مصر تحوّل مقلب قمامة إلى إحدى أكبر حدائق الشرق الأوسط

على مساحة 500 فدان في قلب القاهرة التاريخية

جانب من حديقة الفسطاط التاريخية (رئاسة مجلس الوزراء المصري)
جانب من حديقة الفسطاط التاريخية (رئاسة مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تحوّل مقلب قمامة إلى إحدى أكبر حدائق الشرق الأوسط

جانب من حديقة الفسطاط التاريخية (رئاسة مجلس الوزراء المصري)
جانب من حديقة الفسطاط التاريخية (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

تحوّلت مساحة 500 فدان في منطقة الفساط بالقاهرة التاريخية من مكبٍ للنفايات والقمامة إلى واحدة من أكبر الحدائق في الشرق الأوسط، بعد افتتاح مشروع «حديقة تلال الفسطاط»، السبت، ضمن خطة مصرية لزيادة المساحات الخضراء في قلب العاصمة.

ويتضمن المشروع 8 مناطق تتنوع مداخلها بعدد من البوابات الحديثة والتاريخية والحدائقية، مع التركيز على الأبعاد التاريخية لمنطقة الفساط عبر مختلف العصور المصرية القديمة والقبطية والإسلامية والحديثة، وإعادة الاعتبار للسياحة الدينية والثقافية في المنطقة التي يجري العمل على تنميتها منذ عام 1989 حين افتُتحت المرحلة الأولى.

أمام البوابة الرئيسية للمشروع تقع «المنطقة الثقافية»، وبها محور رئيسي يطلّ على المتحف القومي للحضارة المصرية، وتحيط به مجموعة من الساحات تضم أنشطة ثقافية ومطاعم وخدمات متنوعة.

ووصف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال جولته التفقدية لحدائق تلال الفسطاط، المشروع، بأنه «يمثل أحد المشروعات المحورية، ويمكن من خلاله رؤية لوحة فنية غاية في الجمال تضمّ معظم معالم القاهرة التاريخية».

وأوضح رئيس الجهاز المركزي للتعمير، اللواء محمود نصار، أن «الحديقة تضمّ منطقة التلال والوادى، وتنقسم إلى 3 تلال متباينة الارتفاع يقطعها ممر مائي، وتتدرج في مجموعة من المصاطب تبدأ من حافة الممر المائي وتنتهي حتى قمة التلة، بحيث تطل قمة التلال على المشروع والمنطقة المحيطة وقلعة صلاح الدين وترى الأهرامات».

مشروع حديقة تلال الفسطاط (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

وأضاف محمود نصار في تصريحات صحافية أن «تلة القصبة المقامة على مساحة 13 ألف م2، تضم فندقاً سياحياً، ومباني خدمية، ومواقف سيارات، وبحيرة صناعية، ومدرجات ومناطق جلوس مطلة على الشلال، وكوبري مشاة، وكافيتريا، وشلالاً، في حين تضمّ (تلة الحدائق التراثية) مدرجات ومباني للزوار، ومطاعم، وحدائق متنوعة، ومناطق للمطاعم والاحتفالات والترفيه».

ويجري العمل في «تلة الحفائر»، حسب نصار، لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية، واكتشاف وإظهار أول عاصمة إسلامية لمصر، مدينة الفسطاط القديمة، لتصبح المنطقة مزاراً أثرياً سياحياً ثقافياً متكاملاً بمساحة 47 فداناً.

من جهته، يرى المهندس فؤاد سراج الدين، خبير مشروعات إنشاء الحدائق وتنسيقها، أن «مشروع الفسطاط يعدّ مدينة كاملة بما يتضمنه من مساحات خضراء ومسارح، ومناطق تراثية ومشاريع ثقافية، وما يمثّله من جذور حضارية تربط المصريين بتراثهم»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «مساحة الحديقة (500 فدان) تضعها ضمن أكبر حدائق العالم، وتجعلها بمثابة رئة تتنفس منها مناطق كثيرة محيطة بها».

وأشار سراج الدين إلى أن «مشروع حديقة الفسطاط لا تكمن أهميته في المساحات الخضراء التي يتضمنها فقط، لكنه يمثل أيضاً قيمة تاريخية مهمة».

