ميلانيا ترمب تعليقاً على اتهامها بسرقة خطاب لميشيل أوباما: تعرضتُ للخيانة

السيدة الأميركية الأولى السابقة ميلانيا ترمب (أ.ب)
السيدة الأميركية الأولى السابقة ميلانيا ترمب (أ.ب)
TT

ميلانيا ترمب تعليقاً على اتهامها بسرقة خطاب لميشيل أوباما: تعرضتُ للخيانة

السيدة الأميركية الأولى السابقة ميلانيا ترمب (أ.ب)
السيدة الأميركية الأولى السابقة ميلانيا ترمب (أ.ب)

ألقت السيدة الأميركية الأولى السابقة، ميلانيا ترمب، باللوم على فريق العمل الخاص بها في الفضيحة الشهيرة التي اتُّهمت فيها بسرقة خطاب ميشيل أوباما في عام 2016، مشيرة إلى أنها «تعرضت للخيانة» فيما يخص هذا الأمر.

وفي مذكراتها؛ التي صدرت اليوم (الثلاثاء)، تحدثت ميلانيا عن هذا الحدث المثير للجدل، الذي عرضها لإحراج كبير، حيث تبين أن خطاباً ألقته أمام مؤتمر الحزب الجمهوري عام 2016، تضمن اقتباساً شبه حرفي لمقاطع من خطاب سبق أن ألقته ميشيل أوباما.

وفي الخطابين، تقدم السيدتان نفسيهما إلى الشعب الأميركي بالحديث عن القيم التي طبعت حياتهما. وقالت ميلانيا: «والداي رسخا القيم لدي: أن تعمل بجهد لتحصل على ما تريده في الحياة، وأن كلمتك عهد عليك، وأن تنفذ ما تقوله وتفي بوعدك، وأن تعامل الناس باحترام. وعلماني إظهار القيم والأخلاق في حياتي اليومية. هذا هو الدرس الذي أستمر في إيصاله إلى ابننا».

وأضافت: «نحن في حاجة إلى إيصال هذه الدروس لكثير من الأجيال المقبلة؛ لأننا نريد أن يدرك أطفالنا في هذه الأمة أن الحدود الوحيدة لإنجازاتهم هي قوة أحلامهم، واستعدادهم للعمل من أجلها».

وفي الخطاب الذي ألقته في «المؤتمر الوطني الديمقراطي» عام 2008، قالت ميشيل أوباما: «باراك وأنا نشأنا وسط كثير من القيم المتشابهة: أن تعمل بجهد لتحصل على ما تريده في الحياة، وأن كلمتك عهد عليك، وأن تنفذ ما تقول إنك ستفعله، وأن تعامل الناس بكرامة واحترام، حتى إن لم تعرفهم، وحتى إن كنت لا توافقهم الرأي».

وأضافت أوباما: «باراك وأنا انطلقنا في بناء حياة توجهها هذه القيم، لنوصلها إلى الجيل المقبل؛ لأننا نريد لأولادنا وجميع أولاد هذه الأمة أن يدركوا أن الحدود الوحيدة لحجم إنجازاتهم هي تحقيق أحلامهم، وعزمهم على العمل من أجلها».

وقالت ميلانيا في مذكراتها إنها شعرت بـ«شعور عميق بالخيانة» من قبل أعضاء فريق العمل بعد انكشاف هذه الفضيحة.

وأقرت بأن الخطاب يحتوي «تشابهاً لا يمكن إنكاره» مع خطاب ميشيل أوباما، واتهمت فريق الحملة بـ«الفشل» في هذا الشأن.

وكتبت ميلانيا أن حملة ترمب جندت ميريديث ماك إيفر - وهي كاتبة داخلية في «منظمة ترمب» و«صديقة قديمة» للعائلة - لدعمها في كتابة الخطاب.

وتقول ميلانيا إنها انجذبت في أثناء البحث إلى خطاب ميشيل أوباما، مضيفة: «خلال مراجعتي كثيراً من خطابات السيدات الأوليات السابقات، كان تأكيد ميشيل على القيم الأساسية للعمل الجاد والنزاهة واللطف يتردد صداه بعمق داخلي، حيث تماشى ذلك مع المبادئ الأساسية التي غرسها والداي فيّ خلال نشأتي في سلوفينيا».

وتابعت: «في مناقشاتي مع ميريديث، نقلت أهمية قيام الآباء بنقل هذه القيم إلى أطفالهم. وبينما اعتمدت على ميريديث لمساعدتي في كتابة الخطاب وعلى الحملة لمراجعته، كنت مسرورة بالنتيجة النهائية، قبل أن اكتشف المشكلة بعد إلقائه».

ولقي الخطاب استحساناً كبيراً في «المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري»، وكانت ميلانيا في حالة معنوية عالية. لكن هذا الأمر لم يستمر طويلاً.

