تجدد القصف المدفعي على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال إقليم دارفور (غرب السودان)، الاثنين، لثالث يوم على التوالي، واستهدف بشكل مباشر الأسواق والأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
يأتي هذا التصعيد المفاجئ بعد أكثر من أسبوعين على تراجع الاشتباكات بين الجيش وحلفائه من الفصائل المسلحة من جهة؛ و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى.
هذا الفيدو يوثق مشاهد قصف قوات RSF لمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور الفاشر، محاول هروب المدنين من منازلهم والسوق، استهداف معتمد للمدنين، هذا انتهاك واضح للقانون الدولي، تدعوا الي المحاسبة. pic.twitter.com/l8KGJFsBMq
— Darfur Victims Support (@dvs2030) July 28, 2024
وقال مقيمون في المدينة لــ«الشرق الأوسط» إن نزوح المواطنين يزداد بسبب القصف العشوائي الذي أدى لارتفاع أسعار السلع، وتوقف الخدمات العلاجية جراء خروج المرافق الطبية عن العمل. وأضافوا: «نقص مياه الشرب والغذاء يدفع كثيراً من أهالي المدينة إلى مغادرتها للمناطق الآمنة».
وأفاد تقرير من الأمم المتحدة، الاثنين، بمقتل وإصابة 97 مدنياً على الأقل في هجوم على مستشفى ومناطق سكنية وسوق للماشية في مدينة الفاشر خلال اليومين الماضيين.
يا ناس الفاشر الزحيف جايك ومصبروا pic.twitter.com/ZuiLKBkcP8
— عبدو ابن الباديه (@HotaHota1073165) July 29, 2024
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، في بيان: «أشعر بحزن عميق إزاء هذه الهجمات المروعة على المدنيين والبنية التحتية المدنية مثل المستشفيات والشقق والأسواق». وأضافت أنه ينبغي، على الإطلاق، ألا تكون البنية التحتية المدنية هدفاً.
وأعلنت أن الأمم المتحدة «تدين بشدة هذه الهجمات العشوائية»، معربة عن عميق تعازيها للأسر التي فقدت أحباءها.
ووفق سلامي، فقد «فاجأ الحادث الذي وقع في الفاشر كثيراً من المدنيين؛ حيث شهدت المدينة هدوءاً نسبياً لنحو أسبوعين، مما مكن الأسواق من إعادة فتح أبوابها واستئناف كثير من الأسر كسب عيشها».
وذكرت في البيان أن «استئناف سبل العيش والأنشطة الاقتصادية الأخرى، والوصول الإنساني دون عوائق، وزيادة التمويل الإنساني، كلها أمور بالغة الأهمية للسودان لتجنب التهديد الوشيك بالمجاعة».
ووفق البيان، فإن السودان يواجه «أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في تاريخه، حيث يعاني أكثر من نصف سكانه من الجوع الحاد».
كما يواجه أكثر من 8 ملايين ونصف المليون شخص مستويات طوارئ من الجوع (التصنيف المرحلي المتكامل الرابع)، في حين يعيش أكثر من 755 ألف شخص في ظروف كارثية (التصنيف المرحلي المتكامل الخامس) في دارفور الكبرى وجنوب وشمال كردفان والنيل الأزرق والجزيرة والخرطوم.