«الأمم المتحدة»: الحرب أغرقت غزة والضفة في أزمة اقتصادية غير مسبوقة

أنقاض مبانٍ دمرتها غارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة 4 سبتمبر 2024 (رويترز)
أنقاض مبانٍ دمرتها غارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة 4 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

«الأمم المتحدة»: الحرب أغرقت غزة والضفة في أزمة اقتصادية غير مسبوقة

أنقاض مبانٍ دمرتها غارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة 4 سبتمبر 2024 (رويترز)
أنقاض مبانٍ دمرتها غارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة 4 سبتمبر 2024 (رويترز)

دمرت الحرب التي تشنّها إسرائيل ضد حركة «حماس» اقتصاد غزة، وقلّصته إلى أقل من سدس مستواه في عام 2022 على وقع «تراجع مثير للقلق» في الضفة الغربية.

وذكر تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، نشر الخميس، أنه في غزة «توقفت عمليات الإنتاج أو دمرت وفقدت مصادر الدخل وتفاقم الفقر وانتشر وسويت أحياء بكاملها بالأرض ودمرت مجتمعات ومدن»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتسببت العملية العسكرية «بأزمات إنسانية وبيئية واجتماعية غير مسبوقة، وحوّلت المنطقة من التخلف إلى الدمار الشامل».

وقال مسؤول التنسيق والمساعدة للشعب الفلسطيني، في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، معتصم الأقرع، الذي شارك في إعداد التقرير خلال مؤتمر صحافي: «لن نعلم حجم عمليات التدمير قبل أن تتوقف. لكن المعطيات التي لدينا راهناً تفيد بأنها تقدر بعشرات المليارات وربما أكثر».

وأضاف أن «الوصول إلى مستوى ما قبل أكتوبر (تشرين الأول) 2023 يتطلب عشرات الأعوام»، معتبراً أن على المجتمع الدولي المساعدة في تحقيق «تنمية مستدامة» في غزة.

اندلعت الحرب بعد هجوم «حماس» غير المسبوق في 7 أكتوبر على إسرائيل، الذي أعقبته عملية عسكرية مكثفة ومتواصلة منذ أكتوبر 2023.

وأدى هجوم «حماس» في إسرائيل إلى مقتل 1205 أشخاص، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.

وأدت العملية العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص في غزة، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، التي تسيطر عليها «حماس».

فلسطينيون يبحثون عن مفقودين تحت أنقاض مبنى مدمر إثر غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة 10 سبتمبر 2024 (إ.ب.أ)

حصيلة اقتصادية كارثية

بالإضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة، فإن الخسائر الاقتصادية كارثية. ورأى معدّو التقرير أن إجمالي الناتج المحلي في غزة «انخفض بنسبة 81 في المائة في الربع الأخير من عام 2023، ما أدى إلى انكماش بنسبة 22 في المائة للعام بأكمله».

ويؤكد التقرير الذي استند في حساباته إلى أرقام فصلية صادرة عن المكتب المركزي للإحصاء الفلسطيني أنه «في منتصف عام 2024 تراجع اقتصاد غزة إلى أقل من سدس مستواه في عام 2022».

ومطلع عام 2024 «تم إتلاف ما بين 80 و96 في المائة من السلع الزراعية في غزة، بما في ذلك شبكات الري ومزارع المواشي والبساتين والآلات ومرافق التخزين»، حسبما يؤكد التقرير، ما فاقم «مستويات انعدام الأمن الغذائي المرتفعة أصلاً».

وأضاف التقرير أن «الدمار أصاب أيضاً القطاع الخاص بشدة حيث تعرّض 82 في المائة من الشركات التي تعدّ المحرك الرئيسي لاقتصاد غزة، للضرر أو الدمار».

لاجئون فلسطينيون يسيرون أمام أنقاض متجر مدمر جزئياً في مخيم طولكرم للاجئين بالضفة الغربية الخميس 12 سبتمبر 2024 (أ.ب)

الضفة الغربية أيضاً

كما أدى هجوم «حماس» والرد الإسرائيلي عليه إلى تفاقم التوتر في الضفة الغربية المحتلة وتسبب في تدهور اقتصادي كان «سريعاً بقدر ما كان مقلقاً».

منذ 7 أكتوبر، قتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون الإسرائيليون ما لا يقل عن 662 فلسطينياً في الضفة الغربية، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

وقُتل ما لا يقل عن 23 إسرائيلياً، بينهم أفراد من قوات الأمن، في هجمات فلسطينية خلال الفترة نفسها، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

وعلى الرغم من أن الضفة الغربية سجّلت نمواً بنسبة 4 في المائة في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، فإن التفاؤل «تبدد فجأة بسبب الانكماش غير المسبوق بنسبة 19 في المائة في الربع الأخير»، ما أدى إلى «تراجع كبير في مستوى المعيشة ودخل الأسر».

وكانت لتوسيع المستوطنات غير القانونية ومصادرة الأراضي وتدمير البنى التحتية الفلسطينية وزيادة عنف المستوطنين والعدد المتزايد لنقاط التفتيش، آثار ضارة على النشاط الاقتصادي.

