بعد الخفض الكبير... الأنظار إلى بيانات التضخم الأميركي وكلمة باول

أرقام طلبات البطالة الأسبوعية محور اهتمام وسط تركيز «الفيدرالي» على سوق العمل

أشخاص يتسوقون في متجر البقالة بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
أشخاص يتسوقون في متجر البقالة بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

بعد الخفض الكبير... الأنظار إلى بيانات التضخم الأميركي وكلمة باول

أشخاص يتسوقون في متجر البقالة بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
أشخاص يتسوقون في متجر البقالة بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

بعد الخفض الكبير الذي أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، يتحول الاهتمام مرة أخرى إلى البيانات الاقتصادية، خصوصاً أرقام التضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي، للحصول على مؤشرات على مدى سرعة انخفاض أسعار الفائدة بالمستقبل.

لقد اتخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي خطوة كبيرة عندما بدأ في خفض أسعار الفائدة، واختار خفضاً بمقدار 50 نقطة أساس باجتماعه في سبتمبر (أيلول). وستكون البيانات المقبلة التي تُظهر مدى سرعة انخفاض التضخم ومدى تباطؤ الاقتصاد الآن، مفتاحاً لتحديد التوقعات لخفض أسعار الفائدة في المستقبل.

ويتوقع معظم المحللين خفضين آخرين لأسعار الفائدة في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، وتضع أسواق المال في الحسبان مخاطر عالية بأن يكون أحدهما خفضاً كبيراً آخر بمقدار 50 نقطة أساس، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال».

ومع ذلك، أوضح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيستجيب للمعلومات الواردة، وفقاً لإريك وينوغراد، مدير أبحاث الاقتصاد بالأسواق المتقدمة في «أليانسبرنشتاين». وقال وينوغراد في مذكرة إن البنك المركزي «يمكنه التحرك بشكل أكثر عدوانية إذا لزم الأمر».

ومع ذلك، قال المحللون في «يونيكريديت» للأبحاث إن باول أوضح أن خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، «لا يمثل الوتيرة الجديدة».

ومن المرجح أن تكون بيانات التضخم في نفقات الاستهلاك الشخصي بالولايات المتحدة يوم الجمعة - المقياس المفضل للتضخم لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي - لشهر أغسطس (آب)، هي العنصر الأكثر مراقبة عن كثب خلال الأسبوع المقبل.

وستصدر هذه البيانات بعد يوم على تعليقات جديدة لرئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يوم الخميس، في مؤتمر سوق سندات الخزانة الأميركية لعام 2024، التي ستأتي بعد نحو أسبوع من تحرك المصرف المركزي الأميركي.

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» في مؤتمره الصحافي عقب قرار خفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساس (رويترز)

وقال محللون في بنك «إس إي بي» في مذكرة، إن هذه البيانات من شأنها أن تدعم الرأي القائل إن التضخم «تحت السيطرة».

ومن المقرر أيضاً صدور التقدير الثالث للناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الثاني يوم الخميس، كما من المقرر صدور المسح النهائي للمستهلكين لجامعة ميشيغان لشهر سبتمبر يوم الجمعة.

وسوف تتم متابعة بيانات مديري المشتريات الأولية لـ«ستاندرد آند بورز» بشأن التصنيع والخدمات لشهر سبتمبر يوم الاثنين، ومؤشر ثقة المستهلك لمجلس المؤتمر (كونفرنس بورد) لشهر سبتمبر يوم الثلاثاء، للحصول على تفاصيل حول الأداء الأخير للاقتصاد.

ونظراً للتركيز الشديد من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي على سوق العمل، من المرجح أن تجذب أرقام طلبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس الانتباه.

علامة توظيف بمتجر بيع بالتجزئة في بوفالو غروف في إيلينوي (أ.ب)

ومن بين البيانات الأخرى الجديرة بالملاحظة بيانات السلع المعمرة لشهر أغسطس يوم الخميس، ومؤشر أسعار المساكن كيس شيلر لشهر يوليو (تموز) يوم الثلاثاء، ومبيعات المساكن الجديدة في أغسطس يوم الأربعاء.

