«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

توقعات بانكماش أكبر اقتصاد في أوروبا العام الحالي

سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)
سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)
TT

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)
سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني يواخيم ناغل عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

وقال ناغل، خلال فعالية في طوكيو، إن ترمب أعلن أنه سيزيد، بشكل كبير، الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من السلع. وأضاف: «إذا نفذت حكومة الولايات المتحدة هذه الوعود، فقد يمثل ذلك نقطة تحول مهمة لنظام التجارة الدولي».

ويخشى البنك المركزي الألماني أيضاً من عواقب على الأسعار. وقال ناغل: «إذا قامت دولة بزيادة الرسوم الجمركية بشكل حادّ، واتخذت الدول المتضررة إجراءات انتقامية، فقد تكون هناك زيادة كبيرة في الضغوط التضخمية».

وأشار ناغل إلى أنه حتى لو زادت التوترات الدولية، فإن محافظي البنوك المركزية سيكون لديهم كل الأدوات التي يحتاجون إليها للرد. وقال: «بالنسبة للنظام الأوروبي، فإن الانخفاض الملحوظ في التكامل العالمي يعني، في نهاية المطاف، أنه سيتعين عليه رفع أسعار الفائدة من أجل إبقاء التضخم تحت السيطرة... يمكننا فعل، وسنفعل ما هو ضروري للحفاظ على استقرار الأسعار».

وأعلن ترمب عن رسوم جمركية جديدة تتراوح بين 10 و20 في المائة على الواردات من أوروبا، و60 في المائة على الواردات من الصين. ويخشى خبراء الاقتصاد من حدوث صراعات تجارية.

وحذّر ناغل من أنه حتى لو تمكنت البنوك المركزية من التعامل مع الضغوط التضخمية المرتفعة، فإن «التفتت الجيو-اقتصادي» لن يمر دون عواقب ضارة. وتابع: «سيكون نمو الإنتاج أقل؛ لأننا سنفقد بعض مزايا التقسيم الفعال للعمل على المستوى الدولي».

وكان ناغل قد حذّر، من قبل، من عواقب وخيمة محتملة لخطط ترمب على الاقتصاد الألماني. وقال مؤخراً، لصحيفة «دي تسايت» الأسبوعية الألمانية: «إذا جرى تنفيذ خطط التعريفات الجمركية، فقد يكلفنا ذلك 1 في المائة من الناتج الاقتصادي في ألمانيا».

وفي الأسبوع الماضي، حذّر مجلس «حكماء الاقتصاد» في ألمانيا، من تداعيات الإجراءات المحتملة في السياسة التجارية التي قد يتخذها الرئيس ترمب على الاقتصاد الألماني.

ومجلس «حكماء الاقتصاد» هو هيئة استشارية تابعة لمجلس الوزراء الألماني، تضم خمسة من كبار الخبراء في مجال الاقتصاد، واسمها الرسمي هو «مجلس الخبراء لتقييم التنمية الاقتصادية الشاملة».

وقال مارتن فيردينغ، عضو المجلس، إن رفع الرسوم الجمركية على الواردات من أوروبا قد يُضعف آفاق النمو في ألمانيا بصورة أكبر، مشيراً إلى أن هذا التأثير قد لا يكون كبيراً في العام المقبل، لكنه سيظهر بشكل أكبر في السنوات التالية. ورأى فيردينغ أن فرض رسوم جمركية أعلى من جانب الولايات المتحدة، من شأنه أيضاً أن يشكل مخاطر على الاقتصاد العالمي.

وخفّض «مجلس الحكماء» توقعاته للاقتصاد الألماني، حيث توقّع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي، هذا العام، بنسبة 0.1 في المائة، وأن ينمو بنسبة لا تزيد عن 0.4 في المائة، خلال العام المقبل.

في هذه الأثناء، تخلّى خبراء الاقتصاد عن أملهم في قدرة الاقتصاد الألماني على تجنب الانكماش، خلال العام الحالي، بعد انكماشه في العام الماضي.

ووفق مسحٍ اقتصادي لوكالة «بلومبرغ» للأنباء، يتوقع الخبراء انكماش إجمالي الناتج المحلي لألمانيا، خلال العام الحالي، بنسبة 0.1 في المائة، بعد انكماشه في العام الماضي بمعدل 0.3 في المائة، في حين كان المحللون يتوقعون استقرار إجمالي الناتج المحلي، خلال العام الحالي، منذ شهر واحد.

وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن الخبراء خفّضوا توقعاتهم لنمو أكبر اقتصاد في أوروبا، خلال العام المقبل، إلى 0.7 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، مقابل 0.8 في المائة، وفقاً للتوقعات السابقة. كما يتوقع الخبراء نمو الاقتصاد بمعدل 1.3 في المائة خلال 2026.

وذكرت «بلومبرغ» أن الاقتصاد الألماني نجح مجدداً في تجنب السقوط بفخّ الركود الفني، عندما سجل نمواً غير متوقع بنسبة 0.2 في المائة، خلال الربع الثالث، بعد انكماشه بمعدل 0.3 في المائة خلال الربع الثاني من العام.

وتدهورت توقعات المحللين بسبب ازدياد حالة الغموض السياسي، بعد إعادة انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لولاية جديدة، وانهيار الحكومة الائتلافية في ألمانيا.


مقالات ذات صلة

نمو الصادرات السعودية غير النفطية بـ19.4 % يقود ارتفاع الميزان التجاري في الربع الثالث

الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز في الدمام (واس)

نمو الصادرات السعودية غير النفطية بـ19.4 % يقود ارتفاع الميزان التجاري في الربع الثالث

سجلت الصادرات السلعية الكلية السعودية ارتفاعاً، مدعومة بالنمو الكبير في الصادرات غير النفطية، ما أسهم في تعزيز الفائض في الميزان التجاري للمملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ مسافرون في أكشاك تسجيل لشركة طيران «جيت بلو» في مطار دنفر الدولي بأميركا 24 ديسمبر 2024 (أ.ب)

أميركا توسع نطاق تقنية التعرف على الوجه على الحدود لتتبع غير المواطنين

أظهرت وثيقة حكومية نشرت أن الولايات المتحدة ستتوسع في استخدام تقنية التعرف على الوجه لتتبع غير المواطنين الذين يدخلون ويغادرون البلاد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سفينة صينية تحت الإنشاء في حوض السفن قرب نهر يانغتسي شرق الصين (أ.ف.ب)

حرب المواني تشتعل بين أميركا والصين... وتطول كوريا

اشتعلت فصول جديدة من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مع انتقال المواجهة إلى المواني العالمية وقطاع بناء السفن

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد آلاف الحاويات المعدَّة للتصدير في ميناء قوينغداو شرق الصين (أ.ف.ب)

الصين تفرض رسوم موانٍ انتقامية على السفن الأميركية

أعلنت الصين أن السفن المملوكة أو المُشغلة من قِبل شركات وأفراد أميركيين ستُفرض عليها رسوم موانٍ إضافية لكل رحلة ابتداءً من 14 أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

السعودية تضيف خدمة ملاحية تربط جدة بـ10 موانٍ إقليمية وعالمية

أعلنت الهيئة العامة للمواني (موانئ) إضافة شركة «WAN HAl LINE» خدمة الشحن الملاحية الجديدة «FM1» إلى ميناء جدة الإسلامي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
TT

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)

أظهرت البيانات الأولية الصادرة يوم الجمعة ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان إلى 53.3 نقطة في بداية ديسمبر (كانون الأول)، مقارنةً بقراءة نهائية بلغت 51 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين عند 52 نقطة، لكنه لا يزال منخفضاً بشكل كبير مقارنة بمستوى 71.7 نقطة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وشهد تقييم المستهلكين للظروف الاقتصادية الحالية انخفاضاً طفيفاً، بينما تحسّنت توقعاتهم المستقبلية إلى حد ما. كما تراجعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 4.1 في المائة مقابل 4.5 في المائة في الشهر السابق، مسجلة أدنى مستوى منذ يناير، مع استمرار الضغوط على الأسعار بسبب الرسوم الجمركية على الواردات، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقالت جوان هسو، مديرة المسوحات الاقتصادية في ميشيغان: «الاتجاه العام للآراء يبقى قاتماً، حيث يواصل المستهلكون الإشارة إلى عبء ارتفاع الأسعار». على الرغم من تراجع التضخم عن أعلى مستوياته منتصف 2022، إلا أنه يظل أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة بثبات.


مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
TT

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)

تباطأ مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» قليلاً في سبتمبر (أيلول)، مما يمهّد الطريق على الأرجح لخفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع من قِبل البنك المركزي الأسبوع المقبل.

