لبنان: 9 قتلى ومئات الجرحى في تفجيرات جديدة استهدفت أجهزة اتصال لاسلكية

TT

لبنان: 9 قتلى ومئات الجرحى في تفجيرات جديدة استهدفت أجهزة اتصال لاسلكية

تجمع لمواطنين بعد انفجار جهاز لاسلكي في مدينة صيدا اليوم (رويترز)
تجمع لمواطنين بعد انفجار جهاز لاسلكي في مدينة صيدا اليوم (رويترز)

انفجر، اليوم (الأربعاء)، عدد من أجهزة الاتصال اللاسلكية في الضاحية الجنوبية لبيروت، كما قال مصدر مقرب من «حزب الله» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مصدر أمني لوكالة «رويترز» إن أجهزة اتصال يستخدمها «حزب الله» انفجرت في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية، مشيراً إلى أن أجهزة الاتصالات التي انفجرت في لبنان اليوم هي أجهزة لاسلكي محمولة ومختلفة عن أجهزة «البيجر» التي انفجرت أمس. وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بمقتل 9 وإصابة أكثر من 300 في انفجارات اليوم بمناطق مختلفة في لبنان

كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية عن انفجارات مماثلة في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية وفي البقاع في شرق لبنان.

وفي وقت لاحق أفادت وسائل إعلام لبنانية رسمية بسقوط 9 قتلى.

ووقع انفجار واحد على الأقل في مكان بالقرب من جنازة نظمها «حزب الله» لقتلى أمس، الذين سقطوا في تفجير الآلاف من أجهزة «البيجر» الذي أسفر أيضا عن إصابة كثير من مقاتلي الجماعة في أنحاء لبنان.

جنود لبنانيون يقومون بتوجيه سيارة إسعاف (د.ب.أ)

وقال مصدر أمني لـ«رويترز» إن «حزب الله» اشترى أجهزة الاتصال اللاسلكي قبل خمسة أشهر في الوقت نفسه تقريبا الذي اشترت فيه أجهزة «البيجر».

وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر للوكالة إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع متفجرات داخل أجهزة البيجر التي استوردها «حزب الله» قبل أشهر من تفجيرات أمس.

وأفاد «الصليب الأحمر» اللبناني أنه «يستجيب بـ30 فريق إسعاف للانفجارات المتعددة في مناطق مختلفة بما في ذلك جنوب لبنان والبقاع».

وقال مصدر لشبكة «سي إن إن»، إن المعلومات الأولية تشير إلى وقوع ما بين 15 إلى 20 انفجاراً في الضاحية الجنوبية لبيروت، و15 إلى 20 انفجاراً آخر في جنوب لبنان.

وقال المصدر إن أجهزة الاتصال اللاسلكية أقل استخداماً من أجهزة النداء التي انفجرت أمس الثلاثاء، حيث يتم توزيعها فقط بين الأشخاص الذين ينظمون الحشود، مثل الجنازات والمسيرات.

كما أفادت وسائل إعلام لبنانية، اليوم، بإنفجار جهاز لاسلكي داخل سيارة في موقف مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت من دون وقوع إصابات.

ووفق ما نقلت وكالة الأنباء «المركزية»، حلق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق مناطق لبنانية بالتزامن مع سماع الانفجارات.

وتزامنت الانفجارات مع تشييح «حزب الله» لعدد من القتلى في انفجارات «البيجرز» أمس.

وبحسب معلومات أوردتها «المركزية»، فإن الأجهزة اللاسلكية من نوع «icom» وانفجرت في أيادي حامليها وداخل المنازل مما تسبب في حرائق.

من جانبه، قال القيادي في «حزب الله» هاشم صفي الدين إن الجماعة تواجه «مرحلة جديدة» و«العقاب آت لا محالة».

قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، اليوم، إن إيران تستنكر الهجمات التي وقعت أمس واليوم في لبنان.

وقُتل 12 شخصاً في لبنان وأُصيب نحو ثلاثة آلاف بجروح، أمس، في انفجارات متزامنة لأجهزة تلقي الإشعارات (بيجر) حمَّل الحزب إسرائيل «المسؤولية الكاملة» عنها.