حتى القدس الشرقية تضررت بشكل كبير. وجاء في التقرير أن «80 في المائة من الشركات في المدينة القديمة» توقفت عن العمل جزئياً أو كلياً.

في كامل الأراضي، أشارت جميع الشركات تقريباً إلى تراجع النشاط، و42.1 في المائة منها إلى انخفاض في الأيدي العاملة.

وارتفع معدل البطالة من 12.9 في المائة قبل الحرب إلى 32 في المائة، «ما أدى إلى تآكل شديد في القدرة الاقتصادية للأسر الفلسطينية وتفاقم الصعوبات الاجتماعية».

في غزة، لم يعد ثلثا الوظائف التي كانت متاحة قبل الحرب موجوداً.

حتى قبل الحرب كان الفقر منتشراً على نطاق واسع، لكنه اليوم «يطال جميع سكان غزة تقريباً، ويزداد بسرعة في الضفة الغربية».


مقالات ذات صلة

عندما قال ترمب لنتنياهو: أريدك رجلاً

شؤون إقليمية الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)

عندما قال ترمب لنتنياهو: أريدك رجلاً

الاتفاق الذي يتبلور حول الصفقة بين إسرائيل و«حماس» هو نفسه الذي كان مطروحاً ومقبولاً في شهر مايو (أيار) الماضي. فلماذا فشل في حينه، وها هو ينجح اليوم؟

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينية تنتحب يوم الثلاثاء بعد مقتل أقاربها في غارة إسرائيلية على دير البلح (أ.ف.ب) play-circle 01:49

تحليل إخباري 8 ملفات إشكالية خيمت على اتفاق غزة... ما هي؟ وكيف ستُحل؟

بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب، تستعد إسرائيل و «حماس» لإعلان اتفاق مرتقب على وقف إطلاق النار في غزة، فما الملفات المهمة التي خيمت على المفاوضات؟ وكيف سيتم حلها؟

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية إسرائيلي يشارك باحتجاج قرب مكتب نتنياهو بالقدس للمطالبة بالعمل على تحرير الأسرى الثلاثاء (رويترز)

نتنياهو يستطيع تمرير«اتفاق غزة» ولو عارضه بن غفير وسموتريتش

تمرير صفقة اتفاق غزة سيكون سهلاً على بنيامين نتنياهو عبر حكومته، ولا توجد أخطار تهددها، بل سيكون لها تأييد شعبي واسع.

نظير مجلي (تل أبيب)
خاص فلسطينيات يبكين رضيعاً قُتل بقصف إسرائيلي في مستشفى «شهداء الأقصى» بدير البلح وسط قطاع غزة الثلاثاء (رويترز) play-circle 01:33

خاص «الشرق الأوسط» تكشف تفاصيل جديدة من اتفاق غزة مع بدء وضع اللمسات الأخيرة

يُرجح أن يُعلن، اليوم (الثلاثاء)، التوصل إلى اتفاق غزة، ما لم تطرأ أي عقبات، وفقاً للكثير من المصادر، على أن يبدأ سريانه في حال الوصول إليه بعد 48 ساعة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي مبانٍ مدمرة بسبب الحرب في شمال قطاع غزة (رويترز) play-circle 00:28

اتفاق إنهاء الحرب في غزة «أقرب من أي وقت مضى»

أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان، الاثنين، أن التوصل إلى اتفاق لوقف النار والإفراج عن الرهائن في غزة أصبح قريباً، وقد يحصل ذلك هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دويّ انفجارات قوية في محيط مدينة سرمدا شمال إدلب

رسالة تحذيرية مرسومة على جدار مبنى مدمَّر تقول «خطر: ذخائر غير منفجرة» في بلدة تل مناس بريف إدلب الجنوبي (إ.ب.أ)
رسالة تحذيرية مرسومة على جدار مبنى مدمَّر تقول «خطر: ذخائر غير منفجرة» في بلدة تل مناس بريف إدلب الجنوبي (إ.ب.أ)
TT

دويّ انفجارات قوية في محيط مدينة سرمدا شمال إدلب

رسالة تحذيرية مرسومة على جدار مبنى مدمَّر تقول «خطر: ذخائر غير منفجرة» في بلدة تل مناس بريف إدلب الجنوبي (إ.ب.أ)
رسالة تحذيرية مرسومة على جدار مبنى مدمَّر تقول «خطر: ذخائر غير منفجرة» في بلدة تل مناس بريف إدلب الجنوبي (إ.ب.أ)

قالت وسائل إعلام سورية، اليوم الأربعاء، إن دويّ انفجارات قوية سُمع في محيط مدينة سرمدا بشمال إدلب.

وأشارت وسائل الإعلام إلى أن طائرة يرجَّح أنها تابعة للتحالف الدولي استهدفت شخصين على دراجة نارية في محيط سرمدا، دون ذكر مزيد من التفاصيل.