وعلى خط موازٍ، قد تكون السوق حساسة في الأسابيع المقبلة بشكل خاص لانتخابات هذا العام المتقاربة بين الجمهوري دونالد ترمب والديمقراطية كامالا هاريس. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة سباقاً متعادلاً تقريباً. وقال استراتيجيو المشتقات المالية في «يو بي إس» في مذكرة: «ما لم تتدهور البيانات بشكل كبير، نعتقد أن الانتخابات الأميركية ستكون في الصدارة»، بحسب «رويترز».

ويتطلع المستثمرون أيضاً إلى بيانات تدعم التوقعات بأن الاقتصاد يتجه نحو «الهبوط الهادئ»، حيث يتباطأ التضخم دون الإضرار بالنمو بشكل كبير. وتؤدي الأسهم بشكل أفضل كثيراً بعد بدء خفض أسعار الفائدة في مثل هذا السيناريو، على عكس ما يحدث عندما يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أثناء فترات الركود.

متداول يتابع تحرك أسعار الأسهم عقب قرار «الاحتياطي الفيدرالي» (رويترز)

منطقة اليورو

ستتم مراقبة استطلاعات مديري المشتريات المؤقتة لمنطقة اليورو يوم الاثنين، حول نشاط القطاع الخاص خلال شهر سبتمبر عن كثب، وسط حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في أكتوبر، أم لا، بعد خفض أسعار الفائدة الوفير هذا الشهر في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تظهر مؤشرات مديري المشتريات أن قطاع التصنيع لا يزال في حالة ركود، بينما يتلاشى الدعم المؤقت لقطاع الخدمات من الألعاب الأولمبية في باريس.

ويتوقع محللو «إل بي بي واي» أن تظهر البيانات أن النشاط المركب الإجمالي لمنطقة اليورو، لا يزال أعلى بقليل من مستوى 50، الذي يمثل عتبة النمو. وقالوا: «من وجهة نظر البنك المركزي الأوروبي، من غير المرجح أن يوفر هذا حجة كافية لخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماع أكتوبر». لكن المحللين أضافوا أن القراءة المركبة أقل من 50 من المرجح أن تثير تكهنات خفض أسعار الفائدة.

وفيما يتعلق بتوقعات أسعار الفائدة لدى البنك المركزي الأوروبي، فإن اتجاهات التضخم هي الأكثر أهمية. ونظراً لذلك، فإن أرقام التضخم المؤقتة لأسعار المستهلك في فرنسا وإسبانيا لشهر سبتمبر يوم الجمعة، قد تحظى باهتمام خاص. وعلى عكس بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي لديه تفويض مزدوج باستهداف التوظيف فضلاً عن التضخم، فإن تركيز البنك المركزي الأوروبي ينصب فقط على التضخم.

وكانت رئيسة المصرف المركزي الأوربي كريستين لاغارد، أشادت في كلمة لها من مقر صندوق النقد الدولي في نهاية الأسبوع، بالتراجع «الملحوظ» في معدلات التضخم مع فقدان الحد الأدنى من الوظائف، وتوقعت أن يصل التضخم إلى الهدف بحلول عام 2025. ومع ذلك، حذرت من أن هناك حالة من عدم اليقين الكبيرة لا تزال قائمة.

رئيسة المصرف المركزي الأوروبي في محاضرة ميشيل كامديسو السنوية للبنوك المركزية لعام 2024 بصندوق النقد الدولي (إ.ب.أ)

وقال محللون في بنك «إيه بي إن أمرو» في مذكرة، إن بيانات التضخم الفرنسية «ستعطي قراءة مبكرة للتضخم الكلي في منطقة اليورو، الذي من المقرر أن يأتي في الأسبوع التالي». وأضافوا: «نتوقع انخفاضاً كبيراً في التضخم، حيث تنتقل أسعار النفط المنخفضة إلى أسعار البنزين، ومن المرجح أيضاً أن يهدأ التضخم في الخدمات مع تراجع تأثير الألعاب الأولمبية».