وأعلنت وزارة التجارة، يوم الجمعة، أن الأسعار ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة في سبتمبر مقارنة بأغسطس (آب)، وهي نسبة الشهر السابق نفسها. وباستثناء فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 0.2 في المائة، وهو معدل مماثل للشهر السابق، ويقارب هدف «الاحتياطي الفيدرالي» للتضخم البالغ 2 في المائة إذا استمر على مدار عام كامل، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار الإجمالية بنسبة 2.8 في المائة، بزيادة طفيفة عن 2.7 في المائة في أغسطس، في حين ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بالعام السابق، بانخفاض طفيف عن 2.9 في المائة المسجلة في الشهر السابق. وأظهرت البيانات التي تأخرت خمسة أسابيع بسبب إغلاق الحكومة، أن التضخم كان منخفضاً في سبتمبر، مما يعزز مبررات خفض سعر الفائدة الرئيسي لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في اجتماعه المقبل يومَي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول).

رغم ذلك، لا يزال التضخم أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، جزئياً بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، لكن العديد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» يرون أن ضعف التوظيف، والنمو الاقتصادي المتواضع، وتباطؤ مكاسب الأجور؛ سيؤدي إلى انخفاض مطرد في مكاسب الأسعار خلال الأشهر المقبلة.

ويواجه «الاحتياطي الفيدرالي» قراراً صعباً الأسبوع المقبل: الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، مقابل خفضها لتحفيز الاقتراض ودعم الاقتصاد، وسط تباطؤ التوظيف وارتفاع البطالة ببطء.


«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

اقتربت الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، من مستوياتها القياسية، مع توجه «وول ستريت» نحو نهاية أسبوع اتسم بالهدوء النسبي.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة، ليصبح على بُعد 0.2 في المائة فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق، فيما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بـ46 نقطة (0.1 في المائة). أما مؤشر «ناسداك» المركّب فزاد بنحو 0.4 في المائة، في حين تراجع مؤشر «راسل 2000» لأسهم الشركات الصغيرة بنسبة 0.2 في المائة بعدما لامس مستوى قياسياً في الجلسة السابقة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وفي قطاع الشركات، سجّل سهم «نتفليكس» انخفاضاً بنسبة 2.1 في المائة، بعد إعلانها خططاً لشراء «وارنر براذرز» إثر انفصالها عن «ديسكفري غلوبال»، في صفقة تبلغ 72 مليار دولار نقداً وأسهماً. وارتفع سهم «ديسكفري» التابعة للشركة بنسبة 2.6 في المائة.

وقفز سهم «ألتا بيوتي» بنسبة 11 في المائة بعد إعلان نتائج فصلية فاقت توقعات المحللين من حيث الأرباح والإيرادات، مع إشارتها إلى تحسّن ملحوظ في التجارة الإلكترونية، مما دفعها إلى رفع توقعاتها للإيرادات السنوية.

كما حققت «فيكتوريا سيكريت» أداءً قوياً، إذ سجّلت خسارة أقل من المتوقع ورفعت توقعاتها لمبيعات العام، ليرتفع سهمها بنسبة 14.4 في المائة.

أما سهم «هيوليت باكارد إنتربرايز» فانخفض 3.9 في المائة رغم تحقيق أرباح أعلى من التوقعات، نتيجة إعلان الشركة إيرادات دون المستوى المأمول.

وجاء هذا الأداء في أسبوع هادئ نسبياً بالنسبة إلى السوق الأميركية، بعد أسابيع شهدت تقلبات حادة بفعل مخاوف مرتبطة بتدفقات كبيرة على قطاع الذكاء الاصطناعي وتوقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

بعد فترة من التردد، يتوقع المستثمرون الآن بالإجماع تقريباً أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي الأسبوع المقبل لدعم سوق العمل البطيئة. وسيكون ذلك الخفض الثالث هذا العام إن حدث.

وتحظى أسعار الفائدة المنخفضة بدعم المستثمرين، لأنها تعزّز تقييمات الأصول وتحفّز النمو الاقتصادي، لكنها قد تزيد الضغوط التضخمية التي لا تزال أعلى من هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

ويدعم توقع خفض الفائدة عودة مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى مشارف مستوياته القياسية المسجلة في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين يترقب المستثمرون إشارات جديدة من اجتماع «الفيدرالي» حول مسار الفائدة العام المقبل.

وفي أسواق السندات، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.11 في المائة، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل عامَين إلى 3.54 في المائة من 3.52 في المائة.

وعالمياً، ارتفعت المؤشرات في معظم أوروبا وآسيا؛ فقد صعد مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.9 في المائة، وقفز مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 1.8 في المائة.

في المقابل، تراجع مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 1.1 في المائة بعد بيانات أظهرت انخفاض إنفاق الأسر اليابانية بنسبة 3 في المائة في أكتوبر على أساس سنوي، وهو أكبر تراجع منذ يناير (كانون الثاني) 2024، وسط تقلبات أثارها احتمال رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة.