باكستان: مسلحو بلوشستان يريدون عرقلة التعاون مع الصين

بكين نددت بالهجمات وتعهدت بمواصلة دعم إسلام آباد في مكافحة الإرهاب

رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يتحدث خلال المؤتمر الدولي حول قدرة باكستان على الصمود في مواجهة تغير المناخ (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يتحدث خلال المؤتمر الدولي حول قدرة باكستان على الصمود في مواجهة تغير المناخ (د.ب.أ)
TT

باكستان: مسلحو بلوشستان يريدون عرقلة التعاون مع الصين

رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يتحدث خلال المؤتمر الدولي حول قدرة باكستان على الصمود في مواجهة تغير المناخ (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يتحدث خلال المؤتمر الدولي حول قدرة باكستان على الصمود في مواجهة تغير المناخ (د.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الثلاثاء، إن المسلحين الانفصاليين الذين شنوا هجمات واسعة النطاق في إقليم بلوشستان بجنوب غربي البلاد، يريدون عرقلة المشروعات التنموية للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.

نقل جثث ضحايا حادث الحافلة إلى مستشفى بمنطقة كاهوتا في باكستان يوم 25 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

والهجمات التي بدأت الأحد وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصاً، هي الأوسع نطاقاً التي يشنها المسلحون العرقيون منذ سنوات، في إطار تمرد يهدف لتحقيق انفصال الإقليم الغني بالموارد، والذي تقود الصين فيه مشروعات كبرى، مثل ميناء ومنجم للذهب والنحاس.

وقال شريف في خطاب أمام مجلس الوزراء بثه التلفزيون «الإرهابيون يريدون عرقلة الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، ومشروعات التنمية»، مضيفاً أن الهدف أيضاً هو الوقيعة بين إسلام آباد وبكين.

والممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يقال إنه يتضمن التزامات تنموية بقيمة 65 مليار دولار، جزء من «مبادرة الحزام والطريق» التي يتبناها الرئيس الصيني شي جينبينغ.

نقل جثث ضحايا حادث الحافلة إلى مستشفى بمنطقة كاهوتا في باكستان يوم 25 أغسطس 2024 حيث سقطت حافلة ركاب كانت متجهة من كاهوتا إلى راولبندي في خندق ما أسفر عن مصرع 25 شخصاً على الأقل (إ.ب.أ)

ولم تتمكن باكستان من بناء البنية التحتية اللازمة للاستفادة من الموارد المعدنية في بلوشستان، وطلبت مساعدة الصين في تطوير الإقليم الفقير.

ونددت الصين بالهجمات، وتعهدت بمواصلة دعم باكستان بقوة في مكافحة الإرهاب.

وقال لين جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحافية دورية: «الصين مستعدة لتعزيز التعاون الأمني ​​في مكافحة الإرهاب مع الجانب الباكستاني، للحفاظ بشكل مشترك على السلام والأمن الإقليميين».

علامة تفصيلية للطريق من حافلة ملقاة في مكان وقوع حادث منطقة كاهوتا في باكستان يوم 25 أغسطس 2024 حيث سقطت حافلة ركاب كانت متجهة من كاهوتا إلى راولبندي في خندق ما أسفر عن مصرع 25 شخصاً على الأقل (إ.ب.أ)

وعبَّرت الصين من قبل عن قلقها إزاء أمن مواطنيها الذين يعملون في مشروعات داخل باكستان، وخصوصاً في بلوشستان. وقتل 6 مهندسين صينيين كانوا يعملون في مشروع سد في مارس (آذار) الماضي، في شمال غربي البلاد.

ويستهدف المسلحون الانفصاليون باستمرار ميناء جوادر الذي تديره الصين في المياه العميقة للإقليم.

وأعلن جيش تحرير بلوشستان مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت بشكل متزامن على أقسام شرطة وخطوط سكك حديدية وطرق سريعة في بلوشستان، أكبر أقاليم باكستان؛ لكنه الأقل تطوراً.

ويستهدف المسلحون الانفصاليون باستمرار ميناء جوادر الذي تديره الصين في المياه العميقة للإقليم. وأعلن جيش تحرير بلوشستان مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت بشكل متزامن على أقسام شرطة وخطوط سكك حديدية وطرق سريعة في بلوشستان أكبر أقاليم باكستان لكنه الأقل تطوراً.

وأضاف في بيان أن المئات من مقاتليه، ومن بينهم 7 انتحاريين، شاركوا في الهجمات. وتعرضت أهداف صينية من قبل لهجمات شنتها جماعات مسلحة من البلوش، تقول إنها تقاتل منذ عقود للحصول على حصة أكبر في ثروات الإقليم من مناجم ومعادن، وتحرمهم الحكومة المركزية منها.


