توصيات حديثة لوصف الأدوية الأفيونية للأطفال

إرشادات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال

توصيات حديثة لوصف الأدوية الأفيونية للأطفال
TT
20

توصيات حديثة لوصف الأدوية الأفيونية للأطفال

توصيات حديثة لوصف الأدوية الأفيونية للأطفال

أعلنت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (American Academy of Pediatrics) للمرة الأولى في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، عن إرشادات واضحة حول كيفية وتوقيت وجوب قيام أطباء الأطفال والأطباء النفسيون بوصف المخدرات الطبية (opioids) للأطفال.

أدوية أفيونية

تأتي هذه الإرشادات بعد ازدياد الوصفات الطبية التي تحتوي على المواد الأفيونية للمراهقين للحالات المؤلمة التي لا تحتاج إلا إلى مجرد مسكن، أو لعلاج الاكتئاب، ما تسبب في إدمان الكثيرين لهذه المواد بعد ذلك.

وقالت الأكاديمية إن التوصيات تهدف إلى أن يكون لدى الأطباء بروتوكول عام للتعامل مع الألم، بحيث يكون العلاج فعالاً وآمناً في الوقت نفسه، على أن يتم إعطاء أقل جرعة كافية لتسكين الألم لأقصر وقت ممكن، حتى لا يحدث تعوّد على مستوى معين من المخدر في الجسم. وشددت التوصيات على ضرورة أن تتضمن الوصفات كتابة عقار «النالوكسون naloxone» (دواء مضاد لتأثير الأفيون opioid antagonist يستخدم في حالة الجرعات الزائدة وحدوث تسمم، ويمكن أن ينقذ حياة الطفل).

إفراط في وصف المخدرات الطبية

أوضح أطباء الأكاديمية أن المخدرات الطبية لا يمكن الاستغناء عنها، وأسهمت بالفعل في تخفيف حدة الآلام المبرحة لآلاف من المراهقين منذ بداية وصفها، لأن المسكنات العادية في كثير من الأحيان لا تكون كافية، خصوصاً في حالات الأورام المتقدمة. ولكن يجب أن تكون طريقة العلاج موحدة لكل حالة طبية مثل جرعات بقية الأدوية العادية ولا يترك الأمر لتقدير كل مراهق، حتى لا يحدث تسمم (Toxicity) في الدم نتيجة للجرعات الزائدة من المخدر.

ومن المعروف أن التعامل مع المخدرات الطبية مر بعدة مراحل في البداية لم تكن تستخدم على الإطلاق في الأطفال. ثم حدث إفراط في وصفها في السنوات الماضية. ونتيجة لحالات الإدمان والوفاة تحول الأمر إلى الاتجاه المعاكس تماماً، ولم يصفها مقدمو الرعاية الصحية حتى عندما احتاجها الأطفال. ولذلك أصدرت الأكاديمية هذه التوصيات لخلق نوع من التوازن في التعامل معها.

إعطاء مضادات الأفيون

قال الأطباء إن التوصيات بإعطاء «النالوكسون» (المضاد للأفيون) في نفس الوصفة الطبية للمخدرات الطبية كان بعد سنوات من النتائج الجيدة من الممارسة العملية على الأطفال بمستشفى الأطفال في فيلادلفيا بالولايات المتحدة. ولكن هذه الممارسات كانت خاصة بكل مستشفى على حدة. ولذا فإنه وبعد إضافته في التوصيات الإرشادية، سوف يساعد بشكل أكبر في التخلص من الخوف من وصف الأدوية الأفيونية، لسهولة الوصول إلى دواء مضاد لتأثير الجرعة الزائدة.

وفيات الأطفال بسبب الجرعات الزائدة

تبعاً لدراسة أجراها باحثون في قسم طب الأطفال بجامعة ييل (Yale) بالولايات المتحدة، توفي ما يقرب من 9 آلاف مراهق بسبب جرعات زائدة من الأدوية الأفيونية في الفترة من عام 1999 إلى عام 2016، بزيادة في معدل الوفيات بنسبة 268 في المائة. وحدث أغلب هذه الوفيات لمراهقين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً.

وضمن وفيات الأطفال دون سن 5 سنوات جراء الجرعات الزائدة العرضية (accidental) للأدوية بشكل عام، كانت الأدوية المخدرة هي السبب الأكثر شيوعاً للوفاة. ولذلك يمكن لوجود «النالوكسون» في المنزل أن يحمي من خطر الوفاة العرضية، بجانب أنه عقار آمن ولا يوجد ضرر لوجوده.

