مبيعات السيارات بالاتحاد الأوروبي تسجل أدنى مستوى في 3 سنوات

يقف موظفو «فولكس فاغن» بجانب سيارات الشركة الكهربائية في سالزغيتر - ألمانيا (رويترز)
يقف موظفو «فولكس فاغن» بجانب سيارات الشركة الكهربائية في سالزغيتر - ألمانيا (رويترز)
TT

مبيعات السيارات بالاتحاد الأوروبي تسجل أدنى مستوى في 3 سنوات

يقف موظفو «فولكس فاغن» بجانب سيارات الشركة الكهربائية في سالزغيتر - ألمانيا (رويترز)
يقف موظفو «فولكس فاغن» بجانب سيارات الشركة الكهربائية في سالزغيتر - ألمانيا (رويترز)

انخفضت مبيعات السيارات الجديدة في الاتحاد الأوروبي بنسبة 18.3 في المائة في أغسطس (آب)، لتصل إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، مدفوعة بانخفاضات مزدوجة الرقم في الأسواق الرئيسية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وانخفاض مبيعات السيارات الكهربائية، وفقاً لبيانات هيئة صناعة السيارات.

وأظهرت البيانات انخفاضاً شهرياً متتالياً رابعاً في مبيعات السيارات الكهربائية، مما دفع رابطة مصنعي السيارات الأوروبية (ACEA) إلى المطالبة بـ«إجراءات عاجلة» لمنع المزيد من الانخفاض، وفق «رويترز».

وقالت إن الصناعة بحاجة إلى «قيام مؤسسات الاتحاد الأوروبي بالخروج بتدابير إغاثة عاجلة قبل دخول أهداف ثاني أكسيد الكربون الجديدة للسيارات والعربات الصغيرة حيز التنفيذ في عام 2025».

وانخفضت مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل بنسبة 43.9 في المائة في أغسطس، حيث سجلت أكبر أسواق السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي، ألمانيا وفرنسا، انخفاضات بنسبة 68.8 المائة و33.1 المائة على التوالي، وفقاً لـ«ACEA».

وانخفضت تسجيلات السيارات الكهربائية الهجينة بنسبة 22.3 في المائة في الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة.

وانخفضت مبيعات أكبر ثلاثة مصنعي سيارات في أوروبا، «فولكس فاغن» و«ستيلانتيس» و«رينو»، عن العام السابق، بنسبة 14.8 في المائة و29.5 في المائة و13.9 في المائة على التوالي.

ولا تزال مبيعات السيارات في أوروبا إلى ما دون مستويات ما قبل «كوفيد-19»، وقالت شركة «فولكس فاغن» في سبتمبر (أيلول) إن هذا الاتجاه قد يستمر في المستقبل القريب.

وانخفضت مبيعات شركة صناعة السيارات الكهربائية «تسلا» بنسبة 43.2 في المائة في أغسطس، كما تراجعت مبيعات شركة «سايك موتور» الصينية بنسبة 27.5 في المائة.

ويتراجع انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية جزئياً بسبب السياسات المتباينة بشأن الحوافز الخضراء في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، بينما فرضت الجهات التنظيمية رسوماً جمركية كبيرة لمحاولة إبعاد السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة، مما قد يؤدي إلى زيادة أسعار الشراء.

ولمحاولة إحياء السوق، وافقت ألمانيا في سبتمبر على خصومات ضريبية تصل إلى 40 في المائة للشركات على مبيعات السيارات الكهربائية.

ومع ذلك، قالت مجموعة حملة «النقل والبيئة» إن السوق ستتعافى، متوقعة أن تصل حصة السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات إلى إجمالي سوق يتراوح بين 20 في المائة و24 في المائة بحلول عام 2025 في الاتحاد الأوروبي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض أسعار البيع.

واكتسبت السيارات الكهربائية الهجينة بالفعل زخماً في الاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة، حيث ينظر إليها المشترون باعتبارها حلاً وسطاً ميسور التكلفة بين السيارات التي تعمل بالاحتراق الكامل والسيارات الكهربائية بالكامل.

وأظهرت بيانات رابطة مصنعي السيارات أن مبيعات السيارات الهجينة ارتفعت بنسبة 6.6 في المائة في أغسطس، لتصل إلى حصة سوقية تبلغ 31.3 في المائة.


مقالات ذات صلة

عاصفة ترابية شديدة تتسبب بتصادم سيارات جماعي في كاليفورنيا

الولايات المتحدة​ حادث تصادم وقع نتيجة عاصفة ترابية بكاليفورنيا (أ.ب)

عاصفة ترابية شديدة تتسبب بتصادم سيارات جماعي في كاليفورنيا

كشفت السلطات في ولاية كاليفورنيا الأميركية عن أن عاصفة ترابية شديدة تعرف باسم الهبوب تسببت في تصادم عدة مركبات على طريق سريع بوسط كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارة لبروكسل 25 مايو 2017 (رويترز)

أوروبا تستعد لوصول ترمب... أسوأ كابوس اقتصادي بات حقيقة

كانت التوقعات الاقتصادية لمنطقة اليورو مصدر قلق لبعض الوقت، ولكن منذ فوز ترمب بالرئاسة ساء الوضع بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
رياضة عالمية غابرييل بورتوليتو (رويترز)

ساوبر يكمل تشكيلته لموسم 2025 بالبرازيلي بورتوليتو

أعلن فريق ساوبر المنافس في بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات، اليوم الأربعاء، تعاقده مع السائق البرازيلي غابرييل بورتوليتو ليكمل تشكيلته لموسم 2025.

«الشرق الأوسط» (بيرن)
رياضة عالمية تستضيف مدينة ساو باولو البرازيلية السباق الأول في شهر ديسمبر ومن بعدها المكسيك في شهر يناير (فورمولا إي)

فورمولا إي تعلن انطلاق اختبارات ما قبل الموسم في مدريد

تنطلق اختبارات بطولة العالم للفورمولا إي هذا الأسبوع في العاصمة الإسبانية مدريد على مدار أربعة أيام، وذلك استعداداً لانطلاق الموسم الحادي عشر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد ترقب لحضور كبير لمشاهدة كافة الطرازات للمركبات الحديثة (الشرق الأوسط)

رؤساء شركات سيارات عالمية لـ«الشرق الأوسط»: السعودية سوق استراتيجية

أكد رؤساء تنفيذيون لكبرى شركات السيارات العالمية لـ«الشرق الأوسط» أن السعودية تعتبر سوقاً استراتيجية جاذبة للمستثمرين في القطاع

سعيد الأبيض (جدة)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)
جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)
TT

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)
جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، هي: الناتج المحلي الإجمالي بوصفه مقياساً للتقدم الوطني، وهيمنة الطاقة الشمسية، والعودة إلى القمر، وإنشاء بنك للجينوم، وزراعة الكومبيوتر في الدماغ البشري لدى الأفراد الأصحاء، وصعود التعليم البديل، ووجود الذكاء الاصطناعي في غرفة الاجتماعات.

وشدد خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة دبي للمستقبل»، على «أهمية التخطيط للمستقبل والاستفادة المشتركة من فرصه»، مؤكداً أن «عجلة التقدم الإنساني، التي اخترعتها المجتمعات الزراعية الأولى في هذه المنطقة، تدور اليوم بأسرع مما كانت عليه في أي مرحلة تاريخية سابقة، ويجب استباق تحولاتها والاستعداد بأعلى جاهزية لتفعيل إمكاناتها».

تخطيط المستقبل

وقال بلهول في الكلمة الرئيسية: «نلتقي هنا في دبي لاستكشاف الفرص المستقبلية والاستفادة منها لتحسين جودة الحياة واقتراح الأفكار وأفضل الممارسات للحكومات والمؤسسات والشركات والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم، والتعاون في تخطيط المستقبل الذي سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه، كما الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي»

ويهدف «منتدى دبي للمستقبل» إلى استكشاف الإمكانات التحويلية للابتكار والسياسة والتكنولوجيا في تشكيل المستقبل.

وبالعودة إلى الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة دبي للمستقبل»، فقد سلط الضوء على التغييرات والتحديات العميقة التي قد يواجهها العالم في العام المقبل.

وبدأ بلهول بالتساؤل بشأن «أهمية الناتج المحلي الإجمالي بوصفه مقياساً للتقدم الوطني»، مشيراً إلى «حدوده في التقاط الرفاهية والتأثير البيئي. ولأول مرة في التاريخ، يقوم نظام الحسابات القومية للأمم المتحدة بمراجعة إطاره ليشمل هذه الأبعاد، مما يشير إلى تحول في كيفية تقييم الدول للنمو».

تضاعف الطاقة الشمسية

وفي مجال الطاقة المتجددة، أشار بلهول إلى الإمكانات المذهلة للطاقة الشمسية، قائلاً: «الشمس تشع أكثر بـ5.5 تريليون مرة من الطاقة التي تستهلكها البشرية سنوياً. ومن المتوقع أن تتضاعف سعة الطاقة الشمسية العالمية، التي بلغت 220 غيغاواط في عام 2022، بحلول عام 2025»، وأضاف: «هذه هي الطريقة التي يختار بها العالم الاستجابة لأزمات الطاقة»، مؤكداً على أهمية الاستفادة من الطبيعة لتعزيز أمن الطاقة والاستدامة.

ولفت بلهول إلى أن «البشرية على استعداد للعودة إلى القمر، حيث من المقرر أن تطلق (مهمة ناسا القمرية) رواد فضاء إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً»، وتساءل: «مع كل التقدم التكنولوجي الذي حققناه على الأرض في السنوات الخمسين الماضية، ما المعرفة التي سنكتسبها من القمر هذه المرة».

