ثيودور روزفلت «حظر» التقليد... ما تاريخ أشجار عيد الميلاد في البيت الأبيض؟

شجرة عيد الميلاد تظهر داخل الغرفة الزرقاء للبيت الأبيض عام 2018 (رويترز)
شجرة عيد الميلاد تظهر داخل الغرفة الزرقاء للبيت الأبيض عام 2018 (رويترز)
TT

ثيودور روزفلت «حظر» التقليد... ما تاريخ أشجار عيد الميلاد في البيت الأبيض؟

شجرة عيد الميلاد تظهر داخل الغرفة الزرقاء للبيت الأبيض عام 2018 (رويترز)
شجرة عيد الميلاد تظهر داخل الغرفة الزرقاء للبيت الأبيض عام 2018 (رويترز)

يعرض الرؤساء الأميركيون السابقون والحاليون أشجار عيد ميلاد خلابة في البيت الأبيض كل عام.

يُنسب إلى الرئيس الأسبق بنيامين هاريسون من قبل الجمعية التاريخية للبيت الأبيض أنه أول من عرض شجرة عيد ميلاد في مقر الرئاسة، حيث وضع واحدة في الغرفة البيضاوية بالطابق الثاني عام 1889، بحسب تقرير لشبكة «فوكس نيوز».

وفقاً للجمعية التاريخية للبيت الأبيض، كانت أول شجرة عيد ميلاد معروفة تم عرضها في البيت الأبيض مزينة بالشموع لأحفاد هاريسون.

يُعتقد أنه عندما تولى ثيودور روزفلت منصبه في عام 1901، كان تقليد شجرة عيد الميلاد غائباً طوال فترة رئاسته. الإجابة على ما إذا كانت شجرة عيد الميلاد «محظورة» بالفعل خلال هذا الوقت، وسبب غيابها، ليست واضحة تماماً.

وفقاً لموقع «هيستوري»، «حظر روزفلت شجرة عيد الميلاد في البيت الأبيض»، مع «أسباب بيئية» ربما وقفت خلف قراره.

شجرة عيد الميلاد المزينة تظهر في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض عام 2023 (رويترز)

رددت جمعية شجرة عيد الميلاد الوطنية فكرة مماثلة، مشيرة على موقعها على الإنترنت إلى أنه في عام 1901، حاول روزفلت وقف ممارسة وجود أشجار عيد الميلاد في المنازل بسبب القلق المرتبط بتدمير الغابات.

وفقاً لجمعية تاريخ الغابات، لم يتم تأسيس تقليد شجرة عيد الميلاد في البيت الأبيض حتى عشرينيات القرن العشرين، حيث اتخذ الرؤساء قبل روزفلت قراراً بوضع شجرة بينما اختار آخرون عدم القيام بذلك.

شجرة عيد الميلاد تظهر داخل البيت الأبيض بواشنطن (رويترز)

خلال الأيام الأولى لشجرة عيد الميلاد، كانت العائلات التي لديها أطفال صغار هي التي تختار عرض شجرة وتزيينها في منازلها.

وصفت الجمعية التاريخية للبيت الأبيض الحظر المزعوم الذي فرضه روزفلت على أشجار عيد الميلاد في البيت الأبيض بأنه «أسطورة»، مع وجود القليل من الأدلة لدعم هذا الادعاء بخلاف حقيقة بسيطة مفادها أن الأسرة اختارت عدم وضع شجرة.

لقد احتفلت عائلة روزفلت بعيد الميلاد بالعديد من التقاليد الشعبية مثل تبادل الهدايا وحضور الخدمة في الكنيسة والاستمتاع بوجبة لذيذة كعائلة، لكنها اختارت عدم وضع شجرة، بحسب مصادر.

على الرغم من ذلك، في عام 1902، وضع أرشيبالد (أرتشي) روزفلت، نجل الرئيس، شجرة مصغرة في خزانة بالبيت الأبيض وقام بتزيينها وتقديمها بفخر لعائلته. بعد ذلك، سمح الرئيس باستمرار هذا التقليد.

الرئيس الأميركي الأسبق ثيودور روزفلت (موقع السفارة والقنصلية الأميركية في جمهورية كوريا)

وبعد عدة سنوات، في عام 1912، قام أطفال الرئيس الأسبق ويليام إتش تافت بعرض أول شجرة عيد ميلاد في الغرفة الزرقاء، كوسيلة لمفاجأة والدهما عند عودته من السفر.