مقالات ذات صلة

الفضة تلامس قمة تاريخية جديدة عند 63.59 دولار للأونصة

الاقتصاد صائغ ذهب يُدخل حجراً كريماً داخل تاج فضي في ورشة لصناعة المجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)

الفضة تلامس قمة تاريخية جديدة عند 63.59 دولار للأونصة

سجل سعر الفضة الفوري ارتفاعاً قياسياً جديداً، حيث وصلت الأسعار في التداولات الأخيرة إلى نحو 63.59 دولار للأونصة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري باول مغادراً القاعة بعد انتهاء مؤتمره الصحافي عقب قرار خفض الفائدة (رويترز)

تحليل إخباري «الفيدرالي» قد «يحجب» خفض الفائدة عن ترمب... لكنه يرسم رؤية إيجابية لاقتصاد 2026

قد لا يمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الرئيس دونالد ترمب جميع تخفيضات أسعار الفائدة التي يرغب فيها، إلا أن رؤيته لاقتصاد 2026 إيجابية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد خواتم ذهبية معروضة للبيع في محل ذهب بالسوق الكبير في إسطنبول (أ.ف.ب)

الذهب يرتفع مع انقسام آراء مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن خفض الفائدة

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الخميس، بعد أن خفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يعقد مؤتمراً صحافياً في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» يخفض الفائدة ربع نقطة

اختتم مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الأخير للسياسة النقدية لهذا العام بإقرار خفض أسعار الفائدة، بواقع ربع نقطة، إلى نطاق ما بين 3.50 إلى 3.75 في المائة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد باول في مؤتمره الصحافي بعد قرار اللجنة الفيدرالية (أ.ب)

باول بعد قرار خفض الفائدة: مخاطر التضخم تميل إلى الصعود

حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في مؤتمر صحافي عقب قرار خفض الفائدة، من أن «مخاطر التضخم تميل إلى الصعود».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مليارات الذكاء الاصطناعي... هل هي فرصة تاريخية أم فخ الفقاعة؟

روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)
روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)
TT

مليارات الذكاء الاصطناعي... هل هي فرصة تاريخية أم فخ الفقاعة؟

روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)
روبوتات تعمل في غرفة أخبار أُنشئت باستخدام تطبيق «Midjourney» المدعوم بالذكاء الاصطناعي (إكس)

في وقت تتدفق فيه مئات المليارات نحو صناعة الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، يجد المستثمرون أنفسهم أمام سؤال جوهري: هل نحن أمام ثورة رقمية تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، أم على أعتاب فقاعة مالية جديدة تشبه الدوت كوم؟

فالسباق العالمي لبناء مراكز البيانات، وتطوير الرقائق، وتوسيع البنية التحتية، تجاوز بالفعل حجم استثمارات تاريخية مثل «مشروع مانهاتن» و«برنامج أبولو»، فيما تتنافس شركات التكنولوجيا العملاقة على اقتناص موقع قيادي في «سباق السلاح الرقمي» الجديد. لكن هذا الزخم الهائل ترافقه مؤشرات مقلقة: أسعار أسهم صعدت بوتيرة فلكية، وتقييمات شركات ناشئة لا تعكس حجم إيراداتها الفعلي، وشهية استثمارية تغذِّيها توقعات النمو أكثر مما تغذيها النتائج الواقعية.

وبينما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة اقتصادية تمتد لعقود، يُحذر آخرون من أن الحماس المفرط قد يُخفي وراءه هشاشة يمكن أن تؤدي إلى تصحيح قاسٍ في الأسواق.