وقال «حزب الله» في بيان أمس: «بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم... فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي... هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي متبرع بالدم بمركز الصليب الأحمر اللبناني في صيدا بلبنان يوم 17 سبتمبر 2024 بعد التفجيرات التي طالت أجهزة اتصال «حزب الله» (رويترز)

التحقيق اللبناني بتفجير «البيجرز» بطيء ويحتاج لتعاون داخلي وخارجي

لم تتوصل التحقيقات الأولية في جريمة تفجير إسرائيل لأجهزة «البيجرز» التي أسفرت عن مقتل 12 شخصاً وإصابة 2700 إلى نتيجة حتى الآن تحدد كيفية تفخيخ الأجهزة.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي سيارة إسعاف تنقل الجرحى إلى المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت بعد انفجار أجهزة «البيجر» في عناصر من «حزب الله» (أ.ف.ب)

لبنان: إصابات تفجيرات «البيجر» أشد من انفجار المرفأ

بعد العدوان بتفجيرات «البيجر» غير المسبوق الذي عاشه لبنان، الثلاثاء، كانت الأغلبية الساحقة من الإصابات بليغة.

لينا صالح (بيروت)
المشرق العربي أجهزة بايجرز معروضة في مكتب «غولد أبولو» في مدينة تايبيه الجديدة بتايوان... 18 سبتمبر 2024 (رويترز)

المجر تنفي وجود موقع إنتاج لأجهزة اتصال «حزب الله» على أراضيها

نفت بودابست أن يكون للشركة التي قُدمت على أنها أنتجت الأجهزة اللاسلكية لجماعة «حزب الله»، أي موقع إنتاج داخل المجر.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
المشرق العربي عناصر من الجيش اللبناني و«حزب الله» أمام مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت الذي نقل إليه مصابون في «تفجيرات البيجر»... (إ.ب.أ)

إسرائيل تنجح في تفكيك شبكة اتصالات «حزب الله»... وتضيّق خياراته

تعرضت شبكة اتصالات «حزب الله» إلى 3 انتكاسات منذ بداية «جبهة إسناد غزّة»، وجاءت عملية تفجير آلاف من أجهزة الـ«بيجر» ضربةً قويّةً لقدرات «الحزب».

يوسف دياب (بيروت)

مطالبة أممية لإسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية في 12 شهراً

نتيجة التصويت على قرار يطالب إسرائيل بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة» خلال 12 شهراً (صور الأمم المتحدة)
نتيجة التصويت على قرار يطالب إسرائيل بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة» خلال 12 شهراً (صور الأمم المتحدة)
TT

مطالبة أممية لإسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية في 12 شهراً

نتيجة التصويت على قرار يطالب إسرائيل بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة» خلال 12 شهراً (صور الأمم المتحدة)
نتيجة التصويت على قرار يطالب إسرائيل بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة» خلال 12 شهراً (صور الأمم المتحدة)

طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل، خلال تصويت على قرار حظي بغالبية كبيرة، الأربعاء، بإنهاء «وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة» خلال 12 شهراً.

وتستبق هذا التصويت بغالبية 124 صوتاً مقابل اعتراض 14 دولة فقط وامتناع 43 دولة عن التصويت مما يظهر عزلة إسرائيل وداعمتها الرئيسية الولايات المتحدة عن بقية مكونات المجتمع الدولي، الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية التاسعة والسبعين للمنظمة الدولية الأسبوع المقبل في نيويورك، حين يتوافد زعماء العالم للمشاركة في النقاشات حول أبرز الأزمات الدولية، ومنها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والحرب التي شارفت على إنهاء عامها الأول في غزة وأخطار اشتعال حرب إقليمية كبرى في الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن كلمة على منصة الجمعية العامة الثلاثاء المقبل. وكذلك يتحدث كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في اليوم ذاته، الخميس المقبل، لمخاطبة بقية الزعماء من الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة الدولية.

الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (صور الأمم المتحدة)

محكمة العدل

ويرحب القرار بالرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في 19 يوليو (تموز) الماضي، والذي يؤكد أن «استمرار وجود إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني»، مضيفاً أن إسرائيل «ملزمة بإنهاء هذا الوجود غير القانوني بأسرع ما يمكن، والوقف الفوري لكل النشاطات الاستيطانية الجديدة وإجلاء جميع المستوطنين من الأرض الفلسطينية المحتلة». ويعد «كل الدول ملزمة بعدم الاعتراف بشرعية الوضع الناشئ عن هذا الوجود غير القانوني»، و«على الأمم المتحدة، وخاصة الجمعية العامة التي طلبت الفتوى ومجلس الأمن، النظر في سبل وإجراءات إنهاء وجود إسرائيل غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة بأسرع ما يمكن».

ويطالب القرار إسرائيل بـ«وضع حد من دون إبطاء لوجودها غير القانوني» في الأراضي الفلسطينية «خلال 12 شهراً حداً أقصى ابتداء من (تاريخ) تبني هذا القرار»، علماً أن الصياغة الأولى للنص كانت تحدد مهلة ستة أشهر فقط. كذلك يطالب القرار بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية ووقف بناء المستوطنات الجديدة وإعادة الأراضي والأملاك التي صادرتها الدولة العبرية والسماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين. كما يدعو الدول الأعضاء إلى اتخاذ تدابير من أجل وقف تصدير الأسلحة لإسرائيل في حال كانت هناك أسباب «معقولة» للاعتقاد بأنها قد تستخدم في الأراضي الفلسطينية، وفرض عقوبات على أشخاص يساهمون في «الإبقاء على وجود إسرائيل غير القانوني» في الأراضي المحتلة.

