إسرائيل تندد بقرار مجلس الرقابة على «فيسبوك» بشأن عبارة «من النهر إلى البحر»

شعار مجموعة «ميتا» (رويترز)
شعار مجموعة «ميتا» (رويترز)
TT

إسرائيل تندد بقرار مجلس الرقابة على «فيسبوك» بشأن عبارة «من النهر إلى البحر»

شعار مجموعة «ميتا» (رويترز)
شعار مجموعة «ميتا» (رويترز)

اتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية مجلس الرقابة على «فيسبوك» بـ«تأييد صرخة إبادة جماعية» بعد قراره بأن عبارة «من النهر إلى البحر» لا تستخدم لتمجيد حركة «حماس» دائماً.

وزعمت الوزارة أن شركة «ميتا»، التي تمتلك «فيسبوك» و«إنستغرام»، كانت «متواطئة في تعزيز بيئة سامة وخطيرة للمستخدمين اليهود عبر الإنترنت» بعد رفضها إزالة المنشورات التي تتضمن العبارة، بحسب صحيفة «تلغراف» البريطانية.

وقال ديفيد سارانجا، نائب المدير العام بالوكالة للدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية الإسرائيلية رداً على القرار إن عبارة «من النهر إلى البحر» ليست مجرد شعار، إنها «صرخة إبادة جماعية تهدف إلى محو إسرائيل من الخريطة».

وأضاف: «هل توقف مجلس الرقابة التابع لشركة (ميتا) حتى للتفكير في الخطاب الخطير الذي يؤيده بالسماح بانتشار خطاب الكراهية هذا على منصته؟ في وقت ارتفعت فيه معاداة السامية والعنف ضد اليهود إلى مستويات لم نشهدها منذ (الهولوكوست)، فإن (ميتا) تتحمل مسؤولية القضاء على هذه الكراهية وليس السماح لها بالانتشار. نأمل أن تتحمل (ميتا) المسؤولية عن هذا الخطأ الفادح وتتراجع عن قرارها».

ورفضت «ميتا» حظر ثلاث مشاركات تضمنت العبارة، التي يزعم المنتقدون أنها معادية للسامية وتشير إلى تدمير دولة إسرائيل.

واستأنف المستخدمون ضد الحكم أمام مجلس الرقابة، وهو لجنة مراجعة تضم شخصيات بارزة مثل آلان روسبريدجر، المحرر السابق لصحيفة «الغارديان» البريطانية. ومع ذلك، حكم المجلس يوم الأربعاء بأن العبارة «ليست في حد ذاتها... ضارة أو عنيفة أو تمييزية»، وأضاف أن المشاركات المعنية «لم تمجّد (حماس)».

شعار مجموعة «ميتا» (أ.ف.ب)

ومع ذلك، اعترفت اللجنة بأن البعض «فهمها» على أنها إضفاء الشرعية على معاداة السامية، وقالت إن الحظر الافتراضي للعبارة من قبل عملاق التكنولوجيا من شأنه أن «يعوق الخطاب السياسي المحمي بطرق غير مقبولة».

وفي قرارها، قالت اللجنة إن العبارة - وهي نسخة مختصرة من جملة «من النهر إلى البحر، ستكون فلسطين حرة»: «كانت تستخدم غالباً كدعوة سياسية للتضامن والمساواة في الحقوق وتقرير المصير للشعب الفلسطيني وإنهاء الحرب في غزة».

وتُستخدم العبارة بشكل شائع في الاحتجاجات التي تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وقال متحدث باسم مجلس الرقابة: «يجب التعامل مع هذه القضايا بجدية بالغة، ولهذا السبب نظر مجلس الرقابة في مجموعة واسعة من وجهات النظر والمعلومات. وقد تم توثيق ذلك في قراره الدقيق».

وذكر مجلس الرقابة أنه يجب قراءة القرار كاملاً.

ومن جانبه، قال متحدث باسم «ميتا»: «نرحب بمراجعة المجلس لإرشاداتنا بشأن هذه المسألة، في حين أن جميع سياساتنا تم تطويرها مع وضع السلامة في الاعتبار، فإننا نعلم أنها تأتي مع تحديات عالمية ونسعى بانتظام للحصول على مدخلات من خبراء خارج (ميتا)، بما في ذلك مجلس الرقابة».


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: أجزاء من «فيلادلفيا» ليست مناطق كثافة سكانية ولا تتطلب انسحاباً إسرائيلياً

المشرق العربي جانب من الحدود بين قطاع غزة ومصر التي تعرف بـ«محور فيلادلفيا» (د.ب.أ)

البيت الأبيض: أجزاء من «فيلادلفيا» ليست مناطق كثافة سكانية ولا تتطلب انسحاباً إسرائيلياً

تزايد الجدل حول الإصرار الإسرائيلي على البقاء في محور «فيلادلفيا» مع ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحدوث تهريب للأسلحة عبر أنفاق تحت الممر.