وخلال فترة حكم الرئيس الأسبق دوايت أيزنهاور، وجدت شجرة عيد الميلاد منزلاً في الغرفة الزرقاء من قبل السيدة الأولى مامي أيزنهاور. واتبعت السيدة الأولى جاكلين كينيدي نفس الخطوات.

كانت كينيدي مسؤولة أيضاً عن التقليد الذي لا يزال قائماً حتى اليوم لتزيين شجرة الغرفة الزرقاء وفقاً لموضوع (theme) محدد، والذي بدأته في عام 1961.

وكان موضوع شجرة البيت الأبيض لعام 2024 الذي اختارته السيدة الأولى جيل بايدن هو «موسم السلام والنور».

السيدة الأولى جيل بايدن تستضيف حدثاً في البيت الأبيض وسط زينة عيد الميلاد (رويترز)

ومن التقاليد الحديثة الأخرى التي صمدت أمام اختبار الزمن حفل إضاءة شجرة عيد الميلاد الوطنية السنوي، والذي بدأه الرئيس الأسبق كالفن كوليدج في عام 1923.

بدءاً من سنة 1966، قدمت جمعية شجرة عيد الميلاد الوطنية شجرة عيد الميلاد لعرضها في الغرفة الزرقاء في البيت الأبيض.


مقالات ذات صلة

باكستان: التصريحات الأميركية بشأن برنامجنا الصاروخي «تفتقر للعقلانية»

آسيا جندي باكستاني يؤدي التحية خلال عرض عسكري في إسلام آباد (رويترز)

باكستان: التصريحات الأميركية بشأن برنامجنا الصاروخي «تفتقر للعقلانية»

نفت وزارة الخارجية الباكستانية، اليوم (السبت)، تصريحات مسؤول أميركي كبير بأن برنامج البلاد الصاروخي قد يشكل في نهاية المطاف تهديداً للولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
شؤون إقليمية العلمان الإيراني والأميركي (رويترز)

«الخارجية الإيرانية» تحتج على اعتقال أميركا اثنين من مواطنيها

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران استدعت السفير السويسري لديها، الذي يمثل المصالح الأميركية في البلاد، ودبلوماسياً إيطالياً كبيراً على خلفية اعتقال إيرانيَّين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أميركا اللاتينية حشد من المتظاهرين أمام السفارة الأميركية في العاصمة الكوبية هافانا (إ.ب.أ)

مظاهرة حاشدة أمام السفارة الأميركية في هافانا

تظاهر مئات الآلاف من الكوبيين، يتقدمهم الرئيس ميغيل دياز كانيل، والرئيس السابق راؤول كاسترو، أمام سفارة الولايات المتحدة في هافانا، للمطالبة برفع الحصار.

«الشرق الأوسط» (هافانا)
تكنولوجيا شعار تطبيق «واتساب» المملوك لشركة «ميتا بلاتفورمز»  (د.ب.أ)

محكمة أميركية تدين شركة برمجيات إسرائيلية بقضية اختراق «واتساب»

أصدرت قاضية أميركية حكماً لصالح شركة «واتساب» المملوكة لشركة «ميتا بلاتفورمز» في دعوى قضائية تتهم مجموعة «إن إس أو» الإسرائيلية باستغلال ثغرة بالتطبيق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن  (ا.ب)

بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية لتايوان بقيمة 571 مليون دولار

وافق الرئيس الأميركي جو بايدن، على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان، وفق ما أعلن البيت الأبيض الجمعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)
يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)
TT

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)
يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

يشهد «مسرح المدينة» في قلب بيروت، نشاطات مختلفة تصبّ في خانة إحياء اللقاءات الثقافية بعد الحرب. ويأتي حفل «التناغم في الوحدة والتضامن» لفرقة الموسيقى العربية لبرنامج زكي ناصيف في «الجامعة الأميركية» من بينها. وهو يُقام يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بقيادة المايسترو فادي يعقوب، ويتضمَّن أغنيات وطنية وأناشيد خاصة بعيد الميلاد.

يوضح مدير برنامج زكي ناصيف في «الجامعة الأميركية»، الدكتور نبيل ناصيف، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ الحفل يهدف إلى إرساء الوحدة بين اللبنانيين، والموسيقى تُسهم في تعزيزها. ويتابع: «الوحدة والتناغم يحضران بشكل ملحوظ. فالفرق الموسيقية والمُنشدة المُشاركة تطوّعت لإحيائه من جميع المناطق. لمسنا هذه الروح أيضاً من خلال مسابقة سنوية لفرق كورال المدارس، فلاحظنا تماسكها وحبّها الكبير لإعادة إحياء موسيقى زكي ناصيف. أجيال الشباب تملك علاقة وطيدة بوطنها وجذوره، عكس ما يعتقده البعض».