لا يعتقد مورتن ويرود، الرئيس التنفيذي لشركة «إيه بي بي»، أن هناك فقاعة، لكن «نرى بعض القيود فيما يتعلق بسعة البناء التي لا تواكب جميع الاستثمارات الجديدة»، وفقاً لـ«رويترز».

وأضاف: «نتحدث عن تريليونات من الاستثمارات، وستستغرق عدة سنوات لتنفيذها، لأن الموارد والبشر غير كافيين لبناء كل هذا».

أما دينيس ماشويل، الرئيس التنفيذي لشركة «أديكو»، فيرى أن «هناك بالفعل فجوة حالية بين هذا العرض الهائل من الذكاء الاصطناعي والطريقة التي تقوم بها الشركات بتضمينه فعلياً في عملياتها الأساسية»، كما قال في نوفمبر (تشرين الثاني). وأضاف أن المشروع المشترك لمجموعته مع «سيلس فورس» قد يقلل من مخاطر فقاعة الذكاء الاصطناعي من خلال دفع الشركات لاستخدامات أكثر واقعية للتقنية.

يد آلية أمام رسالة مكتوب عليها «الذكاء الاصطناعي» ولوحة مفاتيح (رويترز)

ويقول سندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة «ألفابت»: «لا أعتقد أن أي شركة ستكون بمنأى عن التأثر، بما في ذلك نحن»، وذلك في مقابلة مع «بي بي سي» نُشرت في 18 نوفمبر، عند سؤاله عن كيفية تعامل «غوغل» مع احتمال انفجار فقاعة. وأضاف أن موجة الاستثمار الحالية في الذكاء الاصطناعي «لحظة استثنائية»، لكنه أقر بوجود «عناصر من السلوك غير العقلاني» في السوق، مشيراً إلى تحذيرات مماثلة خلال فترة فقاعة «الدوت كوم».

أما جيف بيزوس، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «أمازون»، فيقول: «عندما يتحمس الناس بشدة للذكاء الاصطناعي كما يحدث اليوم، يتم تمويل كل تجربة... ويصعب على المستثمرين التمييز بين الأفكار الجيدة والسيئة وسط هذا الحماس».

وأضاف: «الفقاعات الصناعية ليست بالخطورة نفسها كالفقاعات المصرفية، وقد تكون مفيدة لأن الفائزين النهائيين سيعودون بالنفع على المجتمع من خلال تلك الابتكارات».

وحذر بنك إنجلترا (البنك المركزي) من أن الأسواق العالمية قد تتراجع إذا تغير مزاج المستثمرين تجاه آفاق الذكاء الاصطناعي. وقالت لجنة السياسة المالية في البنك في 8 أكتوبر (تشرين الأول): «ارتفعت مخاطر حدوث تصحيح حاد في السوق»، مضيفةً أن احتمال تأثير ذلك على النظام المالي البريطاني «مهم».

وخلال حلقة نقاشية في قمة خاصة بالتكنولوجيا في آسيا في 3 أكتوبر الماضي، قال برايان يو، المدير الاستثماري في «جي آي سي»، إن «هناك بعض الضجة المبالغ فيها في مجال الشركات الناشئة»، وأضاف: «أي شركة ناشئة تحمل شعار (إيه آي) ستُقوَّم بمضاعفات ضخمة مهما كان حجم الإيرادات الصغيرة... قد يكون ذلك عادلاً لبعض الشركات وليس كذلك لأخرى».

فيما أكد جوزيف بريغز، الاقتصادي في «غولدمان ساكس» للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن فيض الاستثمارات بمليارات الدولارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة مستدام، ورفض المخاوف المتزايدة من أن القطاع قد يكون في مرحلة فقاعة. لكنه حذر من أن «الفائزين النهائيين في الذكاء الاصطناعي لا يزالون غير واضحين»، مع تغير التكنولوجيا بسرعة، وانخفاض تكلفة الانتقال، مما قد يحد من مزايا المبادر الأول.

وأشار بيير-أوليفييه غورينتشاس، كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، إلى أنه قد تتبع موجة استثمارات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة انهياراً شبيهاً بفترة «الدوت كوم»، لكنها أقل احتمالاً أن تكون حدثاً نظامياً يضر بالاقتصاد الأميركي أو العالمي. وأضاف: «هذا لا يتم تمويله بالديون، مما يعني أنه إذا حدث تصحيح في السوق، قد يخسر بعض المساهمين وبعض حاملي الأسهم».

جن سين هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، يقول: «تحدث الكثير عن فقاعة الذكاء الاصطناعي، لكن من وجهة نظرنا نرى شيئاً مختلفاً جداً»، مشيراً إلى الطلب الكبير من شركات الحوسبة السحابية على رقائق شركته.

وفي أغسطس (آب) الماضي، تساءل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»: «هل نحن في مرحلة يكون فيها المستثمرون بأكملهم مفرطين في الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي؟ جوابي: نعم». وأضاف: «سوف يخسر البعض مبالغ هائلة، وسيجني البعض الآخر مبالغ هائلة أيضاً».

وفي أول منشور له على «إكس» منذ أكثر من عامين، حذر مايكل بوري، مستثمر ومؤسس «سايون» لإدارة أصول، من فقاعة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ووضع رهانات هبوطية على «إنفيديا» و«بالانتير» الشهر الماضي، وهذا زاد من مخاوف المستثمرين بشأن الإنفاق المبالغ فيه في صناعة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

لكن تشي تاي-وون، رئيس «إس كيه هاينكس» الكورية الجنوبية، لا يرى «أي فقاعة في صناعة الذكاء الاصطناعي». وأضاف: «لكن عند النظر إلى أسواق الأسهم، نجدها صعدت بسرعة كبيرة جداً، وأعتقد أنه من الطبيعي أن يكون هناك بعض التصحيحات»، مشيراً إلى أن أسهم الذكاء الاصطناعي تجاوزت قيمتها الأساسية.

ويرى محللو الأسهم في بنك «يو بي إس»، أن عدد المستثمرين الذين يعتقدون أننا في فقاعة الذكاء الاصطناعي يقارب عدد أولئك الذين ما زالوا محتفظين باستثماراتهم في القطاع. وأضافوا في مذكرة منتصف أكتوبر الماضي: «معظمهم شعر بأننا في فقاعة، لكن بعيداً عن الذروة فإن نحو 90 في المائة من الذين قالوا إننا في فقاعة ما زالوا مستثمرين في العديد من مجالات الذكاء الاصطناعي».


أوروبا لتبسيط إجراءات الاستيراد

اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)
اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)
TT

أوروبا لتبسيط إجراءات الاستيراد

اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)
اصطفاف شاحنات نقل تابعة لشركة «أمازون» في ميناء شيربورغ بفرنسا بسبب تأخير عمليات التفتيش الجمركي (رويترز)

يدخل أكثر من 12 مليون طرد الاتحاد الأوروبي يومياً، مما يجعل مهمة فحصها بحثاً عن البضائع غير القانونية، أو التي لم تُعلن، أو تقدير الرسوم المستحقة عليها، مهمة شاقة على رجال الجمارك.

والكثير من هذه الطرود صغير الحجم وقليل القيمة، ففي عام 2024 دخل إلى التكتل 4.6 مليار طرد بقيمة معلنة فردية أقل من 22 يورو (25.6 دولار).

وذكرت المفوضية الأوروبية في أغسطس (آب) الماضي أن نسبة ما فحصته سلطات الجمارك من إجمالي المنتجات المستوردة بلغت فقط 0.0082 في المائة.

ووفقاً لديوان المحاسبة الأوروبي (محكمة المدققين الأوروبيين)، تفتقر عمليات الفحص الجمركي في بعض الدول الأعضاء إلى الصرامة الكافية. كما أن عدم توحيد تطبيق القواعد في جميع دول الاتحاد يجعل الاحتيال أمراً سهلاً.