مقالات ذات صلة

أكثر من 20 قتيلاً بقصف مُسيَّرات شمال مالي

أفريقيا عناصر من الجيش المالي في حالة استنفار (متداولة)

أكثر من 20 قتيلاً بقصف مُسيَّرات شمال مالي

أعلن الجيش المالي أنه نفَّذَ طلعات جوية وقصفاً لمنطقة في أقصى شمال شرقي البلاد، على الحدود مع الجزائر، أسفرت عن مقتل نحو 20 ممن وصفهم بأنهم «إرهابيون».

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا الشرطة البريطانية تعتقل رجلاً في احتفالات كرنفال «نوتينغ هيل» غرب لندن خلال عطلة نهاية الأسبوع الصيفية يوم الاثنين (د.ب.أ)

القبض على 3 أشخاص مرتبطين بحادث طعن سيدة في بريطانيا

ألقت الشرطة البريطانية القبض على 3 أشخاص على خلفية طعن سيدة (32 عاماً) في كرنفال «نوتينغ هيل»، حيث صُنفت حالتها على أنها حرجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا ضباط شرطة نيجيريون يقفون حراساً خلال موكب الشموع تكريماً لجميع المتظاهرين الذين قُتلوا في جميع أنحاء البلاد في احتجاجات الصعوبات الاقتصادية الأخيرة في لاغوس بنيجيريا في الجمعة 9 أغسطس 2024 (أ.ب)

جماعة موالية لإيران تقتل عنصريْ شرطة في نيجيريا

أعلنت الشرطة النيجيرية مقتل اثنين من عناصرها على الأقل، والعثور على 3 آخرين فاقدي الوعي في العاصمة أبوجا، الأحد، إثر هجوم شنته جماعة شيعية محظورة موالية لإيران.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
أفريقيا حالة استنفار في المستشفى بعد استقبال أكثر من 300 جريح (التلفزيون الحكومي)

200 قتيل في هجوم إرهابي وسط بوركينا فاسو

أعلنت حكومة بوركينا فاسو أنها سترد بحزم على هجوم إرهابي أودى بحياة ما لا يقل عن 200 قتيل، أغلبهم مدنيون يقطنون في قرية بارسالوغو الواقعة وسط البلاد.

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا مسؤولون أمنيون باكستانيون يقومون بدورية في موقع الاشتباكات بين مجموعتين مسلحتين في كراتشي، باكستان، 25 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

مقتل 14 من قوات الأمن الباكستاني خلال اشتباك مع مسلحين في بلوشستان

أعلن الجيش الباكستاني أن قوات الأمن قتلت 21 مسلحاً في بلوشستان بعد هجوم على حافلة، وقال الجيش إن 14 من قوات الأمن الباكستاني قُتلوا خلال اشتباكات مع مسلحين.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

سوليفان ووانغ يتطلعان لمحادثات «مثمرة» في بكين

TT

سوليفان ووانغ يتطلعان لمحادثات «مثمرة» في بكين

وزير الخارجية الصيني وانغ يي يتحدث للإعلام وبجانبه المستشار الأميركي جايك سوليفان في بكين الثلاثاء (رويترز)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي يتحدث للإعلام وبجانبه المستشار الأميركي جايك سوليفان في بكين الثلاثاء (رويترز)

أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان ووزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الثلاثاء، عن أملهما في إجراء محادثات مثمرة خلال لقائهما في بكين.

وحمّلت حليفتا واشنطن، اليابان والفلبين، الصين خلال الأسبوع الأخير مسؤولية ارتفاع منسوب التوتر الإقليمي؛ إذ اتّهمت طوكيو بكين بانتهاك مجالها الجوي بينما وصفتها مانيلا بـ«أكبر مزعزع» للسلام في جنوب شرق آسيا.

وأفاد سوليفان بعد وصوله إلى العاصمة الصينية بعد ظهر الثلاثاء، بأنه يتطلع إلى «جولة محادثات مثمرة للغاية» مع وانغ. وقال: «سنخوض في مجموعة واسعة من القضايا، بينها ما نتفق عليه بينما هناك تلك القضايا... حيث ما زالت تدور خلافات يتعيّن علينا التعامل معها بشكل فاعل وموضوعي».

وأكد وزير الخارجية الصيني لسوليفان بأنه يسعى لمحادثات «موضوعية» و«بنّاءة» خلال زيارته، وهي الأولى التي يقوم بها مستشار للأمن القومي الأميركي منذ عام 2016.

