. من خلال تمكين الشركات من أتمتة العمليات وتبسيط سير العمل وتعزيز تفاعلات العملاء، أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي محركاً أساسياً للكفاءة والابتكار.

الذكاء الاصطناعي التوليدي ميزةٌ تنافسية

وفقاً لبحث «IBM»، ينظر 75 في المائة من الرؤساء التنفيذيين العالميين إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي باعتباره عاملاً تنافسياً مميزاً. في الشرق الأوسط، يتم تبني هذه التكنولوجيا لتحسين خدمة العملاء وتحديث التطبيقات وتبسيط العمليات.

يوضح توما أن الذكاء الاصطناعي التوليدي «ليس مجرد أداة أخرى، بل إنه ورشة العمل بأكملها». لقد أظهرت منصة «واتسون إكس» نتائج ملحوظة، بما في ذلك تقليل أوقات انتظار مكالمات خدمة العملاء بنسبة تصل إلى 30 في المائة وزيادة درجات الرضا بنسبة 40 في المائة على حد قوله. في الشرق الأوسط، وفّرت «آي بي إم كونسلتينغ» نحو 50000 ساعة سنوياً باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لعمليات الموارد البشرية، في حين تم تسريع سير عمل العقود المدعومة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 80 في المائة.

توضح هذه التطبيقات كيف يمتد الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى ما هو أبعد من حالات الاستخدام التقليدية. على سبيل المثال، في صناعة الطيران في المنطقة، تتعاون «آي بي إم» مع «طيران الرياض» لتحسين تجارب العملاء وتبسيط العمليات. من خلال الاستفادة من مساعدي الاستشارات من «آي بي إم» المدعومين من «واتسون إكس»، تعمل «طيران الرياض» على إنشاء تجارب ضيوف رقمية سلسة مع تحسين سير العمل الداخلي.

تؤكد «آي بي إم» على حوكمة الذكاء الاصطناعي الأخلاقية لضمان الشفافية والإنصاف والتوازن المجتمعي (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي من أجل الاستدامة

تستفيد «آي بي إم» من الذكاء الاصطناعي لمعالجة تحديات الاستدامة الملحة. ويسلط توما الضوء على مركز الملك عبد الله المالي في الرياض مثالاً رئيسياً، قائلاً: «باستخدام مجموعة تطبيقات (آي بي إم ماكسيمو) الخاصة بنا، نعمل على تحسين الصيانة لأكثر من 100000 أصل عبر 94 مبنى؛ مما يقلل التكاليف والتأثير البيئي».

تمتد حلول الاستدامة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي من «IBM» أيضاً إلى التنمية الحضرية. تستخدم منصة «Open Building Insights» التي تم تطويرها بالشراكة مع «Sustainable Energy for All (SEforALL)» الذكاء الاصطناعي لتحديد استخدام المباني، بينما تتنبأ أداة «Modeling Urban Growth» بتوسع المدينة. توجه هذه التقنيات التخطيط المستدام للمدن في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط.

من خلال منصة «Envizi» تراقب الشركة وتقلل من استهلاك الطاقة عبر 600 موقع؛ مما يعزز إمكانات الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحقيق الأهداف البيئية. بالإضافة إلى تطبيقاتها المباشرة، تدعم أبحاث الذكاء الاصطناعي من «IBM» الجهود العالمية لمكافحة تغيّر المناخ. يقول سعد توما إن شركته ساعدت النماذج الجغرافية المكانية في الإمارات في تقليل تأثيرات جزيرة الحرارة الحضرية بأكثر من 3 درجات مئوية؛ مما يبرز إمكانات الذكاء الاصطناعي في خلق بيئات حضرية مستدامة. لا يدعم هذا التعاون استراتيجيات الحكومة فحسب، بل يسلط الضوء أيضاً على دور الذكاء الاصطناعي في تحسين نوعية الحياة، على حد وصفه.

الحواجز أمام تبني الذكاء الاصطناعي

على الرغم من إمكاناته التحويلية، يواجه تبني الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط عقبات كبيرة. يحدّد مؤشر تبني الذكاء الاصطناعي العالمي لشركة «IBM» أربعة حواجز رئيسية، هي:

1. فجوات المهارات: يؤكد توما أن مهارات الذكاء الاصطناعي وخبراته تظل التحدي الأكبر.

2. تعقيد البيانات: يجب على الشركات وضع استراتيجيات بيانات قوية وتبسيط الوصول إلى البيانات من خلال هياكل مثل نسيج البيانات الخاص بشركة «IBM».

