محكمة مصرية تؤيد إعدام «سفاح التجمع»

وجهت له تهمة قتل 3 سيدات وإلقائهن في مناطق صحراوية

المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)
المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)
TT

محكمة مصرية تؤيد إعدام «سفاح التجمع»

المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)
المتهم خلال إحدى الجلسات السابقة (الشرق الأوسط)

أيدت محكمة الجنايات المستأنفة بالقاهرة، اليوم الأربعاء، الحكم بإعدام كريم محمد سليم، المشهور بـ«سفاح التجمع»، بتهمة قتل ثلاث سيدات وإلقائهن في مناطق صحراوية بمصر.

وشغلت قضية «سفاح التجمع» الرأي العام في مصر على مدى الأشهر القليلة الماضية، وتمت محاكمته بعد توجيه اتهامات له بـ«قتل 3 سيدات والتخلص من جثثهن في الطريق الصحراوي، بين محافظات القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية»، وهي «جرائم ارتكبها في الشقة، التي يقيم فيها بضاحية التجمع الخامس شرق القاهرة، بعد معاشرتهن جنسياً وتخديرهن، مع تصويرهن خلال ارتكاب جرائمه».

وكانت محكمة الجنايات بالقاهرة قد أصدرت حكماً بإعدام المتهم في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد أن أحالت أوراق القضية إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في إعدام المتهم، بعد مرور أسابيع على محاكمته.

وتكشفت خيوط القضية بعد بلاغات تلقتها الأجهزة الأمنية في مصر في مايو (أيار) الماضي، حول العثور على جثث فتيات بالطرق السريعة شرق القاهرة، وتتبعت الأجهزة الأمنية مسار إحدى السيارات، التي ظهرت وهي تلقي جثة إحدى الفتيات على الطريق، وتوصلت إلى المتهم بعد تتبع السيارة بكاميرات المراقبة الموجودة على الطرق السريعة.

وخلال جلسات المحاكمة تم عقد «جلسات سرية» لمشاهدة مقاطع الفيديو، التي تضمنت 50 مقطعاً مصوراً، بالإضافة إلى 20 تسجيلاً صوتياً، وبعد محاولات الطعن على الحكم بدافع الاضطراب النفسي.

وشهدت جلسة «الجنايات المستأنفة» نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) انهيار المتهم، وبكاءه تزامناً مع استماع المحكمة لدفوع محاميه، الذي أكد معاناة موكله من عدة أمراض نفسية، من بينها «اضطراب ثنائي القطب» و«السيكوباتية»، موضحاً أنه ارتكب جرائمه بغرض الانتقام، ورغبته في «إثبات رجولته» بعد تشكيك طليقته فيها.

وصدر حكم محكمة «الجنايات المستأنفة» بتأييد الحكم السابق بإعدام المتهم، وقال رئيس المحكمة إن المتهم «كان مُدركاً لأفعاله، وتمتع بوعي وتمييز وقدرة على الإدراك وقت ارتكاب الجرائم»، مضيفاً أنه «كان مُحافظاً على شعوره وإدراكه، ولا يُعاني من أي اضطراب نفسي أو عقلي وقت ارتكاب جرائمه».

وعدّ متابعون هذه القضية «من أبشع الجرائم في تاريخ مصر»، عبر تعليقات «سوشيالية» متنوعة، حيث استدرج المتهم كريم سليم، الذي يعمل مدرساً للغة الإنجليزية، فتيات إلى شقته في التجمع الخامس، ومارس الجنس معهن في غرفة معزولة الصوت أعدها لهذا الغرض، وأجبرهن على تناول مخدر «الآيس»، وبعض الأنواع الأخرى، ثم قتلهن بعد تعذيبهن، وقام بتصوير تلك الوقائع في 300 مقطع فيديو.

وكانت المحكمة قد أوصت بـ«محو الأحراز» الخاصة بالقضية، التي تضمنت مقاطع فيديو مخلة للمتهم مع ضحاياه.


