ثورة «البتكوين» مستمرة... وسعر قياسي يقترب من 90 ألف دولار

فوز ترمب والـ«هايفينغ» وصناديق الاستثمار تدفعها نحو «الفقاعة القادمة»

التمثيلات المادية للعملة المشفرة البتكوين (رويترز)
التمثيلات المادية للعملة المشفرة البتكوين (رويترز)
TT

ثورة «البتكوين» مستمرة... وسعر قياسي يقترب من 90 ألف دولار

التمثيلات المادية للعملة المشفرة البتكوين (رويترز)
التمثيلات المادية للعملة المشفرة البتكوين (رويترز)

تواصل «البتكوين»، العملة الرقمية الأشهر، تحقيق ارتفاعات مذهلة، حيث لامست مستويات قياسية جديدة اقتربت من 90.000 دولار، في الوقت الذي شهد فيه الدولار الأميركي أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً ليصل إلى أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر مقابل العملات الرئيسية.

ومع هذا الصعود المستمر، تجاوزت «البتكوين» حاجز الـ89.000 دولار، مما دفع القيمة الإجمالية لسوق العملات المشفرة إلى أعلى مستوياتها منذ بداية جائحة كورونا.

ويتوقع بعض المحللين أن تصل «البتكوين» إلى 100.000 دولار بنهاية العام الجاري، وربما تتجاوز 150.000 دولار بحلول نهاية عام 2025، مدفوعة بتوقعات أن إدارة دونالد ترمب المحتملة ستكون داعمة للعملات المشفرة، مما قد يسهم في تخفيف القيود التنظيمية المفروضة على السوق، وفق «بلومبرغ».

ومن بين الشركات التي تستثمر بشكل كبير في هذا المجال، تبرز شركة «مايكروستراتيجي»، التي أعلنت مؤخراً عن شراء 27.200 بتكوين إضافية، بقيمة إجمالية تتجاوز ملياري دولار، مما يعكس قناعتها العميقة بمستقبل «البتكوين» الواعد.

وفي هذا السياق، صرح الشريك المؤسس لشركة «أونرامب بتكوين»، جيسي مايرز، في منشور له على منصة «إكس» في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، قائلاً: «إذا كنت تتساءل عن سبب الارتفاع المستمر لبتكوين... نعم، الإدارة القادمة التي تدعم العملات المشفرة كانت حافزاً حديثاً، ولكن هذا ليس العامل الرئيسي في القصة».

وأشار مايرز إلى تأثير عملية «هايفينغ البتكوين» التي حدثت في أبريل (نيسان) الماضي، والتي خفضت مكافآت التعدين من 6.25 بتكوين إلى 3.125 بتكوين، مما جعل إنتاج الكتل أكثر صعوبة مع تقليص العائد لكل كتلة. وأضاف أن هذه العملية تسببت في حدوث «صدمة عرض» في السوق، حيث أصبحت الكميات المتاحة للبيع عند الأسعار الحالية غير كافية لتلبية الطلب المتزايد، مما يستدعي إعادة التوازن بين العرض والطلب.

كما ساهمت صناديق الاستثمار المتداولة في بتكوين (ETFs)، التي تم إطلاقها في يناير (كانون الثاني) من هذا العام، في زيادة الطلب بشكل ملحوظ. ففي 11 نوفمبر، شهدت صناديق الاستثمار الأميركية تدفقات ضخمة، حيث تم شراء نحو 13.940 بتكوين في يوم واحد، مقارنة بـ450 بتكوين تم تعدينها فقط. واعتبر مايرز هذا الأمر انعكاساً واضحاً للنمو غير المسبوق في الطلب على «البتكوين».

ورغم أن فكرة «فقاعة» تتكرر كل أربع سنوات قد تبدو غريبة للبعض، فإن مايرز يؤكد أن هذه الظاهرة كانت واقعاً بعد كل عملية «هايفينغ» سابقة، في أعوام 2012، و2016، و2020، وأن السيناريو ذاته يتكرر الآن، ما يشير إلى أن أسعار «البتكوين» ستواصل الارتفاع.