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في جنين بالضفة الغربية 5 سبتمبر 2024 (أ.ب)

المستوطنون يسعون لتحطيم السلطة الفلسطينية و«حماس» معاً

رغم تعبير الجيش الإسرائيلي عن «قلقه البالغ» من تفاقم نشاطات الإرهاب اليهودي ضد الفلسطينيين فالكثيرون يرون أن أفعاله في الضفة تُغذي هذا التوجه.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطيني نازح يتفقد منزله في دير البلح بقطاع غزة نهاية أغسطس الماضي (إ.ب.أ)

«حماس» تطلب من واشنطن «ممارسة ضغط حقيقي» على إسرائيل

حضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الخميس الولايات المتحدة على «ممارسة ضغط حقيقي» على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا اجتماع المجلس الاقتصادي (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تبحث دعم الاقتصاد الفلسطيني

قال أحمد أبو الغيط: «تؤكد الأرقام والإحصائيات أن حجم القنابل والمتفجرات التي أُلقيت على قطاع غزة قد تجاوز عشرات الآلاف من الأطنان».

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي نتنياهو مشيراً إلى «محور فيلادلفيا» على الخريطة (أ.ف.ب)

53 % من الإسرائيليين يؤيدون صفقة من دون محور «فيلادلفيا»

أظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، أن 53 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون انسحاب جيشهم من محور «فيلادلفيا» للوصول إلى صفقة تبادل للأسرى مع حركة «حماس».

نظير مجلي

واشنطن: ما زلنا قادرين على الوصول إلى اتفاق في غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

واشنطن: ما زلنا قادرين على الوصول إلى اتفاق في غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيدات الإدارة الأميركية قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مقابل السجناء الفلسطينيين، بعدما قال مسؤول أميركي رفيع، مساء الأربعاء، إنه تم الاتفاق على ما يقرب من 90 بالمائة من البنود حول الصيغة النهائية للاتفاق.

وسبقت ذلك تأكيدات الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين الماضي، قرب التوصل إلى اتفاق. وقال للصحافيين إن نتنياهو لا يقوم بالجهد اللازم للتوصل إلى اتفاق. لكن الخلافات أصبحت اشتباكات علنية على شاشات الشبكات الأميركية بين تأكيد أميركي وتفاؤل مفرط بقرب التوصل إلى اتفاق، ونفي إسرائيلي وإصرار على إلقاء اللوم على «حماس» ورفض الانسحاب من ممر «فيلادلفيا».

وأثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غضباً كبيراً في الإدارة الأميركية؛ إذ ظهر، الخميس، في مداخلة مع برنامج «فوكس آند فريندز» واصفاً تصريحات البيت الأبيض حول قرب التوصل لاتفاق بـ«الكاذبة وغير الصحيحة».

وقال نتنياهو لشبكة «فوكس نيوز»: «هذا الكلام غير دقيق تماماً، فهناك رواية أن هناك صفقة، وهذه مجرد رواية كاذبة».

وألقى نتنياهو باللوم على حركة «حماس»، مشيراً إلى أن إسرائيل وافقت على العديد من الصفقات التي اقترحها المفاوضون من الولايات المتحدة ومصر وقطر، ولكن في كل مرة كانت الصفقة تنتهي وتتوقف بسبب رفض «حماس» التي قالت «لا لكل الصفقات والمقترحات». وأضاف نتنياهو: «إنهم لا يوافقون على شيء، لا على ممر (فيلادلفيا)، ولا على مفاتيح تبادل الرهائن بالإرهابيين المسجونين، ولا على أي شيء»، وتابع: «(حماس) تريد فقط أن نخرج من غزة حتى تتمكن من استعادتها».

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مقتل ستة من الرهائن المحتجزين لدى «حماس»، وأكد أن الجيش الإسرائيلي وجد الجثث في «حالة مروعة».

وأعرب نتنياهو عن رفضه «الاتهامات الأميركية بعدم القيام بجهد كافٍ» لاستعادة الرهائن، وقال: «لقد عملنا بجد لإخراجهم (الرهائن الست)، وتوصلت إلى اتفاق قبل بضعة أشهر؛ إذ تمكنا من إخراج أكثر من نصف رهائننا، وأكثر من نصف الرهائن الأحياء، ونحن نفعل كل ما في وسعنا لإخراج الباقين».