وتقول السيدة الأولى السابقة في كتابها: «تحول شعوري بالإنجاز إلى فزع وصدمة عندما وصلت إليّ أخبار اتهامي بالسرقة الأدبية. كان رد فعلي الأولي هو عدم التصديق، ولكن بعد الفحص الدقيق، تركتني أوجه التشابه التي لا يمكن إنكارها بين الخطابين في حالة من الذهول، وأدركت حينها أنني اعتمدت كثيراً على الآخرين في أمر مهم كهذا».

وأشارت ميلانيا إلى أنها سألت زوجها دونالد ترمب: «لماذا لم يُفحص الخطاب؟»، وقد أعرب الرئيس السابق عن «خيبة أمله، لكنه لم يتمكن من تقديم» إجابة لها.


مقالات ذات صلة

ترمب يضغط على مجلس الشيوخ لتمرير تعييناته... رغم الفضائح

الولايات المتحدة​ مرشح الرئيس المنتخب لمنصب وزير الصحة روبرت كيندي يتحدث مع النائب الأميركي السابق مات غايتس الذي رشحه ترمب لمنصب وزير العدل وزوجته جينجر لوكي غايتس في حفل معهد أميركا أولاً للسياسة الذي أقيم بمارالاغو ببالم بيتش بفلوريدا (أ.ف.ب)

ترمب يضغط على مجلس الشيوخ لتمرير تعييناته... رغم الفضائح

دفع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب للمصادقة على مرشحيه للمناصب العليا في إدارته المقبلة وبينهم مرشحه لوزارة العدل مات غايتس الذي تلاحقه فضائح أخلاقية

علي بردى (واشنطن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
الاقتصاد سيارات أجرة في أحد الشوارع التجارية والخدمية بجزيرة هونغ كونغ ليلاً (أ.ف.ب)

بكين تتعهد تعزيز مركز هونغ كونغ العالمي وحماية الاستثمار الأجنبي

أبلغت بكين كبار المسؤولين التنفيذيين في «وول ستريت»، الثلاثاء، أنها ستمضي قدماً في إصلاحات سوق رأس المال وفي فتح قطاعها المالي للأجانب

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الولايات المتحدة​ الرئيس المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع إيلون ماسك خلال بطولة للمصارعة في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك (إيميجن إميجيز)

إيلون ماسك ودونالد ترمب: علاقة متوترة وسط صراعات السياسة والتحالفات الجديدة

لم تعد العلاقة الودية التي جمعته وترمب تحظى بالترحيب داخل الأوساط المحافظة الموالية للأخير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

هل قرار بايدن رفع الحظر عن أوكرانيا منسق مع ترمب أم لإحراجه؟

الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماعه مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب في البيت الأبيض (أرشيفية - إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماعه مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب في البيت الأبيض (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

هل قرار بايدن رفع الحظر عن أوكرانيا منسق مع ترمب أم لإحراجه؟

الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماعه مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب في البيت الأبيض (أرشيفية - إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماعه مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب في البيت الأبيض (أرشيفية - إ.ب.أ)

سماح الرئيس الأميركي جو بايدن، غير المؤكد بعد بتصريح رسمي، لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بالصواريخ بعيدة المدى التي زودتها بها الولايات المتحدة، أثار الكثير من التساؤلات، خاصة في فترة تسمى «البطة العرجاء» بالنسبة لإدارة مغادرة. ومع إعلان موسكو أن هجوماً صاروخياً نُفذ اليوم على منشأة في منطقة بريانسك الروسية، باستخدام صواريخ «أتاكمز» للمرة الأولى، جرى التساؤل عمّا إذا كان بايدن قد نسق هذا القرار مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب، أم كان من أجل إحراجه وتصعيب الأمور عليه إذا قرر سياسة جديدة تجاه أوكرانيا، كما هو متوقع. قد يعتقد ترمب أنه يستطيع التحدث عن السلام، لكنه سيرث حرباً؛ إذ أصبحت المخاطر أعلى بكثير.

صورة مركَّبة للرئيسين الروسي بوتين والأميركي المنتخب ترمب (أ.ف.ب)

الجلوس إلى طاولة المفاوضات

يقول مسؤولو إدارة بايدن إن الموافقة على استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى، قد يكون تأثيرها التصعيدي على الصراع ضئيلاً. ويزعمون أن هذه الخطوة ستُستخدم لوضع أوكرانيا في أفضل وضع ممكن ضد روسيا إذا تحرك ترمب بالفعل بسرعة نحو محادثات السلام، كما تعهد بذلك. وعلى الرغم من استخدام هذه الأنظمة الغربية بالفعل لضرب الأراضي التي تحتلها روسيا، مثل شبه جزيرة القرم، فإن استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا كان يُعدّ منذ فترة طويلة من المحرمات الثابتة، خوفاً من إشعال حرب نووية. لكن كييف رفضت هذه المخاوف بوصفها مبالغاً فيها، واستخدمت توغلها في منطقة كورسك الروسية دليلاً على أن الخطوط الحمراء لموسكو يمكن تجاوزها دون إحداث كارثة.