من جانبه، أيد المحلل في «أون تشين»، جيمس تشيك، هذا الرأي، حيث أجرى مقارنة بين القيمة السوقية لبتكوين والذهب. ورغم أن الذهب أضاف نحو 6 تريليونات دولار إلى قيمته السوقية خلال العام الماضي، فإن كميات ضخمة من الذهب الجديد والمعاد تدويره تدخل السوق بشكل مستمر. بالمقابل، تبلغ القيمة السوقية لبتكوين نحو 1.6 تريليون دولار فقط، ومع محدودية توافرها، تجعلها سلعة نادرة يحتفظ بها مستثمروها الذين مروا بتجارب صعبة ومتعددة.

ويخلص تشيك إلى أن هذه الندرة، إلى جانب التجارب المتراكمة للمستثمرين في بتكوين، تجعلها مؤهلة لمزيد من الارتفاعات في المستقبل.


مقالات ذات صلة

روسيا تبدأ استخدام «البتكوين» والعملات الرقمية في المدفوعات الدولية

الاقتصاد شعار «البتكوين» معروض على هاتف ذكي بجوار شاشة تعرض مخطط التداول في بروكسل (أ.ف.ب)

روسيا تبدأ استخدام «البتكوين» والعملات الرقمية في المدفوعات الدولية

قال وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، يوم الأربعاء، إن الشركات الروسية بدأت في استخدام «البتكوين» والعملات الرقمية الأخرى في المدفوعات الدولية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد تمثيل لعملة «البتكوين» أمام صورة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (وكالة حماية البيئة)

صناعة العملات المشفرة تدعو ترمب لتنفيذ إصلاحات فورية بمجرد توليه منصبه

حثت صناعة العملات المشفرة فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، على بدء تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها في حملته الانتخابية بشأن السياسة المتعلقة بالتشفير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد نموذج البتكوين أمام علامة 100 ألف (وكالة حماية البيئة)

هل ستكون العملات المشفرة احتياطياً استراتيجياً مضارِباً في 2025؟

مع اقتراب نهاية عام 2024، تبرز سوق العملات المشفرة كإحدى أكثر الأسواق المالية ديناميكية، حيث شهدت تحولاً جذرياً من شتاء قاسٍ في عامي 2022 و2023 إلى ازدهار ملحوظ

هدى علاء الدين (بيروت)
الاقتصاد شرارات تضرب تمثيلاً للبتكوين في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«البتكوين» تنخفض 5 % بعد تصريحات باول برفض «الفيدرالي» تخزينها

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي يرغب في المشاركة بأي مسعى حكومي لتخزين كميات كبيرة من «البتكوين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد باول يتحدث في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (رويترز)

باول: مسار الفائدة يعتمد على مزيد من التقدم في خفض التضخم

قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء إن صناع السياسات في البنك المركزي الأميركي مستمرون في مراقبة التقدم المحرز في مكافحة التضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«وول ستريت» تتراجع مع ارتفاع العائدات على بعض الأسهم

أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تتراجع مع ارتفاع العائدات على بعض الأسهم

أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)
أشخاص يلتقطون صوراً لمبنى بورصة نيويورك في الحي المالي (أ.ب)

تراجعت المؤشرات الرئيسية لبورصة «وول ستريت» في أحجام تداول خفيفة، يوم الخميس، تحت ضغط ارتفاع العائدات على بعض الأسهم، في وقتٍ يتوقع فيه المستثمرون عادةً دفعة نهاية العام، المعروفة باسم «رالي الميلاد».

وارتفعت العائدات على السندات الحكومية بشكل طفيف عبر مختلف الفئات، حيث بلغ العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات، أعلى مستوى له منذ أوائل مايو (أيار) الماضي عند 4.64 في المائة، وفق «رويترز».

