«الوطني الليبي» يبسط قبضته على «منجم ذهب» قرب حدود تشاد

بعد معركة قضى فيها عدد من أفراد الجيش

دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)
دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)
TT
20

«الوطني الليبي» يبسط قبضته على «منجم ذهب» قرب حدود تشاد

دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)
دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)

تخوض قوات بـ«الجيش الوطني» الليبي معركة حامية على الحدود مع تشاد، تنفيذاً «لمهمة عسكرية محددة» كانت أطلقتها رئاسة أركان القوات البرية، في بدايات أغسطس (آب) الحالي، ضمن «خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر مطلع على العملية العسكرية، الثلاثاء، أن قوات «اللواء 128 معزز» بقيادة اللواء حسن الزادمة، والتابع لـ«الجيش الوطني» وضعت يدها على «منجم للذهب»، قال إن «عصابات تشادية كانت تسيطر عليه طوال السنوات الماضية، لكن بفضل الله تمت السيطرة عليه من رجالنا»..

دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)
دورية تابعة لرئاسة أركان القوات البرية في الجنوب الغربي (رئاسة الأركان)

وتشهد الحدود الليبية - التشادية صراعاً دموياً للتنقيب عن الذهب بشكل غير شرعي على الحدود المشتركة لليبيا والسودان وتشاد والنيجر. وسبق وأطلق «الجيش الوطني» خطة لتأمين الحدود التي تطل على تلك الدول، بقصد القضاء على «الجماعات الإرهابية» والعصابات العابرة للحدود، ومكافحة الهجرة غير النظامية.

وأوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه لأنه غير مخول له الحديث لوسائل إعلام: «الاشتباكات لا تزال متواصلة في منطقة جبال كلنجة الحدودية بين قوات (اللواء 128 معزز) الذي يصفه سكان بالجنوب بأنه رأس الحربة للقيادة العامة للجيش الوطني» في الجنوب، وقال المصدر: «القوات قتلت حتى ظهر الثلاثاء عدداً من أفراد هذه العصابات التي تمتهن الاتجار بالبشر والمخدرات، فيما فر بعض منهم إلى الصحراء؛ ويتم تعقبهم راهناً».

اللواء حسن الزادمة آمر «اللواء 128 المعزز» التابع لـ«الجيش الوطني» الليبي
اللواء حسن الزادمة آمر «اللواء 128 المعزز» التابع لـ«الجيش الوطني» الليبي

وأسفرت العملية العسكرية عن وفاة عدد من عناصر «اللواء 128»، أثناء «اشتباكات مع مجموعات مسلحة».

كما نعى رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، بصفته (القائد الأعلى للقوات المسلحة) «شهداء الواجب» حيث قال إنهم «قدموا أرواحهم الطاهرة الزكية فداء للوطن أثناء دفاعهم عن حدود بلادنا الجنوبية».

وتقدم رئيس «المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان فزان» هارون أرحومة، بالتعزية أيضاً نيابة عن فزان إلى المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش، ولرئيس أركان القوات البرية صدام حفتر، ولآمر «اللواء 128 معزز».

ويعمل «اللواء 128 معزز» بقيادة الزادمة على تأمين الحدود الجنوبية الغربية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب البشر منذ عام 2018.

عصابة لتهريب السلاح من سودانيين وتشاديين ضبطت على الحدود الجنوبية مع ليبيا (رئاسة أركان القوات البرية)
عصابة لتهريب السلاح من سودانيين وتشاديين ضبطت على الحدود الجنوبية مع ليبيا (رئاسة أركان القوات البرية)

وكانت قوات «اللواء طارق بن زياد المعزز» التابع للقيادة العامة، طاردت فلولاً من «المتمردين التشاديين»، داخل الحدود الجنوبية الليبية، خلال أغسطس 2023، وسبق أن نشرت صفحات موالية للجيش مقاطع فيديو تظهر مطاردة قوات «اللواء طارق بن زياد المعزز» من وصفتهم بفلول من «المتمردين التشاديين» داخل الحدود الليبية، ودفعتهم للفرار نحو إنجامينا، في ظل تصاعد ألسنة النيران من العربات المحترقة.

وتقول رئاسة أركان القوات البرية، في بيان إنه بإشراف مباشر من رئيس أركان القوات البرية، تضطلع شعبة الطيران الجوي بالرئاسة «بنشاط مكثف» باستطلاع جوي مع الدوريات الصحراوية في المنطقة الحدودية بين الجزائر والنيجر، المعروفة بمثلث السلفادور. ونوهت إلى أن هذه الجولات الاستطلاعية «تعكس جهود رئاسة أركان القوات البرية في تأمين الحدود، وتعزيز الاستقرار في الجنوب الغربي».

