سعيد الماروق لـ«الشرق الأوسط»: تسكنني طفولتي ومدينتي وأهلها وأستخدمها في عملي

يحضّر لعمل درامي جديد يعرض على منصة إلكترونية

الماروق وأحمد سعد خلال تصوير أغنيته الجديدة (سعيد الماروق)
الماروق وأحمد سعد خلال تصوير أغنيته الجديدة (سعيد الماروق)
TT

سعيد الماروق لـ«الشرق الأوسط»: تسكنني طفولتي ومدينتي وأهلها وأستخدمها في عملي

الماروق وأحمد سعد خلال تصوير أغنيته الجديدة (سعيد الماروق)
الماروق وأحمد سعد خلال تصوير أغنيته الجديدة (سعيد الماروق)

عندما حمل المخرج سعيد الماروق جائزته التكريمية من مهرجان بيروت الدولي «بياف» لم يكن الأمر جديداً عليه، فقد سبق له أن حصد جوائز عدة في مسيرته المهنية؛ بيد أنه يؤكّد أن الاختلاف الذي يحمله هذا التكريم له، ينبع من ارتباطه بالمدينة. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «يكفي أن هذا المهرجان ابن بيروت وقد أقيم تحت شعار (أنا لبناني). وهذا الشعار يعني لي الكثير، لأنني أعدّ نفسي نموذجاً من أبناء بيروت. فهم عانوا وقاسوا الكثير، ولكنهم كبيروت بقوا منتصبين، لا شيء يستطيع تدمير عزيمتهم».

انطلاقاً من لبنانيته هذه التي يعتز بها، يتطرّق الماروق إلى ذكرياته وتجاربه المهنية.

جائزته التكريمية في مهرجان «بياف» تعني له الكثير (سعيد الماروق)

«حاول كثيرون إيذائي وإنهاء مشواري الإخراجي. لم أعطِ الأمر أهمية واستمررت أشق طريقي بشغف الشباب. فعندما كنت صغيراً لم أكن أملك أياً من الأدوات التي يمكنها أن تسهّل مستقبلي، أو يمكنني أن أستخدمها لأدافع عن نفسي. فعائلتي بظروفها المتواضعة كانت تمثّل لي الأمان. ولأتمكن من تحقيق أحلامي اقتنعت بضرورة السّعي لأتفوّق في دراستي. هذا الأمر ساعدني في مواجهة كل الأزمات والمشكلات التي واجهتني».

إنها القاعدة الذهبية التي يتمسّك بها الماروق منذ بداياته الفنية حتى اللحظة. فالإصرار والحب كانا سلاحه الأقوى ولا يزال يلجأ إليهما في ظروفه الصّعبة ليحصد النجاح. ويعود إلى الحديث عن الجائزة: «لحظة تسلّمي لها تراءى أمامي سعيد الطفل وكل ما مرّ به. فأنا من الأشخاص الذين تسكنهم طفولتهم ومدينتهم وشوارعها وأهلها. وجميعها ترافقني في خطواتي وأستخدمها في عملي والأسلوب الذي أعتمده فيه. شعار (أنا لبناني) زوّدني بمشاعر القوة، فشعرت كأن الفضاء لا يكفيني. ورغبت في لفظ (أنا لبناني) بصرخة عالية تصل إلى العالم».

أدواته في الدفاع عن نفسه يختزلها بالسعي والجهد (سعيد الماروق)

نجاحات كثيرة ومتتالية حققها الماروق في مشواره الفني. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الأحلام لا تفارقه. «لم أتنبه للأمر قبل هذا الحديث. وهناك أحلام كثيرة تراودني. أشعر بأن طاقة هائلة تسكن أعماقي. أطمح في مزيد من الانتشار وإلى جرعات مشاهدة أكبر من الناس».

يقول إن رحلته إلى كوبا خلال تصويره مسلسل «الدولة العميقة» فتح أمامه آفاقاً واسعة. «لا أزال حتى الساعة أتلقى اتصالات من هناك. والكوبيون تفاعلوا مع فني ومع رؤيتي الإخراجية».

ينشغل الماروق حالياً في التحضير لإخراج مسلسل جديد من نوع الرعب. ويوضح: «سيُعرض على إحدى المنصات الإلكترونية. يتألّف من 4 حلقات مدة الواحدة منها نحو 55 دقيقة. أدرس هذه الخطوة بتأنٍ كبيرٍ. فهي تحتاج تقنيات متطورة وفريقاً محترفاً. وقصة العمل تحمل مزيجاً ما بين الرومانسية والحب والرّعب. الموضوع جديد على عالمنا العربي. لا يمرّ مرور الكرام على مشاهد الرعب بل يدخل في صميمه».

