مئات السوريين يستقبلون العام الجديد ويحدوهم «الأمل»

جانب من احتفالات السوريين بالعام الجديد (أ.ف.ب)
جانب من احتفالات السوريين بالعام الجديد (أ.ف.ب)
TT

مئات السوريين يستقبلون العام الجديد ويحدوهم «الأمل»

جانب من احتفالات السوريين بالعام الجديد (أ.ف.ب)
جانب من احتفالات السوريين بالعام الجديد (أ.ف.ب)

استقبل مئات السوريين في ساحة الأمويين بدمشق ليل الثلاثاء الأربعاء، على وقع المفرقعات والأغاني الثورية، سنة 2025، يحدوهم «الأمل» بأن يحمل لهم أول عام يشهدونه منذ خمسة عقود من دون حكم آل الأسد غداً أفضل، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

جانب من احتفالات السوريين بالعام الجديد (أ.ف.ب)

وعند منتصف الليل، سُمع دوي أعيرة نارية في الهواء فوق جبل قاسيون المشرف على دمشق بينما أضاءت سماء العاصمة المفرقعات والألعاب النارية.

وقالت ليان الحجازي (22 عاماً) وهي طالبة هندسة زراعية التقتها في ساحة الأمويين: «لم نكن نتوقع أن تحصل مثل هذه المعجزة. اليوم رجعت البسمة إلى وجوه السوريين».

وأضافت: «نحن نثق بقائدنا أحمد الشرع»، قائد الإدارة الجديدة في البلاد.

وتابعت: «لقد تمكنّا من أن نحصل على حقوقنا. الآن، صار بإمكاننا أن نتكلّم. منذ ثلاثة أسابيع وأنا أنفّس عن غضبي والليلة نفّست عن غضبي. لقد أخرجتُ كلّ ما كان مكتوماً بداخلي منذ 14 عاماً».

جانب من احتفالات السوريين بالعام الجديد (أ.ف.ب)

وفي شوارع العاصمة السورية حيث أقيمت احتفالات في أجواء ودية، سيّر عناصر من قوات الأمن بالزيّ العسكري دوريات، حاملين بنادقهم على أكتافهم، وقد لوّح بعضهم بعلم الثورة.

وفي ساحة الأمويين، كانت أعلام الثورة بألوانها الأبيض والأسود والأخضر ونجومها الحمراء، ترفرف في كل مكان، ولا سيّما من السيارات التي واصلت التوافد على وسط العاصمة رغم الازدحام المروري.

جانب من احتفالات السوريين بالعام الجديد (أ.ف.ب)

وقبل شهر واحد فقط، لم يكن من الممكن تصوّر رؤية هذا العلم يرفرف في قلب العاصمة الذي كانت تسيطر عليه قوات الأسد بقبضة من حديد.

وخلّفت سنوات الحرب الأهلية الـ13 في سوريا أكثر من نصف مليون قتيل وقسّمت البلاد إلى مناطق نفوذ سيطرت عليها أطراف متحاربة مختلفة ذات مصالح متباينة.

وما زالت عائلات كثيرة تنتظر أخباراً عن أحباء مفقودين لم يعثر عليهم حتى الآن، بينما يشكل مصير عشرات آلاف السجناء والمفقودين أحد أكثر التركات المروعة لحكم الأسد حين كانت تقمع كل أشكال المعارضة وتكمم الحريات العامة.

جانب من احتفالات السوريين بالعام الجديد (أ.ف.ب)

وقالت مصممة الأزياء إيمان زيدان (46 عاماً): «لقد بدأنا السنة بأمل واطمئنان. أنا متفائلة وواثقة بهذه الحكومة الجديدة. مهما حصل سيكون أفضل من قبل».

وأضافت: «في السابق، كانت لدينا مظاهرات لكن ليس بهذا الشكل. الفرحة فرحتان، أن تفرح للسنة الجديدة من كل قلبك وأن تكون مليئاً بالأمل هذه المرة».

وفي ساحة الأمويين تردّدت أغنية «ارفع راسك فوق، أنت سوري حر» التي باتت أشبه بالأغنية الرسمية للثورة.

جانب من احتفالات السوريين بالعام الجديد (أ.ف.ب)

وقال قاسم القاسم، وهو سائق سيارة أجرة يبلغ 34 عاماً: «في كل عام، كنّا نكبر عشر سنوات»، في إشارة إلى الظروف المعيشية الصعبة في بلد يعاني انهياراً اقتصادياً.