يستضيف «مسرح المدينة» في بيروت الحفل (الجامعة الأميركية)

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح. يُعلّق ناصيف: «لا نقيمه من باب انتهاء الحرب، وإنما ليكون دعوة من أجل غدٍ مفعم بالأمل. فالحياة تستمرّ؛ ومع قدرات شبابنا على العطاء نستطيع إحداث الفرق».

يتألّف البرنامج من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية. في القسم الأول، ينشد كورال برنامج زكي ناصيف في «الجامعة الأميركية» تراتيل روحانية مثل «يا ربّ الأكوان»، و«إليك الورد يا مريم»، وغيرهما.

فريق المنشدين والعازفين ينتمون إلى «مجتمع الأميركية» (صور الجامعة)

وفي فقرة الأغنيات الوطنية، سيمضي الحضور لحظات مع الموسيقى والأصالة، فتُقدّم الفرقة مجموعة أعمال لزكي ناصيف وزياد بطرس والرحابنة. يشرح ناصيف: «في هذا القسم، سنستمع إلى أغنيات وطنية مشهورة يردّدها اللبنانيون؛ من بينها (وحياة اللي راحوا)، و(حكيلي عن بلدي)، و(اشتقنا كتير يا بلدنا)، و(غابت شمس الحق)، و(مهما يتجرّح بلدنا). اللبنانيون يستلهمون الأمل والقوة منها. فهي تعني لهم كثيراً، لا سيما أنّ بعضها يتسّم بالموسيقى والكلام الحماسيَيْن».

يُنظَّم الحفل بأقل تكلفة ممكنة، كما يذكر ناصيف: «لم نستعن بفنانين لتقديم وصلات غنائية فردية من نوع (السولو)، فهي تتطلّب ميزانيات مالية أكبر لسنا بوارد تكبّدها اليوم. وبتعاوننا مع (مسرح المدينة)، استطعنا إقامته بأقل تكلفة. ما نقوم به يشكّل جسر تواصل بين اللبنانيين والفنون الثقافية، وأعدّه جرعة حبّ تنبع من القلب بعد صمت مطبق فرضته الحرب».

تتألّف الأوركسترا المُشاركة من طلاب الدراسات الموسيقية في «الجامعة الأميركية»، وينتمي المنشدون في فريق الكورال إلى «مجتمع الجامعة الأميركية في بيروت»؛ من بينهم أساتذة وطلاب وموظفون، إضافة إلى أصدقاء تربطهم علاقة وثيقة مع هذا الصرح التعليمي العريق.

أشرفت على تدريب فريق الكورال منال بو ملهب. ويحضر على المسرح نحو 30 شخصاً، في حين تتألّف الفرقة الموسيقية من نحو 20 عازفاً بقيادة المايسترو فادي يعقوب.

يُقام حفل «التناغم في الوحدة والتضامن» يوم 29 ديسمبر (الجامعة الأميركية)

يعلّق الدكتور نبيل ناصيف: «من شأن هذا النوع من المبادرات الفنّية إحياء مبدأ الوحدة والتضامن بين اللبنانيين. معاً نستطيع ترجمة هذا التضامن الذي نرجوه. نتمنّى أن يبقى لبنان نبع المحبة لأهله، فيجمعهم دائماً تحت راية الوحدة والأمل. ما نقدّمه في حفل (التناغم في الوحدة والتضامن) هو لإرساء معاني الاتحاد من خلال الموسيقى والفنون».

ثم يستعيد ذكرى البصمة الفنية التي تركها الراحل زكي ناصيف، فيختم: «اكتشف مدى حبّ اللبنانيين للغناء والفنّ من خلال عاداتهم وتقاليدهم. تأكد من ذلك في مشهدية (الدلعونا) و(دبكة العونة)، وغيرهما من عناصر الفلكلور اللبناني، وارتكازها على لقاءات بين المجموعات بعيداً عن الفردية. متفائل جداً بجيل الشباب الذي يركن إلى الثقافة الرقمية ليطوّر فكره الفنّي. صحيح أنّ للعالم الافتراضي آثاره السلبية في المجتمعات، لكنه نجح في تقريب الناس مختصراً الوقت والمسافات».