في صيف العام 2023، تقدم كل من الشابين المصريين أحمد بركات ومحمد دعدور، بأوراقهما إلى شركة شحن ملاحي، معروفة في دمياط المصرية؛ فاختارت لهما الشركة الصعود للعمل على أحد مراكبها، ويحمل اسم RAPTOR، وذلك في شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
في ذلك الوقت، لم يعلم الشابان أن المركب كان قد عاد لتوه من رحلة مشبوهة في البحر الأسود، كما لم يخطر في باليهما أن يصبحا رقمين يضافان إلى عداد ضحايا «تجارة الموت» للسفن والقوارب المتهالكة، التي لاحقت «الشرق الأوسط» ممراتها وتفاصيلها المشبوهة منذ أشهر.
في ميناء الإصلاح، ظل أفراد الطاقم 35 يوماً يعملون لتغطية عيوب المركب بالطلاء، فيما بقيت الفجوات ظاهرة وعصية على الإصلاح، كما أظهرت صورٌ نشرها أهالي الطاقم. وأظهرت صور محادثات حصرية أن «مركب الملح به ثقوب كثيرة وشرخ كبير»، وأن أحد البحارة سعى للهروب قبل الإبحار.
ومع الإبحار من ميناء الدخيلة بالإسكندرية إلى إسطنبول، تغير اسم المركب إلى ROVANA رافعاً علم جزر القمر، لتبدأ رحلة مشبوهة راح ضحيتها 14 بحاراً، رصدتها «الشرق الأوسط» عبر شهادة بركات الناجي الوحيد، ومحادثات دعدور التي نجت دونه، بالصوت والصورة.