ويتناول المسلسل قصة انتقام امرأة من حبيبها، تلجأ إلى فكر شيطاني لتنفّذ رغبتها. «إنني أتخطّى كل ما سبق وقُدّم عربياً في هذا الإطار. ويتضمن مشاهد تقطع الأنفاس. التحدي صعب، ولكنني متحمسٌ جداً لمواجهته بطريقتي. وأتمنى أن يحرز العمل فرقاً على صعيد الإنتاج الدرامي التلفزيوني».

مؤخراً انتهى الماروق من تصوير كليب أغنية «سعودي وأسمر» للمغني المصري أحمد سعد، صوّرت مشاهده في مدينة كان الفرنسية، وهو يواكب جمالية فصل الصيف وأجوائه الحلوة.

وفي الحديث عن صناعة الكليبات الغنائية يملك الماروق رأيه الخاص، «أدرك تماماً أن الكليب لم يعد يملك تأثيره السابق نفسه على المشاهد. فزمن الـ(ريلز) على وسائل التواصل الاجتماعي بدّل مفاهيم كثيرة. وأعتقد أنه يحتاج اليوم إلى حملات أكبر تسهم في تعزيز مكانته. وعلى شركات الإنتاج باختلافها المساهمة بذلك لتوحّد تألق الصورة».

ويشير إلى أن التقنيات المؤمّنة لمخرج الكليب الغنائي تطورت بشكل سريع؛ يقول: «في أيامنا وفي أول بداياتنا الإخراجية كانت غائبة تماماً؛ ولم نكن نستطيع حتى التفرج على لقطة ما أثناء تصويرها. وكان كل اتكالنا على ذهننا وذاكرتنا، أمّا اليوم فقد اختلفت أدوات الإخراج، وهناك مواهب إخراجية تلفتني. ولا أذيع سرّاً حين أقول إن بعضها يستفزني وأغار من أسلوبه الذّكي. فالشباب أينما وجدوا يشكّلوا فرقاً، والحياة مركّبة من أجيال متتالية. والصورة في رأيي هي لغة مخاطبة لا بدّ أن تتبدل بين جيل وآخر».

يستعد لتصوير مسلسل رعب (سعيد الماروق)

يشجّع الماروق كل شخص يملك أفكاراً جميلة بترجمتها على أرض الواقع؛ «لا يهم أن نفكر فقط، بل أن ننفذّ أفكارنا؛ وإلا فما الفائدة منها؟ وعلى من يملك مثل هذه الأفكار أن يحدّد خطواته، وأن يبادر إلى تحقيقها فعلياً كي لا تسقط في الفراغ».

يؤكد الماروق أن كثيراً من الناس انطلق بإمكانات خجولة. «في حين لو انطلقت من مركز قوة كهوليوود مثلاً، لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، ولكنت أُصبت بالإحباط في بلد مثل كوبا لا إمكانات كبيرة مؤمنة فيه».

وتسأل «الشرق الأوسط» الماروق عمّا إذا لبنان ضاق عليه بعد توسع مشروعاته، فيرد: «في عينيّ هو من أكبر البلدان وأجملها في العالم؛ ولكنه في المقابل صغيرٌ بالفرص المهنية التي يمكنه أن يوفرها لأبنائه. ومع الأسف هناك من يتجنبني في بلدي ويستبعد التعاون معي. لا أعرف السبب الحقيقي. بعضهم يشيع بأني أستغرق وقتاً طويلاً في التصوير. ولكن الأمر هذا ليس صحيحاً بتاتاً. فمسلسل (الدولة العميقة) صورته خلال 47 يوماً. وكذلك الأمر مع مسلسل (دور العمر). من السّهل إطلاق الشائعات عليّ، بيد أن كواليس العمل تكذّبهم».


مقالات ذات صلة

تساؤلات حول موافقة الرقابة المصرية على فيلم «المُلحد»

يوميات الشرق فيلم «المُلحد» تم الإعلان عن عرضه منتصف الشهر المقبل (الشركة المنتجة)

تساؤلات حول موافقة الرقابة المصرية على فيلم «المُلحد»

بعيداً عن الضجة التي أثارها الإعلان عن قرب عرض الفيلم المصري «المُلحد»، أثار متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات حول موافقة الرقابة على اسم الفيلم.

