نتنياهو يتصدر المشهد الإسرائيلي للمرة الأولى منذ سنتين

على أصداء قرع طبول الحرب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط جنود (أرشيفية - أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط جنود (أرشيفية - أ.ب)
TT

نتنياهو يتصدر المشهد الإسرائيلي للمرة الأولى منذ سنتين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط جنود (أرشيفية - أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط جنود (أرشيفية - أ.ب)

على وقع أصداء قرع طبول الحرب، وفي وقت يتحدث فيه الإسرائيليون عن تمزق أعصابهم بانتظار تنفيذ التهديدات بهجوم من إيران و«حزب الله»، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحزبه «الليكود» ليتصدر المشهد السياسي؛ إذ حصل في آخر استطلاع رأي على نسبة تأييد تعيد إليه مكانة الحزب الأكبر وأقوى المرشحين لتولي رئاسة الحكومة. فيما هبط بيني غانتس رئيس حزب «المعسكر الرسمي»، إلى المرتبة الثانية.

وقد أكد معدّو هذا الاستطلاع الأسبوعي (معهد لازار للبحوث برئاسة د. مناحم لازار وبمشاركة Panel4All.)، الذي تنشره صحيفة «معاريف»، في كل يوم جمعة منذ سنتين، أن هذا الانقلاب ينبع في الغالب من الشعور بأن نتنياهو يستجيب لمشاعر الناس، في الرد الحازم على تهديدات إيران و«حزب الله» واختيار يحيى السنوار رئيسا لحركة «حماس».

ويستدل هذا من نتيجة أخرى للاستطلاع تبين أن نسبة عالية بين الجمهور ترى أن من الصواب أكثر حالياً لدولة إسرائيل في هذه النقطة الزمنية هو الخروج إلى هجوم استباقي على «حزب الله»؛ إذ قال 42 في المائة من الجمهور إنهم يفضلون هذا الهجوم مقابل 48 في المائة يرون أن من الأصوب هو التوجه إلى صفقة لإعادة المخطوفين. فمع أن نسبة المؤيدين للصفقة تزيد على نسبة مؤيدي الحرب، فإن نسبة مؤيدي الحرب العالية كانت كافية لمنح نتنياهو مزيداً من الأصوات تكفي لجعله في الصدارة.

خسر بيني غانتس مكانة الأكثر ملاءمة لمنصب رئيس الوزراء في رأي الإسرائيليين (د.ب.أ)

وبعدما كانت نتائج الاستطلاع تشير دائماً إلى أن الجمهور يرى أن غانتس أكثر ملاءمة لمنصب رئيس وزراء، حصل نتنياهو هذا الأسبوع ولأول مرة على أكثرية (42 في المائة) مقابل 40 في المائة لغانتس.

وأما السؤال: لمن كنت ستصوت لو أن الانتخابات جرت اليوم؟ فجاءت الإجابات على النحو التالي (بين قوسين نتائج الاستطلاع الماضي): «الليكود» 22 مقعداً (21 مقعداً في الأسبوع الماضي)، «المعسكر الرسمي» 20 (22)، «إسرائيل بيتنا» بقيادة أفيغدور ليبرمان 15 (15)، «يوجد مستقبل»، بقيادة يائير لبيد 3 (13)، حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين 10 (10)، «عظمة يهودية» بقيادة إيتمار بن غفير 10 (10)، حزب «الديمقراطيين» اليساري بقيادة يائير جولان 9 (8)، «يهدوت هتوراة» لليهود الأشكناز المتدينين 7 (7)، تحالف «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» و«الحركة العربية للتغيير» بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي 5 (5)، و«القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية» بقيادة النائب منصور عباس 5 (5)، و«الصهيونية الدينية» بقيادة بتسلئيل سموتريتش 4 (4)، ولا يتجاوز نسبة الحسم البالغة 3.25 في المائة كل من حزب «اليمين الرسمي» بقيادة جدعون ساعر (2.5 في المائة)، وحزب «التجمع الوطني» بقيادة النائب السابق سامي أبو شحادة (2.0 في المائة).