ومضى يقول: «لكن (حماس) ترفض باستمرار إبرام صفقة؛ لذا فإن التقرير الذي يفيد بوجود صفقة مفادها أن الشيء الوحيد الذي يعوقها هو نفق (فيلادلفيا)، ليس سوى كذبة».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشير إلى محور «فيلادلفيا» على الخريطة (رويترز)

ورأى نتنياهو أن أفضل طريقة لضمان عودة ما يقرب من 100 رهينة متبقين في غزة، والذين يُعتقد أن أكثر من نصفهم ما زالوا على قيد الحياة، تعتمد على الحفاظ على السيطرة على ممر «فيلادلفيا»، مشيراً إلى أن السيطرة على ممر «فيلادلفيا» الحدودي بين غزة ومصر «تمنع غزة من أن تصبح جيباً إرهابياً إيرانياً مرة أخرى، وهو ما قد يهدد وجودنا، وهي أيضاً السبيل لمنعهم من تهريب الرهائن الذين يحتفظون بهم خلال وقف إطلاق النار إلى مصر، أو إلى سيناء، حيث قد يختفون، ثم ينتهي بهم الأمر في إيران أو اليمن، ويضيعون إلى الأبد».

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه «إذا كنت تريد إطلاق سراح الرهائن، وتريد التأكد من أن غزة لا تشكل تهديداً لإسرائيل مرة أخرى، فعليك الاحتفاظ بممر (فيلادلفيا)، وهذا ما نفعله حقاً الآن».

ووصف مطالب «حماس»، مثل وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وممر «فيلادلفيا» ومعبر رفح، بأنها مطالب «غير أخلاقية ومجنونة».

البيت الأبيض يؤكد

من جانبه، أشار جون كيربي منسق الاتصالات بالبيت الأبيض، في مؤتمر صحافي، الخميس، إلى مشاركة بريت ماكغورك مستشار الرئيس للشرق الأوسط، مع نظرائه في قطر ومصر وإسرائيل لمحاولة المضي قدماً في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال كيربي: «أود أن أوضح أن عدم الإعلان عن اجتماع آخر (بعد اجتماعات الدوحة والقاهرة) لا يعني أنه لن يكون هناك اجتماع»، مضيفاً: «نعتقد أن الخلافات يمكن حلها، وأنه رغم المأساة في مقتل الرهائن فإن المفاوضات لوقف إطلاق النار مستمرة».

وحول نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي قرب التوصل إلى اتفاق وإصراره على البقاء في ممر «فيلادلفيا»، قال كيربي: «هناك مفاوضات رسمية ووساطة واتصالات من نقطة إلى نقطة بيننا وبين نظرائنا في مصر وقطر وإسرائيل لمحاولة معرفة ما إذا كان بإمكاننا المضي قدماً في الأمر».

وأشار كيربي إلى أنه استمع إلى ما قاله نتنياهو لشبكة «فوكس نيوز»، رافضاً الدخول في جدال علني حول قرب التوصل إلى اتفاق.

وعلق قائلاً: «نتنياهو يستطيع أن يتحدث عن موقفه، لكن ما أستطيع تأكيده هو أن اتصالاتنا مع نظرائنا الإسرائيليين مستمرة، وما زلنا نحاول التوصل إلى حل وسط، وما زلنا قادرين على الوصول إلى اتفاق، وما نقوم به الآن هو محاولة حل الخلافات التي لا تزال قائمة بين ما تريده (حماس)، وما تقول إسرائيل إنها تحتاج إليه، ولن أتطرق إلى نوع القضايا التي نتحدث عنها مع الإسرائيليين والقطريين والمصريين».

وشدد منسق الاتصالات بالبيت الأبيض على أن العقبة الكبرى أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هي «حماس»، وتابع: «كان هناك وقف لإطلاق النار في السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، وقرر السنوار انتهاكه واحتجاز الرهائن، ويجب ألا يكون هناك أي سبب لاحتجازهم، وما رأينا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي يجعلنا نشعر بالخطر على حياتهم، ولن أدخل في جدال علني مع رئيس الوزراء نتنياهو».

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي (رويترز)

واعترف كيربي بحدوث انتكاسات، ووجود حالة من الإحباط لدى الإدارة الأميركية، لكنه أكد التزام بايدن بالمضي قدماً للتوصل إلى اتفاق، ونفى أن تكون التصريحات الأميركية مفرطة في التفاؤل، مشيراً إلى أن ما صرح به المسؤول الأميركي من إتمام 90 بالمائة من الاتفاق «صحيح»، وأن ما يتبقى من التفاوض هو حول تفاصيل التنفيذ، خاصة تبادل السجناء.

وقال: «أصبحت هذه الحسابات مختلفة بسبب ما حدث في عطلة نهاية الأسبوع (مقتل الرهائن الستة)، وليس من المضمون قبول السنوار للاتفاق، لكننا أنجزنا قدراً هائلاً من التقدم لوضع هيكل الصفقة موضع التنفيذ».