وتوجه وسائل إعلام محلية، أصابع الاتهام لتشادي يدعى محمد الزيني، بأنه يقف مع آخرين وراء عمليات التنقيب عن الذهب على الحدود الليبية. وأفاد تقرير سابق صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بأن ليبيا هي إحدى مناطق استخراج الذهب الحر الرئيسية، وقد اجتذبت آلاف التشاديين.

صدام حفتر خلال اجتماع مع قيادات أمنية في بنغازي (أرشيفية - رئاسة أركان القوات البرية)
صدام حفتر خلال اجتماع مع قيادات أمنية في بنغازي (أرشيفية - رئاسة أركان القوات البرية)

ووفق تقارير لوسائل إعلام تشادية فقد قدّرت اشتغال قرابة 64 ألف تشادي بأعمال تعدين الذهب، وينتجون 8 آلاف و254 كيلوغراماً من الذهب، ومعظمهم يعملون بشكل غير قانوني.

وزار صدام حفتر، تشاد مطلع يونيو (حزيران) 2024 بصفته مبعوثاً من قائد «القيادة العامة»؛ والتقى الرئيس المنتخب محمد إدريس ديبي.


مقالات ذات صلة

«المجلس الرئاسي» الليبي يهاجم «حكومة الاستقرار» ويدعو إلى ميزانية موحدة

شمال افريقيا اجتماع سابق لـ«المجلس الرئاسي» الليبي مع الدبيبة (المجلس الرئاسي)

«المجلس الرئاسي» الليبي يهاجم «حكومة الاستقرار» ويدعو إلى ميزانية موحدة

انتقد المجلس الرئاسي الليبي «تشكيل حكومة موازية عبر السلطة التشريعية، وتقديم المخصصات المالية لها بمعزل عن اللجنة المالية العليا».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا انخفاض جديد للدينار الليبي أمام الدولار (المركزي الليبي)

«الإنفاق الموازي» يبقي الجبهة مستعرة بين غرب ليبيا وشرقها

تسبب الحديث عن «الإنفاق الموازي» للحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي في تسخين الجبهة بين حمّاد والدبيبة، وسط مطالبة قوى سياسية بتشكيل حكومة جديدة واحدة.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا 
عناصر من قوات الأمن الليبي في طرابلس (إ.ب.أ)

مخاوف من «حرب وشيكة» في طرابلس

تبادلت الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا الاتهامات بجرّ البلاد إلى «حرب أهلية وشيكة»، وسط صمت من حكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، فيما استمرت.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا موسى الكوني النائب بـ«المجلس الرئاسي» الليبي (المجلس)

تصريحات الكوني عن «احتلال ليبيا» تثير موجة من الجدل

أثار حديث النائب بـ«المجلس الرئاسي» الليبي بشأن «احتلال» بلده موجة من الجدل في أوساط سياسية.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من قوة الردع بطرابلس غرب ليبيا (قوة الردع)

تحشيدات عسكرية وتبادل اتهامات بين الميليشيات المسلحة بغرب ليبيا

تستمر التحشيدات العسكرية من مدينة مصراتة بالغرب الليبي باتجاه العاصمة طرابلس بشكل لافت، بينما عاد الدبيبة للحديث عن «الإنفاق الموازي» لحكومة حمّاد.

خالد محمود (القاهرة)

«الإفتاء» المصرية ترد على دعوات «الجهاد المسلح» ضد إسرائيل

سيدات فلسطينيات يبكين أقاربهن الذين قُتلوا بالغارات الإسرائيلية في مستشفى «ناصر» بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
سيدات فلسطينيات يبكين أقاربهن الذين قُتلوا بالغارات الإسرائيلية في مستشفى «ناصر» بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT
20

«الإفتاء» المصرية ترد على دعوات «الجهاد المسلح» ضد إسرائيل

سيدات فلسطينيات يبكين أقاربهن الذين قُتلوا بالغارات الإسرائيلية في مستشفى «ناصر» بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
سيدات فلسطينيات يبكين أقاربهن الذين قُتلوا بالغارات الإسرائيلية في مستشفى «ناصر» بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

ردَّت «دار الإفتاء المصرية»، الاثنين، على فتاوى تدعو إلى «وجوب الجهاد المسلح على كل مسلم ضد إسرائيل»، معتبرةً أنها «متسرعة، ودعوة إلى الفوضى والاضطراب والإفساد في الأرض».