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مع قادة من الجيش (أرشيفية - قناة نتنياهو على تلغرام)

وتعني هذه النتائج عملياً أن حزب غانتس خسر هذا السبوع مقعدين؛ أحدهما لصالح «الليكود» ونتنياهو، والثاني لصالح حزب اليسار، الذي تشكل قبل شهرين من اندماج حزب «العمل» مع حزب ميرتس. ولكن هذا التغيير لا يضمن لنتنياهو القدرة على تشكيل حكومة. فالمعسكر الذي يقوده ويتألف من 64 نائباً سيهبط وفق الاستطلاع إلى 53 مقعداً، من مجموع 120. وتبقى للمعارضة 57 نائباً، بالإضافة إلى 10 نواب يمثلون الأحزاب العربية.

والمفترض في هذه الحالة أن تتمكن المعارضة من تشكيل حكومة مع أحد الحزبين العربيين؛ إذ إن النائب منصور عباس كان قد صرح بأنه مستعد لخوض التجربة في التحالف مع المعسكر المضاد لنتنياهو. لكن ليبرمان ولبيد كانا قد أدليا بتصريح عنصري بأنهما لا يوافقان على تشكيل حكومة تستند إلى النواب العرب، فإذا لم يتراجعا عنه ستخسر المعارضة فرصة تولي الحكم، وسيصبح أكبر الاحتمالات إجراء انتخابات ثانية، وحتى تأتي هذه الانتخابات يظل نتنياهو رئيساً للحكومة.


مقالات ذات صلة

تلويح إسرائيلي باغتيال السنوار مع «اقتراب» قواتها من مخبئه في خان يونس

المشرق العربي صورة أرشيفية ليحيى السنوار زعيم «حماس» الجديد (أ.ف.ب)

تلويح إسرائيلي باغتيال السنوار مع «اقتراب» قواتها من مخبئه في خان يونس

بالتزامن مع إعلانها المشاركة في اجتماع مرتقب الخميس المقبل لسد الفجوات أمام اتفاق وقف النار في غزة، أطلقت إسرائيل حملة عالمية لتصنيف «حماس» تنظيماً إرهابياً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي السيارة التي استهدفتها الضربة الجوية الإسرائيلية على مشارف صيدا (رويترز)

مقتل المسؤول الأمني لـ«حماس» بمخيم عين الحلوة في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

قُتل مسؤول أمن حركة «حماس» بمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في غارة إسرائيلية استهدفته بجنوب لبنان، وفق ما ذكره مصدر أمني لبناني.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دمار هائل في خان يونس بجنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)

عائلات فلسطينية تفر من هجوم إسرائيلي جديد على خان يونس

عاودت الدبابات الإسرائيلية التوغل في خان يونس بجنوب قطاع غزة، الجمعة، لتجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح والفرار على امتداد الطرق المزدحمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني يتحدث إلى برويز فتاح، رئيس لجنة «تنفيذ أمر الإمام» والمنسق العام للجيش حبيب الله سياري (موقع خامنئي)

إيران تعيد النظر في خطة الرد... لكنها سترد

بعد 8 أيام من اغتيال إسماعيل هنية، واصلت إيران إطلاق الرسالة ذاتها بشأن «واجب» الرد على إسرائيل، لكن ثمة متغيرات فرضت نفسها على خطة «الانتقام».

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي نقل أحد ضحايا القصف الإسرائيلي إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

جولة مرتقبة و«مقترح نهائي»... هل حان وقت «هدنة غزة»؟

جولة جديدة بشأن «الهدنة» في قطاع غزة، طرحها قادة دول الوساطة مصر وأميركا وقطر، للانعقاد، الأسبوع المقبل؛ لاستئناف المفاوضات التي تراوح مكانها منذ اغتيال هنية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تركيا تعلن اقتراب موعد رفع الحجب عن «إنستغرام»

وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال في مؤتمر صحافي أثناء افتتاح مطار جديد بولاية أضنة جنوب تركيا يوم الجمعة (من حسابه على «إكس»)
وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال في مؤتمر صحافي أثناء افتتاح مطار جديد بولاية أضنة جنوب تركيا يوم الجمعة (من حسابه على «إكس»)
TT

تركيا تعلن اقتراب موعد رفع الحجب عن «إنستغرام»

وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال في مؤتمر صحافي أثناء افتتاح مطار جديد بولاية أضنة جنوب تركيا يوم الجمعة (من حسابه على «إكس»)
وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال في مؤتمر صحافي أثناء افتتاح مطار جديد بولاية أضنة جنوب تركيا يوم الجمعة (من حسابه على «إكس»)

أعلنت تركيا أن المفاوضات الجارية مع شركة «ميتا» بشأن رفع الحجب عن منصة «إنستغرام» لم يتبق فيها سوى بعض التفاصيل، في الوقت الذي أعلنت حجب منصة ألعاب الأطفال «روبلوكس» وسط حالة غضب واسع من المواطنين.

وقال وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو: «إننا نؤيد مواصلة أنشطة منصات التواصل الاجتماعي، نحن ضد الرقابة والقيود المفروضة على المنصات، ولا نعمل بعقلية الحظر». وبينما يستمر حظر الوصول إلى منصة «إنستغرام» في تركيا لأكثر من أسبوع وسط استياء شعبي واسع، أكد أورال أوغلو، في مؤتمر صحافي، الجمعة، أن «الحكومة التركية ليس لديها نهج يقوم على الحظر، هناك ما يصل إلى 60 مليون مستخدم للتواصل الاجتماعي في البلاد، ونحن جميعاً نستخدمها، نحن نعمل على توسيع استخدام هذه الوسائط، بدلاً من اتباع عقلية الرقابة والحظر، لكن منصات التواصل الاجتماعي لا تظهر النهج الديمقراطي الذي نظهره كدولة».

ولفت إلى أن تركيا لديها ما يسمى بـ«قائمة الجرائم» الإلكترونية، التي تضم عقوبات على الترويج لكل ما يمس حساسيات البلاد والمجتمع، سواء إهانة مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، والترويج للإرهاب، أو الاستغلال الجنسي للأطفال، «وعلى أي حال نحن نتابع مدى الالتزام بعدم انتهاك هذه القائمة، ونبلغ عن كل مخالفة باستمرار، ونعمل على حل المشاكل».

في السياق، قال وزير العدل التركي، يلماظ تونتش، إن حجب منصة الألعاب «روبلوكس»، واسعة الانتشار، جاء بسبب أن محتواها قد يؤدي إلى إساءة معاملة الأطفال، لافتاً إلى أن المحكمة فرضت الحظر استناداً إلى تحقيق أجراه الادعاء العام في أضنة بسبب مخاوف تتعلق بالمحتوى الذي قد يؤدي إلى انتهاكات بحق الأطفال.

بالتزامن، فرضت تركيا حظراً على عدد من خدمات تطبيق «في بي إن»، بعدما لجأ إليه مستخدمو «إنستغرام» للوصول إلى المنصة رغم حجبها. وشمل الحظر نحو 30 من الخدمات المجانية للتطبيق.

وسبق للسلطات التركية حجب منصات، مثل «يوتيوب» و«تويتر» (إكس حالياً) و«ويكيبيديا»، في أحداث مختلفة، مثل احتجاجات «جيزي بارك» في إسطنبول عام 2013، ثم محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، أو لأسباب أخرى مثل إهانة أتاتورك، كما في حالة «ويكيبيديا».

كما أقرّت تركيا تشريعات تتعلق بإلزام منصات التواصل الاجتماعي بفتح مكاتب تمثيل لها في البلاد، كما اشترطت لاستمرارها إزالة ما تطلبه السلطات من محتويات تخالف ما يعرف بقانون «قائمة الجرائم»، الذي أقرّ عام 2007، وكذلك دفع ضرائب عن أنشطتها، والالتزام بقوانين وقواعد العمل بالبلاد.