ومن المتوقع أن يُنشأ خلال العام المقبل بنك للجينوم يضم أكثر من مليون عينة. وسوف يبشر هذا التطور بعصر جديد من الرعاية الصحية الشخصية، مما يتيح الوقاية من الأمراض قبل أن تتطور، وقال بلهول: «هذا الإنجاز ليس مجرد إنجاز علمي؛ بل هو بوابة لإعادة تشكيل نهجنا تجاه الصحة والإمكانات البشرية»، بينما أثار أيضاً مخاوف أخلاقية بشأن الاستخدام المسؤول لمثل هذه المعرفة.

ثورة التعليم

كما تطرق إلى «قطاع التعليم الذي سيشهد ثورة، حيث من المتوقع أن يصل عدد الطلاب الذين يتعلمون خارج المدارس التقليدية إلى 5 ملايين على مستوى العالم بحلول العام المقبل. ويعكس صعود التعليم المنزلي والمنصات عبر الإنترنت تحولاً نحو تجارب التعلم المخصصة».

وأشار بلهول إلى أن «هذا الاتجاه يسلط الضوء على فهم متنامٍ بأن التعليم ليس مقاساً واحداً يناسب الجميع... أصبحت التكنولوجيا عامل تمكين رئيسياً في منح الأسر السيطرة على كيفية ومتى وماذا يتعلم أطفالهم».

كما تطرق إلى التطور نحو زراعة الكومبيوتر في الدماغ، وتوقع أن يُزرع أول جهاز في شخص سليم في غضون العام المقبل، محذراً: «ماذا يعني طمس الخط الفاصل بين الإنسان والآلة؟ هل يعيد هذا تعريف معنى أن تكون إنساناً؟».

وأكد أن الذكاء الاصطناعي يستمر في إحداث موجات متوالية، حيث توقع بلهول تعيين أول عضو مجلس إدارة مختص في الذكاء الاصطناعي في شركة من شركات «فورتشن500»، و«هذا التطور يثير أسئلة جوهرية حول القيادة ودور الذكاء الاصطناعي في صنع القرار»، وتساءل: «هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمتلك رؤية وهدفاً، أم إنه سيعمل ببساطة على تحسين الكفاءة؟».

وأكد خطاب بلهول على مسؤولية صناع السياسات والمستقبليين والمبتكرين في التعامل مع هذه الاتجاهات التحويلية.

ومع استمرار «المنتدى»، من المتوقع أن يتعمق المشاركون في هذه الاتجاهات، ويقدموا رؤى وحلولاً من شأنها إعادة تعريف الصناعات، وتعزيز جودة الحياة، وضمان توافق التقدم التكنولوجي مع القيم الإنسانية الأساسية.

ولا يعدّ «منتدى دبي للمستقبل» مجرد مؤتمر؛ بل هو شهادة على طموح البشرية المشترك لتصميم مستقبل أفضل.

جلسة «مستقبل الأنظمة الصحية»

من الفضاء إلى المحيط

وشهد «المنتدى» جلسة حوارية رئيسية بعنوان: «من الفضاء إلى المحيط: الشغف باستكشاف الكون»، بمشاركة سارة صبري، أول رائدة فضاء عربية وأفريقية، والبروفسور أسامة الخطيب، مبتكر روبوت «أوشن وان كيه»، وسعاد الحارثي من «ناشيونال جيوغرافيك». وناقشت الجلسة أهمية استكشاف الفضاء والمحيطات، ودور الشباب العربي في تصميم مستقبل هذه القطاعات.

وبحثت جلسة «الوقت... ما قيمته؟» مفهوم الزمن بصفته عنصراً رئيسياً في الحضارة الإنسانية، بمشاركة آن بيت هوفيند، رئيسة «صندوق مكتبة المستقبل»، والبروفسور جوناثان كيتس، خبير الفلسفة التجريبية. وأكدت هوفيند أن مشروع «مكتبة المستقبل»، الذي يهدف إلى طباعة كتب تُقرأ بعد قرن، مثال حي على التفكير المستقبلي طويل الأمد.

أصداء المستقبل

وأعلن «المنتدى» عن الفائزين في مسابقة «أصداء المستقبل»، التي أطلقتها «مؤسسة دبي للمستقبل» لاستكشاف مواهب الكتابة في الخيال العلمي. وضمت قائمة الفائزين كتاباً من الإمارات وقطر والمملكة المتحدة، في حين قيّمت لجنة تحكيم مختصة القصص المقدمة بناءً على الابتكار والأصالة.

واختتم المشاركون في «المنتدى» الجلسات بالتأكيد على أهمية التعاون بين الأجيال والتخصصات لتحقيق التوازن بين احتياجات الحاضر ومتطلبات المستقبل. ودعوا إلى تعزيز الاستدامة والابتكار لإعداد البشرية لعالم أكثر جاهزية وكفاءة في مواجهة تحديات المستقبل.