ومن بين الأسهم ذات القيمة السوقية الضخمة، تراجعت أسهم أمازون بنسبة 0.3 في المائة، بينما انخفضت أسهم «ميتا بلاتفورمز» بنسبة 0.6 في المائة. كما كانت أسهم العقارات الحساسة لأسعار الفائدة من بين الأكثر تضرراً، حيث انخفضت بنسبة 0.4 في المائة، في حين تراجعت أسهم السلع الاستهلاكية التقديرية بنسبة 0.5 في المائة.

وقال جورج سيبولوني، مدير المحافظ في شركة «بن ميوتشوال» لإدارة الأصول: «نحن الآن عند نقطة تحول في عائد سندات الخزانة، وخاصة لأجل 10 سنوات. أيّ تحرك صعودي في العائدات يميل إلى خلق ضعف في سوق الأسهم».

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 123.50 نقطة، أو 0.30 في المائة، ليصل إلى 43173.53 نقطة، بينما خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» نحو 15.13 نقطة، أو 0.25 في المائة، ليبلغ 6024.91 نقطة. كما تراجع مؤشر «ناسداك» المركب بمقدار 46.45 نقطة، أو 0.23 في المائة، ليصل إلى 19984.67 نقطة.

في المقابل، اختتمت الأسواق في أوروبا ولندن وأجزاء من آسيا تعاملاتها، يوم الخميس.

وكانت أسواق الأسهم قد سجلت مكاسب متتالية في الجلسات الأخيرة، حيث دعّمتها بشكل رئيسي أسهم الشركات الكبرى وأسهم النمو مثل «أبل»، و«تسلا»، و«ألفابت»، و«أمازون»، و«إنفيديا»، و«مايكروسوفت»، و«ميتا بلاتفورمز»، التي شكلت أكثر من نصف العائد الإجمالي لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، هذا العام، والبالغ 28.4 في المائة. وفي حال جرى استبعاد أكبر سبع شركات من حيث القيمة السوقية، فإن العائد الإجمالي للمؤشر كان سيصل إلى 13.2 في المائة فقط خلال عام 2024.

وفي هذا الشهر، واجهت الأسهم الأميركية عقبة بسبب التوقعات التي تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بشكل أقل في 2025. ومع ذلك سجلت المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية، هذا العام؛ مدفوعة بالأمل في بيئة أسعار فائدة أقل، إلى جانب التوقعات بأن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تعزيز أرباح الشركات.

وعلى الرغم من ذلك، بدأ المستثمرون التشكيك في استدامة هذا الارتفاع، خاصة في ظل التقييمات المرتفعة، وتواصل جذب الأموال من الشركات الكبرى.

ورغم تلك التحديات، يواصل المستثمرون الأمل في نهاية قوية للعام، وهو ما يُعرف بـ«رالي الميلاد»، التي عادةً ما تستفيد من انخفاض السيولة، وحصاد الخسائر الضريبية، واستثمار المكافآت السنوية. وقد سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» متوسط ​​مكاسب بنسبة 1.3 في المائة، في آخِر خمسة أيام تداول من ديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب اليومين الأولين من يناير (كانون الثاني)، منذ عام 1969.

وفي قطاع العملات المشفرة، تراجعت أسهم الشركات المرتبطة بالبتكوين، بعد أن هبطت العملة الرقمية الأكبر في العالم بنسبة تزيد عن 3 في المائة. كما انخفضت أسهم «كوين بيس غلوبال» بنسبة 1.4 في المائة، في حين خسرت «رايوت بلاتفورمز» و«مارا هولدينغز» أكثر من 2.4 في المائة لكل منهما.

وفي بورصة نيويورك، تفوقت الأسهم المتراجعة على الرابحة بنسبة 3.08 إلى 1، بينما سجلت بورصة «ناسداك» نسبة 2.03 إلى 1. كما سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعين جديدين خلال 52 أسبوعاً، وانخفاضاً جديداً واحداً، بينما سجل مؤشر «ناسداك» المركب 17 ارتفاعاً جديداً، و24 انخفاضاً جديداً.