انتصار دردير (القاهرة )
سينما فيلم «ديدبول آند وولفرين» يكتسح شباك التذاكر بإيرادات بلغت 205 ملايين دولار في الولايات المتحدة وكندا (رويترز)

«ديدبول آند وولفرين» يحقق إيرادات محلية تبلغ 205 ملايين دولار مع طرحه بدور العرض

قالت شركة «والت ديزني» الموزعة لفيلم «ديدبول آند وولفرين»، الأحد، إن الفيلم الذي أنتجته شركة «مارفل» اكتسح شباك التذاكر خلال مطلع الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق صابرين مع أحمد حاتم (الشركة المنتجة)

برومو فيلم «المُلحد» يفجّر جدلاً في مصر

فجّر فيلم «المُلحد» جدلاً في مصر، بعد ساعات من طرح الشركة المنتجة الإعلان الترويجي الخاص به (البرومو).

رشا أحمد (القاهرة)
سينما روبرت داوني جونيور يعلن عودته إلى أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين (أ.ب)

روبرت داوني جونيور يعلن عودته إلى أفلام «مارفل»

أعلن الممثل الحائز جائزة أوسكار، روبرت داوني جونيور، عودته إلى أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين، وذلك خلال حدث كان منتظراً ضمن ملتقى «كوميك كون».

«الشرق الأوسط» (سان دييغو (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة.

داليا ماهر (القاهرة)

كيف تتعامل مع الرسائل المزعجة في العمل؟

الناس يتحدثون بأسلوب أكثر حدة عند تعرضهم لضغوط في العمل (أ.ف.ب)
الناس يتحدثون بأسلوب أكثر حدة عند تعرضهم لضغوط في العمل (أ.ف.ب)
TT

كيف تتعامل مع الرسائل المزعجة في العمل؟

الناس يتحدثون بأسلوب أكثر حدة عند تعرضهم لضغوط في العمل (أ.ف.ب)
الناس يتحدثون بأسلوب أكثر حدة عند تعرضهم لضغوط في العمل (أ.ف.ب)

تعد الرسائل المزعجة مشكلة شائعة في العمل، حيث تعتمد أغلب المؤسسات على التواصل المكتوب عبر البريد الإلكتروني أو تطبيقات مثل «سلاك».

ويقول ناثان بولينغ، أستاذ علم النفس بجامعة «سنترال فلوريدا»، الذي تركز أبحاثه على كيفية تأثير ظروف العمل المجهدة على الموظفين، لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية، إن سبب الانزعاج لأننا لا نتمكن من رؤية الشخص الموجود خلف الشاشة، ولا تعبيرات وجهه، مما يؤدي لحدوث سلوكيات مزعجة مثل استخدام السلوك الفظ عند التواصل ما يؤدي إلى الغضب.

ولفت إلى أن لحظات الانزعاج الصغيرة هذه قد لا تكون بسيطة، لأنها تصبح في النهاية عبئاً، مما يؤدي إلى عدم الرضا الوظيفي، أو مشكلات جسدية، مثل الصداع.

من الصعب معرفة ما يجب فعله عندما تشعر بعدم الارتياح في العمل (رويترز)

وعرضت الشبكة نصيحتين من بولينغ ومؤسس شركة «بومونت» التي تقوم بتدريب الموظفين الجدد وتأهيلهم، ميكا ماير، للتعامل مع الرسائل المزعجة في العمل.

1. تقديم أمثلة ملموسة للسلوك المزعج

نصح ماير بأنه إذا كان التواصل في مكان عملك يعتمد على المقابلات والرسائل الإلكترونية، لكن السلوك المزعج يحدث عبر «سلاك» أو البريد الإلكتروني، فحاول التحدث إلى هذا الشخص المزعج بطريقة غير رسمية، أثناء الغداء أو تناول القهوة، واعرض عليه نماذج للرسائل المزعجة، وأوضح له أنها تثير المشاكل واطلب منه عدم تكرارها، وبهذه الطريقة يمكنك معالجة المشكلة بفاعلية، بدلاً من مهاجمة زميلك في العمل.

2. تحدث عن الأمر مع الزملاء الآخرين

اقترح بولينغ عرض الرسائل المزعجة على الزملاء الذين تثق فيهم في فريق العمل للتأكد من أنها مزعجة فعلاً، لأن في بعض الأحيان يتم إرسال رسالة بشكل سريع دون مراعاة صياغتها التي قد يعدها البعض مزعجة، أو قد يكون لدى زملائك التجربة نفسها مع هذا الشخص، مما يسمح لك بالمضي قدماً ومعالجتها مع فريقك، ويمكنك القيام بذلك عن طريق تصعيد الأمر إلى مديرك والتعبير عن ضيقك، وفي كلتا الحالتين، ليس عليك ذكر الأسماء على وجه التحديد.