استخدام المسكنات البسيطة

أكدت التوصيات ضرورة التعامل مع الألم تبعاً لشدته، وإذا كان ألم الطفل خفيفاً فإنه يمكن استخدام الأدوية المسكنة البسيطة مثل الأسيتامينوفين (تايلينول) والإيبوبروفين (أدفيل). أما في حالة الألم الشديد فيمكن وصف الكودايين والترامادول فقط للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، والذين يعانون من حالات مزمنة معينة أو بعد إجراءات مؤلمة، ولا يجب بأي شكل أن يتم إعطاؤه للأطفال أقل من عمر 12 عاماً.

حقائق

9 آلاف

مراهق توفوا بسبب جرعات زائدة من الأدوية الأفيونية في الفترة من عام 1999 إلى عام 2016 بزيادة في معدل الوفيات بنسبة 268 في المائة


مقالات ذات صلة

مواد كيماوية بالمراتب تضر أدمغة الأطفال

صحتك يحث الباحثون مُصنعي المراتب على ضرورة التحرك واتخاذ الخطوات المطلوبة لإيقاف هذا الضرر (معاهد الصحة الأميركية)

مواد كيماوية بالمراتب تضر أدمغة الأطفال

حذرت دراستان حديثتان من تأثيرات بالغة لمواد كيماوية تنبعث من المراتب على صحة الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق خبيرة نوم تحذّر: «ضعي طفلكِ للنوم قرب الغسالة... ولا تدعوا أطفالكم ينامون في الظلام نهاراً»

خبيرة نوم تحذّر: «ضعي طفلكِ للنوم قرب الغسالة... ولا تدعوا أطفالكم ينامون في الظلام نهاراً»

وضع الرضع في غرف مظلمة وهادئة خلال النهار لأخذ قيلولة قد يؤدي إلى اضطرابات في نومهم الليلي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك نبات القنب يخفف من حدة أعراض التوحد

نبات القنب يخفف من حدة أعراض التوحد

أوضحت دراسة حديثة أن استخدام دواء مستخلص من نبات القنب قلَّل الرهاب الاجتماعي للأطفال وحسَّن الاستجابة العاطفية لديهم وعزَّز الإدراك بمشاعر المحيطين بهم.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
يوميات الشرق النشاط البدني يقلل معدلات الإصابة بالسمنة بين الأطفال (جامعة ويست فرجينيا الأميركية)

6 عوامل لحماية الأطفال من السمنة

كشفت دراسة كندية عن 6 عوامل رئيسية خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ترتبط بمستويات الدهون في الجسم لدى الأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دعوة إلى تطوير استراتيجيات فعالة للحدّ من سوء استخدام المضادات الحيوية (جامعة منيسوتا)

دراسة: 3 ملايين طفل تُوفوا بسبب «مقاومة المضادات الحيوية»

أظهرت دراسة أجراها خبيران في مجال صحة الطفل أن أكثر من 3 ملايين طفل حول العالم لقوا حتفهم في عام 2022 نتيجة للعدوى المقاومة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

متلازمة التمثيل الغذائي تزيد خطر الإصابة بالخرف المبكر... كيف تحمي نفسك؟

الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 % (رويترز)
الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 % (رويترز)
TT
20

متلازمة التمثيل الغذائي تزيد خطر الإصابة بالخرف المبكر... كيف تحمي نفسك؟

الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 % (رويترز)
الأشخاص المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 % (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن كيفية إدارة مجموعة من الحالات الصحية المعروفة باسم متلازمة التمثيل الغذائي لها تأثير كبير على احتمال إصابتك بالخرف في سن مبكرة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

لتشخيص المريض بمتلازمة التمثيل الغذائي، يجب أن يُعاني من ثلاث من الحالات التالية: كبر محيط الخصر، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم، وانخفاض مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، المعروف أيضاً باسم HDL أو الكوليسترول «الجيد».

أظهرت البيانات أن الأشخاص المصابين بمتلازمة التمثيل الغذائي، أو مزيج من هذه العوامل، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف في سن مبكرة بنسبة 24 في المائة.

قال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور مينوو لي، في رسالة بريد إلكتروني: «الخلاصة الرئيسية للدراسة هي أن متلازمة التمثيل الغذائي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف المبكر»، أي الخرف قبل سن 65. وأضاف: «تُبرز نتائجنا أهمية إدارة الصحة الأيضية مبكراً للوقاية من الخرف والحفاظ على صحة الدماغ».

حللت الدراسة بيانات ما يقرب من مليوني شخص من هيئة التأمين الصحي الوطني الكوري الذين خضعوا لفحوصات طبية. وحلل الباحثون مؤشرات متلازمة التمثيل الغذائي والذين أصيبوا بالخرف المبكر بين عامي 2009 ونهاية عام 2020.