المستشار الأميركي جايك سوليفان لدى نزوله من الطائرة في مطار بكين الثلاثاء (إ.ب.أ)

وقال وانغ إنه يريد من الطرفين «المساعدة على دفع العلاقات الصينية - الأميركية باتّجاه (رؤية سان فرنسيسكو)»، في إشارة إلى إطار عمل توصل إليه الرئيسان الأميركي، جو بايدن، والصيني، شي جينبينغ، خلال محادثات في المدينة الأميركية العام الماضي، أنعش الآمال في التوصل إلى وفاق في هذه العلاقة الثنائية المحورية للعالم.

من جهتها، عبّرت اليابان، الثلاثاء، عن «مخاوف جديّة» حيال التطوّرات الأخيرة في بحر الصين الجنوبي، متّهمة بكين بالقيام بتحرّكات «خطيرة وقمعية».

وفي تعبير عن دعمها مانيلا، أكدت اليابان أنها «تقدّر بشكل كبير الحكومة الفلبينية لإظهارها... التزامها بتسوية سلمية للنزاعات» في المنطقة.

تعزيز التحالفات

وأوضحت مسؤولة أميركية قبيل الزيارة أن سوليفان سيناقش مسألة بحر الصين الجنوبي مع نظرائه في بكين، بمن فيهم وانغ.

ولم توضح إن كانت الولايات المتحدة تتوقع تحقيق أي اختراق خلال الزيارة.

محادثات موسعة بين الوفدين الصيني والأميركي في بكين الثلاثاء (رويترز)

وقال المسؤولة: «نحن ملتزمون بالقيام بالاستثمارات وتعزيز تحالفاتنا واتخاذ الخطوة المشتركة التي يجب اتخاذها بشأن التكنولوجيا والأمن القومي»، في إشارة إلى القيود الصارمة التي فرضتها إدارة بايدن على الصادرات التقنية إلى الصين. أضافت: «لكن في المقابل نحن ملتزمون بإدارة هذا التنافس بمسؤولية والحؤول دون أن ينحو نحو النزاع».

وأشارت إلى أن سوليفان «سيثير المخاوف بشأن تزايد ضغط جمهورية الصين الشعبية العسكري والدبلوماسي والاقتصادي في تايوان»، وأن «هذه الخطوات تزعزع الاستقرار، وتزيد (خطر) التصعيد، وسنواصل حض بكين على الانخراط في حوار هادف مع تايبيه».

وترى الصين الرئيس التايواني، لاي تشينغ - تي، «انفصالياً خطيراً»، وشدّدت من لهجتها حيال الجزيرة وأجرت مناورات عسكرية في محيطها منذ توليه منصبه الجديد في وقت سابق هذا العام.

وزير الخارجية الصيني وانغ يي والمستشار الأميركي جايك سوليفان قبل بدء محادثاتهما في بكين الثلاثاء (رويترز)

وسيذكّر سوليفان بكين بالمخاوف الأميركية بشأن دعم الصين روسيا في توسيع صناعاتها العسكرية منذ بدء غزو أوكرانيا. من جهتها، تشدد بكين على أنها لا تقدم دعماً عسكرياً مباشراً لموسكو، على عكس ما توفره الولايات المتحدة ودول غربية عدة لكييف.

وغالباً ما آثرت الصين العمل مع مستشاري الأمن القومي الأميركيين، وتنظر إليهم على أنهم صانعو قرار مقرّبون من الرئيس ويجرون المفاوضات بعيداً من دائرة الضوء الإعلامية التي غالباً ما ترافق وزراء الخارجية.

ويعود التاريخ الحديث للعلاقة بين الولايات المتحدة والصين إلى عام 1971 حين زار هنري كيسنجر، وزير الخارجية في عهد ريتشارد نيكسون، بكين سراً لتمهيد الأرضية للعلاقات بين واشنطن والدولة الشيوعية الآسيوية.

والتقى سوليفان ووانغ يي أربع مرات على مدى العام ونصف العام المنصرمين، في واشنطن وفيينا ومالطا وبانكوك. كما كانا حاضرين على هامش القمة التي جمعت بايدن وشي جينبينغ في كاليفورنيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي .

وفي بعض الأحيان، لم يتم الإعلان عن لقاء وانغ وساليفان سوى بعد انتهائه. وأمضى المسؤولان ساعات طويلة خلف الأبواب الموصدة بعيداً من العدسات.

وتأتي الزيارة قبل أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر.