الجيش الإسرائيلي استخدم الشركات السحابية في عملياته بحرب غزة

«غوغل» و«مايكروسوفت» و«أمازون» والذكاء الاصطناعي تحت تصرفه «لإنجاز اغتيال»

«غوغل» تكشف عن رقاقتها الجديدة «Axion» المصممة على وجه الخصوص لخدماتها السحابية ومراكز البيانات (شاترستوك)
«غوغل» تكشف عن رقاقتها الجديدة «Axion» المصممة على وجه الخصوص لخدماتها السحابية ومراكز البيانات (شاترستوك)
TT

الجيش الإسرائيلي استخدم الشركات السحابية في عملياته بحرب غزة

«غوغل» تكشف عن رقاقتها الجديدة «Axion» المصممة على وجه الخصوص لخدماتها السحابية ومراكز البيانات (شاترستوك)
«غوغل» تكشف عن رقاقتها الجديدة «Axion» المصممة على وجه الخصوص لخدماتها السحابية ومراكز البيانات (شاترستوك)

كشف تحقيق أجراه الصحافي يوفال أبراهام لموقع «سيحا مكوميت» اليساري، عن أن الجيش الإسرائيلي الذي كان قد اشترى مساحات كبيرة في مخازن الشركات السحابية «cloud»، استخدمها بشكل كبير وحاسم في عملياته الحربية في غزة، طوال الأشهر السبعة الماضية، ومن الاستخدامات كان تنفيذ اغتيالات

وقال: «إن أحد المدربين العسكريين على استخدام هذه الآليات، أعطى خلال الدورة، مثلاً عن كيفية التعرف من بعيد على شخصية إسماعيل هنية، قبل اغتياله».

كشف التحقيق عن أن التعاون بدأ في عام 2021 عند انطلاق مشروع «نيمبوس» الذي فازت فيه شركتا Amazon AWS وGoogle Cloud، ضمن مناقصة نشرتها الحكومة الإسرائيلية بمبلغ 1.2 مليار دولار. وكان الهدف من المشروع، هو تشجيع الوزارات الحكومية على نقل أنظمة المعلومات الخاصة بها إلى الخوادم السحابية العامة للشركات الفائزة والحصول على الخدمات المتقدمة منها.

وعلى الرغم من أن المنشورات في وسائل الإعلام، أشارت في حينه، إلى أن الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع، سيقومان فقط بتحميل مواد غير سرية على السحابة العامة، في إطار «نيمبوس»، فإنه من الناحية العملية، منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على الأقل، كانت الشركات السحابية الكبرى تبيع خدمات الذكاء الاصطناعي لوحدات «سرية» في الجيش أيضاً، كما يتضح من محادثات مع مصادر أمنية.

مركبة مدرعة خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وقال مصدر استخباراتي لموقع «سيحاه ميكوميت»: «في بداية الحرب، فكر الجيش في نقل نظام استخباراتي كان بمثابة قاعدة لكثير من الهجمات في غزة، إلى خوادم السحاب العامة. ولما كان عدد المستخدمين أكثر بثلاثين مرة (في النظام)، لذا فقد انهار مخدم السحابة. لأن ما يحدث في السحابة هو أنك تضغط على زر وتدفع ألف دولار أخرى في ذلك الشهر، ويصبح لديك عشرة خوادم. وإذا بدأت الحرب، فأنت تدفع مليون دولار، ولديك ألف خادم آخر. هذه هي القوة الكامنة في خدمات السحاب. وهذا هو السبب الذي دفع المسؤولين في الجيش الإسرائيلي إلى العمل مع السحاب الإلكتروني (في أثناء الحرب)».

شعار شركة «أمازون» للتجارة الإلكترونية (أ.ب)

يؤكد التحقيق أنه، وكجزء من شروط المناقصة، قامت الشركتان الفائزتان، «غوغل» و«أمازون»، بإنشاء مراكز بيانات في إسرائيل في عامي 2022 و2023 على التوالي. وفقاً لأناتولي كوشنير، أحد مؤسسي شركة Comm - IT، التي تساعد الوحدات العسكرية، منذ أكتوبر، على الانتقال إلى مخدم السحابة، فإن افتتاح مراكز للكومبيوتر في المناطق الخاضعة لنفوذ إسرائيل «أنشأ بنية تحتية» سهلت على «الأجهزة الأمنية، حتى الأكثر حساسية منها»، تخزين المعلومات في السحابة خلال الحرب، دون خوف من قدرة المحاكم الأجنبية على المطالبة بالمعلومات في حال رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل.

مسيّرة إسرائيلية تحلق فوق حدود غزة في 17 يناير 2024 (أ.ف.ب)

وقال كوشنير لـ«سيحاه ميكوميت»: «خلال الحرب، نشأت احتياجات (في الجيش) لم تكن موجودة (من قبل)، وكان من الأسهل بكثير تنفيذها فوق هذه البنية التحتية، لأن البنية التحتية تابعة لمالك خاص على نطاق عالمي، ويمكن أن تقدم الخدمات، من أبسطها إلى أكثرها تعقيداً». ووفقاً له، خلال الحرب، تم تزويد الجيش بـ«الخدمات الأكثر تقدماً، التي يمكنك أن تتخيل ما الاحتياجات التي يمكنك أن تفعلها ضمنها، وقد تم استخدامها لتلك الاحتياجات».

وقد اعترفت العقيدة راحيلي ديمبينسكي، قائدة وحدة الاستخبارات العسكرية المسؤولة عن البنى التحتية السحابية والحوسبة في الجيش الإسرائيلي، بأنه منذ بداية الحرب، قدمت الشركات السحابية التابعة للشركات الثلاث، «غوغل» و«أمازون» و«مايكروسوفت»، الاحتياجات العسكرية في غزة.

شعارات محرك البحث «غوغل» (أ.ب)

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها ممثلو الجيش علناً أن الجيش يستخدم الخدمات السحابية التابعة للشركات العملاقة. ولكن هذا الاعتراف جاء على خلفية احتجاج موظفي الشركات العملاقة في الولايات المتحدة ضد بيع الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي لإسرائيل، بدعوى أن «النظام الأمني الإسرائيلي يستخدمها لشن هجمات مميتة على الفلسطينيين وانتهاك حقوق الإنسان».

وتتوافق كلمات ديمبينسكي مع التحقيق الذي أجرته «سيحاه ميكوميت» ومجلة «972+»، بناءً على محادثات مع كبار المسؤولين في وزارة الأمن وصناعة الأسلحة الإسرائيلية وشركات السحابة ووكالات الاستخبارات. ورغم أنها لم توضح بالضبط ما الخدمات التي تلقاها الجيش في حرب غزة من شركات السحابة لصالح «تحديث وتجديد قدراته العملياتية»، وادعت أن الجيش لم ينقل المعلومات العملياتية إلى شركات السحابة، فإن التحقيق يكشف عن أن المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها عن سكان غزة مخزنة على خوادم شركة أمازون AWS، وشركة السحابة التابعة لشركة «أمازون»، وأن الشركات السحابية الثلاث زودت الجيش بقدرات وخدمات الذكاء الاصطناعي على نطاق غير مسبوق منذ بداية الحرب.

وقال سبعة من مسؤولي المخابرات الذين خدموا في غزة منذ أكتوبر: «إن التعاون بين الجيش وشركة أمازون AWS وثيق بشكل خاص، وبدأ حتى قبل الحرب؛ حيث تزود شركة السحابة العملاقة شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي بمزرعة خوادم، يتم فيها تخزين المعلومات التي تساعد الجيش في حرب إسرائيل ضد (حماس)».

وقالت مصادر أمنية إن نطاق المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من مراقبة جميع سكان قطاع غزة كبير جداً، بحيث لا يمكن تخزينها على خوادم الجيش. وشهدوا أيضاً أن المعلومات المخزنة في السحابة ساعدت في المصادقة على عدد من هجمات الاغتيال الجوية التي نُفذت في غزة خلال الحرب.


مقالات ذات صلة

السعودية تتوسع في توطين مراكز التقنية

الاقتصاد السعودية تسعى لتعزيز مكانتها بصفتها مركزاً رقمياً عالمياً قائماً على التقنية والابتكار (واس)

السعودية تتوسع في توطين مراكز التقنية

بدأت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية المرحلة الثانية لمبادرة «توطين مراكز التقنية» بعدما شهدت الأولى إطلاق أكثر من 15 مركزاً في 6 مناطق حول البلاد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا وحدة التخزين المحمولة «إكس إس1000» بحجمها الصغير وسعتها الكبيرة

تعرف على أحدث تقنيات الذاكرة فائقة السرعة وعالية السعة في المنطقة العربية

وحدات تخزين محمولة وداخلية للكومبيوترات وأجهزة الألعاب تستهدف اللاعبين ومحرري المحتوى ومن يقوم ببث عبر الإنترنت وذاكرة «سيارات السباقات».

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا يتم إخفاء هذه الرموز الضارة برسائل البريد الإلكتروني أو مواقع الويب الوهمية أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي (شاترستوك)

تزايد الهجمات الاحتيالية باستخدام رموز الاستجابة السريعة (QR codes)

يتم إخفاء هذه الرموز الضارة برسائل البريد الإلكتروني أو مواقع الويب الوهمية أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا دمجت «إتش بي» تدابير الأمان المعززة بالذكاء الاصطناعي معاً كالقياسات الحيوية السلوكية واكتشاف التهديدات التي يقودها الذكاء الاصطناعي (إتش بي)

تعرف على أعلى أداء في العالم لكومبيوتر شخصي يعمل بالذكاء الاصطناعي

إنه الكومبيوتر الشخصي من الجيل الثاني «HP OmniBook Ultra» بعمر بطارية يصل إلى 21 ساعة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «غوغل» تطلق أدوات تحرير الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تطبيق «Google Photos» للجميع مجاناً (غوغل)

إطلاق أدوات تحرير الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي في «صورغوغل»

متاحة مجاناً لجميع المستخدمين

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

واشنطن تعرض 10 ملايين دولار لمعلومات عن هاكرز «الحرس الثوري»

ضباط تابعون للوحدة السيبرانية في «الحرس الثوري» (فارس)
ضباط تابعون للوحدة السيبرانية في «الحرس الثوري» (فارس)
TT

واشنطن تعرض 10 ملايين دولار لمعلومات عن هاكرز «الحرس الثوري»

ضباط تابعون للوحدة السيبرانية في «الحرس الثوري» (فارس)
ضباط تابعون للوحدة السيبرانية في «الحرس الثوري» (فارس)

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تعرض مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن عدد من المسؤولين في «الحرس الثوري» لدورهم في شنّ هجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة.

ونشر برنامج مكافآت من أجل العدالة، التابع للخارجية الأميركية، صور وأسماء الأفراد المتورطين في هذه الهجمات، ملمحاً أن الهجمات تمت بتوجيه من الحكومة الإيرانية، وأن مسؤولي القيادة الإلكترونية السيبرانية لـ«الحرس الثوري» الإيراني قاموا بهذه الهجمات. وهم: حميد هميونفال، وحميد رضا لشكريان، ومهدي لشكريان، وميلاد منصوري، ومحمد باقر شيرينكار، ورضا محمد أمين صابريان، الذين يعملون في وحدة القيادة الإلكترونية السيبرانية في «الحرس الثوري» الإيراني.

وقالت الخارجية الأميركية إن حميد رضا لشكريان يشغل منصب رئيس القيادة الإلكترونية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، وهو أيضاً قائد في «فيلق القدس»، وهي الأداة الأساسية لإيران لدعم الجماعات الإرهابية في الخارج، بحسب بيان الخارجية الأميركية.

وأوضحت أن المسؤولين الآخرين هم أعضاء كبار في لجنة الانتخابات المركزية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ومجموعة القرصنة «CyberAv3ngers» التي انخرطت في عمليات سيبرانية واستخباراتية مختلفة، منها استهداف أنظمة التحكم الصناعية لمرافق المياه والصرف الصحي والطاقة الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتركوا رسالة تقول: «لقد تم احتراقك... تسقط إسرائيل»، كما قامت بشنّ هجمات ضد وحدات التحكم في قطاعات الأغذية والمشروبات والتصنيع والرعاية الصحية الأميركية.

وقد سبق أن أدرجت وزارة الخزانة الأميركية في فبراير (شباط) 2024 المسؤولين الستة على قائمة العقوبات، وقامت بحظر ممتلكاتهم، وحظر التعامل معهم.