هاريس وبايدن لاستمالة بنسلفانيا… وترمب يهاجمهما بسبب أفغانستان

زيارة المرشح الجمهوري لمقبرة آرلينغتون الوطنية موضع جدال متزايد

الرئيس جو بايدن مع المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال مناسبة في شيكاغو بألينوي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس جو بايدن مع المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال مناسبة في شيكاغو بألينوي (أرشيفية - رويترز)
TT

هاريس وبايدن لاستمالة بنسلفانيا… وترمب يهاجمهما بسبب أفغانستان

الرئيس جو بايدن مع المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال مناسبة في شيكاغو بألينوي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس جو بايدن مع المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال مناسبة في شيكاغو بألينوي (أرشيفية - رويترز)

ترافق الرئيس الأميركي جو بايدن مع نائبة الرئيس، كامالا هاريس، إلى بنسلفانيا بمناسبة عيد العمل الأميركي دعماً لجهودها في الولاية المتأرجحة الأهم بالانتخابات المقبلة. بينما حوّل الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترمب، الانتقادات التي وجهت له على خلفية زيارته المثيرة للجدل لمقبرة آرلينغتون الوطنية، إلى هجوم لاذع ضد منافسته الديمقراطية.

وبينما حاولت هاريس في بنسلفانيا الموازنة بين تقديم نفسها على أنها «طريق جديدة للمضي قدماً» مع الحفاظ على ولائها لبايدن والسياسات التي دفع بها، استغلت حملة ترمب الانتخابية كثيراً من مقاطع الفيديو التي اتهم فيها ذوو عدد من الجنود الأميركيين الـ13 الذين قُتلوا خلال تفجير انتحاري خلال الانسحاب من أفغانستان عام 2021، بايدن وهاريس بقتل أطفالهم عبر وضعهم في خطر، معبرين عن تأييدهم لمواقف ترمب. وظهر والد أحد الجنود دارين هوفر في الفيديو الذي نشر على منصة «إكس»؛ وهو يقول: «لا تنسي، كامالا، كنتِ آخر شخص في الغرفة. اتخذتِ أنتِ وجو بايدن القرار النهائي بشأن كيفية الانسحاب من أفغانستان». ودافع هوفر عن تصرفات فريق حملة ترمب، متهماً هاريس بتسييس الاحتفال بـ«يوم الذكرى» في 26 أغسطس (آب) الماضي، حين زار ترمب المقبرة الوطنية، وتحدى طلبات المسؤولين لتجنب التقاط الصور أو الفيديو بين شواهد القبور، التزاماً بقانون فيدرالي يحظر أي نشاطات للحملات الانتخابية في المقابر العسكرية. ونشرت حملة ترمب صوراً ومقاطع فيديو لزيارة ترمب مضمنة إياها انتقادات لتعامل إدارة بايدن مع الانسحاب من أفغانستان.

القائد الأعلى

مراسم تكريمية عند قبر الجندي المجهول في مقبرة آرلينغتون الوطنية بحضور المرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أرشيفية - أ.ف.ب)

واستمر الجدل حول الحادثة مع تنافس هاريس وترمب على كسب مميزات في القضايا العسكرية - والجدال حول من سيكون القائد الأعلى الأفضل للقوات المسلحة، ومن سيهتم بشكل أفضل بحاجات المحاربين القدامى. وكان ترمب يبحث عن هجوم بارز على هاريس منذ انقلاب السباق في يوليو (تموز) الماضي، بعدما قرر بايدن الانسحاب، وصعود هاريس إلى المنافسة. وجمعت المرشحة الديمقراطية أكثر من نصف مليار دولار في التبرعات منذ تنحى بايدن، وتحدثت إلى حشود متحمسة في ساحات مزدحمة، وربما الأهم من ذلك، أنها أغلقت فجوة استطلاعات الرأي مع ترمب.

وجرب ترمب مجموعة متنوعة من الأساليب لمحاولة إبطاء صعودها - حيث وصفها بأنها ليبرالية «خطيرة»، مقترحاً أنها بدأت في التعريف بنفسها على أنها سوداء من أجل المصلحة السياسية. وقال إنها كانت تتهرب من وسائل الإعلام قبل أول مقابلة تلفزيونية لها الأسبوع الماضي. وعقب زيارة آرلينغتون، عاد ترمب لتسليط الضوء على واحدة من أدنى نقاط السياسة الخارجية لإدارة بايدن.

وبينما ألقى ترمب التبعات على هاريس في الخروج المأساوي، ضخم حلفاؤه الرسالة ودافعوا عن زيارته لمقبرة آرلينغتون الوطنية. وأصدر السيناتور الجمهوري طوم كوتون بياناً عدّ فيه أن «الفضيحة الحقيقية» هي قتل الجنود الأميركيين في أفغانستان، مدعياً أن هاريس وبايدن «حكما» عليهم بالموت. وقال كبير مستشاري حملة ترمب، جايسون ميلر، إن هاريس «يداها ملطختان بالدماء».

المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال مناسبة في واشنطن (أرشيفية - رويترز)

هجمات فاشلة

ولطالما انتقد الجمهوريون إدارة بايدن بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، بما في ذلك خلال المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو الماضي، مع ظهور أفراد من 6 عائلات فقدت أحباءها هناك. لكن الهجمات ركزت على هاريس أخيراً. وأفاد ذوو الجنود القتلى في بيان أصدرته حملة ترمب الأحد: «نحن، عائلات أفراد الخدمة الشجعان الذين قُتلوا بشكل مأساوي في تفجير آبي غيت، نشعر بالفزع من محاولات نائبة الرئيس كامالا هاريس الأخيرة لتسييس زيارة الرئيس ترمب لمقبرة آرلينغتون الوطنية».

ورفض ناطق باسم حملة هاريس التعليق. لكن مساعديها قالوا إن هذا هو الأحدث في سلسلة من الهجمات الفاشلة التي يستخدمها ترمب ضد هاريس، مشككين فيما إذا كان هذا الهجوم ضد هاريس سيؤدي إلى زخم في حملة ترمب، أم لا.

وفي بيان الأسبوع الماضي، دافع مسؤولون في الجيش عن موظفة المقبرة التي دخلت في مشادة قصيرة مع اثنين من موظفي حملة ترمب أثناء الزيارة. وأفاد الجيش بأن الموظفة تصرفت باحترافية، وتم «دفعها جانباً فجأة»، بعد محاولتها فرض المبادئ التوجيهية التي تم إبلاغ الحملة بها.

كسب بنسلفانيا

في غضون ذلك، حضر الثنائي بايدن - هاريس عرض عيد العمل في مدينة بيتسبرغ، حيث شاركا معاً للمرة الأولى في حدث سياسي منذ التغيير الانتخابي الديمقراطي. وقالت حملة هاريس إن الناخبين في بنسلفانيا أصبحوا ناشطين منذ تسلمها الشعلة الرئاسية من بايدن قبل 6 أسابيع، مع تسجيل عشرات الآلاف من المتطوعين الجدد للترويج لها ولحاكم مينيسوتا تيم والز، المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس.

المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال حدث انتخابي في سافانا بجورجيا الجمعة (أ.ب)

وسعت هاريس (59 عاماً)، إلى جذب الناخبين من خلال الابتعاد عن سياسات بايدن الضارة لحملتها، ورفض الخطاب اللاذع لخصمها ترمب. وقالت: «نحن نناضل من أجل مستقبل نبني فيه ما أسميه اقتصاد الفرص، بحيث تتاح لكل أميركي الفرصة لامتلاك منزل وبدء عمل تجاري وبناء الثروة بين الأجيال. ومستقبل نخفض فيه تكلفة المعيشة لأميركا»، داعية إلى تنمية الاقتصاد «من القاع إلى الوسط؛ إلى الأعلى».

وظهر الاثنان في مناسبات رسمية واجتمعا معاً في البيت الأبيض منذ تبادل التذاكر.

ولأكثر من 3 سنوات ونصف السنة، كانت هاريس واحدة من كبار المصدقين لبايدن. الآن انقلبت الأدوار، بحيث تتطلع هاريس إلى الاعتماد على بايدن - وهو من مواليد سكرانتون في بنسلفانيا - للمساعدة في الفوز بالولاية الحاسمة المحتملة.


مقالات ذات صلة

ترمب: أعتقد أن الله أنقذني من محاولة اغتيال لإصلاح «بلدنا المحطّم»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في بنسلفانيا (أ.ب)

ترمب: أعتقد أن الله أنقذني من محاولة اغتيال لإصلاح «بلدنا المحطّم»

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إنه يعتقد أن الله أنقذه من محاولة الاغتيال التي تعرض لها، في يوليو، بتجمّع انتخابي في بنسلفانيا ليُصلح أميركا المحطَّمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة اكتسبت كامالا جمالاً وأناقة زعزعا ثقة غريمها دونالد ترمب بشكل واضح (أ.ب)

جاذبية كامالا هاريس وأناقتها تقلقان دونالد ترمب

الواضح أن كامالا هاريس توصلت إلى الوصفة الناجحة التي راوغت غيرها من السياسيات. وصفة تجمع الثقة بالأناقة، والأنوثة بالقوة. كل هذا من دون أن تهزّ المألوف.

