ارتفاع حالات بتر الأطراف في غزة مع انعدام العلاج الملائم

ارتفاع حالات بتر الأطراف في غزة خاصة عند الأطفال 27 يونيو 2024 (أسوشيتيد برس)
ارتفاع حالات بتر الأطراف في غزة خاصة عند الأطفال 27 يونيو 2024 (أسوشيتيد برس)
TT

ارتفاع حالات بتر الأطراف في غزة مع انعدام العلاج الملائم

ارتفاع حالات بتر الأطراف في غزة خاصة عند الأطفال 27 يونيو 2024 (أسوشيتيد برس)
ارتفاع حالات بتر الأطراف في غزة خاصة عند الأطفال 27 يونيو 2024 (أسوشيتيد برس)

لا يستطيع الأطباء في غزة فعل كثير لتخفيف أوجاع صهيب خزيق، البالغ من العمر 3 سنوات، جراء إصابته بشظية تسبّبت في بتر ساقه من فوق الركبة في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، خلال الحرب في قطاع غزة التي تحصد يومياً مزيداً من الجرحى الأطفال مبتوري الأطراف.

يقول والده، البالغ من العمر 31 ربيعاً، لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»: «إن صهيب يتألم، وبحاجة إلى مسكنات وتركيب طرف اصطناعي خارج غزة».

ووفق الأب علي خزيق، الذي يوجد مع ابنه في المستشفى الأهلي في غزة حيث يتلقى العلاج: «فقد أصيب صهيب في السادس من شهر ديسمبر من عام 2023 بشظية صاروخ في القدم اليمنى، وخضع لعملية بتر من فوق الركبة».

ارتفاع حالات بتر الأطراف في غزة خاصة عند الأطفال 27 يونيو 2024 (رويترز)

ويشير خزيق إلى أن منزل العائلة في حي تل الهوى دمّر بالكامل، ما اضطره إلى النزوح إلى منزل أقاربه في حي الدرج، في حين نزحت زوجته وبناته إلى جنوب قطاع غزة.

وبالنسبة للأطباء في قطاع غزة، ونظراً لنقص الأدوية والإمدادات الطبية منذ اندلاع الحرب، فإن إجراء عمليات بتر للأطراف هو الحل لعلاج هذا النوع من الإصابات، في ظل انعدام العلاج الملائم، ما أدى إلى ارتفاع حالات البتر.

الأربعاء، أعلن المفوّض العام لـ«الأونروا»، فيليب لازاريني، أن الحرب الدائرة في قطاع غزة تؤدي إلى فقدان 10 أطفال ساقاً أو ساقين كل يوم.

وأضاف: «10 أطفال في اليوم، يعني حوالي 2000 طفل بعد أكثر من 260 يوماً من هذه الحرب الوحشية».

ويقول المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل: «إن تصريحات لازاريني واقعية».

ويضيف: «في كل عملية استهداف تنتشل الطواقم عدداً من الأطفال، بينهم أطفال إما مبتورو الأرجل، وإما الأيدي».

ويتابع: «في كثير من الأحيان نخرج الأطفال (من تحت الركام) عبارة عن أشلاء».

ويعدّ البتر الخيار الوحيد المتاح، كما أنه يجري في ظروف غير مناسبة.

ويقول طبيب جراح في المستشفى الأهلي لـ«وكالة الأنباء الفرنسية»: «تمر علينا لحظات لا يكون التخدير متوافراً، فنلجأ إلى البتر من أجل إنقاذ حياة المواطنين».

ويؤكد الطبيب، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه: «أن ذلك يسبب ألماً شديداً».

ووفق الطبيب: «يومياً، هناك استهداف للأطفال والكبار والنساء، ويتعرضون لبتر الأرجل أو الأيدي».

لا أمل

اندلعت الحرب إثر شنّ «حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية» (حماس) هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) أسفر عن مقتل 1195 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لـ«وكالة الأنباء الفرنسية» تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية، أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ 37765 شخصاً في قطاع غزة، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وإلى جانب نقص الأطراف الاصطناعية المناسبة لاستبدال تلك المبتورة، فإن قطاع غزة يخضع لحصار مشدد لا يسمح بدخول المعدات الطبية.

ويقول علي خزيق: «إن شاء الله تفتح المعابر، ويعالج صهيب خارج غزة، المستشفيات هنا لا علاج ولا دواء».

ويوضح الطبيب الجراح «كيف أن الوضع الطبي صعب مع خروج مستشفيات شمال قطاع غزة عن الخدمة بسبب الاستهداف المباشر من قبل الجيش الإسرائيلي».

عائلة فلسطينية تودع طفلها المصاب قبل خروجه من قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم 27 يونيو 2024 (أسوشيتيد برس)

أما آلام مروة أبو زايدة فتبدو مضاعفة، إذ خسرت رجلها اليسرى، في حين فقد ابنها ناصر (8 سنوات) يده اليسرى في قصف صاروخي استهدف منزلهما في مايو (أيار) الماضي.

وتقول أبو زايدة (40 عاماً) وهي تحتضن ابنها في المستشفى الأهلي: «لدينا حروق متفرقة و(إصابات) بشظايا في مختلف أنحاء الجسم».