وبينما قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف الدكتور أسامة رسلان، لـ«الشرق الأوسط» إنه لم تكن هناك ضرورة للرد على مثل «هذه الفتاوى المشبوهة»، إلا أنه أشاد بعدم تسمية الإفتاء للجهة التي أطلقت الفتوى «حتى لا تقيم لها وزناً»، على حد قوله.

وكان ما يُعرف باسم «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» قد أصدر فتوى في 28 مارس (آذار) الماضي، على موقعه الرسمي عبر الإنترنت دعا فيها إلى «وجوب جهاد الكيان الصهيوني وكل من يشترك معه على الأرض المحتلة في إبادة أهل غزة»، وذلك بـ«التدخل العسكري، وإمداد المجاهدين بالمعدات الحربية والخبرات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية».

وعدَّت الفتوى ذلك «فرضاً متعيناً أولاً على (الفلسطينيين)، ثم على دول الجوار (مصر والأردن ولبنان)، ثم على الدول العربية والإسلامية كافة».

و«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» هو كيان مدرج ضمن قوائم الإرهاب في مصر والسعودية والإمارات والبحرين.

ومساء الاثنين أصدرت دار الإفتاء المصرية بياناً من 6 بنود ردَّت فيه على هذه الفتوى دون ذكر اسم الجهة التي أصدرتها، وتضمَّن البيان أن «دار الإفتاء المصرية اطلعت على ما صدر مؤخراً من دعوات تدعو إلى وجوب الجهاد المسلح على كل مسلم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتطالب الدول الإسلامية بتدخل عسكري فوري وفرض حصار مضاد».

وأضاف البيان: «في إطار مسؤوليتنا الشرعية، وبناءً على قواعد الفقه وأصول الشريعة الإسلامية، تؤكد دار الإفتاء أن الجهاد مفهومٌ شرعيٌّ دقيق، له شروط وأركان ومقاصد واضحة ومحددة شرعاً، وليس من حق جهة أو جماعة بعينها أن تتصدر للإفتاء في هذه الأمور الدقيقة والحساسة بما يخالف قواعد الشريعة ومقاصدها العليا، ويعرِّض أمن المجتمعات واستقرار الدول الإسلامية للخطر».

وأكدت دار الإفتاء أن «دعم الشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة واجب شرعي وإنساني وأخلاقي، لكن بشرط أن يكون الدعم في إطار ما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني، وليس لخدمة أجندات معينة أو مغامرات غير محسوبة العواقب، تجرُّ مزيداً من الخراب والتهجير والكوارث على الفلسطينيين أنفسهم».

وأوضحت أنه «من قواعد الشريعة الإسلامية الغرَّاء أن إعلان الجهاد واتخاذ قرار الحرب والقتال لا يكون إلا تحت راية، ويتحقق هذا في عصرنا من خلال الدولة الشرعية والقيادة السياسية».

وأكدت أن «الدعوة إلى الجهاد دون مراعاة لقدرات الأمة وواقعها السياسي والعسكري والاقتصادي، هي دعوة غير مسؤولة وتخالف المبادئ الشرعية التي تأمر بالأخذ بالأسباب ومراعاة المآلات».

وتعليقاً على فتوى «الاتحاد العالمي»، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف المصرية، الدكتور أسامة رسلان، إن «هذه الفتوى مغرضة ومعلوم دوافعها وأهدافها، وبيان دار الإفتاء فنَّد هذه الأمور من منظور شرعي وواقعي، وإن لم يكن لزاماً الرد على مثل هذه الفتاوى المشبوهة».

وأوضح رسلان: «ليس هناك مَن سينساق وراء مثل هذه الفتاوى المشبوهة، لأن الدعوة إلى الجهاد المسلح تصلح في البلدان التي ينعدم فيها النظام السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي والناس فيها ينتظرون من يُلوّح لهم لفعل شيء ما، وهذا غير حاصل لا في مصر ولا حتى في الدول التي تعاني اضطرابات في المنطقة».

ودعا «أصحاب هذه الفتوى والمقيمين في لندن -إن كانوا صادقين- إلى أن يقوموا فقط بحشد 10 آلاف شخص للتظاهر هناك لنصرة فلسطين، ولن نقول لهم الجهاد المسلح كما يدعون».