وهذا القرار هو الأول الذي تقدمه السلطة الفلسطينية رسمياً منذ حصولها على حقوق وامتيازات إضافية هذا الشهر بما في ذلك مقعد بين أعضاء الأمم المتحدة في قاعة الجمعية العامة والحق في اقتراح مشاريع قرارات. وتبنته المجموعات العربية والإسلامية وعدم الانحياز بشكل كامل.

أميركا والسعودية

وضغطت الولايات المتحدة قبل التصويت ولكن من دون جدوى تذكر من أجل إقناع بقية الدول الأعضاء بالتصويت ضد النص الذي وصفته المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بأنه أحادي، مكررة معارضة واشنطن أي تدابير أحادية تقوض احتمالات حل الدولتين. ورأت أن تبني القرار «يفسر بشكل انتقائي جوهر رأي محكمة العدل الدولية»، مضيفة أن القرار يعزز «الفكرة الخاطئة بأن تبنّي نص هنا في نيويورك يمكن أن يحل بطريقة ما، أحد أكثر التحديات الدبلوماسية المزمنة تعقيداً في عصرنا».

وأكد نظيرها السعودي عبد العزيز الواصل أن «فتوى محكمة العدل الدولية جاءت متسقة مع ما يؤمن به المجتمع الدولي تجاه الحق الفلسطيني»، مؤكداً أن «المجتمع الدولي – ممثلاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة – مطالب بأن يقر بضرورة احترام هذا الرأي، بل ومطالب أيضاً بأن يراقب تنفيذ ما تضمنه من التزامات على الجانب الإسرائيلي». وشدد على «ضرورة القيام بخطوات عملية وذات صدقية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية».

ومع أن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية غير ملزم، لكنه يحمل ثقلاً بموجب القانون الدولي ويمكن أن يضعف الدعم لإسرائيل. كما أن قرار الجمعية العامة غير ملزم، ولكنه يحمل ثقلاً سياسياً. ولا يوجد حق النقض «الفيتو» في الجمعية العامة، بخلاف الحال في مجلس الأمن حيث تحظى الدول الخمس الدائمة العضوية: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، بهذا الامتياز.

فلسطين وإسرائيل

المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مناشداً دول العالم تأييد قرار يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية (صور الأمم المتحدة)

وخلال مناقشة مشروع القرار، قال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن «لكل دولة صوتاً، والعالم يراقبنا. من فضلكم قفوا على الجانب الصحيح من التاريخ. مع القانون الدولي. مع الحرية. مع السلام». وفي تذمر من عجز المجتمع الدولي عن وقف مأساة الفلسطينيين، تساءل: «كم من الفلسطينيين ينبغي أن يُقتلوا قبل أن يحدث أخيراً تغيير لوقف هذه اللاإنسانية؟».

في المقابل، انتقد المندوب الإسرائيلي داني دانون الجمعية العامة لإخفاقها في التنديد بهجوم «حماس» ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مما أدى إلى حرب غزة التي لا تزال مستعرة. وإذ رفض القرار، قال إن «هذا القرار هو إرهاب دبلوماسي، باستخدام أدوات الدبلوماسية ليس لبناء الجسور ولكن لتدميرها». وعدّ «الذين يساهمون في هذه المهزلة ليسوا مجرد متفرجين» بل هم «متعاونون، وكل صوت داعم لهذه المهزلة يغذي العنف ويشجع الذين ينبذون السلام».

المندوب الإسرائيلي داني دانون متحدثاً في الجمعية العامة (صور الأمم المتحدة)

وكانت الجمعية العامة طالبت في 27 أكتوبر بهدنة إنسانية فورية في غزة بأكثرية 120 صوتاً. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، صوتت 153 دولة لصالح المطالبة بوقف إنساني فوري لإطلاق النار. وفي مايو (أيار)، قدمت الجمعية دعماً كبيراً لكنه رمزي للفلسطينيين، إذ اعتبرت بـ143 صوتاً مؤيداً مقابل معارضة تسعة أصوات وامتناع 25 عن التصويت، أن لهم الحق في عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهو ما تعرقله الولايات المتحدة.

عاجل الصحة اللبنانية: تسعة قتلى في موجة جديدة من انفجارات طالت أجهزة اتصال لاسلكية