جميلة حلفيشي (لندن)
الولايات المتحدة​ جيه دي فانس المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي (أ.ب)

فانس في تصريحات قديمة: النساء العاملات «اخترن طريق البؤس» ورجال أميركا «مقموعون»

قال المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي إن النساء العاملات «يخترن طريق البؤس» بإعطاء الأولوية لمهنهن على حساب إنجاب الأطفال كما ادعى أن الرجال «مقموعون».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في ميلووكي بويسكونسن 20 أغسطس 2024 ودونالد ترمب في بيدمينستر بنيوجيرسي 15 أغسطس (رويترز)

«الولاية التي يجب الفوز بها»... تحدي هاريس وترمب الأصعب

عَدَّ تقارير صحافي أن التحدي الأبرز لكامالا هاريس هو ولاية بنسلفانيا، أما بالنسبة لدونالد ترمب فهي ولاية جورجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تختلف سياسات ترمب وهاريس تجاه إيران (أ.ف.ب)

ترمب وهاريس يتبادلان الانتقادات في قضية الإجهاض

يعد تغيير مواقف المرشحين في انتخابات الرئاسة الأميركية أمراً شائعاً، خصوصاً في السباقات المتقاربة قبيل اقتراب موعد التصويت.

إيلي يوسف (واشنطن)

بايدن لصفقة «الفرصة الأخيرة» لـ«حماس» وإسرائيل... ومهلة أسبوع للرد

TT

بايدن لصفقة «الفرصة الأخيرة» لـ«حماس» وإسرائيل... ومهلة أسبوع للرد

الرئيس جو بايدن يتحدث إلى الصحافيين الاثنين قبل اجتماعه بفريق التفاوض بشأن صفقة الرهائن الأميركيين في البيت الأبيض (إ.ب.أ)
الرئيس جو بايدن يتحدث إلى الصحافيين الاثنين قبل اجتماعه بفريق التفاوض بشأن صفقة الرهائن الأميركيين في البيت الأبيض (إ.ب.أ)

أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يقوم بالجهد الكافي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى «حماس».

وقال بايدن للصحافيين قبل بدء اجتماعه مع نائبته كامالا هاريس وفريق الأمن القومي بالبيت الأبيض، صباح الاثنين، إنه تحدث مع والدي الرهينة الأميركي هيرش غولنبرغ، مشدداً على أن إدارته لن تستسلم وستناقش تقديم صفقة نهائية إلى جميع الأطراف خلال الأسبوع الجاري، وقال: «سنواصل الضغط بقدر ما نستطيع».

وأكد الرئيس الأميركي أنهم يقتربون من إتمام صياغة هذه الصفقة. وحينما سئل عن سبب اعتقاده بأن هذه الصفقة الجديدة ستنجح بينما لم تنجح بها صفقات أخرى، قال بايدن: «الأمل موجود إلى الأبد». وفي إجابته عن إذا كان نتنياهو يبذل جهداً كافياً لتأمين صفقة الرهائن، قال الرئيس الأميركي: «لا».

المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس خلال حدث انتخابي في سافانا بجورجيا الجمعة (أ.ب)

وأشار مسؤولون بالبيت الأبيض إلى أن الاجتماع الذي شاركت فيه نائبه الرئيس كامالا هاريس مع فريق الأمن القومي بالبيت الأبيض يسعى إلى تحديد مقترح «الفرصة الأخيرة» لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، لتقديمه إلى إسرائيل و«حماس» خلال أيام قليلة.

صور الرهائن الست الذين أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثامينهم في قطاع غزة (أ.ب)

وأقر المسؤولون بأن مقتل الرهائن الست أدى إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية والمفاوضات التي وصفوها بالصعبة والمضنية، لكنهم أشاروا إلى الحاجة الملحة لإتمام صفقة إطلاق سراح الرهائن، لكن القلق يساور بعض أعضاء الفريق الأميركي المفاوض، حول مدى جدية «حماس» في التوصل إلى اتفاق.

وأكد المسؤولون أن إدارة بايدن ستفرض ضغوطاً جديدة وهائلة على نتنياهو للتوصل إلى نوع من الاتفاق. واكتفى المسؤولون بالقول إن هذا الضغط سيكون في «أعلى مستوياته» دون تحديد ماهية وأدوات هذا الضغط، مشيرين إلى ضغوط أخرى تتعرض لها حكومة نتنياهو وتأتي من داخل إسرائيل نفسها.

ماذا لو رفض الجانبان؟

انتقادات إدارة بايدن تزايدت إزاء مقاومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق. وتراهن الإدارة الأميركية على صياغة صفقة «الفرصة الأخيرة» وتقدمها للأطراف، مع إعطاء فترة أسبوع للجانبين للرد بالموافقة على تنفيذها والالتزام بها، وتتضمن اقتراحاً أميركاً جديداً بشأن ممر فيلادلفيا الذي يعد من القضايا الخلافية القوية، أما إذا رفضها الجانبان فقد يعني ذلك أن تسحب الولايات المتحدة يدها من القضية وتنتهي معها جهود المفاوضات.

