«اليونيسيف»: طفل واحد على الأقل يُقتل كل يوم في لبنان

منذ الرابع من أكتوبر الحالي

فتاة تسير داخل مدرسة تحوّلت إلى ملجأ للنازحين الذين فروا من بعلبك والمناطق المحيطة بها في دير الأحمر (رويترز)
فتاة تسير داخل مدرسة تحوّلت إلى ملجأ للنازحين الذين فروا من بعلبك والمناطق المحيطة بها في دير الأحمر (رويترز)
TT

«اليونيسيف»: طفل واحد على الأقل يُقتل كل يوم في لبنان

فتاة تسير داخل مدرسة تحوّلت إلى ملجأ للنازحين الذين فروا من بعلبك والمناطق المحيطة بها في دير الأحمر (رويترز)
فتاة تسير داخل مدرسة تحوّلت إلى ملجأ للنازحين الذين فروا من بعلبك والمناطق المحيطة بها في دير الأحمر (رويترز)

نبّهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، في بيان الخميس، إلى أن الحرب المستمرة في لبنان بين «حزب الله» وإسرائيل قلبت «حياة الأطفال رأساً على عقب»، مشيرة إلى «أن طفلاً واحداً على الأقل يقتل كل يوم في البلاد منذ الرابع من الشهر الحالي».

وقالت المنظمة في بيان: «منذ 4 أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام، يُقتل طفل واحد على الأقل كل يوم ويُصاب 10 آخرون»، مضيفة: «أن آلاف الأطفال الآخرين الذين نجوا جسدياً منذ أشهر من القصف المستمر يعانون الآن من ضيق نفسي حاد، بسبب تصاعد العنف والفوضى من حولهم»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

يذكر أن الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت منذ 23 سبتمبر (أيلول) الماضي بشن غارات عنيفة على عدد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وطالت الغارات العاصمة بيروت وجبل لبنان وشماله. وبدأ الجيش الإسرائيلي أول أكتوبر الحالي عملية برية مركزة في جنوب لبنان.


مقالات ذات صلة

تراجع القتال في بلدات حدودية جنوب لبنان

تحليل إخباري دبابة إسرائيلية محمولة على شاحنة في منطقة حدودية مع لبنان (رويترز)

تراجع القتال في بلدات حدودية جنوب لبنان

تراجع القتال بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» على جبهات القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، وتركَّز في محيط مدينة الخيام.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي صبي فلسطيني يجلس إلى جوار جثتين في مستشفى الأهلي بمدينة غزة (د.ب.أ)

نتنياهو يمنع الجيش من مغادرة جباليا رغم انتهاء مهمته

شكت مصادر عسكرية من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يمنع الجيش من سحب قواته من جباليا (شمال غزة)، رغم انتهاء أهداف العملية العسكريّة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي جزء من قلعة بعلبك الأثرية في لبنان (رويترز)

معالم أثرية لبنانية تعرضت للدمار جراء القصف الإسرائيلي (إنفوغراف)

تتعرض العديد من المعالم الأثرية في لبنان لخطر التدمير وسط اشتداد القصف الإسرائيلي على البلاد منذ أكثر من شهر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس الوزراء في 27 مارس 2023 (د.ب.أ)

ميقاتي: الإنذارات الإسرائيلية لإخلاء مدن من سكانها «جريمة حرب»

عدّ رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، الخميس، أن الإنذارات التي يوجهها الجيش الإسرائيلي لإخلاء مدن من سكانها تُعدّ «جريمة حرب إضافية» ترتكبها إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على مدينة صور جنوب لبنان (أ.ف.ب)

مقتل 6 مسعفين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان

أفادت وزارة الصحة اللبنانية، الخميس، بمقتل 6 لبنانيين من العاملين في المجال الصحي، وإصابة 4 آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

شهود عيان من القصير لـ«الشرق الأوسط»: هلع شديد وسُحب دخان تمددت إلى كل الأحياء

الشوارع خالية لحظة قصف القصير الخميس (سانا)
الشوارع خالية لحظة قصف القصير الخميس (سانا)
TT

شهود عيان من القصير لـ«الشرق الأوسط»: هلع شديد وسُحب دخان تمددت إلى كل الأحياء

الشوارع خالية لحظة قصف القصير الخميس (سانا)
الشوارع خالية لحظة قصف القصير الخميس (سانا)

سحابة هائلة من الدخان الأسود غطت سماء منطقة القصير، جنوب غربي حمص، القريبة من الحدود مع لبنان، جراء ثلاث غارات شنّها الطيران الإسرائيلي، اليوم الخميس، على المنطقة الصناعية في الحي الشرقي من المدينة، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة آخرين، في حصيلة أولية.

وقال الجيش الإسرائيلي، الذي لا يعلّق عادة على تقارير محددة عن ضربات في سوريا، في بيان نقلته «رويترز»، إنه ضرب «منشآت تخزين أسلحة ومراكز قيادة» تستخدمها جماعة «حزب الله» اللبنانية في منطقة القصير.

وتشير بيانات للجيش الإسرائيلي إلى أن إسرائيل نفذت، في الأشهر القليلة الماضية، ضربات جوية استهدفت تقييد عملية نقل أسلحة من إيران عبر سوريا إلى «حزب الله» في لبنان، وقال إنها امتدت إلى بلدة القصير، بالقرب من الحدود السورية اللبنانية.

الشوارع خالية لحظة قصف القصير الخميس (سانا)

وأشار شهود عيان، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الغارات الإسرائيلية تسببت بحالة هلع شديد لدى الأهالي، ولا سيما الأطفال، خاصة مع تمدد سُحب الدخان الكثيف إلى كل الأحياء، علماً بأن القصير وقُراها تكتظ بمئات الوافدين من الأراضي اللبنانية.

