بن غفير يُعلن عن تغيير الواقع في الأقصى

نتنياهو وقادة الأحزاب الحريدية يحرّمون الصلاة في الحرم القدسي الشريف

مستوطنون يقتحمون الأقصى (أرشيفية - وفا)
مستوطنون يقتحمون الأقصى (أرشيفية - وفا)
TT

بن غفير يُعلن عن تغيير الواقع في الأقصى

مستوطنون يقتحمون الأقصى (أرشيفية - وفا)
مستوطنون يقتحمون الأقصى (أرشيفية - وفا)

أعلن وزير الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية، إيتمار بن غفير، الأربعاء، عن تغيير منظومة الأمر الواقع التي فرضتها حكومات إسرائيل منذ احتلالها القدس.

وقال، في المؤتمر الذي بادر إليه بمناسبة ما يسمى «عودة إسرائيل إلى جبل الهيكل (أي الأقصى)»، ومع أن هذه المنظومة تحرّم صلاة اليهود في المكان، قال بن غفير متباهياً: «أنا المستوى السياسي، والمستوى السياسي يسمح بصلاة اليهود في جبل الهيكل».

وعُدّ هذا التصريح محاولةً لإحراج رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، الذي يقوم بزيارة ذات حساسية بالغة للولايات المتحدة، ما دفع مساعديه في واشنطن لنشر تعقيب على أقوال بن غفير، جاء فيه: «الوضع الراهن في جبل الهيكل لم يتغيّر ولن يتغيّر».

وأعلن بن غفير، خلال المؤتمر المذكور الذي عُقد في الكنيست، أن «جبل الهيكل (المسجد الأقصى) يمرّ بتغيير، نحن جميعاً نفهم ما أتحدث عنه، ما يجب أن يقال بهدوء سيتم قوله بهدوء».

وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير داخل المسجد الأقصى 17 يوليو الحالي (أ.ف.ب)

وتابع: «أنا كنت في جبل الهيكل، صلّيت في جبل الهيكل، نحن نصلي في جبل الهيكل، دائماً كانوا يقولون لي (إن المستوى السياسي يعارض، المستوى السياسي يرفض)، أنا المستوى السياسي الذي يسمح بصلاة اليهود في جبل الهيكل».

وأضاف بن غفير أنه «لا يزال هناك الكثير لإصلاحه، والكثير من الأهداف التي يتم التوجه نحو تحقيقها، ولا تزال هناك جميع أنواع النقاط وجميع أنواع المناطق التي يتعرض فيها اليهود للتمييز». على حد تعبيره.

وتابع: «هذه عنصرية، لا يوجد أي سبب لعدم فتح جبل الهيكل (المسجد الأقصى) أمام اليهود، على مدار 24 ساعة، طوال أيام الأسبوع، ولا يوجد أي سبب لعدم السماح لليهود بالصعود إلى جبل الهيكل أيام السبت، جميع مناطق جبل الهيكل ستكون مفتوحة لليهود».

متظاهر بالقرب من فندق ووترغيت بواشنطن ضمن احتجاجات تستبق كلمة بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأربعاء (إ.ب)

وزير الدفاع، يوآف غالانت، عقّب على تصريحات بن غفير بالقول: «يجلس في الحكومة الإسرائيلية شخص مريض بإشعال الحرائق، ويحاول إشعال الشرق الأوسط».

وأضاف غالانت أنه يعارض أي مفاوضات لإدخاله إلى كابينت الحرب، «فهذا سيسمح له بتطبيق مخططاته».

وفي صفوف الأحزاب الحريدية، تنصّل وزير الداخلية، موشيه أربيل، وهو متديّن من قادة حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، من تصريحات بن غفير، قائلاً إن «الكفر الكبير الذي ارتُكب لا يمكن أن يمر بهدوء، إن حظر الصعود إلى جبل الهيكل هو موقف جميع حاخامات إسرائيل الكبار منذ أجيال».

فلسطينيون في محيط المسجد الأقصى في عيد الأضحى يونيو الماضي (رويترز)

وكتب رئيس اللجنة المالية في الكنيست، موشيه غافني، وهو من قادة كتلة «يهدوت هتوراة»، للأشكناز المتدينين، على حسابه في منصة «إكس»، أن «الصعود إلى جبل الهيكل ينطوي على حظر صارم، أطالب رئيس الوزراء بعدم السماح بتغيير الوضع الراهن في جبل الهيكل، وإذا حدثت تغييرات فيجب أن تكون بإغلاق جبل الهيكل في وجه اليهود؛ لأنه أمر محرّم».

يُذكَر أن بن غفير اقتحم الأقصى 5 مرات منذ تعيينه وزيراً في الحكومة الإسرائيلية، كان آخرها في مطلع الأسبوع رفقة مجموعة من المستوطنين، من جهة باب المغاربة، بحماية قوات كبيرة جداً من رجال الشرطة الإسرائيلية والمخابرات، وخلال اقتحامه المسجد الأقصى دعا إلى مواصلة الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إن على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ألا يستسلم أمام أي صفقة لإعادة الرهائن.

وإلى جانب بن غفير، اقتحمت مجموعات من المستوطنين من جهة باب المغاربة ساحات المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال، وتركّزت الاقتحامات قبالة المسجد القبلي، وفي الساحات الشرقية للمسجد.


مقالات ذات صلة

عمليات هدم إسرائيلية لأبنية في القدس الشرقية تثير قلق فلسطينيين وناشطين وحكومات

المشرق العربي عمليات هدم إسرائيلية لمبانٍ في القدس (أرشيفية)

عمليات هدم إسرائيلية لأبنية في القدس الشرقية تثير قلق فلسطينيين وناشطين وحكومات

نفّذت إسرائيل عمليات هدم لمبان في حي بالقدس الشرقية يقع بالقرب من بعض أهم الأماكن المقدسة في المدينة، ما أثار قلق السكان الفلسطينيين إضافة إلى ناشطين وحكومات.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شؤون إقليمية رجال شرطة إسرائيليون يعتدون الخميس على عنصر أمني فرنسي عند مدخل مجمع «إليونا» الديني في القدس (أ.ف.ب)

تحذير فرنسي شديد اللهجة لإسرائيل بشأن القدس

حذر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إسرائيل من تكرار واقعة دخول قوات أمن إسرائيلية إلى المواقع التي تديرها في القدس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عقب إلغاء زيارته المقرّرة لمجمّع «الإيليونة» في القدس (أ.ف.ب)

ماذا نعرف عن ممتلكات فرنسا في القدس الشرقية وإسرائيل؟

خيّم إشكال دبلوماسي جديد بين إسرائيل وفرنسا على زيارة وزير الخارجية الفرنسي، بعد دخول عناصر من الشرطة الإسرائيلية «دون إذن» لموقع ديني في القدس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو متوسطاً وزير الداخلية الفلسطيني زياد الريح ومحافظة رام الله ليلى غنام خلال زيارة لحي في رام الله هاجمه مستوطنون إسرائيليون وأضرموا فيه النار يوم 7 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

«حادث دبلوماسي» يفاقم توتر العلاقات بين تل أبيب وباريس

تسببت الشرطة الإسرائيلية بـ«حادث دبلوماسي» جديد مع فرنسا التي أدانت محاولة الدخول بالسلاح ومن غير إذن إلى موقع ديني في القدس تمتلكه فرنسا ومولجة بحمايته.

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية «نطاق الإيليونة» بالقنصلية الفرنسية العامة في القدس 20 مارس 2018 (أ.ف.ب)

فرنسا ستستدعي سفير إسرائيل بعد المشكلة الدبلوماسية في القدس

تخلَّل خلاف دبلوماسي بين فرنسا وإسرائيل، زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى القدس، الخميس، بعد دخول أفراد «مسلحين» من الشرطة الإسرائيلية كنيسة تديرها باريس.

«الشرق الأوسط» (القدس)

تقرير: إسرائيل لا ترى إمكانية التفاوض مع «حماس» إلا بعد الاتفاق مع «حزب الله»

صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)
صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)
TT

تقرير: إسرائيل لا ترى إمكانية التفاوض مع «حماس» إلا بعد الاتفاق مع «حزب الله»

صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)
صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)

قال أحد أعضاء فريق التفاوض لعائلات الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس»، خلال اجتماع هذا الأسبوع، إن التفاوض بشأن الرهائن الإسرائيليين تقلَّص منذ تعيين يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع، وفق ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن تقرير لـ«القناة 12» العبرية.

ووفق التقرير، سألت عائلات الرهائن عن ادعاء كاتس، للصحافيين، بأن تقدماً حدث في المحادثات، بعد أن وافقت «حماس» على التنازل عن مطلبها بالتزام إسرائيلي مسبق بإنهاء الحرب، في جزء من صفقة الرهائن.

ورد على مفاوض الرهائن بأن ادعاء كاتس غير دقيق، وأن موقف «حماس» من إنهاء الحرب لم يتغير، وقال المفاوض إنها لا تزال على استعداد للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار على مراحل، والذي جرت مناقشته منذ مايو (أيار) الماضي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يعارض إنهاء الحرب مقابل الرهائن.

وأفادت «القناة 12» أيضاً بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن التوصل لاتفاق مع «حماس» لن يكون ممكناً إلا بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله».

وقال مسؤول للشبكة إن الأمل هو أن يؤدي الاتفاق الأخير إلى إحراز تقدم في الاتفاق الأول.