شارك في الاجتماع مع الرئيس بايدن ونائبته، كل من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومدير الاستخبارات الأميركية ويليام بينز، ومستشار الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط بريت ماكغورك، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، وموظفين كبار بمكتب شؤون الرهائن، حيث يعمل فريق المفاوضين على مضاعفة الجهود للتوصل إلى اتفاق.

وبعد اجتماع استمر ساعتين، أصدر البيت الأبيض بياناً قال فيه إن الرئيس بايدن ناقش مع المفاوضين الأميركيين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، في أعقاب مقتل الأميركي هيرش غولنبرغ وخمسة رهائن آخرين. وتلقى تحديثاً حول الاقتراحات التي طرحتها الولايات المتحدة مع قطر ومصر، وناقش الجهود لتأمين إطلاق سراح الرهائن واستمرار المشاورات مع الوسطاء.

وأعرب الرئيس عن غضبه وحزنه إزاء عملية قتل الرهائن الست، وأكد على أهمية محاسبة قادة «حماس».

وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن سيعرض تفاصيل المقترح الجديد خلال أيام، بعد قيام المسؤولين الأميركيين بعرض المقترح ومناقشته مع الأطراف الإقليمية كافة.

متظاهرون يشعلون النيران أثناء إغلاق الطريق السريع الرئيسي أيالون خلال مظاهرة احتجاجية في تل أبيب مطالبين نتنياهو بالتوقيع «فوراً» على صفقة الرهائن. (إ.ب.أ)

جاء الاجتماع في حين يتظاهر مئات الآلاف في شوارع القدس وتل أبيب غضباً من الحكومة الإسرائيلية، لفشلها في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وأنه كان بالإمكان إنقاذ الرهائن الذين قتلوا إذا قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببذل المزيد من الجهد. وتشير التقديرات إلى أن هناك 120 ر‏هينة لدى «حماس» بينهم سبعة أميركيين، ويعتقد أن أكثر من ثلث الرهائن المتبقين قد لقوا حتفهم وأن هناك أربعة أميركيين فقط ما زالوا على قيد الحياة.

وانتشرت الاحتجاجات الغاضبة والإضرابات، بعد أنباء أنه كان من الممكن إطلاق سراح ثلاثة أو أربعة من الأسرى الستة الذين قتلوا، في المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل. ما يعني أن المفاوضين سيحتاجون إلى إعادة النظر في قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ومستشار الرئيس للشرق الأوسط بريت ماكغورك اجتماعا عبر الإنترنت مع عائلات الرهائن الأميركيين، يوم الأحد، لطمأنة الأسر حول الجهود الدبلوماسية الجارية عبر أعلى مستويات الحكومة الأميركية، للتوصل لاتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين، مؤكداً على التزام الرئيس بايدن وإدارته بإعادة الرهائن الـ101 المتبقين في أقرب وقت ممكن.

امرأة تحمل لافتة بينما يتظاهر الناس ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدعوة إلى إطلاق سراح الرهائن في غزة. (رويترز)

وطالبت عائلات الرهائن بالضغط على رئيس الوزراء نتنياهو لإتمام الصفقة مع «حماس»، وإعادة الرهائن إلى الوطن، وأوضحت في بيان أن مقتل الأميركي هيرش غولنبرغ بعد أشهر من ظهوره في مقطع فيديو نشرته «حماس»، دليل على أن الحركة تقتل الرهائن، وأن «فرص إعادة أي شخص على قيد الحياة معرضة للخطر مع مرور كل يوم».

 

على المسار نفسه، تحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، مساء الأحد، مع وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت، داعياً الحكومة إلى التراجع عن قرارها باستمرار سيطرتها على ممر فيلادلفيا والحدود بين غزة ومصر، الذي يعد نقطة خلاف رئيسية في المحادثات. وشدد أوستن على ضرورة التوصل بسرعة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن.

ودأب مسؤولو البيت الأبيض على إعلان أن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال أصبح في متناول اليد، وأبدوا الكثير من التفاؤل خلال الأسابيع الماضية حول المفاوضات التي جرت في الدوحة والقاهرة، وأن الفريق الأميركي يعمل على سد الفجوات بين الجانبين.

من جانبها، أشارت صحيفة «واشنطن بوست»، إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان حادث مقتل الرهائن الست، سيزيد أو يقلل من احتمالية توصل إسرائيل و«حماس» إلى اتفاق، وما إذا كان الرئيس بايدن سيتمكن من ممارسة الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، للموافقة على المقترحات الجديدة. ووفقاً للصحيفة، فإن المقترح الذي طورته الإدارة الأميركية بالتشاور مع مصر وقطر، كان قيد الإعداد قبل اكتشاف إسرائيل لجثث الرهائن الست.