وشهدت المدينة، يومي الثلاثاء والأربعاء، أكبر موجة من الوافدين من بعلبك والهرمل والقاع، على خلفية تهديد إسرائيل بضرب تلك المناطق. وتقع القصير في منتصف الطريق الواصل إلى معبر جوسية على الحدود اللبنانية، ومنطقتي حوش السيد علي ومشاريع القاع على الحدود.

وقالت مصادر محلية في حمص، لـ«الشرق الأوسط»، إن أصوات الانفجارات وتصاعد الدخان الأسود استمرا في المنطقة الصناعية بعد الغارة لنحو ساعتين.

أعلام «حزب الله» في مدينة القصير قرب الحدود اللبنانية يونيو 2013 (أ.ف.ب)

وتُعد المنطقة الصناعية المستهدَفة من الأحياء التي استولى عليها «حزب الله» منذ سيطرته على القصير عام 2013، وحوَّلها إلى منطقة محظورة يُمنع على غير عناصره دخولها، بمن فيهم عناصر القوات السورية.

ومنذ بدء الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة لمواقع «حزب الله» في سوريا، كان هناك تخوف لدى الأهالي من استهداف المنطقة الصناعية؛ لوقوعها ضمن الحي الشرقي السكني، في منطقة حيوية عند المدخل الرئيسي للمدينة وعقدة الطرق التي تربط مدينة حمص مع القصير والمناطق الحدودية.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن «العدو الإسرائيلي استهدف، اليوم الخميس، بعض الأحياء السكنية والمدينة الصناعية في مدينة القصير بريف حمص». وأضافت أن العدوان تسبَّب بإصابات بين المدنيين، في حصيلة أولية، إضافة إلى أضرار مادية بالمنازل السكنية والمنطقة الصناعية. أما صحيفة «الوطن» المحلية فقد نقلت، عن مصدر مطّلع، أن الحصيلة الأولية للغارة على مدينة القصير «5 شهداء، وإصابة عدد من المدنيين». وبثّ التلفزيون السوري مشاهد وصول عدد من المصابين إلى مستشفى الباسل بحي كرم اللوز في مدينة حمص.

سكان يتفقدون جسراً تضرّر بغارة إسرائيلية قرب قرية تل النبي مندو السورية بريف القصير 28 أكتوبر (أ.ف.ب)

من جانبه، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ 3 غارات استهدفت منطقة جسر الدف، جنوب مدينة القصير، بالقرب من محطة المياه، كما طالَ الاستهداف مستودعات في المنطقة الصناعية داخل المدينة، وقرب بلدة حوش السيد علي ومنطقة مشاريع القاع، عند الحدود السورية اللبنانية، حيث دوَّت انفجارات عنيفة سُمع صداها في المنطقة، مع تصاعد كثيف للدخان من المكان المستهدف، تزامناً مع انطلاق الدفاعات الجوية، التابعة للقوات الحكومية، لمحاولة التصدي للصواريخ الإسرائيلية. وأفاد «المرصد» بأن القصف الإسرائيلي أدى لمقتل 3 أشخاص مجهولي الهوية، بالإضافة لإصابة 5 مدنيين بجروح.

صورة متداولة لقصف وسط القصير التجارية

ويُعد الهجوم الإسرائيلي، اليوم الخميس، على القصير هو الأول داخل المناطق السكنية في المدينة، التي تتعرض المناطق الحدودية المجاورة لها لضربات متكررة، ولا سيما المعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية والطرق الزراعية والجسور الصغيرة على نهر العاصي، والتي أدت لخروج معبريْ جوسية ومطربا من الخدمة، ومنعت حركة السيارات، وهو ما زاد معاناة أهالي تلك المناطق والوافدين إلى الأراضي السورية الذين يضطرون لعبور الحفر الكبيرة التي أحدثها الاستهداف، سيراً على الأقدام حاملين الأمتعة والأطفال، متوجهين إلى مدينة القصير وقُراها التي دمَّر النزاع في سوريا مناطق واسعة فيها، كما أسهم الزلزال الكبير في زعزعة ما تبقَّى منها.

لبنانيون وسوريون دخلوا سوريا من معبر جوسية إلى القصير الأربعاء (أ.ف.ب)

المصادر المحلية في حمص قالت إن الاستهدافات المتكررة على الحدود زادت خنقَ أهالي المناطق الحدودية الذين يعتمدون في مواجهة الظروف المعيشية القاهرة على تبادل السلع بين جانبي الحدود.

صورة التُقطت من الجانب السوري للحدود مع لبنان تُظهر آثار غارة إسرائيلية على معبر جوسية الحدودي مع القصير بمحافظة حمص 25 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

وقبل اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد «حزب الله»، كان السكان على الجانب اللبناني يحصلون على الخبز والخضر واللحوم والألبان من منطقة القصير؛ لانخفاض سعرها، قياساً بالأسعار في لبنان.

في المقابل، يحصل نظراؤهم على الجانب السوري على المحروقات (غاز منزلي وبنزين ومازوت وسلع مفتقَدة كحليب الأطفال)؛ لانخفاض سعرها، قياساً بأسعارها في سوريا، إن توفرت.

وقالت المصادر إن سكان المناطق الحدودية لا يرون في ذلك عملية «تهريب»، وإنما وسيلة لمواجهة الأوضاع الاقتصادية المُنهارة في البلدين. والحرب الآن تزيد معاناتهم وفقرهم تحت وطأة نيران القصف والتضييق عليهم بالحواجز العسكرية والأمنية المحيطة بمناطقهم.