إصلاح الجمارك: ما الخطة؟

وفي عام 2023، قدمت المفوضية الأوروبية مقترحات تهدف إلى إجراء إصلاح شامل للحد من البيروقراطية والتعامل مع تحديات مثل الارتفاع الحاد في حجم التجارة الإلكترونية.

وتُعدّ كيفية إدارة التدفق الهائل للطرود والشحنات الواردة من دول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي -خصوصاً الصين- نقطة محورية في خطة الإصلاح.

وقررت دول الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إلغاء الحد الحالي للإعفاء الجمركي، البالغ 150 يورو، على الطرود، وذلك بمجرد استكمال الإجراءات اللازمة -وهو أمر متوقع بحلول عام 2028- مع الالتزام بفرض رسوم جمركية مؤقتة على الطرود الصغيرة خلال الفترة الانتقالية. كما اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم عامة على المناولة، وهو إجراء لا يزال قيد النقاش.

وعلى نحو مختصر، يهدف الإصلاح إلى تحديث إجراءات الجمارك، وتعزيز التعاون بين سلطات الجمارك في الدول الأعضاء، وتحسين الرقابة على الواردات والصادرات. كما يعد بتحسين تحصيل الرسوم والضرائب، وتوفير حماية أفضل للسوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي.

ومن أجل تحقيق ذلك، سيجري إنشاء «منصة بيانات الجمارك الأوروبية»، التي ستخضع لإشراف هيئة الجمارك الأوروبية، التي لم تُنشأ بعد.

ومن المقرر أن تعمل هيئة الجمارك الأوروبية بوصفها مركزاً رئيسياً لدعم هيئات الجمارك في الدول الأعضاء. وبمجرد تشغيلها، سوف تسعى إلى تبسيط الإجراءات، وتحسين سلامة المشتريات الإلكترونية، وتزويد السلطات الوطنية بأدوات أكثر بساطة وتوحيداً.

ومن المتوقع أن يحقق الإصلاح عدة مزايا، من بينها تبسيط متطلبات الإبلاغ عبر جهة موحدة، وذلك توافقاً مع وعود رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بتقليص الروتين.

ويتوقع الاتحاد الأوروبي تحقيق توفير بقيمة مليارَي يورو سنوياً، عبر إحلال المنصة محل بنية تكنولوجيا المعلومات في الدول الأعضاء.

مقر هيئة الجمارك الأوروبية

من المقرر إنشاء هيئة الجمارك الأوروبية بداية من عام 2026، وسوف تتولي المفوضية الأوروبية مسؤولية إطلاقها. ومن المتوقع أن تحصل الشركات على أول فرصة وصول إلى منصة البيانات بحلول 2028، مع بدء الاستخدام الطوعي في 2032، ثم الإلزامي في 2038.

أما القرار الأول الحاسم فسوف يكون تحديد مقر الهيئة، وقد تقدمت تسع دول أعضاء الأسبوع الماضي، بملفات لاستضافة المقر: بلجيكا (لييغ)، وكرواتيا (زغرب)، وفرنسا (ليل)، وإيطاليا (روما)، وهولندا (لاهاي)، وبولندا (وارسو)، والبرتغال (بورتو)، ورومانيا (بوخارست)، وإسبانيا (مالقا).

وستقوم المفوضية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- الآن بدراسة الطلبات التسعة، على أن تضمن أن الموقع الذي يقع عليه الاختيار سوف يمكن الهيئة من أداء مهامها، واستقطاب كوادر مؤهلة ومتخصصة، وتوفير فرص تدريب.

ومن المتوقع صدور قرار في هذا الشأن خلال شهر فبراير (شباط)، تقريباً، بالتعاون بين الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي.

وسيتعيّن على الدولة المضيفة توفير مبانٍ جاهزة على الفور، وبنية تحتية متقدمة لتكنولوجيا المعلومات والأمن، ومساحة لما لا يقل عن 250 من الموظفين، إلى جانب غرف اجتماعات ذات تقنية عالية، و«منطقة آمنة» لإدارة المعلومات السرية، إلى جانب العديد من الشروط الأخرى.

حماية الأسواق الأوروبية

وقال وزير المالية البولندي، أندجي دومانسكي: «تجارة أكثر أماناً تعني أوروبا أكثر أماناً». وأوضح أن اتحاداً جمركياً «قوياً ومرناً» يضمن حماية السوق الداخلية وسلامة المستهلك والتنمية الاقتصادية المستقرة.

ولكن، ما تزال كيفية إدارة سياسات التجارة والجمارك المشتركة محل خلاف. ويأتي الإصلاح في الوقت المناسب، في الوقت الذي تسعى فيه العواصم الأوروبية إلى حماية القطاعات الاستراتيجية الرئيسية لديها في ظل تصاعد حدة التوتر في التجارة الدولية.

وتتعالى الدعوات في بعض الأوساط لإطلاق برنامج «صنع في أوروبا»، الذي يعطي أفضلية للمنتجات المحلية، وهو موقف تتبناه فرنسا، على نحو خاص.

وكانت المفوضية الأوروبية تعتزم نشر مبادرة أوروبية مرتبطة بهذا الأمر هذا الشهر، لكنها واجهت معارضة من جمهورية التشيك، وسلوفاكيا، وآيرلندا، والسويد ولاتفيا، وغيرها. وحسب ما ذكرته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، أُجّل المقترح حتى مطلع العام المقبل.


الصين لتعزيز الصادرات والواردات في 2026 سعياً لنمو «مستدام»

آلاف الحاويات المُعدَّة للتصدير في ميناء نانجينغ العملاق شرق الصين (أ.ف.ب)
آلاف الحاويات المُعدَّة للتصدير في ميناء نانجينغ العملاق شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين لتعزيز الصادرات والواردات في 2026 سعياً لنمو «مستدام»

آلاف الحاويات المُعدَّة للتصدير في ميناء نانجينغ العملاق شرق الصين (أ.ف.ب)
آلاف الحاويات المُعدَّة للتصدير في ميناء نانجينغ العملاق شرق الصين (أ.ف.ب)

ذكر تلفزيون الصين المركزي (سي سي تي في) نقلاً عن مسؤول اقتصادي كبير، السبت، أن الصين تخطط لتعزيز الصادرات والواردات العام المقبل ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز التجارة «المستدامة».

ويثير الفائض التجاري البالغ تريليون دولار الذي سجله ثاني أكبر اقتصاد في العالم توتراً مع شركاء بكين التجاريين، ويؤدي إلى انتقادات من صندوق النقد الدولي، ومراقبين آخرين يقولون إن نموذج النمو الاقتصادي الذي يركز على الإنتاج غير مستدام.

وقال هان ون شيو، نائب مدير لجنة الشؤون المالية والاقتصادية المركزية، في مؤتمر اقتصادي: «يجب أن نلتزم بالانفتاح، ونعزز التعاون المربح للجانبين في قطاعات متعددة، ونوسع الصادرات مع زيادة الواردات في الوقت نفسه، لدفع التنمية المستدامة للتجارة الخارجية».

وأضاف أن الصين ستشجع صادرات الخدمات في عام 2026، متعهداً باتخاذ تدابير لتعزيز دخل الأسر، ورفع المعاشات الأساسية، وإزالة القيود «غير المعقولة» في قطاع الاستهلاك.

وحث صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع بكين على اتخاذ «الخيار الشجاع» بالحد من الصادرات، وتعزيز الطلب الاستهلاكي.

ووعد القادة الصينيون يوم الخميس بالإبقاء على سياسة مالية «نشطة» في العام المقبل لتحفيز الاستهلاك، والاستثمار، إذ يتوقع المحللون أن تستهدف بكين تحقيق نمو بنحو 5 في المائة.