تغيير العقيدة النووية الروسية

ويوم الاثنين، وبعدما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن استخدام الأسلحة بعيدة المدى من شأنه أن يدل على «مستوى جديد نوعياً من التوتر، وموقف جديد نوعياً من حيث تورط الولايات المتحدة في الصراع»، وقّع الرئيس الروسي، الثلاثاء، على تحديث للعقيدة النووية. وكان بوتين قد أمر قبل أسابيع فقط من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أجريت هذا الشهر، بإجراء تغييرات على العقيدة النووية لتنص على أنه من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية، هجوماً مشتركاً على روسيا.

صاروخ «أتاكمز» الأميركي خلال مناورة تدريب مع كوريا الجنوبية (رويترز)

بيد أن تصريحات فريق ترمب الانتقالي، أو من مرشحيه للمناصب الحكومية، كانت متناقضة. فقد انتقد نجل ترمب، دونالد جونيور، القرار بشدة، وكتب على منصة «إكس» قائلاً: «يبدو أن المجمع الصناعي العسكري يريد التأكد من بدء الحرب العالمية الثالثة قبل أن تتاح لوالدي فرصة خلق السلام وإنقاذ الأرواح».

ترمب هو المتحدث عن أوكرانيا

لكن بياناً من المتحدث باسم ترمب، قال إن أي تعليقات بشأن أوكرانيا والصراع هناك ستأتي مباشرة من الرئيس أو شخص مخول له، من دون التطرق إلى قرار إدارة بايدن، الذي لم يتم الإعلان عنه رسمياً. وقال ستيفن تشيونغ، مدير اتصالات ترمب: «كما قال الرئيس في أثناء حملته الانتخابية، فهو الشخص الوحيد الذي يمكنه جمع الجانبين من أجل التفاوض على السلام، والعمل على إنهاء الحرب ووقف القتل».

في المقابل، قال مستشار الأمن القومي القادم مايك والتز، إنه لم يتم إطلاعه مسبقاً على التغييرات في سياسة إدارة بايدن. وقال خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «إنها خطوة أخرى على سلم التصعيد، ولا أحد يعرف إلى أين يتجه هذا».

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض في سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

ترمب مستاء من بوتين

لكن صحيفة «ذي هيل» أوردت في تحليل لها، أن ترمب قد يكون مستاء جداً من بوتين، بعد قيامه بتهنئة زوجته ميلانيا في برنامج «60 دقيقة» الروسي، على فوز زوجها في الانتخابات، من خلال عرض عدد من الصور العارية للسيدة الأولى المستقبلية، والتي ظهرت في الأصل في مجلة عام 2000. وقد لا تكون الصور بحد ذاتها مزعجة بالنسبة إلى ترمب، لكن ظهورها في وسائل الإعلام الدعائية لبوتين توضح أنها كانت تهدف إلى الإحراج، وليس الاحتفال. وما زاد الأمر سوءاً أن الصور لم تعرض بحضور بوتين فحسب، بل فعل ذلك قبل تهنئة ترمب رسمياً على فوزه، ونفيه أيضاً صحة التقارير بأنه تحدث مع ترمب عبر الهاتف.

خيارات بوتين ضيقة

وفيما عدّ المراقبون أن الأمر كان مقصوداً، وأن بوتين يقول لترمب إنه لا يحتاج إليه أو إلى الولايات المتحدة لبدء المفاوضات، وأنه سينهي الحرب ضد أوكرانيا على طريقته. لكن حقيقة الأمر أن بوتين ليس لديه الكثير ليستخدمه ضد ترمب وعائلته، وأن ألعابه تنم عن الضعف والفشل. كما أن إصراره على الادعاء في مؤتمر فالداي الأخير، بأن روسيا حاصرت الآلاف من الأوكرانيين هناك بعيد كل البعد عن الواقع على الجبهة.

وتقول صحيفة «فورين بوليسي» إن بوتين يدرك أيضاً أن مسؤوليه يشعرون بالقلق إزاء عدم استدامة سياسته الاقتصادية، وربما يكون الاقتصاد قد وصل إلى حدوده، ولا يستطيع الكرملين توسيع الإنتاج بسرعة كافية لاستبدال الأسلحة التي يخسرها في المعركة. وأصبحت القيود واضحة في قطاعات أخرى أيضاً، فقد اضطرت البلاد إلى تأجيل ثلاثة مشاريع رئيسية للبنية التحتية العلمية.