مقالات ذات صلة

سرقة مجوهرات تناهز قيمتها 300 ألف يورو من متجر كبير في باريس

أوروبا عناصر من الشرطة الفرنسية في باريس (أرشيفية - رويترز)

سرقة مجوهرات تناهز قيمتها 300 ألف يورو من متجر كبير في باريس

تعرّض كشك تابع لمجوهرات «موبوسان» في متجر «لو برانتان» في شرق باريس للسرقة ليل الاثنين الثلاثاء، على ما أفاد به مصدر في الشرطة الخميس لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الممثل أليك بالدوين (أ.ف.ب)

إسقاط دعوى القتل الخطأ ضد الممثل أليك بالدوين

انتهت أمس (الاثنين) قضية جنائية في نيو مكسيكو ضد الممثل أليك بالدوين، تتعلق بإطلاق نار أسقط قتيلة في موقع تصوير فيلمه «راست» عام 2021.

«الشرق الأوسط» (سانتا في)
المشرق العربي رجل يتنفس عبر قناع أكسجين بينما يتلقى آخر العلاج بعد ما وصفه عمال إنقاذ بأنه هجوم مشتبه بالغاز في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب بسوريا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

الكشف عن «ضغوط» مارسها نظام الأسد لتغيير شهادات طبيبين حول هجوم كيماوي في سوريا

روى طبيبان وممرض من مدينة دوما قرب دمشق، الضغوط التي تعرضوا لها من نظام الأسد من أجل إنكار معاينتهم أعراضاً تؤشر إلى قصف بسلاح كيماوي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ مشاهد للرجل المطلوب من إدارة شرطة نيويورك والمتهم بقتل امرأة أضرم فيها النيران أثناء نومها في مترو الأنفاق بنيويورك (رويترز)

مقتل امرأة بعد أن أضرم رجل النار فيها أثناء نومها بمترو نيويورك

ألقت شرطة نيويورك القبض على رجل قالت إنه أضرم النار في امرأة كانت تبدو نائمة بأحد قطارات مترو الأنفاق في المدينة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
أوروبا سيدة تضع زهوراً تكريماً لأرواح ضحايا هجوم الدهس بسيارة في سوق الميلاد بألمانيا (أ.ف.ب)

الحكومة الألمانية تتعهّد كشف ملابسات هجوم ماغدبورغ

قالت الشرطة الألمانية إن المشتبه به في هجوم دهس بسيارة استهدف سوقاً لهدايا عيد الميلاد في ألمانيا، يواجه اتهامات بالقتل والشروع في القتل.

«الشرق الأوسط» (برلين)

السيسي يعوّل على مشروعات تطوير «قناة السويس» لمواجهة توترات البحر الأحمر

اجتماع الرئيس المصري مع رئيس هيئة قناة السويس (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري مع رئيس هيئة قناة السويس (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يعوّل على مشروعات تطوير «قناة السويس» لمواجهة توترات البحر الأحمر

اجتماع الرئيس المصري مع رئيس هيئة قناة السويس (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري مع رئيس هيئة قناة السويس (الرئاسة المصرية)

لمواجهة تداعيات توترات البحر الأحمر على حركة الملاحة، عوّل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، على تطوير قناة السويس وتحسين الخدمات الملاحية، ووجّه بـ«استمرار العمل على إنهاء مشروعات تطوير قناة السويس، بهدف تقديم أفضل الخدمات الملاحية، وتعزيز دور القناة باعتبارها ركيزة أساسية لحركة التجارة العالمية»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي.

وعقد السيسي اجتماعاً، الخميس، مع رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع. وقال المتحدث الرئاسي المصري إن «الاجتماع تناول تأثير الأوضاع الإقليمية على الحركة الملاحية بقناة السويس خلال العام الحالي»، وتمت الإشارة إلى أن «إيرادات قناة السويس شهدت انخفاضاً تجاوز 60 في المائة مقارنة بعام 2023؛ مما يعني أن مصر قد خسرت ما يقرب من 7 مليارات دولار في عام 2024، إثر الأحداث الراهنة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، والتي أثرت سلباً على حركة الملاحة بالقناة واستدامة التجارة العالمية».

ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، غيّرت شركات شحن عالمية مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر، إثر استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفن المارة بالممر الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة»؛ ما دفع شركات الشحن العالمية لتغيير مسارها، متجنبة المرور في البحر الأحمر.

وسبق أن أشارت مصر مراراً إلى تأثر حركة الملاحة بقناة السويس بالتوترات الإقليمية. وأعلنت الهيئة العامة لقناة السويس عن «سياسات مرنة» للحد من تأثير توترات البحر الأحمر على الإيرادات.

وقال المتحدث الرئاسي المصري إن الاجتماع تطرق أيضاً إلى «المشروعات الجارية لتحديث المجرى الملاحي لقناة السويس، لتعزيز قيمتها ودورها في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية، بما في ذلك انتهاء العمل بمشروع القطاع الجنوبي بالكامل، بالإضافة إلى توسيع مساحة المجرى الملاحي من الكيلو 132 إلى الكيلو 162، لإتاحة مرور السفن العملاقة، والانتهاء من مشروع (الازدواج الكامل للمجرى الملاحي)؛ ما يسهم في زيادة حجم الشحن وتسريع حركة مرور السفن في الاتجاهين».

وقال المتحدث الرئاسي المصري إن «السيسي اطلع خلال الاجتماع على الإجراءات التي تتخذها هيئة قناة السويس لمواجهة آثار التحديات في البحر الأحمر وباب المندب، وكذلك الجهود المبذولة نحو تحديث أسطول الصيد وفقاً للمواصفات والمعايير الدولية، بالاعتماد على أحدث الأنظمة التكنولوجية المتطورة». ووجّه السيسي بـ«مواصلة تحديث أسطول الصيد المصري وفقاً لأحدث الأنظمة والمعايير العالمية، لتعزيز دور هذا القطاع الحيوي في خدمة الاقتصاد القومي».

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار خلال العام المالي 2022-2023 إلى 7.2 مليار دولار خلال 2023-2024، بحسب التصريحات الرسمية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي (الدولار يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

السيسي اطلع على الإجراءات التي تتخذها هيئة قناة السويس لمواجهة آثار التحديات في البحر الأحمر (الرئاسة المصرية)

وتعد قناة السويس أحد المصادر الرئيسة للعملة الصعبة في مصر، وسبق أن توقع «البنك الدولي»، في أبريل (نيسان) الماضي، أن «يتسبب استمرار الأزمة في خسائر بنحو 3.5 مليار دولار في العائدات الدولارية لمصر؛ أي ما يعادل 10 في المائة من صافي الاحتياطات الدولية في البلاد».

وفي سياق متصل، اجتمع الرئيس المصري، الخميس، مع كل من محافظ بورسعيد، محب حبشي، ومستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، أمير سيد أحمد، ورئيس هيئة قناة السويس، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أحمد العزازي.

وقال المتحدث الرئاسي المصري، في إفادة رسمية، إن الاجتماع تناول «الجهود المبذولة لدفع عجلة التنمية في محور قناة السويس، ولا سيما في محافظة بورسعيد، وتطورات تنفيذ المشروعات الاستثمارية والخدمية ذات الصلة، سواء كانت قيد التنفيذ أو تلك المخطط لتنفيذها، وذلك في إطار الشراكة والتعاون بين هيئة قناة السويس وكافة الجهات والمؤسسات المعنية».

وأضاف المتحدث الرئاسي أن الرئيس المصري «تابع خلال الاجتماع الجهود المبذولة لتسهيل العبور والربط بين ضفتي قناة السويس، بما يخدم الأهداف التنموية والاستراتيجية لمدن القناة، كما تم استعراض سبل رفع كفاءة الخدمات الملاحية والبحرية في القناة، عبر استحداث مجموعة جديدة من الخدمات الملاحية».

وشدد الرئيس المصري على «ضرورة تعظيم العائد الاقتصادي للمواني المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس، واستغلال الموقع الاستراتيجي للقناة في زيادة الاستثمارات والدخل القومي، والنهوض بمنطقة القناة لتكون محوراً للتنمية، ومركزاً إقليمياً لوجستياً وصناعياً»، بحسب المتحدث الرئاسي.