3. التكاليف: في حين تظل التكلفة مصدر قلق، إلا أن توما يؤكد أن التقدم في أدوات الذكاء الاصطناعي والحلول الجاهزة يجعل التبني أكثر سهولة.

4. الحوكمة: تعدّ ممارسات الذكاء الاصطناعي الجديرة بالثقة أمراً بالغ الأهمية.

ويوضح توما أن على الشركات دمج حوكمة الذكاء الاصطناعي منذ البداية لضمان الشفافية والإنصاف والخصوصية.

يقلل نظام «واتسون إكس» من أوقات مهام الموارد البشرية بنحو 50 ألف ساعة سنوياً ويسرع من إنجاز العقود بنسبة 80 % (شاترستوك)

تطوير المواهب والمهارات المحلية

تؤكد «IBM» التزامها بتدريب مليوني متعلم للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم بحلول عام 2026 و30 مليوناً في المهارات الرقمية بحلول عام 2030. في الشرق الأوسط، يشمل هذا الجهد شراكات مع مؤسسات مثل جامعة الملك سعود وجامعة زايد. يتماشى برنامج «همة» في المملكة بشكل مباشر مع «رؤية 2030»، حيث يزود المواهب المحلية بالمهارات اللازمة لدفع مستقبل البلاد التكنولوجي.وتعهد البرنامج برفع مهارات 100 ألف شاب سعودي في السحابة الهجينة والذكاء الاصطناعي والمهارات الأساسية.

يحذر توما خلال حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط» من «أن تصبح المهارات ذات الصلة اليوم قديمة في غضون سنوات فقط». ويؤكد على أهمية التعلم المستمر والقدرة على التكيف مع تطور الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى برامج التدريب الرسمية، يشير توما إلى منصة «SkillsBuild» التي تقدم فرصاً تعليمية عبر الإنترنت يمكن الوصول إليها. مع توفر الدورات التدريبية بلغات متعددة، بما في ذلك اللغة العربية، تم تصميم «SkillsBuild» لتمكين المتعلمين من خلفيات متنوعة من الحصول على شهادات رقمية معترف بها في الصناعة.

ريادة الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشرق الأوسط

تعمل منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي من «واتسون إكس» على إضفاء «الطابع الديمقراطي» على الوصول إلى الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات. وقد دخلت «IBM» في شراكة مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» (SDAIA) لتطوير «علاّم» ( ALLaM) وهو نموذج لغة عربية كبير. يتيح «علاّم» للكيانات الحكومية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي المصمم خصيصاً لتلبية الاحتياجات الإقليمية؛ مما يسمح للمستخدمين بالاستعلام باللغة العربية عبر مجالات مختلفة. ويعدّ توما أن أهمية «علاّم» تكمن في كونه نموذجاً مفتوح المصدر متاحاً على منصة السحابة «ديم» ( Deem) التابعة لـ«سدايا»؛ ما يمكّن المؤسسات من إطلاق العنان لإمكانات البيانات بمرونة وكفاءة وثقة».

«آي بي إم»: فجوات المهارات وتعقيد البيانات والتكاليف والحوكمة تشكل تحديات رئيسية أمام الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط (شاترستوك)

بناء الثقة في الذكاء الاصطناعي

تظل الثقة حجر الزاوية في استراتيجية الذكاء الاصطناعي لشركة «IBM». يحكم مجلس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الشركة نهجها؛ مما يضمن الاتساق مع قيمها. ويؤكد توما أن «تنظيم الذكاء الاصطناعي الذكي الذي يوازن بين الابتكار والاحتياجات المجتمعية أمر ضروري». تساعد أداة «watsonx.governance» الشركات على تبني ممارسات الذكاء الاصطناعي المسؤولة، وإعدادها للتنظيمات العالمية الناشئة.

خريطة طريق للذكاء الاصطناعي

تتجلى الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط في المشروعات التي تتراوح بين التنمية الحضرية المستدامة وابتكارات الذكاء الاصطناعي التوليدية. ومع ذلك، فإن معالجة الحواجز مثل فجوات المهارات وتعقيد البيانات والحوكمة أمر بالغ الأهمية للنمو المستدام. يقول توما: «إن نجاح الذكاء الاصطناعي لا يتعلق بالتكنولوجيا فحسب، بل بتمكين الناس من تسخيرها بشكل فعال». من خلال تعزيز المواهب المحلية وتطوير نماذج مفتوحة المصدر ودمج الذكاء الاصطناعي في الممارسات المستدامة، تساعد «IBM» المنطقة على التنقل في رحلتها نحو الذكاء الاصطناعي بثقة.