وأضاف: «لكن مع سقوط النظام تبدّدت كلّ مخاوفنا. الآن لدي الكثير من الأمل. كلّ ما نريده الآن هو السلام».

وقال هافان محمد، وهو طالب كردي من القامشلي (شمال شرق) جاء إلى دمشق لمتابعة دراسته في الصيدلة: «أتمنى أن تكون سوريا بعيدة عن الطائفية، تعددية، للكل، دون استثناء».


مقالات ذات صلة

الإدارة الجديدة في سوريا تعتزم رفع رواتب القطاع العام 400 %

المشرق العربي حزم من الليرة السورية في المصرف التجاري السوري بدمشق نوفمبر 2022 (أ.ف.ب)

الإدارة الجديدة في سوريا تعتزم رفع رواتب القطاع العام 400 %

قال وزير المالية السوري محمد أبازيد إن الحكومة ستزيد رواتب العديد من موظفي القطاع العام 400 في المائة، الشهر المقبل، بعد استكمال إعادة الهيكلة الإدارية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي الرئيسان بوتين والأسد في قاعدة حميميم على الساحل السوري يوم 11 ديسمبر 2017 (سبوتنيك - أ.ب)

مدير مكتب بشار: بوتين لم يرد على اتصالات الأسد في الأيام الأخيرة لحكمه

تحدث مدير المكتب السياسي والإعلامي بالرئاسة السورية سابقاً عن الفترة الأخيرة لحكم بشار الأسد، من بينها أن بوتين لم يرد على اتصالاته على مدار أيام قبل رحيله.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي أحد أفراد قوات الأمن الجديدة أمام دبابة خلال عملية اعتقال مُوالين للرئيس المخلوع بشار الأسد في حمص (أ.ب)

«الثأر» وراء عمليات تستغل الفراغ القانوني في سوريا

شنت إدارة العمليات العسكرية حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من العناصر في قوات النظام السابق بريف دمشق الغربي، إضافة إلى الحملة الأمنية الجارية بحمص

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي جانب من الدمار في مدينة داريا قرب العاصمة دمشق (أ.ب)

انفجارات في مستودعات ذخيرة قرب دمشق

أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بدويِّ انفجارات، اليوم الأحد، في مستودعات ذخيرة كانت تابعة للجيش السوري بمحيط دمشق.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تواصل القتال مع «قسد» على محاور جنوب شرقي منبج (أ.ف.ب)

إردوغان: تركيا لم تتدخل في سوريا

تتواصل الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» على محاور جنوب شرقي منبج... وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن بلاده ستواصل الحرب ضد الإرهاب في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

دمشق تعد الجوار والعالم بعلاقات متوازنة

دمشق تعد الجوار والعالم بعلاقات متوازنة
TT

دمشق تعد الجوار والعالم بعلاقات متوازنة

دمشق تعد الجوار والعالم بعلاقات متوازنة

وعد وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد حسن الشيباني، الجوار والعالم بعلاقات متوازنة، وقال من الدوحة حيث أطلق جولته العربية الثانية، أمس، إن سوريا الجديدة ستحظى بعلاقات جيدة مع المنطقة، يسودها السلام والتعاون المشترك «بعيداً عن شكل علاقات النظام البائد مع المنطقة، فنحن نسعى لترميم علاقاتنا مع المحيط العربي والإقليمي والدولي».

وعقب لقاء رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، قال الشيباني، بحسب وكالة «سانا» الرسمية: «ناقشنا القضايا الأساسية والاستراتيجية».

من جهته، أعلن وزير المالية السوري، محمد أبازيد، أن الحكومة ستزيد رواتب كثير من موظفي القطاع العام 400 في المائة، الشهر المقبل، بعد استكمال إعادة الهيكلة الإدارية للوزارات لتعزيز الكفاءة والمساءلة. وتقدر تكلفة زيادة الرواتب بنحو 1.65 تريليون ليرة سورية (نحو 127 مليون دولار بسعر الصرف الحالي)، ستُمول من خزانة الدولة ومساعدات إقليمية واستثمارات جديدة، وفك تجميد الأصول السورية الموجودة حالياً في الخارج.

ميدانياً، قالت تركيا إن قواتها المسلحة «حيدت» 32 عضواً من «حزب العمال الكردستاني» المحظور في عمليات عسكرية شمال سوريا. وذكرت وزارة الدفاع أن عملياتها في شمال العراق، أيضاً «حيدت» 4 أعضاء من الحزب.