وشرح لي، الأستاذ المساعد في قسم الأعصاب بمستشفى القلب المقدس بجامعة هاليم في كوريا الجنوبية: «يرتبط كل عامل - مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، والسمنة، ومستويات الكوليسترول غير الطبيعية - بشكل فردي بارتفاع خطر الإصابة بالخرف».

تشير هذه النتائج إلى زيادة خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي لدى شريحة كبيرة من سكان الولايات المتحدة، حيث يُعاني نحو واحد من كل ثلاثة بالغين في أميركا من متلازمة التمثيل الغذائي، وفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم.

قال الدكتور ريتشارد إيزاكسون، أخصائي طب الأعصاب الوقائي ومدير الأبحاث في معهد الأمراض العصبية التنكسية في بوكا راتون بولاية فلوريدا: «يُعد الخرف من أكثر الأمراض التي نخشاها، والإصابة به في سن مبكرة أمرٌ أكثر إثارة للقلق». ولم يشارك إيزاكسون في الدراسة الجديدة.

وتابع: «يجب تمكين جميع الأشخاص من جميع الأعمار - من العشرينات والثلاثينات والأربعينات والخمسينات وما فوق - من اتخاذ خيارات صحية للدماغ في وقت مبكر... أعتقد أن هذه الدراسة تُقدم لنا المزيد من الأدلة التي تُشير إلى أن هذه الخيارات الصحية للدماغ قد تُؤدي إلى نتائج دماغية أفضل بمرور الوقت».

قد لا تبدو الحالات التي تُشكل متلازمة التمثيل الغذائي مرتبطةً مباشرةً بخطر الإصابة بالخرف، ولكن هناك بعض الطرق التي يُمكن أن تؤثر بها صحة الأوعية الدموية على التدهور المعرفي، كما ذكر إيزاكسون.

يمكن أن تؤدي متلازمة التمثيل الغذائي إلى الالتهاب، و«عندما يُصاب الشخص بالتهاب في الجسم والدماغ، يُمكن أن يُسرّع ذلك من عملية الشيخوخة»، كما قال إيزاكسون. وعندما يُصاب الشخص بالتهاب في الدماغ، لا تعمل وظائفه بشكل جيد.

وأفاد أن كفاءة عمل الأوعية الدموية تُعدّ أيضاً أمراً مهماً للصحة المعرفية للحفاظ على تدفق كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ. وأخيراً، أشار إلى أن متلازمة التمثيل الغذائي قد تؤثر على قدرة الدماغ على استقلاب الطاقة، مما قد يؤدي إلى ضعف الإدراك.

خطوات لتحسين الصحة

كشف إيزاكسون أن العوامل الوراثية ونمط الحياة يُسهمان في حالات الخرف، لذا قد يُصاب بعض الأشخاص بالخرف رغم اتباعهم جميع نصائح طبيبهم. وأضاف أن إجراء تغييرات صحية في نمط الحياة ومعالجة متلازمة التمثيل الغذائي قد يمنع أو يُؤخر الإصابة بالخرف لدى الكثيرين.

وأوضحت الدكتورة بام تاوب، أخصائية أمراض القلب الوقائية وأستاذة الطب في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، أن علاج متلازمة التمثيل الغذائي، التي قد تزيد أيضاً من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، يبدأ بتغييرات في نمط الحياة.

وأضافت: «بشكل عام، نوصي باتباع نظام غذائي متوسطي متوازن، وهو نظام غذائي متوازن من حيث البروتينات والكربوهيدرات والألياف، مع الحد من كمية السعرات الحرارية المتناولة».

وأشارت إلى أن بعض الأبحاث حول متلازمة التمثيل الغذائي تُظهر أن تناول الطعام في أوقات محددة يمكن أن يُساعد في إدارة هذه الحالات.

الحفاظ على النشاط البدني المنتظم أمرٌ أساسي، مع أن كمية ونسبة تمارين القوة والمرونة قد تختلف باختلاف حالتك الصحية، وقد تتم مناقشتها مع طبيبك، على حد قولها. وأضافت أن الحصول على قسط كافٍ من النوم والتعامل مع التوتر ضروريان أيضاً لإدارة جميع الحالات المزمنة تقريباً.

وقالت تاوب: «بالطبع، لا يمكننا التحكم في التوتر الذي نتعرض له، ولكن المهم هو كيفية تعديل استجابتنا».

وأكدت أن تغييرات نمط الحياة وحدها قد لا تحل المشكلة تماماً، فقد يوصي طبيبك بأدوية للمساعدة في خفض ضغط الدم، وسكر الدم، ومقاومة الإنسولين، وخفض الدهون، وإدارة الوزن.