وتضم حديقة تلال الفسطاط المنطقة الاستثمارية التي تُطلّ على بحيرة عين الحياة، ومطاعم عديدة، ومراكز تجارية، وجراجات، إضافة إلى المسرح الروماني والنافورة المائية، والبحيرات، والزراعات، وكذا منطقة الأسواق، لتنشيط السياحة وتنشيط الحرف اليدوية والتراثية، وأعمال الزجاج، والسيراميك، والشّمع، والغزل والنسيج.

جانب من حديقة الفسطاط يطلّ على بحيرة عين الحياة (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

وتساهم المساحات الخضراء في الحد من ظاهرة التغيرات المناخية والحفاظ على الغابات والمساحات الخضراء القائمة حالياً وزيادتها، حسب كلام المهندس حسام محرم، مستشار وزير البيئة الأسبق، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «كثيراً من دول العالم تنفّذ مشروعات ضخمة للتوسع في زراعة الأشجار والمساحات الخضراء والغابات الصناعية، فضلاً عن الجهود الحثيثة للحفاظ على الغابات الطبيعية الموجودة بالفعل».

ولفت حسام محرم إلى مبادرات شرق أوسطية لزراعة مليارات الأشجار في الإقليم العربي، وعلى المستوى المحلي أيضاً دُشنت كثير من المبادرات الرسمية والأهلية لتنفيذ مشروعات تستهدف نشر المساحات الخضراء في أماكن مختلفة، من بينها المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة.


مقالات ذات صلة

للمرة الأولى منذ حريق 2019... أجراس كاتدرائية «نوتردام» في باريس تُقرع مجدداً (صور)

يوميات الشرق أحد الأجراس التي تبرعت بها لجنة تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس سيتم تثبيتها في كاتدرائية نوتردام قبل إعادة افتتاحها (إ.ب.أ)

للمرة الأولى منذ حريق 2019... أجراس كاتدرائية «نوتردام» في باريس تُقرع مجدداً (صور)

دقت الأجراس الثمانية لبرج الجرس الشمالي لكاتدرائية نوتردام في باريس، التي تستعد لإعادة فتحها في 7 ديسمبر (كانون الأول)، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (باريس)
سفر وسياحة الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» في لندن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق طعم التجربة يتغيَّر (أ.ب)

سخرية من رمي النقود في «مسبح البلدية» البديل لنافورة تريفي

تهدف الخطة إلى إقامة ممرّ مرتفع يسمح للزوار بإلقاء نظرة فاحصة على النصب التذكاري، الذي سيُستخدم أيضاً وسيلةً لقادة المدينة لمراقبة تدفُّق السياح قبل فرض رسوم.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي جزء من قلعة بعلبك الأثرية في لبنان (رويترز)

معالم أثرية لبنانية تعرضت للدمار جراء القصف الإسرائيلي (إنفوغراف)

تتعرض العديد من المعالم الأثرية في لبنان لخطر التدمير وسط اشتداد القصف الإسرائيلي على البلاد منذ أكثر من شهر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر جوائز مهرجان «أثر» للإبداع

«SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)
«SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)
TT

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر جوائز مهرجان «أثر» للإبداع

«SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)
«SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

تصدّرت وكالة الخدمات الإبداعية والإعلانية (SRMG Labs)، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، مهرجان «أثر» للإبداع، الأكبر من نوعه في مجال التسويق الإبداعي بالمملكة، وحصدت 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها.

ونالت الوكالة 5 جوائز ذهبية في 5 فئات مختلفة، وجائزة سادسة تقديراً لدورها الريادي في المنطقة.

وحازت «صوت العلم» النصيب الأكبر من الجوائز خلال المنافسة، وهي مبادرة أُطلقت قبل عامين تزامناً مع احتفالات اليوم الوطني السعودي، بالتعاون مع «مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة»؛ بهدف تمكين ذوي الإعاقة السمعية من الإحساس بنغمات النشيد الوطني، عبر تقنية لمس مدمجة بنسيج العلم.

وتمثَّلت الجوائز التي نالتها مبادرة «صوت العلم» في أفضل حملات «في اليوم الوطني»، و«مبتكرة»، و«غير ربحية»، و«تمكين» و«من أجل مستقبل السعودية».

ونالت الوكالة تكريماً خاصاً عن حملة «الملاعب المطبوعة» التي أطلقتها لصالح صحيفة «الرياضية» بالتزامن مع يوم الصحة العالمي.