وتضيف: «لا نجد مسكنات حتى. نشعر بالقلق من عملية التغيير على الجرح بسبب الألم».

وتأمل الأم أن تنتهي الحرب، أو أن يستأنف معبر رفح عمله، للتمكُّن من تلقي العلاج في الخارج.

وتقول: «أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن يفتح المعبر (رفح) ويقدموا لنا تسهيلات لنستطيع السفر ونركّب أطرافاً، ونمارس حياتنا بشكل طبيعي».

طفل فلسطيني مصاب يصل إلى مستشفى الأقصى لتلقي العلاج إثر هجوم إسرائيلي على منزل عائلة نصر في مخيم المغازي وسط قطاع غزة 24 يونيو 2024 (د.ب.أ)

ووفق بشار مراد، من الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، فإن عمليات الإجلاء الطبي ضرورية ولكنها نادرة حتى لأولئك المرضى الذين يعانون مرض السرطان.

ويقول: «لا يوجد علاج للسرطان في غزة، لا يمكننا تقديم العلاج الكيميائي أو الإشعاعي داخل القطاع».

ويضيف: «القطاع الصحي في غزة انهار بالكامل، هناك 25 ألف حالة تحتاج إلى السفر خارج القطاع لتلقي العلاج».

وبالنسبة للأب خزيق لا شيء يبعث على الأمل.


مقالات ذات صلة

تجمدوا حتى الموت... البرد يودي بحياة 3 أطفال في غزة

المشرق العربي تسبب القصف الإسرائيلي على غزة في استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني أكثر من نصفهم نساء وأطفال (رويترز)

تجمدوا حتى الموت... البرد يودي بحياة 3 أطفال في غزة

توفي 3 أطفال فلسطينيين في الساعات الـ48 الماضية بسبب البرد الشديد، حيث قال الأطباء إنهم تجمدوا حتى الموت أثناء وجودهم في مخيمات غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رجلان يسيران أمام جدار مغطى بصور لرهائن إسرائيليين في غزة (أ.ف.ب)

تقرير: الإجراءات العسكرية الإسرائيلية كان لها «تأثير على قتل حماس» 6 رهائن

كشف تحقيق عسكري نُشر، اليوم الثلاثاء، عن أن أنشطة للجيش الإسرائيلي كان لها «تأثير» على قرار «حماس» قتل ستة رهائن في غزة في أغسطس (آب).

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية امرأة تظهر أمام صور لرهائن إسرائيليين في غزة (رويترز)

فريق تفاوض إسرائيلي يعود من قطر لإجراء «مشاورات داخلية» بشأن الرهائن

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن فريق تفاوض إسرائيلياً سيعود إلى إسرائيل، مساء اليوم، من قطر لإجراء «مشاورات داخلية» بشأن صفقة الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أطفال من غزة (أ.ف.ب)

إسرائيل تتخذ إجراءات أوسع لتعزيز قواتها تحضيراً لإقامة أطول في غزة

يخشى سكان جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون خصوصاً من عدم القدرة على العودة إلى منازلهم وبقاء القوات الإسرائيلية لفترة طويلة حتى لو تم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (غزة)
خاص حثّّت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي لاعتماد قواعد ملزمة قانوناً بشأن منظومات الأسلحة ذاتية التشغيل (الصليب الأحمر)

خاص «الصليب الأحمر»: الوضع في غزة مروّع... ولن نكون بديلاً لـ«أونروا»

في المرحلة الانتقالية التي تمر بها سوريا، تؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أهمية التمسك بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، باعتبارهما حجر الزاوية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«اليونيفيل»: قلقون إزاء استمرار تدمير إسرائيل للمناطق السكنية جنوب لبنان

آلية عسكرية تتبع قوات «اليونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آلية عسكرية تتبع قوات «اليونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

«اليونيفيل»: قلقون إزاء استمرار تدمير إسرائيل للمناطق السكنية جنوب لبنان

آلية عسكرية تتبع قوات «اليونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
آلية عسكرية تتبع قوات «اليونيفيل» في بلدة الخيام بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

أكدت قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، اليوم الخميس، أن «أي أعمال تهدد وقف الأعمال العدائية الهش يجب أن تتوقف».

وقالت «اليونيفيل»، في بيان، «تستمر (اليونيفيل) في حثّ الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد، ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 بوصفه مساراً شاملاً نحو السلام»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأضافت: «هناك قلق إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكاً للقرار 1701»، مشيرة إلى أن «(اليونيفيل) تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بينما تقوم بتسريع جهود التجنيد وإعادة نشر القوات إلى الجنوب».

وأكدت «اليونفيل» أن البعثة مستعدة للقيام بدورها في دعم البلدين في الوفاء بالتزاماتهما وفي مراقبة التقدّم، ويشمل ذلك «ضمان خلو المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان و(اليونيفيل)، فضلاً عن احترام الخط الأزرق».

ودخل قرار وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ فجر 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتخرق إسرائيل الاتفاق منذ سريانه بشكل يومي.